yasmeen
03-27-2006, 09:47 AM
تحقيق: نورة ناصر
الحياة الزوجية ليست ليلة فرح وطرب ومعازيم وشهر عسل دائم، بل هي رحلة من الكفاح وتحمل المسؤولية، إنها مشاركة وتضحية وعطاء وتنازل.
سيدات يبحن بتجاربهن ل'القبس' ويحذرن المتزوجين من عدة فيروسات ـ على حد تعبيرهن ـ قد تساهم في هدم البيت إذا لم يتجنبوها.
وللمزيد كان هذا التحقيق.
ليلى غانم ترى أن أكبر خطر يهاجم الحياة الزوجية ويهدد استقرارها هو فيروس العناد:
لو عاندت الزوجة زوجها فإنها ستثير مشاعر الغضب عنده وستجعل منه قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة، وتسبب مشاكل لا تحمد عقباها، بل قد يصل الأمر الى الطلاق وهدم البيت الذي بنته الزوجة في سنين.
وربما يولد هذا العناد الكره في قلب زوجها تجاهها، فينفر منها ويتحول الى إنسان آخر لا تعرفه.. إنسان مختلف يهجرها، ويهجر بيته وأولاده حتى لا يراها، ويحاول دائما أن ينتهز الفرص التي تبعده عنها.
ونحن لا نلوم المرأة فقط، بل على الرجل ايضا ان يبتعد عن العناد حتى لا ينتشر هذا الفيروس في المنزل فيضر جميع أفراد الاسرة. إن الحياة تفاهم وتعاون وجميع المشاكل يمكن حلها من دون اللجوء الى العناد.
وتعلق زميلتها نورة العنزي:
ما يحدث في بعض البيوت من عناد الزوجة لزوجها إنما يكون بسبب ضعف الوازع الديني، فلو فهمت الزوجة حقوقها وحقوق زوجها عليها لما عاندته. لكن طاعة الزوجة لزوجها لا تعني ان يأمرها بفعل ما لا تستطيع أو بما لا يعقل، يجب على الزوج أن يتقي الله بزوجته 'فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب'.
لا للإهمال
بينما ترى حصة المشاري ان أكثر ما يقلق الرجل هو إهمال الزوجة له:
عندما تتزوج الفتاة تهتم بجمالها وأناقتها في المنزل، فاذا أنجبت أهملت شكلها ورشاقتها فينفر منها زوجها، خاصة أننا في عصر الفضائيات والمذيعات الجميلات وعارضات الأزياء الرشيقات، وأنا لا أقصد أن تسعى الزوجة لأن تكون مثل عارضة الازياء، ولكن ان تحاول دائما أن تجدد نفسها.
صحيح أن على عاتق الزوجة اليوم مسؤوليات كثيرة، خاصة إذا كانت موظفة، فهي لها التزامات في العمل، وايضا تجاه زوجها وأبنائها، لكن الزوجة الذكية هي التي تحسن تنظيم وقتها، فلا تترك المشاغل تأخذها فتهمل جمالها وشكلها، إنها بذكائها تستطيع أن توفق بين عملها الذي هي وأسرتها في أمس الحاجة إليه في عصر الماديات، وبين أسرتها وعلى رأس هذه الاسرة الزوج. وعليها ان تحاول جذبه اليها باهتمامها الكبير به.
وتعلق مر ت السكري على هذه النقطة قائلة:
الرجل قد يغار أحيانا من أولاده إذا وجد ان اهتمام الام بأبنائها أكثر من اهتمامها به، وهنا يكمن دور الزوجة الحكيمة التي عليها ان تشعر الزوج بأنه أهم شيء في حياتها ولا يمكن أن يأخذ أي أحد هذه المكانة في قلبها وحياتها، حتى لو كانوا أولادها. وعلى الزوجة ان تهتم بكل ما يخص زوجها فلا تسمح للخادمة ان تقدم له الطعام أو أن تكون بديلا عنها في أي أمر من أموره.
كل ما يحتاجه الرجل هو الرعاية والاهتمام فهو طفل كبير، لذلك ليس من المستغرب ان يتزوج الرجل بخادمته الآسيوية، التي يكون مستواها الثقافي والاجتماعي اقل بكثير من زوجته ومنه، ولكنها استطاعت ان تقدم له ما لم تستطعه الزوجة.
