سلسبيل
04-01-2006, 10:43 AM
بدأت قبل خمسة قرون وأصبحت تقليدا عالميا
01/04/2006 بيروت ـ سوزان إبراهيم
هذا العام يستقبل لبنان شهر أبريل كما اعتاد أن يستقبله في تلك الحقبة الكئيبة التي شهدت الحرب اللبنانية، حيث كان اللبنانيون يتبارون في نسج أكاذيب من وحي تلك الفترة في يوم الكذب العالمي. والكذبة المرشحة لتحتل صدارة أكاذيب الأول من أبريل ستكون حتما عن سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة، أو ربما استقالة رئيس الجمهورية. واللبنانيون بدأووا بالاستعداد باكرا هذا العام لتركيب المقالب، علهم ينسون بعضا من قلقهم وإحباطهم، ويتسلون باختلاق أكاذيب في عصر قد تصبح فيه التسلية كذبة كبيرة.
فكيف بدأت كذبة الأول من أبريل، وكيف عممت لتصبح مناسبة يتبارى فيها الناس في خلق المقالب واختراع الروايات المثيرة، والغلبة لمن ينطلي كذبه على الآخرين؟
أصل كذبة الأول من أبريل غير واضح تماما، والتقليد لم يعم العالم ويصبح معروفا إلا في القرن الثامن عشر، حيث شاع في إنكلترا وامتد إلى مستعمراتها كافة فيما بعد، أما فرنسا فعرفت هذا التقليد في القرن السادس عشر.
وتقول بعض المصادر إن هذا التقليد هندي الأصل، إذ كانت الهند تحتفل بعيد 'الهولي' في 31 مارس من كل عام، حيث كان الناس يتفننون في خداع بعضهم البعض على سبيل المزاح والتسلية.
سمكة أبريل
أما فرنسا فكانت تحتفل بعيد رأس السنة في الأول من أبريل، حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، وعندما تقرر أن يكون الأول من يناير بداية السنة عام 1546م، استمر الناس في تبادل الهدايا في الأول من أبريل، ويقال إن الكذبة بدأت من هنا.
ويروى أن دوق دو لورين، هرب مع زوجته من سجن 'نانت' الفرنسي حيث كان معتقلا لأسباب سياسية، وبينما كانا يغادران المدينة متنكرين بلباس الفلاحين، تعرفت إليهما إحدى النساء وأبلغت الشرطة، فاعتقد الشرطي أن الأمر لا يعدو كونه كذبة الأول من أبريل، ولم يأخذ كلام المرأة على محمل الجد، وفر الدوق مع زوجته، ولم يعترضهما أحد. واللافت أن الفرنسيين يطلقون على هذا التقليد اسم 'سمكة أبريل'، وقد تراوحت التفسيرات واختلفت لتحديد سر تلك السمكة.
ويبدو أن لتلك التسمية علاقة وطيدة بفترة الصيام لدى المسيحيين، حيث يحظر عليهم تناول كل أنواع اللحوم بما فيها السمك، وكان عيد الفصح يطل كل عام مع بداية أبريل، حيث كان السمك أفضل هدية يجري تبادلها، خصوصا أن صيد السمك في تلك الفترة كان ممنوعا، لأن شهر أبريل هو الشهر الذي تضع فيه الأسماك بيوضها.
والبعض يقول أن كلمة 'سمكة' أو 'بواسون' بالفرنسية، حرفت عن كلمة 'باسيون' التي تعني العذاب، وهي تشير إلى عذابات المسيح في أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية، الذي يصادف في شهر أبريل.
ويحكى أن مجلة 'دريك' الإنكليزية نشرت خبرا عن سباق للحمير في إحدى ساحات لندن، ودعت جميع الإنكليز لحضورها، وجاء بعضهم من مناطق بعيدة لكنهم فوجئوا بخلو الساحة، وعلقت المجلة بقسوة في اليوم التالي على المزحة، بوصفها من جاؤوا لحضور السباق ب'الحمير'.
مزاح ثقيل
قد يتخطى المزاح أحيانا حدوده المقبولة ويصبح مدعاة للسخرية من الآخرين، وهنا يكمن الفارق بين المزاح والكذب.
