المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبض قلب أحد نبلاء أسبانيا أثناء تشريح جثته فعرف الأطباء حكاية الموت الدماغي



فاطمي
03-28-2006, 09:15 AM
الميت إكلينيكيا لا يعود للحياة ثانية... سعاد نصر نموذجا


الوفاة الدماغية.. أو الموت الإكلينيكي.. مصطلح أصبح أكثر شيوعًا واستخدامًا في الفترة الأخيرة, خاصة بعد ما رددته بعض وسائل الإعلام المختلفة من أخبار تفيد بوفاة الفنانة سعاد نصر إكلينيكيا, وأن هذه الوفاة حدثت منذ ما يقرب من شهر.. إلا أن قلبها مازال ينبض.

وبصرف النظر عن صحة هذه الأخبار من عدمها, ودون الدخول في تفاصيلها, خاصة وأن حالة سعاد نصر الآن أصبحت قضية جنائية وصلت أوراقها للطبيب الشرعي.. فإن ما يعنينا هو ما أثارته حالتها من تساؤلات واستفسارات حول مصطلح الوفاة الإكلينيكية, والفرق بينها وبين الوفاة العادية والحالة التي يكون عليها المريض الذي دخل مرحلة الوفاة الإكلينيكية? واحتمالات عودته للحياة الطبيعية مرة أخرى?!

الميت مازال حيًا
للإجابة عن التساؤلات السابقة وغيرها التقينا الدكتور أشرف غباشي أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب عين شمس والذي قال في البداية:
إن الموت الإكلينيكى يعرف بالوفاة الدماغية death brain ويعني التوقف النهائي بلا عودة لجميع وظائف المخ متضمنة وظائف جذع المخ.. وقد ظهر هذا التعريف سنة 1564 ميلاديًا عندما قام أحد مشاهير الأطباء في أسبانيا بعمل تشريح لجنة أحد النبلاء في عصره, أمام التلاميذ الذين يدرسون الطب, وذلك لمعرفة سبب الوفاة.. وعندما فتح هذا الجراح القفص الصدري بالجثة فوجئ الجميع أن قلب الرجل الميت مازال ينبض! أي أن صاحب "الجثة" مازال حيًا, وكانت صدمة كبرى في ذلك الوقت, وبسببها أجبر الطبيب على ترك مهنة الطب ومغادرة أسبانيا على الفور.
تجربة الدجاجة مفصولة الرأس!
\ كيف تطور هذا المصطلح وصولاً إلى يومنا هذا وأصبح كثير الاستخدام?

/ لا شك أن بعدما حدث في أسبانيا ازداد الاهتمام بالموت الدماغي أو الإكلينيكي, ولكن الأمر شهد زيادة في استخدامه بصورة ملحوظة في القرن العشرين, وذلك لثلاثة أسباب هي:
أولاً: التجربة الشهيرة التي قطعت فيها رأس الدجاجة وفصلت تمامًا عن جسمها, ومع ذلك ظلت الدجاجة تتحرك وتقف بقلب ينبض ورجلين متحركين, مما يؤكد أن الحياة في الجسد مستمرة رغم قطعها أو فصل الدماغ نهائيًا!

ثانيًا: ظهور الأجهزة الحديثة الخاصة بالرعاية المركزة, وكذلك الأدوية الطبية التي يمكنها الآن المساعدة على الحفاظ على استمرار عمل ووظائف القلب والرئتين, أي النبض والتنفس وكذلك الأجهزة الأخرى الداخلية كالكبد والكلى, رغم وفاة المخ وتوقفه عن قيامه بجميع وظائفه إكلينيكيًا بصورة نهائية.

ثالثًا: ازدياد الاهتمام حاليًا بنقل وزراعة الأعضاء البشرية من المتوفين دماغيًا إلى المرضى لإنقاذهم من الموت, وهو ما دفع إلى فتح المجال للجدال الشديد والساخن على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والطبية والدينية, وهو الجدل الذي مازال موجودًا حتى اليوم.

متى تحدث?!
\ متى يمكن للطبيب تشخيص الحالة بأنها وفاة دماغية أو موت إكلينيكي?
/ يتم التشخيص بالموت الإكلينيكي أو الوفاة الدماغية عندما يحدث للمريض عدم الاستجابة لجميع المؤثرات الخارجية سواء كانت بصرية أو صوتية, وأيضًا عدم الاستجابة للألم وفقد المريض للتواصل بأي طريقة كانت مع المجتمع الموجود حوله, وكذلك اختفاء جميع الأفعال الإرادية والانعكاسية الدالة على عمل وظائف المخ وجذعه, أي حدوث توقف نهائي وكلي عن العمل وتكون علاماته هي:

1) اختفاء حركة حدقة العين.
2) اختفاء حركة العين عند وضع الماء البارد في الأذنين.
3) توقف الأفعال المنعكسة لملامسة القرنية والحلق.
4) اختفاء جميع الحركات الإرادية أو اللاإرادية من أي نوع.
5) توقف التنفس, بل هناك اختبار يجرى على المريض, فإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم على 60مم/ز ولم تحدث استجابة لمراكز التنفس, هنا يتأكد الطبيب من انتهاء عمل مركز التنفس عند المريض.