الخيانة جرح لا يندمل
بينما ترى لولوة الشطي ان أكبر ما يهدم عش الزوجية هو فيروس الخيانة:
الخيانة فيروس قد ينتقل من الزوج الى زوجته اذا أرادت أن تنتقم منه. وإذا ما كان الوازع الأخلاقي ضعيفا، فإن هذا الفيروس ينتشر في المنزل بشكل سريع وواضح.
إن الرجل قد يلجأ الى خيانة زوجته بسبب اهمالها له ولشعوره انه بحاجة الى الحب الذي افتقده في بيته، ولكن الحل الأسلم ان يصارح زوجته بهذه الاحتياجات وأن يوجهها وينصحها ويطلب منها ما يحبه.
هنا حتما سوف تدرك الزوجة تقصيرها وستصححه.
ولكن الخطأ الذي يقع فيه معظم الأزواج انهم اذا رأوا اي تقصير من زوجاتهم فإنهم يصمتون ولا يعبرون عن مشاعرهم وآهاتهم، ويلجأ ون الى فتيات قد يجدون عندهن ما لم يجدوه عند زوجاتهم، فإذا ما اكتشف أمرهم عاهدوا زوجاتهم بالإخلاص وأعلنوا توبتهم.
ولكن جرح الخيانة يبقى في قلب الزوجة والسنون لا تدمل مثل هذا الجرح وسيظل ينزف، وستكون آثاره واضحة على نفسية الزوجة حتى إن سامحت زوجها، وستتزعزع الثقة ويتحول المنزل الى جحيم.
وإذا قررت الزوجة عدم الصفح وطلبت الطلاق، فسوف ينهدم البيت ويعيش الابناء في جحيم.
إن نتيجة الخيانة ستكون مرة للأسرة وللزوجة أولا وأخيرا، لذلك فالأجدر بالرجل ان يحل مشاكله مع زوجته بالتفاهم لا باللجوء الى الخيانة لأنه بذلك قد يلجأ الى نار لا تنطفئ.
نهلة محمد عاشت تجربة الخيانة:
زوجي خانني مع صديقتي، وعندما اكتشفت أمره قبل يدي وطلب مني الصفح، وسامحته حتى لا ينهار البيت ومن اجل مصلحة أبنائها. ولكني كنت أنا الضحية، فعلى الرغم من مرور عشر سنوات على هذه الخيانة، إلا أنني مازلت أتذكرها، وقد تساءلت: هل يقبل الزوج على نفسه أن تخونه زوجته؟ حتما لا.. ولكن لماذا يسمح لنفسه ما لا يرضاه لزوجته، إنها الأنانية حتما.
إن التحدث عن الخيانة أمر بالغ الأهمية، ولا يمكن ان يحس به إلا من ذاق آلامه، فالكلام شيء والجرح شيء آخر. أنا لا أبالغ إذا قلت لكم أن النار في قلبي مازالت مشتعلة وأنا نادمة على أنني سامحت زوجي، لأنني ظننت أن الزمن كفيل بأن ينسيني جرحي، ولكن الواقع أوضح لي غير ذلك.
فحش اللسان
وتتحدث سوسن جعفر عن فحش اللسان وتشبهه بالفيروس:
هذا الفيروس ينتقل من لسان الأب الى ألسنة أولاده، بل حتى خدمه.
إن الحياة الزوجية الناجحة لها دعامات قوية ومتينة وأولها دعامة الاحترام، فعلى الزوجين ان يتبادلا الألفاظ اللائقة، وأن يبتعد الزوج عن فحش اللسان من سب وشتم لأن الكلمة الطيبة تصنع المعجزات، فبالكلمة تقوم حرب، وبكلمة يقوم السلام، وبكلمة يتزوج الإنسان وبكلمة يطلق، وبكلمة طيبة يملك الدنيا، وأهم ما يملكه الإنسان قلب زوجته.