اعتادت وسائل الإعلام اللبنانية، والتلفزيونية منها على وجه الخصوص، على إطلاق دعابات على سبيل المزاح، فقبل عشرة أعوام، قامت المؤسسة اللبنانية للإرسال عبر نشرة أخبارها بإذاعة نبأ عاجل عن اقتراب صحون فضائية من الأرض، وتحديدا من لبنان، ولم يشك أحد حينها في أن ثمة مزحة في الأمر، لأن كذبة أبريل لم تكن حينها معممة في وسائل الإعلام. وظلت النشرة تتابع التطورات بشكل دراماتيكي إلى أن أعلنت أن الأمر لا يعدو كونه مزحة. وكانت المزحة حينها موفقة، لكن المحطة لم توفق قبل عامين، حين أعلنت في ملحق إخباري عن العثور على بن لادن في منزل أحد الوزراء في طرابلس، إذ أثار الأمر الكثير من البلبلة في أوساط اللبنانيين حتى بعد الكشف عن 'المزحة'.
وأحيانا يقع البعض ضحية كذبته، فقد نشرت مجلة 'الكواكب' المصرية العام الماضي خبر زواج الفنانة هيفاء وهبي بالملحن حلمي بكر، ثم عادت ووضحت في عدد لاحق أن الخبر هو كذبة الأول من أبريل، لكن إحدى الصحف اللبنانية نقلت الخبر حرفيا عن المجلة، ونسبته إلى نفسها قبل أن تكتشف اللعبة. ورفعت هيفاء دعوى قضائية ضد الجريدة لعدم مصداقيتها في التحري عن مصادر معلوماتها.
آخر إشاعة
آخر إشاعة في لبنان أن الوزير السابق الياس المر طلق زوجته للزواج بالفنانة نانسي عجرم، ونفي الإشاعة التي لم يصدقها أحد سيكون في نهاية يوم الكذب العالمي.
اليوم يستقبل اللبنانيون مناسبة يكون الكذب فيها متاحا، لكن هل ستشارك المحطات اللبنانية هذا العام في نسج مزحات قد تكون ثقيلة؟
الجواب حتما هذه الليلة علما أن معظم الدول التي تحتفل بالمناسبة، تعتبر أن الكذب متاح حتى فترة الظهيرة، وبعدها ينقلب السحر على الساحر.
01/04/2006 بيروت ـ سوزان إبراهيم
هذا العام يستقبل لبنان شهر أبريل كما اعتاد أن يستقبله في تلك الحقبة الكئيبة التي شهدت الحرب اللبنانية، حيث كان اللبنانيون يتبارون في نسج أكاذيب من وحي تلك الفترة في يوم الكذب العالمي. والكذبة المرشحة لتحتل صدارة أكاذيب الأول من أبريل ستكون حتما عن سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة، أو ربما استقالة رئيس الجمهورية. واللبنانيون بدأووا بالاستعداد باكرا هذا العام لتركيب المقالب، علهم ينسون بعضا من قلقهم وإحباطهم، ويتسلون باختلاق أكاذيب في عصر قد تصبح فيه التسلية كذبة كبيرة.
فكيف بدأت كذبة الأول من أبريل، وكيف عممت لتصبح مناسبة يتبارى فيها الناس في خلق المقالب واختراع الروايات المثيرة، والغلبة لمن ينطلي كذبه على الآخرين؟
أصل كذبة الأول من أبريل غير واضح تماما، والتقليد لم يعم العالم ويصبح معروفا إلا في القرن الثامن عشر، حيث شاع في إنكلترا وامتد إلى مستعمراتها كافة فيما بعد، أما فرنسا فعرفت هذا التقليد في القرن السادس عشر.
وتقول بعض المصادر إن هذا التقليد هندي الأصل، إذ كانت الهند تحتفل بعيد 'الهولي' في 31 مارس من كل عام، حيث كان الناس يتفننون في خداع بعضهم البعض على سبيل المزاح والتسلية.
سمكة أبريل
أما فرنسا فكانت تحتفل بعيد رأس السنة في الأول من أبريل، حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، وعندما تقرر أن يكون الأول من يناير بداية السنة عام 1546م، استمر الناس في تبادل الهدايا في الأول من أبريل، ويقال إن الكذبة بدأت من هنا.
