فاطمي
03-23-2006, 06:07 PM
بغداد الحياة - 23/03/06//
كان العثور على 13 جثة قرب منطقة العامرية (غرب) أحدث مؤشر الى أن هدف منفذي هذه المجازر هو إرهاب العراقيين للاستمرار في عمليات الفرز الطائفي والمذهبي، فالجثث تعود الى زوار شيعة كانوا في طريقهم الى النجف.
ومقابل التمثيل بالجثث وإعلان زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» أبي مصعب الزرقاوي الحرب الشاملة على الشيعة، تتهم «هيئة علماء المسلمين» السنّية الشيعة بالعمل لإقامة «مناطق عازلة» أو خطوط تماس من خلال إسكان مهجرين من مناطق سنّية في ثكنات للجيش السابق، لحماية الطريق الى الأضرحة في النجف وكربلاء.
وتفاقمت ممارسات التطهير الطائفي بقوة بعد استهداف مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، وما رافق ذلك من رد فعل مذهبي طاول الأحياء السنّية في بغداد ومدن أخرى، لكن البدايات الأولى لظاهرة الفرز أو التطهير كانت في الأشهر الأولى لعام 2004 في قرى نائية، تحولت الى مسرح للتهجير.
وتؤكد وزيرة الهجرة والمهجرين سهيلة عبد جعفر أن عدد العائلات التي تم تهجيرها من منازلها في كل انحاء العراق بلغ 3705 عائلات معظمها من الشيعة وتتخذ من الساحات العامة والمدارس في بعض البلدات مكان اقامة موقتاً، وتسعى الوزارة، بالتعاون مع البلديات، إلى توزيع مبلغ 500 مليون دينار (330 ألف دولار) عليها.
وتؤكد تقارير الحكومة أن النسبة الأكبر من النازحين قدمت من محيط بغداد، خصوصاً أبو غريب والدورة والمحمودية، موزعة على الشكل الآتي: 200 عائلة نزحت إلى محافظة السماوة و350 إلى محافظة واسط و19 إلى ميسان و175 إلى الناصرية، فيما استقبلت محافظة النجف 1000 عائلة من مناطق كركوك واليوسفية والعامرية والشعب وديالى. ويشير التقرير أيضاً إلى نزوح 436 عائلة من المناطق الشرقية المحيطة ببغداد مثل بعقوبة والنهروان والطارمية والخالص وخان بني سعد، ولا تعرف وجهة نزوح معظمها.
وكان الشيعة في بلدة سعدة في قضاء القائم (500 كلم غرب بغداد) على الحدود العراقية - السورية واجهوا ضغوطاً لتهجيرهم، تضاعفت بعد تولي حكومة إبراهيم الجعفري مقاليد السلطة، وتزامن ذلك مع ضغوط مشابهة في بلدات اللطيفية والمحمودية واليوسفية جنوب بغداد المعروفة بـ «مثلث الموت».
وكانت مخاوف الشيعة تتضاعف مع كل هجوم اميركي على مدن سنية في الأنبار والموصل، وبدأ نزوحهم الى مناطق اكثر امناً مع اعلان زعيم تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» الأردني أبي مصعب الزرقاوي «حرباً مفتوحة على الشيعة» بعد عملية «تلعفر» (500 كلم شمال بغداد) أواخر العام الماضي.
ومن الضلع الغربي لمثلث الموت الى الضلع الشرقي في بلدتي النهروان والمدائن اللتين شهدتا نزوح عائلات سنّية اختارت مغادرة منازلها بعد تلقيها تهديدات بالقتل الجماعي او اعتقال أبنائها وتصفية بعضهم خلال هجمات لـ «فرق الموت» الشهيرة لتنقسم البلدتان اليوم الى حيين: احدهما للشيعة والآخر للسنّة.
وعلى رغم أن محيط بغداد الجغرافي امتداد للتنوع العرقي والطائفي للعاصمة (6 ملايين نسمة)، إلا أن الصراع الخفي بين قوى وعشائر عربية على هوية هذا المحيط بدأ في وقت مبكر من عمر الاحتلال الاميركي بين اتجاهين رئيسيين: أحدهما يحاول ضمان الغالبية السنّية للضواحي والثاني يرغب في ايجاد ممر طائفي آمن بين مدن الجنوب الشيعية والعاصمة التي يشكل الشيعة نصف سكانها تقريباً.
وتتهم «هيئة علماء المسلمين» السنّية أحزاباً شيعية ممثلة في حكومة الجعفري، بمحاولة إقامة هذا الممر في بلدة المدائن، عبر توطين مئات العائلات من الجنوب في معسكرات الجيش السابق.
ويؤكد الشيخ محمود الصميدعي من الهيئة أن عمليات تهجير العائلات السنّية في مناطق متفرقة «مستمرة ولم تحظ بالتغطية الاعلامية». ويرى اللواء الركن مهدي صبيح قائد قوات حفظ النظام ضبط التهجير صعباً، في ضوء إقدام مجموعات مسلحة على تهديد العائلات ومنحها أقل من 24 ساعة لمغادرة منازلها. ويؤكد ان خطة وزارة الداخلية لمعالجة هذه الظاهرة تركز على استثمار الثقل العشائري فيها من خلال تقديم زعماء العشائر ضمانات لإعادة النازحين.
لكن ضمانات هؤلاء قد تجدي في قرى محيط بغداد ولا تلقى صدى في احياء العاصمة، التي تغيب عنها سطوة زعماء القبائل لمصلحة الميليشيات المسلحة، التي شرعت عملياً في حملات تهجير متبادلة بين مناطق سنّية وأخرى شيعية لا يسلط عليها الضوء غالباً.
