سلسبيل
03-25-2006, 06:46 AM
أصوات تعارضه للتقارب مع السنة ومؤيدوه يرفضون الحجج
إيلاف من الدمام
ربما لم يشهد الشيعة في السعودية حواراً داخلياً مليئاً بنقد الذات، كالذي شهدوه طوال الأسبوع الماضي، فور إعلان تسعة من علمائهم بياناً يندد بما يعرف لديهم بـ"التطبير"، الذي أثار قبل ذلك جدلاً واسعاً بين المسلمين السنة ونظرائهم الشيعة في مناطق أخرى من العالم. ويعمد شيعة إلى ضرب رؤوسهم بأطراف السيوف مرتين في العام، الأولى في العاشر من شهر محرم، الذي يصادف مقتل الإمام الثالث لدى الشيعة، الحسين بن علي رضي الله عنه، ويتزامن الموعد الثاني للتطبير مع حلول يوم العشرين من شهر صفر، والذي أصطلح الشيعة على تسميته بـ"الأربعين".
وأصدر سبعة من علماء الشيعة ينتمون إلى المدن الأربع التي تعيش فيها الطائفة الشيعية في السعودية قبل نحو أسبوعين بياناً، وقبل يوماً واحداً من حلول ذكرى "الأربعين"، دعوا فيه إلى تجنب ممارسة التطبير. والموقعون على البيان، وهم الشيوخ والسادة علي ناصر السلمان وحسن محمد النمر (الدمام)، وحسن موسى الصفار وعبدالله أحمد اليوسف وعبد الكريم كاظم الحبيل (القطيف)، ومحمد علي العمري وفهد إبراهيم أبو العصاري (المدينة المنورة) وحسين صالح العايش وهاشم الشخص (الأحساء). وطالبوا أبناء طائفتهم بـ"الابتعاد عن ممارسة التطبير"، مبررين ذلك بأنه "يشوه الوجه المشرق للشعائر الحسينية". وأشاروا إلى "اتجاه الأنظار للتعرف على مذهب أهل البيت وممارسات أتباعهم، مما يوجب علينا تقديم الصورة الناصعة لنهج أهل البيت. وأكدوا أن "ممارسة التطبير لا تساعد على ذلك، بل تعوقه، وتعطي الذريعة للمتعصبين لتشويه المذهب والتنفير منه..".
وما ان أصدر العلماء التسعة بيانهم حتى تم نشره على نطاق واسع في منتديات الإنترنت، وبخاصة تلك التي يدخلها الشيعة السعوديون بكثافة كبيرة، وصدرت ردود فعل واسعة على الدعوة إلى تجنب التطبير، كانت في غالبها تميل إلى معارضة المعارضة، إضافة إلى أصوات مؤيدة للدعوة ومناصرة لها. أنطلق المعارضون لبيان العلماء التسعة، الذين يعدون من أبرز علماء الطائفة الشيعية في السعودية وتوزعون على مناطق وجودهم الرئيسة (الأحساء والقطيف والدمام والمدينة المنورة)، من منطلقين، الأول مناصرة التطبير، والاعتراض على من يرى فيه تشويهاً لصورة المذهب الشيعي، وفي أحد الردود على البيان في أحد مواقع الإنترنت الذي نشر البيان، يتساءل "هادي": "من هو الأعلم لينصح بما هو تشويه للمذهب، المرجع أم تلامذته؟ وهل المراجع الكرام غافلون عن أن التطبير قد يكون مشوها للمذهب؟"،
ويضيف "اللطم والعزاء بل حتى الحج قد يكون مشوهاً للمذهب، فهل ننصح بالابتعاد عن الحج أيضاً؟ هل نأخذ شرعية أعمالنا حسب قبول الآخر (السني) لها؟"، ويردف "استغرب هكذا بيان في ظل وجود أغلبية ساحقة من المراجع الكبار، قديماً وحديثاً لا ترى إشكالا في التطبير، بل بعضهم يراه مستحباً"،. ويورد معارضون آخرون فتاوى أصدرها مراجع شيعة تؤيد في مجملها التطبير، مثل الشيخ محمد حسين النائيني والسيد محسن الحكيم والإمام الخوئي والشيخ كاشف الغطاء والمجدد الشيرازي الكبير والإمام السيد محمود الشاهرودي والإمام الكلبيكاني والسيد كاظم المرعشي والشيخ مرتضى الأنصاري والسيد أبو الحسن الأصفهاني والإمام البروجرد والسيد محمد الحسيني الشاهرودي وغيرهم. وفي المقابل يرد مؤيدو البيان بفتاوى لمراجع آخرين يحرمون التطبير، أو لا يحبذونه.