وإذا تجاوز المريض إكلينيكيا هذه النقاط يعتبر متوفى إكلينيكيًا أو دماغيًا, إلا إذا كان المريض تحت تأثير أي مادة دوائية كالمخدر, أو كانت درجة حرارة المريض أعلى من 32درحة مئوية عند الفحص, أو أن المريض لا يعاني قبل الموت الدماغي من صدمة من أي نوع أدت إلى هبوط شديد للدورة الدموية قبل الفحص.

اختبارات التأكد من الموت الدماغي
\ من باب الاحتياط هل هناك اختبارات أخرى للتأكد من الموت الإكلينيكي?
/ طبعا لأن الموضوع خطير وشائك, ولابد من التأكد بكل الطرق.. وهناك اختبارات للتأكد, وذلك بإجراء تخطيط أو رسم مخ, ويظهر هذا التخطيط اختفاء كهربية المخ نهائيًا, وكذلك اختبار شرايين المخ, وتوقف ضخ الدم للمخ, واختفاء الأفعال الانعكاسية المثارة بجذع المخ.. فبعد إجراء كل هذه الاختبارات على النحو السابق وحتى لو كان القلب يدق والكلى والكبد وباقي أعضاء الجسم تعمل, فإن المريض يعتبر ميتًا إكلينيكيًا أي متوفى دماغيًا.. وهنا يمكن نقل الأعضاء إلى مريض آخر يحتاج إليها.

التنفس الصناعي
\ هل توقف المريض عن التنفس واعتماده على التنفس الصناعي يعد مؤشرًا للموت الإكلينيكي?

/ التنفس الصناعي ليس له علاقة بالوفاة, والعبرة بإعلان الوفاة هو توقف القلب نهائيًا عن العمل, وليس توقف التنفس.. وفي حالة الموت الإكلينيكي يظل الطبيب ملتزمًا بضمان وصول الماء والهواء لهذا الشخص حتى لو كان متوفى دماغيًا, وبالتالي لابد أن أبقيه على جهاز التنفس الصناعي إلى أن يقول القلب كلمته الأخيرة ويعلن النهاية بتوقفه عن النبض, ولو منعت عنه الماء والهواء أكون كأني خنقته.. وهو أمر محرم في الدول الإسلامية, وإن كانت الدول الأخرى تعتبر العلامات المذكورة سابقا كافية لإعلان الوفاة حتى لو كان القلب ما زال يعمل, كما يحدث في الخارج أن مرضى كثيرين يقوم أهاليهم بنزع أجهزة التنفس الصناعي عنهم.. وهذا أمر مألوف في هذه الدول.

\ هل كل حالة غيبوبة تعنى الموت الدماغي?
/ طبعا لا.. فالغيبوبة درجات وقد تستمر لفترات طويلة.. وحتى بالنسبة للغيبوبة العميقة فلا يمكن أن نعتبرها موتًا دماغيًا, طالما أن هناك أفعال انعكاسية تظهر, كما أن هناك حالات غيبوبة يستطيع المريض أن يتنفس فيها طبيعيًا.

أغرب الحالات
\ ما أغرب الحالات التي أصيبت بغيبوبة أو تعرضت لموت دماغي?
/ لا أستطيع الجزم حول ما تردد من أن أحد المتوفين دماغيًا قد عاد للحياة, ولكني لم أر هذه الحالة بعيني ومن ثم لا أستطيع الجزم بها.

ولكن من غرائب هذه الحالات أن مريضة في الخارج دخلت في هذه الغيبوبة العميقة, وطلب زوجها بإصرار شديد أن يبقى معها رغم سوء حالتها ليخدمها بنفسه, وكانت المفاجأة أنهم اكتشفوا أن هذه المريضة حملت في جنين, رغم أنها في غيبوبة تامة, وهو ما يعني أن أعضاء الجسم لا زالت تعمل بدليل استجابتها عندما مارس زوجها حقه الشرعي معها وهي في الغيبوبة.. وحملت بعد ذلك!

\ ما مدى احتمال عودة شخص ميت دماغيًا أو إكلينيكيا للحياة من جديد?
/ طبعا هذا أمر لا أمل فيه.. فدخول الشخص في مرحلة الموت الإكلينيكي يتبعها الوفاة الطبيعية, وتصبح المسألة مسألة وقت الذي قد يمتد لشهور حتى يتوقف القلب عن الدق وتعلن الوفاة رسميًا.