المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استقالة الرجل الذي همس في أذن بوش يوم 11 سبتمبر



لمياء
03-29-2006, 10:54 AM
http://www.asharqalawsat.com/2006/03/29/images/news.355456.jpg


جوش بولتون يحل مكان أندرو كارد كبير موظفي البيت الأبيض


واشنطن: محمد علي صالح


يشبه أندرو كارد، كبير موظفي البيت الأبيض الذي استقال أمس، رئيسه جورج بوش الابن في أكثر من مجال. كانا رجلي أعمال قبل أن يصبحا سياسيين. ودرسا في جامعات الشمال الشرقي، بوش في جامعة ييل، وكارد في جامعة هارفارد. وولدا في ولايات الشمال الشرقي، بوش في كونيتيكت، وكارد في ماساتشوسيتس. وهما ينتميان، ربما، لهذا التطابق الى ما يعرف بالمؤسسة الشمالية الشرقية التي تعتبر نفسها أعلى ثقافة وحضارة من بقية الولايات الاميركية. ولد بوش وكارد في ولايتين متجاورتين، وبفارق سنتين تقريباً، (سيحتفل بوش، الأكبر سنا، بعيد ميلاده الستين بعد أربعة أشهر)، وسارا على نهجي والديهما:

تربيا تربية شبه ارستقراطية، ثم أصبحا رأسماليين، ثم تحولا الى سياسيين «لرد الجميل الى الوطن»، شعار كثير من امثالهما. وينتميان الى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري. انتقل جورج بوش من الشمال الشرقي الى ولاية تكساس، وأصبح رجل اعمال في مجال النفط قبل ان يصبح سياسيا. لكن كارد بقي في ولاية ماساتشوسيتس، واصبح رجل اعمال في مجال صناعة السيارات. ثم ترشح وفاز بعضوية مجلس نواب الولاية. وترشح، في عام 1982، حاكما للولاية، لكن وعلى غير ما كان متوقعاً أخفق في الفوز بمنصب كان يطمح اليه منذ سنوات طويلة، ثم لم يكرر التجربة. وقبل ان يعمل كارد في البيت الأبيض مع جورج بوش الابن، عندما فاز اول مرة عام 2000، عمل في البيت الابيض مع والده، جورج بوش الأب، عندما فاز عام 1988، خلفا للرئيس رونالد ريغان.

عمل كارد مساعدا لكبير موظفي البيت الأبيض لأربع سنوات مع بوش الأب. ولهذا، عندما فاز بوش الابن، كان أكثر المرشحين خبرة وكفاءة ليصبح كبير الموظفين. ويعتبر واحدا من عدد قليل من كبار موظفي البيت الأبيض الذين قضوا فيه عشر سنوات تقريبا. ولهذا فان علاقته مع بوش الابن لم تبدأ عام 2000، ولكنها بدأت قبل ذلك باثنتي عشرة سنة، عندما عمل مع والده (وكان الابن يأتي الى البيت الأبيض لزيارة والديه، وكان كارد هناك ليجيب عن أسئلته). وخلال هذه الفترة سيتعرف الجمهوريين على «جرأة وصدق» بوش الابن، إذ كان الوحيد الذي استطاع أن يبلغ جون سنونو أهم مستشاري والده بأن جورج بوش الأب لا يحب التعامل معه.
وساعدت كارد خلفيته الإقليمية والثقافية والمهنية ليصبح وكأنه واحد من آل بوش. ولهذا كان رجل المهمات خلال إدارتي الأب والابن. اختاره الأب مشرفا على عمليات الإنقاذ بعد اعصار «اندرو» عام 1992. واختاره وزيرا للمواصلات بصورة مؤقته مع نهاية ادارته. واختاره الابن، عندما فاز عام 2000، مسؤولا عن انتقال الإدارة من الرئيس كلينتون اليه، ثم كبيرا لموظفي البيت الابيض.

وعمل كارد، خلال السنوات الثماني التي كان فيها كلينتون في البيت الابيض، في مجال صناعة السيارات. كان نائبا لمدير شركة «جنرال موتورز»، وكان رئيسا لاتحاد شركات صناعة السيارات الاميركية.

وصباح يوم هجوم 11 سبتمبر، كان بوش يزور مدرسة ابتدائية في ولاية فلوريدا، ويقرأ للتلاميذ قصة عن حمل، عندما اقترب منه كارد، وهمس في اذنه: «نحن نتعرض لهجوم إرهابي». سمع كارد خبر ضرب طائرة للبرج الأول لمركز التجارة العالمي في نيويورك، واعتقد انه حادث. لكنه، عندما سمع ان طائرة ثانية ضربت البرج الثاني، تأكد بأنه هجوم إرهابي مخطط، وسارع بإبلاغ رئيسه. وهكذا اعتبرت هذه الحادثة دليلا على العلاقة القوية، ليس فقط بين كارد وبوش، ولكن، ايضا، بين كارد وبقية آل بوش، وأدخلت كارد التاريخ، لأنه يعتبر الآن اول من تأكد بأن هجوم 11 سبتمبر كان إرهابيا. وما يزال كل العالم يعرف تلك الصورة التي بثت مرات ومرات بلا عد أو حصر، وهي تبين جورج بوش وهو يصغي جيداً الى اندرو كارد الذي التصق بأذن الرئيس ليبلغه ما حدث في نيويورك، ووقتها تبدلت ملامح بوش الى حد كبير وعرف الأميركيون أن حدثاً جللاً قد حدث في اميركا. ولوحظ أن الرئيس الأميركي أعلن بنفسه أن كبير موظفي البيت الأبيض «آندي» كارد تقدم باستقالته، وقال انه عين مدير الميزانية جوش بولتون خلفا له في هذا المنصب.