وتضيف زينب عباس: 'حلاوة اللسان مطلب أساسي في المنزل بين الأزواج، وإذا لم يبدأ الزوج على الزوجة ان تبدأ، فتودعه إذا خرج بألفاظ محببة إلى نفسه، وإذا دخل منزله تستقبله بألفاظ رقيقة عذبة، وستجد كيف سيتعلق بها وبمنزله وأولاده.
الجحود المدمر
ونوهت سامية عامر الى فيروس الجحود الذي يدمر الحياة الزوجية، وينفر أفرادها بعضهم من بعض:
الزوجة التي تجحد فضل زوجها في لحظة غضب، تنفره منها. ففي لحظة الغضب يجب أن تتقي الزوجة ربها وأن تتذكر ما قدمه زوجها لها وأن تعترف بفضله عليها، حتى تكسبه. وفي المقابل على الرجل ألا يجحد فضل زوجته عليه في لحظة غضب. أنا أقول للأزواج احذروا فيروس الجحود لأنه يدمر العواطف والمشاعر الحلوة الطيبة بين الزوجين ويزرع محلها مشاعر الكره.
وتقول بدرية شاكر:
لقد وقفت مع زوجي وقفة لا يقفها حتى الرجال، وساندته ووهبته مالي، وعندما وقف على قدميه جحد وقال إن ما هو فيه الآن من عز حققه بفضل ذكائه، وكافأني بأن تزوج بأخرى.
وتعلق تهاني الرشيدي:
الجحود صفة بشرية ورثناها من آدم، ولكن يجب ان نحاول أن نبتعد عنها قدر الإمكان.
احذروا العبوس
بينما ترى حصة محسن أن العبوس فيروس مدمر لأنه يحول الحياة الزوجية الى جحيم:
لو دخل الزوج منزله ورأى زوجته عابسة في وجهه يشعر بالضيق، وعندها يتمنى لو يخرج مرة أخرى من المنزل ولا يرى هذا الوجه العابس، ولذلك على المرأة ان تبتسم في وجه زوجها، خصوصا عند دخوله منزله، فالابتسامة صدقة والترحيب والتهليل واجب للضيوف فما بالك لرب الأسرة.
وفي المقابل على الزوج ان يبتسم لزوجته ويحادثها بلطف وأن يبتعد عن العصبية، وعندما يدخل منزله لابد أن ينسى هموم عمله ويعيش حياته ووقته مع أسرته فلا ينقل هموم العمل إليهم.
وتعلق منى الزواوي:
يحب الرجل أن يرى زوجته مبتسمة دائما، فابتسامتها تذهب عنه عناء العمل وهمومه، فإذا استقبلت الزوجة زوجها بابتسامة بالترحاب والبشاشة حتما سوف يقبل على منزله وهو سعيد لأنه متأكد أن هناك من ستستقبله بسعادة وحنان. فالزوج طفل كبير يظل في أمس الحاجة للابتسامة والكلمة الحلوة واللمسة الحنونة مهما كبر، بل الغريب ان الزوج في أكثر الاحيان يكون أكبر سنا من زوجته ومع ذلك فهو في امس الحاجة الى حنانها ولمستها الدافئة.
عامليه كطفل
حول هذه الفيروسات وأثرها على هدم كيان الاسرة، كان لعلم النفس وقفة حيث ترى الاخصائية النفسية ريم مبارك:
سر نجاح البيوت يعتمد اعتمادا اساسيا على الزوجة، ولكي نتلافى المشاكل والهموم وكل ما سميتمونه فيروسات، علينا أن ندرك حقيقة مهمة وهي ان الرجل طفل كبير، وهذه حقيقة وليست مزحة، لذلك أقول للزوجة: عاملي زوجك وأبا عيالك كطفل، تخافين عليه كما تخافين على طفلك وتحبينه كما تحبين طفلك، وتدللينه كما تدللين طفلك، عندها ستجدين أن كل المشاكل اختفت وأن السعادة تغرد في منزلك.
إنك أيتها الزوجة المسؤولة أولا وأخيرا عن سعادة المنزل بحكمتك وبصبرك وبحنانك وبحبك وبمشاعرك الفياضة، فلا تلومين الزوج على خطأ صدر عنه من غير قصد أو بقصد واجعلي قلبك كبيرا يسع كل الهموم فبصبرك وعطائك تحققين المعجزات.