وإلى جانب من اعترض على البيان منطلقاً من تأييده للتطبير، ظهرت أصوات أخرى معترضة هي الأخرى على البيان ولكن من منطلقات أخرى، أبرز تلك الأصوات كان مقالة كتبها الناشط الاجتماعي صالح التاروتي، الذي أبدى تحفظ ضمني على البيان، من دون ان يذكره أسماً.
وناقش التاروتي في مقال نشره أحد أبرز المواقع الشيعية في السعودية، الأهداف التي دفعت الموقعين على البيان إلى أصدره، وبخاصة ما يتعلق من ان التطبير "يشوه الوجه المشرق للشعائر الحسينية". ويلمح التاروتي إلى ان المنهج الذي دفع الموقعين على البيان إلى إصداره هو "الدعوة للتقارب والتعايش (مع الآخر السني) على مبدأ الحوار والأخوة الإسلامية"، وعلى رغم أنه يرى هذا المنهج "مقبول ومنطقي في خطوطه العريضة"، بيد أنه يستدرك "الاستغراب يقفز إلى الواجهة حينما نراقب اختياراته (أصحاب المنهج) وأساليبه، وهم ممن يمتلكون الخبرة في هذه البلاد، وعلى دراية بطبيعة أبناء مجتمعهم، خصوصاً إذا ما علمنا أن بعض الاختيارات تصطدم مع البديهيات في العمل، ولا تعمل على تأسيس جبهة يمكنها مقاومة التحديات". ويضيف "ربما اُعتمد في تحديد القضايا المختارة على أملاءات الظروف وطبيعة مطالب الطرف الآخر (السني) فيجري البحث عن مستند يستند إليه، حتى وإن كان ذلك على أساس وحدة المجتمع وتماسكه، ولذا فإنك ترى المحور في هذا النهج هو الثابت وغيره متغير".
ويشكك في جدى الخطوة على صعيد تحقيق مكاسب للطائفة الشيعية بقوله: "القضايا عندهم (الموقعين على البيان) تأخذ حجومها وترتيب أولوياتها من خلال أروقة اللقاءات والعلاقات مع الآخر، وليت الأمر يأتي على خلفية اتفاقات أو تحالفات، إنما على أرضية الظنون والآمال، وطبيعة الظروف السياسية المواكبة لهذه اللقاءات، وهي أمور متغيرة، بل لا تنتهي عند مطلب واحد، فاليوم نبدأ من مسألة خلافية صغيرة، وغداً ننتهي إلى مطلب أوسع".
ويكرر التاروتي تحذيره من خطورة هذا النهج على تماسك طائفته ووحدتها "إذا كان هذا النهج يهدف من عمله الوصول بالشيعة لنيل حقوقهم غير منقوصة، فمن الأولى مراعاة وحدتهم وتماسكهم، بدلاً من إثارة موارد الخلاف بينهم، علما أن التبشير بموارد الخلاف والتحشيد للانتصار لها أو الانتصار لنقيضها لا يخدم الهدف المراد، بل يدفع الجميع نحو التكتل والتخندق لرأي المرجعية، التي ينتمي إليها والجهة التي يتحزب لها".
ويوجه التاروتي نقداً مبطنا لأحد أبرز الموقعين على البيان، الشيخ حسن الصفار، ويقول: "من حقهم (الموقعون على البيان) إبداء آراءهم في القضايا المختلف عليها، ولعلهم عبروا عن ذلك من خلال المقابلات الإعلامية، وما أكثرها"، في إشارة إلى الظهور الإعلامي المتكرر للشيخ الصفار في الصحف السعودية والفضائيات العربية. ويضيف "ما يعاب عليهم هو ذلك التحول من حقهم في إبداء الرأي، إلى مرحلة التصدي للمخالف، إذ لا يمكن فهم مبادرة إصدار بيان، وان غلف بأدبيات راقية من التسامح واللجوء للنصح والابتعاد عن التحريم والتجريم لا يمكن فهمه في إطار أملاءات الظروف والاستجابة لمتطلبات العمل العلاقاتي، إلا حالة من التصدي والتحدي، ولعله يتبع البيان إجراءات منهم أو من مريديهم، أو من الجهة التي انطلقنا سويا نحوها، لرفع الحيف عنا، فإذا بنا نستعين بها أو نحضها من دون قصد على مواجهة أمور خلافية بيننا".
