المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفتي مصر يتراجع عن فتوى بتحريم التماثيل في البيوت إثر حملة انتقادات غاضبة



زوربا
03-30-2006, 08:29 AM
العالم اعتبرها ترسخ ثقافة الجاهلية.. وحسني وصفها بأنها تفتقد ذكاء العصر

القاهرة: مروة مجدي


أعادت فتوى أطلقها الدكتور علي جمعه مفتي مصر بتحريم تزيين المنازل بالتماثيل إلى ذاكرة المثقفين والكتاب المصريين ما قامت به ـ منذ سنوات ـ حركة طالبان في أفغانستان بهدم تمثالين لبوذا والاستنكار العالمي الذي صاحب ذلك آنذاك.
استند المفتي في فتواه إلى الحديث الشريف الذي أورده البخاري ومسلم «أن الملائكة لا تدخل بيتا به كلاب أو صور»، وجدد جمعه تمسكه بفتواه في ندوة عقدت الثلاثاء الماضي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حول «الشريعة والإرهاب» مشيرا إلى أن هناك فتاوى لمفتين سابقين تحرم التماثيل ومنهم الشيخ هريدي والدكتور نصر فريد واصل وكذلك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق.

وأكد جمعة في الندوة تحريم التماثيل استناداً إلى أن الرأي الغالب لدى الأئمة هو تحريم التماثيل، مشيراً إلى أن هناك رأياً ضعيفاً بعدم تحريمها.

وفي برنامج تلفزيوني حاول جمعة مساء أول من أمس (الثلاثاء) إمساك العصا من الوسط والتخفيف من وطأة فتواه، وما أثارته من غضب وانتقادات بخاصة في أوساط الكتاب والمثقفين، وقال ما خلاصته أن هناك آراء تحرم التماثيل وأخرى تبيحها ونحن نأخذ بفكرة الإباحة مبررا ذلك بأنه الحل الأمثل للخروج من الخلاف وضرورة التعايش مع مقتضيات الظروف التي يفرضها الواقع.

وفي معرض رده على فتوى المفتي أكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري وهو فنان تشكيلي أن التمثال صورة مجسمة وإذا تم تحريمه فمعنى ذلك تحريم الصور، وينسحب ذلك على كل أشكال ومفردات الفن وعلى الصور التي تنشرها الصحف والمجلات للشخصيات وغيرها.

ونوه حسني إلى أن التمثال قيمة فنية وهو في الأساس يجسد نوعا من المحاكاة لما خلقه الله سبحانه وتعالى، كما أن تماثيل الشخصيات التاريخية مثل سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد علي وغيرهم صنعت لتمجيد بطولاتهم في ذاكرة الشعوب.

وأشار وزير الثقافة إلى أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي استند إليه المفتي في فتواه كان المقصود به تحريم تماثيل الجاهلية التي كانت تستخدم للعبادة ولا ينسحب على تماثيل العصر الحالي الذي تصنع بغرض الفن وتمجيد شخصيات أثرت في تاريخ شعوبها.

وطالب فاروق حسني بأن تتسم الفتوى بذكاء العصر مشيرا إلى أن المفتي رجل متفتح وأنا أكن له كل الاحترام.

واستغرب المفكر المعروف محمود أمين العالم فتوى المفتي وقال: لن أرد على مثل هذه الفتوى التي تندرج في ثقافة الجاهلية، أنا مندهش كيف يصدر هذا عن رجل تعلم في فرنسا وأعرف أنه مستنير ومتفتح ومحب للحياة، إن التماثيل لها قيمة فنية كبيرة، وهي ركن أساسي في كل الحضارات التي شكلت وعي الإنسانية.

وقال الفنان والناقد التشكيلي عز الدين نجيب صاحب كتاب «فجر التصوير المصري الحديث» : فتوى الدكتور علي جمعه تحيلني إلى مفارقة مؤلمة، وهي هذا الفرق بين مفتي الديار المصرية في عام 1905 الإمام محمد عبده ومفتيها في عام 2006 الدكتور علي جمعة، فبعد أكثر من مائة عام نتراجع عن فتوى محمد عبده عندما تعرض لهذا الموضوع والذي أباح النحت والتماثيل وحسم الخلاف بشأنها على أساس أن الدافع للتحريم قد انقضى بالقضاء على عبادة الأصنام والتشبه بالخالق.

وأشار عز الدين إلى فتوى محمد عبده كانت معتمدة على أن الإسلام قد استقر على وجدانية الله وتنزيهه عن الشرك به، بل يمضي إلى أبعد من ذلك، فقال الإمام محمد عبده :إن التصوير نوع من الشعر، والشعر نوع من التصوير، وأن كليهما يرتفع ويسمو بروح الإنسان للتسبيح بالخالق سبحانه، وأن به تقربا إلى الله، وفيه معرفة بسمو مخلوقاته». ويضيف عز الدين: إلى هذا الحد كان الإمام محمد ينظر إلى الفنون بهذه النظرة الراقية وسواء كانت في المنازل أو خارجها.

ووصف عز الدين نجيب فتوى المفتي بأنها رجعية وتجاوزها فكر العالم بما في ذلك المسلمين في الدول الأصولية المتشددة مثل إيران التي تحتفي الآن بالفنون الجميلة بما فيها التصوير والنحت ناهيك عن السينما.

وأضاف عز الدين أن هذه الفتوى وأمثالها تذكرنا بعصور الظلام في القرون الوسطى، ولا حاجة للمجتمع من قريب أو بعيد إليها.

