المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدر يدعو إلى التهدئة بعد هجوم بالهاون على منزله في النجف



زهير
03-27-2006, 11:01 PM
قتل في العراق، خلال اليومين الماضيين أكثر من مئة شخص، بينهم 22 في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الأميركية في حسينية في بغداد تابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي دعا، في أعقاب هجوم بالهاون استهدف منزله في النجف، إلى عدم الانجرار خلف <<مخططات الغرب>> في وقت أعلنت فيه وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس أن من <<المحتمل تماما>> خفض الوجود العسكري الأميركي بشكل كبير خلال العام الحالي في العراق.

وقال مكتب الصدر إن قذيفتي هاون سقطتا أمس قرب منزله الواقع وسط مدينة النجف وأدتا إلى إصابة اثنين من حراس المنزل بجروح إضافة إلى طفل من المارة. وأكد المصدر نفسه <<عدم معرفة المسؤولين عن ذلك او الجهة التي انطلقت منها القذائف>>.

وفي وقت لاحق، قرأ مصطفى اليعقوبي، احد مساعدي الصدر، رسالة وجهها الزعيم الشيعي عقب الحادث وجاء فيها <<لقد وصلنا خبر مفاده ان قوات الاحتلال تريد إقحام الشعب العراقي في حروب وويلات خصوصا ما يسمى بالتيار الصدري>>. وأضاف الصدر، في رسالته، <<أهيب بإخواني عدم الانجراف خلف مخططات الغرب>> خصوصا مع قرب موعد ذكرى الرسول الأعظم>>.

وطالب الصدر، الذي كان في المنزل لحظة الهجوم، <<الجميع بالحفاظ على الهدوء وأهيب بقواتنا المسلحة الحفاظ على الزوار وتكثيف الجهود والتعاون، فإن النواصب يتربصون بنا الدوائر>>.
ومع حلول المساء، قال ممثل التيار الصدري في منطقة الكاظمية في بغداد، حازم الأعرجي، إن <<قوة اميركية هاجمت حسينية المصطفى التابعة للتيار وقتلت حوالى 22 شخصا فيها>> خلال صلاة العشاء.
وأضاف الأعرجي أن <<النار اشتعلت في الحسينية... ونحن نستنكر الحادث ونطلب إيضاحات من الحكومة>>.

لكن الشرطة العراقية قالت إن اشتباكات اندلعت بعدما حاولت عناصر من جيش المهدي منع قوات الاحتلال الأميركية من دخول حسينية المصطفى.
رايس
وقالت رايس، خلال حديث تلفزيوني، إن القوات العراقية تحرز <<تقدما>> في توليها السيطرة على العراق محل القوات الأميركية. وأوضحت <<اعتقد ان من المحتمل جدا ان نشهد انسحابا كبيرا للقوات الاميركية خلال السنة المقبلة>>. لكنها أضافت <<هذا يتوقف على ما يجري ميدانيا>>.

وحول تشكيل حكومة في العراق، قالت رايس <<إنهم (القادة العراقيون) يقومون بذلك... بشكل أكثر بطئاً مما نأمل، وقد ضغطنا لكي يستعجلوا>>.
وكان الرئيس جورج بوش قال الثلاثاء إن القوات الاميركية قد تكون لا تزال منتشرة في العراق عند انتهاء ولايته في العام 2009. وأوضحت رايس أمس أن بوش كان يعني ان <<من المحتمل ان تكون لا تزال هناك بعض القوات الاميركية عند بدء ولاية الرئيس المقبل>>.

وكان وفد من الكونغرس الأميركي حض، خلال زيارة لبغداد أمس الأول، المسؤولين العراقيين على الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشددا على ضرورة <<نجاح اختبار>> الديموقراطية في العراق و<<لتتسلم قوات الأمن العراقية المسؤولية من القوات المتعددة الجنسيات>>.
وفي السياق، أعلن القيادي في قائمة التحالف الكردستاني، محمود عثمان، الانتهاء من تفاصيل مشروع <<مجلس الامن الوطني>> الذي يضم ست فقرات أساسية لنظام عمله على ان يكون دوره <<استشاريا>> وبرئاسة رئيس مجلس الوزراء. وأوضح أن <<توصياته لن تكون ملزمة للبرلمان أو الحكومة>>.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انتخابات كانون الأول الماضي، لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة تراوح مكانها، برغم الضغوط الأميركية.

حرب أهلية
ودعا السفير الأميركي لدى بغداد، زلماي خليل زاد، القادة العراقيين إلى شن حملة على الميليشيات. وقال إن <<مزيدا من العراقيين يموتون من جراء عنف الميليشيات أكثر ممن يموتون على أيدي الإرهابيين... يتعيّن أن تكون الميليشيات تحت السيطرة>>.

وفي السياق، نقلت صحيفة <<الاندبندنت>> البريطانية عن قادة عراقيين قولهم إن الميليشيات السنية والشيعية تخوض قتالا من أجل تحديد هوية الجهة التي تسيطر على بغداد. وقال القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني، فؤاد حسين، إن <<القتال سيتوقف فقط عندما يبرز ميزان جديد للقوة>>. وتوقع مسؤول عراقي آخر انهيار الجيش لأن ولاء أفراده لطوائفهم أكثر منه لقيادته.
جثث

وعثر أمس على 30 جثة مقطوعة الرأس على الطريق العام بين بعقوبة والنهروان شمالي شرقي بغداد. وكان عثر على 10 جثث مشابهة في أنحاء متفرقة من بغداد، وعلى 6 جثث أخرى جنوبي العاصمة وعلى اثنتين في بعقوبة.
وقتل 23 شخصا أمس في هجمات في بغداد والبصرة. وكان 13 شخصا قد قتلوا أمس الأول في هجمات متفرقة في العراق.

اعتقالات
وأسفرت عملية <<العقرب>>، التي نفذتها وحدات من الجيش العراقي تحت غطاء جوي اميركي في قضاء الحويجة منذ الخميس الماضي، بعد انتهائها أمس، عن توقيف 40 شخصا بينهم مصريان و25 من التنظيمات الأصولية المتطرفة.

كما أعلنت السلطات الأمنية العراقية، في بيان، أن قوات تابعة لوزارة الداخلية تمكنت، بالتنسيق والاشتراك مع قوات وزارة الدفاع، من <<اعتقال 60 إرهابيا و17 متسللا قادما من إيران>> في منطقة الجعارة جنوب بغداد وفي سامراء ومحافظة الكوت.

وذكرت مصادر سياسية ان القوات الأميركية اعتقلت 40 من افراد قوات وزارة الداخلية العراقية كانوا يحتجزون 17 أجنبياً في مبنى تابع للوزارة. وأكد الضابط في الشرطة العراقية طاهر محمود عملية الاعتقال، إلا انه أوضح ان السبب لا يزال غير معروف.