الحياة الزوجية ليست ليلة فرح وطرب ومعازيم وشهر عسل دائم، بل هي رحلة من الكفاح وتحمل المسؤولية، إنها مشاركة وتضحية وعطاء وتنازل.
سيدات يبحن بتجاربهن ل'القبس' ويحذرن المتزوجين من عدة فيروسات ـ على حد تعبيرهن ـ قد تساهم في هدم البيت إذا لم يتجنبوها.
وللمزيد كان هذا التحقيق.
ليلى غانم ترى أن أكبر خطر يهاجم الحياة الزوجية ويهدد استقرارها هو فيروس العناد:
لو عاندت الزوجة زوجها فإنها ستثير مشاعر الغضب عنده وستجعل منه قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة، وتسبب مشاكل لا تحمد عقباها، بل قد يصل الأمر الى الطلاق وهدم البيت الذي بنته الزوجة في سنين.
وربما يولد هذا العناد الكره في قلب زوجها تجاهها، فينفر منها ويتحول الى إنسان آخر لا تعرفه.. إنسان مختلف يهجرها، ويهجر بيته وأولاده حتى لا يراها، ويحاول دائما أن ينتهز الفرص التي تبعده عنها.
ونحن لا نلوم المرأة فقط، بل على الرجل ايضا ان يبتعد عن العناد حتى لا ينتشر هذا الفيروس في المنزل فيضر جميع أفراد الاسرة. إن الحياة تفاهم وتعاون وجميع المشاكل يمكن حلها من دون اللجوء الى العناد.
وتعلق زميلتها نورة العنزي:
ما يحدث في بعض البيوت من عناد الزوجة لزوجها إنما يكون بسبب ضعف الوازع الديني، فلو فهمت الزوجة حقوقها وحقوق زوجها عليها لما عاندته. لكن طاعة الزوجة لزوجها لا تعني ان يأمرها بفعل ما لا تستطيع أو بما لا يعقل، يجب على الزوج أن يتقي الله بزوجته 'فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب'.
لا للإهمال
بينما ترى حصة المشاري ان أكثر ما يقلق الرجل هو إهمال الزوجة له:
عندما تتزوج الفتاة تهتم بجمالها وأناقتها في المنزل، فاذا أنجبت أهملت شكلها ورشاقتها فينفر منها زوجها، خاصة أننا في عصر الفضائيات والمذيعات الجميلات وعارضات الأزياء الرشيقات، وأنا لا أقصد أن تسعى الزوجة لأن تكون مثل عارضة الازياء، ولكن ان تحاول دائما أن تجدد نفسها.
صحيح أن على عاتق الزوجة اليوم مسؤوليات كثيرة، خاصة إذا كانت موظفة، فهي لها التزامات في العمل، وايضا تجاه زوجها وأبنائها، لكن الزوجة الذكية هي التي تحسن تنظيم وقتها، فلا تترك المشاغل تأخذها فتهمل جمالها وشكلها، إنها بذكائها تستطيع أن توفق بين عملها الذي هي وأسرتها في أمس الحاجة إليه في عصر الماديات، وبين أسرتها وعلى رأس هذه الاسرة الزوج. وعليها ان تحاول جذبه اليها باهتمامها الكبير به.
وتعلق مر ت السكري على هذه النقطة قائلة:
الرجل قد يغار أحيانا من أولاده إذا وجد ان اهتمام الام بأبنائها أكثر من اهتمامها به، وهنا يكمن دور الزوجة الحكيمة التي عليها ان تشعر الزوج بأنه أهم شيء في حياتها ولا يمكن أن يأخذ أي أحد هذه المكانة في قلبها وحياتها، حتى لو كانوا أولادها. وعلى الزوجة ان تهتم بكل ما يخص زوجها فلا تسمح للخادمة ان تقدم له الطعام أو أن تكون بديلا عنها في أي أمر من أموره.
كل ما يحتاجه الرجل هو الرعاية والاهتمام فهو طفل كبير، لذلك ليس من المستغرب ان يتزوج الرجل بخادمته الآسيوية، التي يكون مستواها الثقافي والاجتماعي اقل بكثير من زوجته ومنه، ولكنها استطاعت ان تقدم له ما لم تستطعه الزوجة.