ويعتقد ان "نيل الحقوق ورفع المظالم هو بالأساس عمل سياسي، ويحتاج لجهد سياسي بالدرجة الأولى، فلماذا إدخال هذا الهدف السامي في قضايا خلافية من هذا النوع معلوم سلفا أنها ستقود إلى مزيد من الإثارة والصراع الداخلي"، مضيفاً إن "التقدم خطوات للأمام في تحقيق إنجازات الوحدة والتقارب مع الأخر كفيل بالقفز بالأمة بعيداً عن القضايا الهامشية، إن توصيفنا لقضية ما على أنها عمل ظلامي ممكن التغلب عليها ليس بشتمها أو شتم القائمين بها وعليها، بل بإشعال شموع الإنجازات، فدعونا نفتش عنها في الكم الهائل من الحضور الإعلامي المتناثر بين الفضائيات والجرائد والصحف والمواقع الالكترونية ونشرات خطب الجمعة، لعل فيها الجواب المقنع لمن يريد أن يقتنع، بدون صخب إِثاري وجدل اجتماعي في مسائل خلافية". ويختتم التاروتي بدعوة الموقعين على البيان إلى "التأمل والتفكر والمراجعة في هذه المبادرات، التي لا تخدم الطائفة في هذا الوطن، وفي هذه الأوقات، ولن تخدمهم في مسيرتهم نحو المفردات التي تعج بها الأدبيات من قبيل المجتمع الأهلي، والسلم الاجتماعي، وتقبل الآخر وما أشبه، أليس من الأولى أن نحقق هذه المصطلحات في مجتمعنا".
إيلاف من الدمام
ربما لم يشهد الشيعة في السعودية حواراً داخلياً مليئاً بنقد الذات، كالذي شهدوه طوال الأسبوع الماضي، فور إعلان تسعة من علمائهم بياناً يندد بما يعرف لديهم بـ"التطبير"، الذي أثار قبل ذلك جدلاً واسعاً بين المسلمين السنة ونظرائهم الشيعة في مناطق أخرى من العالم. ويعمد شيعة إلى ضرب رؤوسهم بأطراف السيوف مرتين في العام، الأولى في العاشر من شهر محرم، الذي يصادف مقتل الإمام الثالث لدى الشيعة، الحسين بن علي رضي الله عنه، ويتزامن الموعد الثاني للتطبير مع حلول يوم العشرين من شهر صفر، والذي أصطلح الشيعة على تسميته بـ"الأربعين".
وأصدر سبعة من علماء الشيعة ينتمون إلى المدن الأربع التي تعيش فيها الطائفة الشيعية في السعودية قبل نحو أسبوعين بياناً، وقبل يوماً واحداً من حلول ذكرى "الأربعين"، دعوا فيه إلى تجنب ممارسة التطبير. والموقعون على البيان، وهم الشيوخ والسادة علي ناصر السلمان وحسن محمد النمر (الدمام)، وحسن موسى الصفار وعبدالله أحمد اليوسف وعبد الكريم كاظم الحبيل (القطيف)، ومحمد علي العمري وفهد إبراهيم أبو العصاري (المدينة المنورة) وحسين صالح العايش وهاشم الشخص (الأحساء). وطالبوا أبناء طائفتهم بـ"الابتعاد عن ممارسة التطبير"، مبررين ذلك بأنه "يشوه الوجه المشرق للشعائر الحسينية". وأشاروا إلى "اتجاه الأنظار للتعرف على مذهب أهل البيت وممارسات أتباعهم، مما يوجب علينا تقديم الصورة الناصعة لنهج أهل البيت. وأكدوا أن "ممارسة التطبير لا تساعد على ذلك، بل تعوقه، وتعطي الذريعة للمتعصبين لتشويه المذهب والتنفير منه..".