ويروى أن دوق دو لورين، هرب مع زوجته من سجن 'نانت' الفرنسي حيث كان معتقلا لأسباب سياسية، وبينما كانا يغادران المدينة متنكرين بلباس الفلاحين، تعرفت إليهما إحدى النساء وأبلغت الشرطة، فاعتقد الشرطي أن الأمر لا يعدو كونه كذبة الأول من أبريل، ولم يأخذ كلام المرأة على محمل الجد، وفر الدوق مع زوجته، ولم يعترضهما أحد. واللافت أن الفرنسيين يطلقون على هذا التقليد اسم 'سمكة أبريل'، وقد تراوحت التفسيرات واختلفت لتحديد سر تلك السمكة.
ويبدو أن لتلك التسمية علاقة وطيدة بفترة الصيام لدى المسيحيين، حيث يحظر عليهم تناول كل أنواع اللحوم بما فيها السمك، وكان عيد الفصح يطل كل عام مع بداية أبريل، حيث كان السمك أفضل هدية يجري تبادلها، خصوصا أن صيد السمك في تلك الفترة كان ممنوعا، لأن شهر أبريل هو الشهر الذي تضع فيه الأسماك بيوضها.
والبعض يقول أن كلمة 'سمكة' أو 'بواسون' بالفرنسية، حرفت عن كلمة 'باسيون' التي تعني العذاب، وهي تشير إلى عذابات المسيح في أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية، الذي يصادف في شهر أبريل.
ويحكى أن مجلة 'دريك' الإنكليزية نشرت خبرا عن سباق للحمير في إحدى ساحات لندن، ودعت جميع الإنكليز لحضورها، وجاء بعضهم من مناطق بعيدة لكنهم فوجئوا بخلو الساحة، وعلقت المجلة بقسوة في اليوم التالي على المزحة، بوصفها من جاؤوا لحضور السباق ب'الحمير'.
مزاح ثقيل
قد يتخطى المزاح أحيانا حدوده المقبولة ويصبح مدعاة للسخرية من الآخرين، وهنا يكمن الفارق بين المزاح والكذب.
اعتادت وسائل الإعلام اللبنانية، والتلفزيونية منها على وجه الخصوص، على إطلاق دعابات على سبيل المزاح، فقبل عشرة أعوام، قامت المؤسسة اللبنانية للإرسال عبر نشرة أخبارها بإذاعة نبأ عاجل عن اقتراب صحون فضائية من الأرض، وتحديدا من لبنان، ولم يشك أحد حينها في أن ثمة مزحة في الأمر، لأن كذبة أبريل لم تكن حينها معممة في وسائل الإعلام. وظلت النشرة تتابع التطورات بشكل دراماتيكي إلى أن أعلنت أن الأمر لا يعدو كونه مزحة. وكانت المزحة حينها موفقة، لكن المحطة لم توفق قبل عامين، حين أعلنت في ملحق إخباري عن العثور على بن لادن في منزل أحد الوزراء في طرابلس، إذ أثار الأمر الكثير من البلبلة في أوساط اللبنانيين حتى بعد الكشف عن 'المزحة'.
وأحيانا يقع البعض ضحية كذبته، فقد نشرت مجلة 'الكواكب' المصرية العام الماضي خبر زواج الفنانة هيفاء وهبي بالملحن حلمي بكر، ثم عادت ووضحت في عدد لاحق أن الخبر هو كذبة الأول من أبريل، لكن إحدى الصحف اللبنانية نقلت الخبر حرفيا عن المجلة، ونسبته إلى نفسها قبل أن تكتشف اللعبة. ورفعت هيفاء دعوى قضائية ضد الجريدة لعدم مصداقيتها في التحري عن مصادر معلوماتها.
آخر إشاعة
آخر إشاعة في لبنان أن الوزير السابق الياس المر طلق زوجته للزواج بالفنانة نانسي عجرم، ونفي الإشاعة التي لم يصدقها أحد سيكون في نهاية يوم الكذب العالمي.
اليوم يستقبل اللبنانيون مناسبة يكون الكذب فيها متاحا، لكن هل ستشارك المحطات اللبنانية هذا العام في نسج مزحات قد تكون ثقيلة؟
الجواب حتما هذه الليلة علما أن معظم الدول التي تحتفل بالمناسبة، تعتبر أن الكذب متاح حتى فترة الظهيرة، وبعدها ينقلب السحر على الساحر.