الخيانة جرح لا يندمل
بينما ترى لولوة الشطي ان أكبر ما يهدم عش الزوجية هو فيروس الخيانة:
الخيانة فيروس قد ينتقل من الزوج الى زوجته اذا أرادت أن تنتقم منه. وإذا ما كان الوازع الأخلاقي ضعيفا، فإن هذا الفيروس ينتشر في المنزل بشكل سريع وواضح.
إن الرجل قد يلجأ الى خيانة زوجته بسبب اهمالها له ولشعوره انه بحاجة الى الحب الذي افتقده في بيته، ولكن الحل الأسلم ان يصارح زوجته بهذه الاحتياجات وأن يوجهها وينصحها ويطلب منها ما يحبه.
هنا حتما سوف تدرك الزوجة تقصيرها وستصححه.
ولكن الخطأ الذي يقع فيه معظم الأزواج انهم اذا رأوا اي تقصير من زوجاتهم فإنهم يصمتون ولا يعبرون عن مشاعرهم وآهاتهم، ويلجأ ون الى فتيات قد يجدون عندهن ما لم يجدوه عند زوجاتهم، فإذا ما اكتشف أمرهم عاهدوا زوجاتهم بالإخلاص وأعلنوا توبتهم.
ولكن جرح الخيانة يبقى في قلب الزوجة والسنون لا تدمل مثل هذا الجرح وسيظل ينزف، وستكون آثاره واضحة على نفسية الزوجة حتى إن سامحت زوجها، وستتزعزع الثقة ويتحول المنزل الى جحيم.
وإذا قررت الزوجة عدم الصفح وطلبت الطلاق، فسوف ينهدم البيت ويعيش الابناء في جحيم.
إن نتيجة الخيانة ستكون مرة للأسرة وللزوجة أولا وأخيرا، لذلك فالأجدر بالرجل ان يحل مشاكله مع زوجته بالتفاهم لا باللجوء الى الخيانة لأنه بذلك قد يلجأ الى نار لا تنطفئ.
نهلة محمد عاشت تجربة الخيانة:
زوجي خانني مع صديقتي، وعندما اكتشفت أمره قبل يدي وطلب مني الصفح، وسامحته حتى لا ينهار البيت ومن اجل مصلحة أبنائها. ولكني كنت أنا الضحية، فعلى الرغم من مرور عشر سنوات على هذه الخيانة، إلا أنني مازلت أتذكرها، وقد تساءلت: هل يقبل الزوج على نفسه أن تخونه زوجته؟ حتما لا.. ولكن لماذا يسمح لنفسه ما لا يرضاه لزوجته، إنها الأنانية حتما.
إن التحدث عن الخيانة أمر بالغ الأهمية، ولا يمكن ان يحس به إلا من ذاق آلامه، فالكلام شيء والجرح شيء آخر. أنا لا أبالغ إذا قلت لكم أن النار في قلبي مازالت مشتعلة وأنا نادمة على أنني سامحت زوجي، لأنني ظننت أن الزمن كفيل بأن ينسيني جرحي، ولكن الواقع أوضح لي غير ذلك.
فحش اللسان
وتتحدث سوسن جعفر عن فحش اللسان وتشبهه بالفيروس:
هذا الفيروس ينتقل من لسان الأب الى ألسنة أولاده، بل حتى خدمه.
إن الحياة الزوجية الناجحة لها دعامات قوية ومتينة وأولها دعامة الاحترام، فعلى الزوجين ان يتبادلا الألفاظ اللائقة، وأن يبتعد الزوج عن فحش اللسان من سب وشتم لأن الكلمة الطيبة تصنع المعجزات، فبالكلمة تقوم حرب، وبكلمة يقوم السلام، وبكلمة يتزوج الإنسان وبكلمة يطلق، وبكلمة طيبة يملك الدنيا، وأهم ما يملكه الإنسان قلب زوجته.