وما ان أصدر العلماء التسعة بيانهم حتى تم نشره على نطاق واسع في منتديات الإنترنت، وبخاصة تلك التي يدخلها الشيعة السعوديون بكثافة كبيرة، وصدرت ردود فعل واسعة على الدعوة إلى تجنب التطبير، كانت في غالبها تميل إلى معارضة المعارضة، إضافة إلى أصوات مؤيدة للدعوة ومناصرة لها. أنطلق المعارضون لبيان العلماء التسعة، الذين يعدون من أبرز علماء الطائفة الشيعية في السعودية وتوزعون على مناطق وجودهم الرئيسة (الأحساء والقطيف والدمام والمدينة المنورة)، من منطلقين، الأول مناصرة التطبير، والاعتراض على من يرى فيه تشويهاً لصورة المذهب الشيعي، وفي أحد الردود على البيان في أحد مواقع الإنترنت الذي نشر البيان، يتساءل "هادي": "من هو الأعلم لينصح بما هو تشويه للمذهب، المرجع أم تلامذته؟ وهل المراجع الكرام غافلون عن أن التطبير قد يكون مشوها للمذهب؟"،
ويضيف "اللطم والعزاء بل حتى الحج قد يكون مشوهاً للمذهب، فهل ننصح بالابتعاد عن الحج أيضاً؟ هل نأخذ شرعية أعمالنا حسب قبول الآخر (السني) لها؟"، ويردف "استغرب هكذا بيان في ظل وجود أغلبية ساحقة من المراجع الكبار، قديماً وحديثاً لا ترى إشكالا في التطبير، بل بعضهم يراه مستحباً"،. ويورد معارضون آخرون فتاوى أصدرها مراجع شيعة تؤيد في مجملها التطبير، مثل الشيخ محمد حسين النائيني والسيد محسن الحكيم والإمام الخوئي والشيخ كاشف الغطاء والمجدد الشيرازي الكبير والإمام السيد محمود الشاهرودي والإمام الكلبيكاني والسيد كاظم المرعشي والشيخ مرتضى الأنصاري والسيد أبو الحسن الأصفهاني والإمام البروجرد والسيد محمد الحسيني الشاهرودي وغيرهم. وفي المقابل يرد مؤيدو البيان بفتاوى لمراجع آخرين يحرمون التطبير، أو لا يحبذونه.
وإلى جانب من اعترض على البيان منطلقاً من تأييده للتطبير، ظهرت أصوات أخرى معترضة هي الأخرى على البيان ولكن من منطلقات أخرى، أبرز تلك الأصوات كان مقالة كتبها الناشط الاجتماعي صالح التاروتي، الذي أبدى تحفظ ضمني على البيان، من دون ان يذكره أسماً.
وناقش التاروتي في مقال نشره أحد أبرز المواقع الشيعية في السعودية، الأهداف التي دفعت الموقعين على البيان إلى أصدره، وبخاصة ما يتعلق من ان التطبير "يشوه الوجه المشرق للشعائر الحسينية". ويلمح التاروتي إلى ان المنهج الذي دفع الموقعين على البيان إلى إصداره هو "الدعوة للتقارب والتعايش (مع الآخر السني) على مبدأ الحوار والأخوة الإسلامية"، وعلى رغم أنه يرى هذا المنهج "مقبول ومنطقي في خطوطه العريضة"، بيد أنه يستدرك "الاستغراب يقفز إلى الواجهة حينما نراقب اختياراته (أصحاب المنهج) وأساليبه، وهم ممن يمتلكون الخبرة في هذه البلاد، وعلى دراية بطبيعة أبناء مجتمعهم، خصوصاً إذا ما علمنا أن بعض الاختيارات تصطدم مع البديهيات في العمل، ولا تعمل على تأسيس جبهة يمكنها مقاومة التحديات". ويضيف "ربما اُعتمد في تحديد القضايا المختارة على أملاءات الظروف وطبيعة مطالب الطرف الآخر (السني) فيجري البحث عن مستند يستند إليه، حتى وإن كان ذلك على أساس وحدة المجتمع وتماسكه، ولذا فإنك ترى المحور في هذا النهج هو الثابت وغيره متغير".