كان العثور على 13 جثة قرب منطقة العامرية (غرب) أحدث مؤشر الى أن هدف منفذي هذه المجازر هو إرهاب العراقيين للاستمرار في عمليات الفرز الطائفي والمذهبي، فالجثث تعود الى زوار شيعة كانوا في طريقهم الى النجف.
ومقابل التمثيل بالجثث وإعلان زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» أبي مصعب الزرقاوي الحرب الشاملة على الشيعة، تتهم «هيئة علماء المسلمين» السنّية الشيعة بالعمل لإقامة «مناطق عازلة» أو خطوط تماس من خلال إسكان مهجرين من مناطق سنّية في ثكنات للجيش السابق، لحماية الطريق الى الأضرحة في النجف وكربلاء.
وتفاقمت ممارسات التطهير الطائفي بقوة بعد استهداف مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، وما رافق ذلك من رد فعل مذهبي طاول الأحياء السنّية في بغداد ومدن أخرى، لكن البدايات الأولى لظاهرة الفرز أو التطهير كانت في الأشهر الأولى لعام 2004 في قرى نائية، تحولت الى مسرح للتهجير.
وتؤكد وزيرة الهجرة والمهجرين سهيلة عبد جعفر أن عدد العائلات التي تم تهجيرها من منازلها في كل انحاء العراق بلغ 3705 عائلات معظمها من الشيعة وتتخذ من الساحات العامة والمدارس في بعض البلدات مكان اقامة موقتاً، وتسعى الوزارة، بالتعاون مع البلديات، إلى توزيع مبلغ 500 مليون دينار (330 ألف دولار) عليها.
وتؤكد تقارير الحكومة أن النسبة الأكبر من النازحين قدمت من محيط بغداد، خصوصاً أبو غريب والدورة والمحمودية، موزعة على الشكل الآتي: 200 عائلة نزحت إلى محافظة السماوة و350 إلى محافظة واسط و19 إلى ميسان و175 إلى الناصرية، فيما استقبلت محافظة النجف 1000 عائلة من مناطق كركوك واليوسفية والعامرية والشعب وديالى. ويشير التقرير أيضاً إلى نزوح 436 عائلة من المناطق الشرقية المحيطة ببغداد مثل بعقوبة والنهروان والطارمية والخالص وخان بني سعد، ولا تعرف وجهة نزوح معظمها.
وكان الشيعة في بلدة سعدة في قضاء القائم (500 كلم غرب بغداد) على الحدود العراقية - السورية واجهوا ضغوطاً لتهجيرهم، تضاعفت بعد تولي حكومة إبراهيم الجعفري مقاليد السلطة، وتزامن ذلك مع ضغوط مشابهة في بلدات اللطيفية والمحمودية واليوسفية جنوب بغداد المعروفة بـ «مثلث الموت».
وكانت مخاوف الشيعة تتضاعف مع كل هجوم اميركي على مدن سنية في الأنبار والموصل، وبدأ نزوحهم الى مناطق اكثر امناً مع اعلان زعيم تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» الأردني أبي مصعب الزرقاوي «حرباً مفتوحة على الشيعة» بعد عملية «تلعفر» (500 كلم شمال بغداد) أواخر العام الماضي.
ومن الضلع الغربي لمثلث الموت الى الضلع الشرقي في بلدتي النهروان والمدائن اللتين شهدتا نزوح عائلات سنّية اختارت مغادرة منازلها بعد تلقيها تهديدات بالقتل الجماعي او اعتقال أبنائها وتصفية بعضهم خلال هجمات لـ «فرق الموت» الشهيرة لتنقسم البلدتان اليوم الى حيين: احدهما للشيعة والآخر للسنّة.
وعلى رغم أن محيط بغداد الجغرافي امتداد للتنوع العرقي والطائفي للعاصمة (6 ملايين نسمة)، إلا أن الصراع الخفي بين قوى وعشائر عربية على هوية هذا المحيط بدأ في وقت مبكر من عمر الاحتلال الاميركي بين اتجاهين رئيسيين: أحدهما يحاول ضمان الغالبية السنّية للضواحي والثاني يرغب في ايجاد ممر طائفي آمن بين مدن الجنوب الشيعية والعاصمة التي يشكل الشيعة نصف سكانها تقريباً.
وتتهم «هيئة علماء المسلمين» السنّية أحزاباً شيعية ممثلة في حكومة الجعفري، بمحاولة إقامة هذا الممر في بلدة المدائن، عبر توطين مئات العائلات من الجنوب في معسكرات الجيش السابق.
ويؤكد الشيخ محمود الصميدعي من الهيئة أن عمليات تهجير العائلات السنّية في مناطق متفرقة «مستمرة ولم تحظ بالتغطية الاعلامية». ويرى اللواء الركن مهدي صبيح قائد قوات حفظ النظام ضبط التهجير صعباً، في ضوء إقدام مجموعات مسلحة على تهديد العائلات ومنحها أقل من 24 ساعة لمغادرة منازلها. ويؤكد ان خطة وزارة الداخلية لمعالجة هذه الظاهرة تركز على استثمار الثقل العشائري فيها من خلال تقديم زعماء العشائر ضمانات لإعادة النازحين.
لكن ضمانات هؤلاء قد تجدي في قرى محيط بغداد ولا تلقى صدى في احياء العاصمة، التي تغيب عنها سطوة زعماء القبائل لمصلحة الميليشيات المسلحة، التي شرعت عملياً في حملات تهجير متبادلة بين مناطق سنّية وأخرى شيعية لا يسلط عليها الضوء غالباً.