وتضيف زينب عباس: 'حلاوة اللسان مطلب أساسي في المنزل بين الأزواج، وإذا لم يبدأ الزوج على الزوجة ان تبدأ، فتودعه إذا خرج بألفاظ محببة إلى نفسه، وإذا دخل منزله تستقبله بألفاظ رقيقة عذبة، وستجد كيف سيتعلق بها وبمنزله وأولاده.
الجحود المدمر
ونوهت سامية عامر الى فيروس الجحود الذي يدمر الحياة الزوجية، وينفر أفرادها بعضهم من بعض:
الزوجة التي تجحد فضل زوجها في لحظة غضب، تنفره منها. ففي لحظة الغضب يجب أن تتقي الزوجة ربها وأن تتذكر ما قدمه زوجها لها وأن تعترف بفضله عليها، حتى تكسبه. وفي المقابل على الرجل ألا يجحد فضل زوجته عليه في لحظة غضب. أنا أقول للأزواج احذروا فيروس الجحود لأنه يدمر العواطف والمشاعر الحلوة الطيبة بين الزوجين ويزرع محلها مشاعر الكره.
وتقول بدرية شاكر:
لقد وقفت مع زوجي وقفة لا يقفها حتى الرجال، وساندته ووهبته مالي، وعندما وقف على قدميه جحد وقال إن ما هو فيه الآن من عز حققه بفضل ذكائه، وكافأني بأن تزوج بأخرى.
وتعلق تهاني الرشيدي:
الجحود صفة بشرية ورثناها من آدم، ولكن يجب ان نحاول أن نبتعد عنها قدر الإمكان.
احذروا العبوس
بينما ترى حصة محسن أن العبوس فيروس مدمر لأنه يحول الحياة الزوجية الى جحيم:
لو دخل الزوج منزله ورأى زوجته عابسة في وجهه يشعر بالضيق، وعندها يتمنى لو يخرج مرة أخرى من المنزل ولا يرى هذا الوجه العابس، ولذلك على المرأة ان تبتسم في وجه زوجها، خصوصا عند دخوله منزله، فالابتسامة صدقة والترحيب والتهليل واجب للضيوف فما بالك لرب الأسرة.
وفي المقابل على الزوج ان يبتسم لزوجته ويحادثها بلطف وأن يبتعد عن العصبية، وعندما يدخل منزله لابد أن ينسى هموم عمله ويعيش حياته ووقته مع أسرته فلا ينقل هموم العمل إليهم.
وتعلق منى الزواوي:
يحب الرجل أن يرى زوجته مبتسمة دائما، فابتسامتها تذهب عنه عناء العمل وهمومه، فإذا استقبلت الزوجة زوجها بابتسامة بالترحاب والبشاشة حتما سوف يقبل على منزله وهو سعيد لأنه متأكد أن هناك من ستستقبله بسعادة وحنان. فالزوج طفل كبير يظل في أمس الحاجة للابتسامة والكلمة الحلوة واللمسة الحنونة مهما كبر، بل الغريب ان الزوج في أكثر الاحيان يكون أكبر سنا من زوجته ومع ذلك فهو في امس الحاجة الى حنانها ولمستها الدافئة.
عامليه كطفل
حول هذه الفيروسات وأثرها على هدم كيان الاسرة، كان لعلم النفس وقفة حيث ترى الاخصائية النفسية ريم مبارك:
سر نجاح البيوت يعتمد اعتمادا اساسيا على الزوجة، ولكي نتلافى المشاكل والهموم وكل ما سميتمونه فيروسات، علينا أن ندرك حقيقة مهمة وهي ان الرجل طفل كبير، وهذه حقيقة وليست مزحة، لذلك أقول للزوجة: عاملي زوجك وأبا عيالك كطفل، تخافين عليه كما تخافين على طفلك وتحبينه كما تحبين طفلك، وتدللينه كما تدللين طفلك، عندها ستجدين أن كل المشاكل اختفت وأن السعادة تغرد في منزلك.
إنك أيتها الزوجة المسؤولة أولا وأخيرا عن سعادة المنزل بحكمتك وبصبرك وبحنانك وبحبك وبمشاعرك الفياضة، فلا تلومين الزوج على خطأ صدر عنه من غير قصد أو بقصد واجعلي قلبك كبيرا يسع كل الهموم فبصبرك وعطائك تحققين المعجزات.