ويتفق الكاتب سامي خشبة نائب رئيس مجلة «الثقافة الجديدة» مع رأي عز الدين نجيب وقال: لست فقيها، ولكن الإمام محمد عبده سبق ما يحدث في عصرنا قبل مائة عام حيث أفتى بجواز صناعة التماثيل وتحرير الفن من النظرة التي ربطت بينه وبين عبادة الأوثان وبخاصة في مرحلة ما قبل الإسلام.

وأضاف خشبة: كيف تصدر مثل هذه الفتوى، وإن نظرة بسيطة للتاريخ الإسلامي تؤكد أن ازدهار الدولة وبخاصة في أواخر الدولة الطولونية حتى الفاطمية أرتبط بازدهار الفن، فهناك الكثير من الرسوم للطيور والحيوانات وكل سلاطين بني عثمان المعروفين بأنهم «سنيون متشددون» في الكثير من متاحف العالم باسطنبول في تركيا وفي إيطاليا ومتحف الفن الإسلامي بمصر.

yasmeen
04-05-2006, 01:16 AM
كاتب بالاهرام يتهم المفتى باعتناق فكر حركة طالبان


المصريون - صبحي عبدالسلام


كتب عبدالعظـيم درويش تحت عنوان "أطفئوا الشمس‏...‏ واذبحوا الأبقار‏!!‏ " معلقا على الفتوى التى اصدرها الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية والتى اكد فيها على تحريم اقتناء المسلم للتماثيل فى بيته وهو ما اعتبره عبد العظيم درويش امرا غير مقبول بل انه تمادى فى هجومه على المفتى واتهمه باعتناق فكر حركة طالبان الافغانية وزاد درويش فى هجومه وتهكمه على الفتوى الصادرة عن المفتى بان طالب بذبح الابقار حتى لا يعبدها الناس كما يفعل الهندوس وحجب ضوء الشمس حتى لايفتن بها بعض المسلمين ويعبدونها من دون الله والعياذ بالله وكتب درويش يقول " لندفن تراثنا الثقافي‏...‏ نهدم الأهرامات‏..‏ ننسف أبوالهول‏..‏ نحطم تماثيل الفراعنة وغيرها لمن نعتبرهم روادا في الثقافة والفن والسياسة‏،‏ فكلها دليل علي وثنيتنا وإصرارنا علي الشرك بالله‏!!‏ ويجب أن نتطهر منها مثلما فعلت الطالبان بتراث أفغانستان الحضاري‏!!‏

واضاف درويش " السطور تلك الصادمة هي ماينطبق علينا من وجهة نظر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الذي إن صح مانسبته الصحف إليه من فتوي تحريم صنع واقتناء التماثيل لكانت اكبر اهانة يوجهها مرجع ديني ذو ثقل ووزن فضيلة المفتي لكل مسلم ومسلمة‏!!‏
واذا كان المجتمع بمثقفيه ومتعلميه يغفر لبعض شيوخ الزوايا فتاواهم التي تماليء دوما الرأي العام للفت الانظار إليهم بحثا عن إعجاب العامة من ذوي المستويات التعليمية والثقافية المحدودة‏..‏ فما هو عذر فضيلة المفتي؟‏!‏

وقال درويش " يبدو أن قضايا الإسلام والمسلمين قد انتهت تماما ولم يعد هناك منها غير مايتعلق بكيفية الدخول إلي الحمام أو الخروج منه بالقدم اليمني أو اليسري‏..‏ أو تلك التي توضح كيفية وضوء الفتيات والسيدات قبل أو بعد تلوين اظافرهن بالمانيكير‏!!..‏ ولتذهب قضايا تطوير الخطاب الديني وكيفية تقديم انفسنا إلي الآخر وإدارة حوار مع مختلف الحضارات أو تلك التي تستهدف منها إعادة تصحيح صورة الإسلام أمام الغرب إلي الجحيم‏،‏ فهي لا تستحق حتي مجرد التوقف عندها لثوان معدودة‏!!‏

ويعلق الكاتب قائلا " لا أعرف أي مناسبة تلك التي دفعت فضيلة المفتي إلي اصدار فتواه هذه التي كانت تصح في الايام أو الشهور أو حتي السنوات الاولي من ظهور الإسلام خوفا من ارتداد البعض عنه‏،‏ أما وقد مضي علي ظهور الإسلام نحو‏15‏ قرنا من الزمان فلم يعد من المنطق أو العقلانية أن نقول إن من يقتني تمثالا يعد من كفار قريش وان تحريمه ينطلق من أنه ربما يعبده في يوم من الايام‏!!‏

اذا كانت عظمة الاسلام تنطلق من أنه دين لإعمال العقل والمنطق وانه يقوم علي التفكير فأي منطق هذا الذي يربط بين اقتناء مسلم ـ في القرن السادس عشر بعد ظهور الإسلام والحادي والعشرين ميلاديا ـ تمثالا لاينفع ولايضر وبين الخوف من ارتداده‏!!‏

واذا كان هناك خوف من ارتداد المسلم ـ بسبب تمثال يشتريه الآن ـ فكان من الاولي بعمرو بن العاص عندما فتح مصر في عام‏22‏ هجريا ـ أي بعد‏22‏ عاما فقط من ظهور الإسلام ـ أن يحطم تلك التماثيل والمعابد الفرعونية وليس بعد مرور أكثر من‏1400‏ عام‏!!‏

واذا كان هناك من الشعوب من لايزال يعبد البقرة أو الشمس فبنفس منطق الفتوي فانه يجب علينا أن نطفيء نور الشمس ونذبح الابقار خشية علي مسلمينا من الفتنة أن تنتقل اليهم تلك العدوي والعياذ بالله‏!!‏