ويشكك في جدى الخطوة على صعيد تحقيق مكاسب للطائفة الشيعية بقوله: "القضايا عندهم (الموقعين على البيان) تأخذ حجومها وترتيب أولوياتها من خلال أروقة اللقاءات والعلاقات مع الآخر، وليت الأمر يأتي على خلفية اتفاقات أو تحالفات، إنما على أرضية الظنون والآمال، وطبيعة الظروف السياسية المواكبة لهذه اللقاءات، وهي أمور متغيرة، بل لا تنتهي عند مطلب واحد، فاليوم نبدأ من مسألة خلافية صغيرة، وغداً ننتهي إلى مطلب أوسع".
ويكرر التاروتي تحذيره من خطورة هذا النهج على تماسك طائفته ووحدتها "إذا كان هذا النهج يهدف من عمله الوصول بالشيعة لنيل حقوقهم غير منقوصة، فمن الأولى مراعاة وحدتهم وتماسكهم، بدلاً من إثارة موارد الخلاف بينهم، علما أن التبشير بموارد الخلاف والتحشيد للانتصار لها أو الانتصار لنقيضها لا يخدم الهدف المراد، بل يدفع الجميع نحو التكتل والتخندق لرأي المرجعية، التي ينتمي إليها والجهة التي يتحزب لها".
ويوجه التاروتي نقداً مبطنا لأحد أبرز الموقعين على البيان، الشيخ حسن الصفار، ويقول: "من حقهم (الموقعون على البيان) إبداء آراءهم في القضايا المختلف عليها، ولعلهم عبروا عن ذلك من خلال المقابلات الإعلامية، وما أكثرها"، في إشارة إلى الظهور الإعلامي المتكرر للشيخ الصفار في الصحف السعودية والفضائيات العربية. ويضيف "ما يعاب عليهم هو ذلك التحول من حقهم في إبداء الرأي، إلى مرحلة التصدي للمخالف، إذ لا يمكن فهم مبادرة إصدار بيان، وان غلف بأدبيات راقية من التسامح واللجوء للنصح والابتعاد عن التحريم والتجريم لا يمكن فهمه في إطار أملاءات الظروف والاستجابة لمتطلبات العمل العلاقاتي، إلا حالة من التصدي والتحدي، ولعله يتبع البيان إجراءات منهم أو من مريديهم، أو من الجهة التي انطلقنا سويا نحوها، لرفع الحيف عنا، فإذا بنا نستعين بها أو نحضها من دون قصد على مواجهة أمور خلافية بيننا".
ويعتقد ان "نيل الحقوق ورفع المظالم هو بالأساس عمل سياسي، ويحتاج لجهد سياسي بالدرجة الأولى، فلماذا إدخال هذا الهدف السامي في قضايا خلافية من هذا النوع معلوم سلفا أنها ستقود إلى مزيد من الإثارة والصراع الداخلي"، مضيفاً إن "التقدم خطوات للأمام في تحقيق إنجازات الوحدة والتقارب مع الأخر كفيل بالقفز بالأمة بعيداً عن القضايا الهامشية، إن توصيفنا لقضية ما على أنها عمل ظلامي ممكن التغلب عليها ليس بشتمها أو شتم القائمين بها وعليها، بل بإشعال شموع الإنجازات، فدعونا نفتش عنها في الكم الهائل من الحضور الإعلامي المتناثر بين الفضائيات والجرائد والصحف والمواقع الالكترونية ونشرات خطب الجمعة، لعل فيها الجواب المقنع لمن يريد أن يقتنع، بدون صخب إِثاري وجدل اجتماعي في مسائل خلافية". ويختتم التاروتي بدعوة الموقعين على البيان إلى "التأمل والتفكر والمراجعة في هذه المبادرات، التي لا تخدم الطائفة في هذا الوطن، وفي هذه الأوقات، ولن تخدمهم في مسيرتهم نحو المفردات التي تعج بها الأدبيات من قبيل المجتمع الأهلي، والسلم الاجتماعي، وتقبل الآخر وما أشبه، أليس من الأولى أن نحقق هذه المصطلحات في مجتمعنا".