المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 9 ملايين عانس في مصر يفجرون أخطر القضايا



مجاهدون
03-24-2006, 07:12 PM
بنات مصر يلجأن للسحر والشعوذة للهروب من كلام الناس

الجان شماعة العانس والدجل صناعة 5 نجوم في مصر

تحقيق- كوثرعبدالعزيز


رقم مخيف ذلك الذي رصدته المراكز البحثية بخصوص قضية العنوسة وتأخر سن الزواج في مصر، فقد أكدت التقارير وجود أكثر من 9 ملايين بنت مصرية عانس ( فاتها قطار الزواج ) الأمر الذي أصاب الأباء والأمهات إضافة إلي البنت ذاتها بحالة من الاكتئاب والضيق وفقدان الأمل في إيجاد عريس مناسب، وهذا ما دفع الأسر المصرية إلي اللجوء لطرق أخري لفك عقدة البنت.. تلك الطرق لا تخلو من الخرافات والسحر وهي معتقدات ما زالت راسخة في المجتمعات الشرقية..

تفسيرات كثيرة ترددت حول أسباب تأخر سن الزواج لبنات مصر ما يهمنا منها هو ما يتعلق بوجود جان أو سحر أسود تم عمله للبنت حتي لا يتقدم إليها أي عريس.. ومن ناحية أخري فان اللجوء إلي الدجالين أو المشعوذين والادعاء بأن البنت " ملبوسة " أو عليها جان مخرجا أو مبررا يكمن أن يسوقه الأب أو الأم للإجابة علي السؤال المحرج " ليه بنتكم غير متزوجة حتى الآن “

الدكتورة عزة كريم – أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أكدت أن القاعدة العريضة من المجتمع وللأسف جزء كبير منه علي درجة عالية من الثقافة ورغم ذلك يعتقد بأن السحر والشعوذة هما الطريقة المثلي للخروج من شبح العنوسة وتوفير الآليات اللازمة للخروج منها ولذلك نجد المريض يلجأ إلي إتباع أوامر ونصائح الدجالين سواء كان مريضا بالعنوسة أو بأي مرض أ خر لا يجد له سببا منطقيا أو علميا.. ودائما ما يبرر الإنسان لنفسه خاصة في المشاكل الاجتماعية بأن السبب خارج عن إرادته بمعني أن التي تتأخر في الزواج تحاول بطريقة لا شعورية أن تنفي عن نفسها عدم إقبال الشباب عليها ومن هنا يلجأ البعض منهن إلي تفسير عدم ارتباطهن بأن شخص ما تسبب في ذلك ولجأ لعمل سحر معين أو أن الجان قد لبسهن وربطهن عن الزواج أو أشياء من هذا القبيل، وهذا التبرير اللاشعوري للتأخر في سن الزواج يجعلهن يلجأن إلي من يقوم بفك العمل أو طرد الجان ، وفي الحقيقة فان هذا الوضع يساعد في ازدياد المشاكل التي يقع فيها الأفراد والتي لا تستطيع فيها الفتاة أن تحل مشكلتها ومن هنا نجد أن سن الزواج رغم أننا نعلم جميعا أن سببه مجتمعي يرجع إلي انخفاض الدخول وزيادة البطالة وعدم الثقة بين الأطراف وغيرها من الأسباب التي أن الفرد لا يعترف بأن الخطأ أو العيب مجتمعي لأنه إذا ما اعترف بهذا قد يجعله ذلك في حالة يأس عن حل المشكلة ولكن عندما يبررها بالسحر والجان وما إلي ذلك قد يجد شيئيين الأول أنه قد يعتقد أن المشكلة قد تحل إذا ما لجأ إلي الدجالين والمشعوذين وغيرهم مما يعمل في هذا المجال ، والشئ الثاني أنه يشعر براحة نفسية لأنه غير مرفوض من المجتمع حوله وأنه لا دخل له في المشكلة التي يقع فيها ، وبالتالي يزداد اللجوء إلي هؤلاء الدجالين والمشعوذين ويزداد الإقبال عليهم من قبل الفتيات اللاتي تأخرن في سن الزواج .

وتضيف الدكتور عزة كريم أن الوضع يختلف عما إذا كان المريض شاب أو فتاة ، فالفتاة تعتقد في هذا الأمر لأنها هي التي تطلب للزواج ولأنها تلام من قبل المجتمع علي تأخر أو عدم زواجها فيشعرها ذلك بعقدة نقص سواء في شكلها أو في طباعها أو ما إلي ذلك أما الشاب فالمجتمع لا يلومه علي عدم زواجه بل علي العكس فانه يعطي له المبررات لذلك سواء أكانت قلة الإمكانيات المادية أو رغبته في أن يعيش حرا أو عدم العثور علي الفتاة التي تليق به ، ومن هنا يمكن القول بأنه يصعب جدا أن نجد شابا يذهب إلي الدجالين أو المشعوذين لأنه تأخر سن زواجه ولكن من الممكن أن يذهب إليهم لكثرة فشل زواجه وهذا هو الفرق بين الشاب والفتاة .

وأضافت: كلما زادت مشاكل مجتمعنا كلما زاد عدد الدجالين والمشعوذين وكلما زاد الإقبال عليهم لحل هذه المشاكل المجتمعية أو الصحية التي فشل المجامع أو العلم في حلها ومن هنا يجب أن نقول أنه لا بد التوعية السليمة التي تقي أفراد المجتمع من الوقوع فريسة لهؤلاء الدجالين.

أما الدكتور شحاتة محروس أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة حلوان فقد أشار إلي أن هذا النوع من التفكير يسمي التفكير الخرافي أو الاعتمادي وهو التفكير الذي يلجأ إليه إنسان عادة عندما يقع في مشكلة أكبر من امكاناته المادية والعقلية ولابد أن نبصر الناس بما لهم وما عليهم وما يصح فعله وما لا يصح، فليس من المنطق أن نستسلم للدجل والدجالين ونلقي بالأسباب إلي ظواهر خارجية ليس لنا شأن بها.. لابد أن نعترف بأننا كمجتمع أو كأفراد السبب في مشاكلنا حتى يمكننا حل هذه المشاكل لأننا لو أرجعنا كل مشاكله لأسباب متعلقة بالجان والسحر وغيرها من الأمور الغيبية فلن تجد أحد يفكر في حل مشاكله ولابد للدولة أن تساهم عبر مؤسساتها الإعلامية في رفع هذه الأمية وهذا الجهل الذي أصاب المجتمع، ولا أقصد بالجهل أو الأمية.. الأمية التعليمية بل وللأسف الشديد فهذه الخرافات والاعتقادات دخلت عقول المثقفين أيضا محدودي التفكير نتيجة قصر اليد عن حل هذه المشاكل وبالتالي يجب إرجاع مشكلة العنوسة أو تأخر سن الزواج لدي الفتيات لأسبابه الحقيقة والبعد عن هذه الخرافات التي لا تفيد في حل المشاكل بل تزيدها تعقيدا بالاعتماد عليها وترك السبل والحلول السلمية المتعلقة بالأسباب الحقيقية وهي المغالاة في المهور وكثرة الطلبات والتكاليف الخاصة بالزواج
وإصرار وسائل الإعلام المختلفة علي بث الأغاني والأفلام المبتذلة التي تحرض الشباب لأن الشباب يشاهد ما يخاطب شهوته المكبوتة عبر الفضائيات فلماذا يلجأ إذن للزواج في ظل هذه الظروف ويحبس حريته بالإضافة إلي عزوف المؤسسات الدينية عن دورها الذي يجب ولابد لها القيام به وهو توعية هؤلاء الشباب بل وتوعية المجتمع ككل التوعية الدينية السليمة والتي تقي المجتمع من العديد من المشاكل النفسية والمجتمعية التي يعاني منها ومن ضمن المشاكل التي نحن بصددها الآن وهي مشكلة العنوسة بل وإرجاع هذه المشكلة للجان والسحر والشعوذة وغيرها من الأمور غير المقبولة وغير السليمة بالمرة.. ويمكن القول بأن الذين يلجأون لهذه الخرافات أناس اعتماديون يرجعون الأمر لأشياء غير طبيعية وغير تقليدية ليريحون أنفسهم من عبأ التفكير في أسباب المشكلة وطرق الحل المناسبة لها

الدكتور منيع عبد الحليم محمود عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر أكد أن ارتفاع نسبة العنوسة هو وضع موجود في جميع الدول العربية وليست مصر هي المختصة به وحدها وهذا الأمر يسري علي الرجال الذين لا يتزوجون فترتفع النسبة أيضا بينهم في جميع البلاد العربية ولكن يلاحظ في مصر أكثر من غيرها نظرا لكثرة عدد السكان .