المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهبذ كويتي..بلا إنسانية!



جمال
03-23-2006, 06:48 AM
محمد زين

منذ أن تولى رئاسة مجلس الوزراء في دولة الإمارات, والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لايتوقف عن القيام بجولات ميدانية شملت عدداً من الإمارات الشمالية التي تفقدها بصورة غير معلنة محاولاً التعرف عن قرب على المشكلات التي تواجه بعض المؤسسات هناك.

في الأسبوع الماضي, عندما كنت في دولة الإمارات للمشاركة في بعض المؤتمرات, وجدت الناس يتحدثون بإعجاب عما يقوم به الشيخ محمد بن راشد وهو التعرف على هموم الكثيرين من الناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكاتب المسؤولين...

فقبل أيام توجه الشيخ محمد بن راشد إلى إمارة أم القيوين, وعلى الفور وجد أمامه إحدى المدارس, فدخل إليها دون علم سابق بزيارته, وكانت مفاجأة للجميع, فتوجه إلى أحد الصفوف متفقداً أحوال الطلبة, وسأل في البدء عن أحسن طالب في الفصل, فتقدم إليه أحدهم قائلاً له إنني الأول على زملائي, فأعجب به الشيخ محمد وأعجب بذكائه ولباقته وحسن حديثه, فأخذه مرافقاً له في جولته داخل المدرسة وكأن القدر كان على موعد مع الطفل جاسم, الذي لم يفوت هذه الفرصة, عندما همس في أذن الشيخ محمد بن راشد شارحاً له أحوال أسرته المزرية وعدم وجود منزل مناسب لهم وأنهم يعيشون في ضائقة ولم يسأل عنهم أحد!

وبعد أن تأكد الشيخ محمد بن راشد من قصة الطفل جاسم, أمر على الفور بشراء فيلا تتكون من أربع غرف نوم بخدماتها مع مجلس ومطبخ, وتم تأثيثها على الفور بالكامل من أجهزة وأدوات كهربائية وألعاب أطفال خلال ثلاثة أيام كما تم وضع تصميم جديد للحديقة ولم ينته الأمر عند هذا الحد, بل أمر الشيخ محمد بتسليم والد الطفل سيارة جديدة لمساعدته في توصيل أطفاله من وإلى المدرسة... وبين ليلة وضحاها بات حلم الأسرة الفقيرة حقيقة, لقد تحقق لها الحلم الكبير, وكانت مكرمة عزيزة وغالية في كثير من معانيها ودلالتها, بل كانت نقلة اجتماعية إلى أبواب حياة جديدة سوف تحدث أثراً عميقاً في نفوس هذه الأسرة التي عاشت حالة من الفقر في بلد يكاد يكون من أغنى بلدان العالم.

مكرمة الشيخ محمد بن راشد هذه سوف تدفع بالأجيال وتشجعهم على حب التعليم والدراسة والنهوض إلى مستويات متقدمة.

إنني أسوق هذه القصة ليس من باب المديح, فالشيخ محمد بن راشد أعرفه عن قرب, فهو لا يحب أن يتحدث أحد عن أي مكرمة يقدمها للمحتاجين, فمكرماته كثيرة وعديدة لا تعرف عنها ما فعلته يده الأخرى, ولكنني أسوق تلك القصة بعد أن قرأت تصريحاً في إحدى الصحف هنا لأحد الجهابذة الذي عصر مخه وقال فيه: »لا بد من إعادة النظر في معاملة أبناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي كون هذه الصفة تمنحه أحقية المواطنة كما لو كان كويتياً وبالتالي لا أرى سبباً لوجود هذه الصفة«!!
أخونا الجهبذ العظيم لم يعرف حتى الآن أن معظم الدول العربية قد تجاوزت معاملة أبناء الزوجة المواطنة إلى منحهم جوازات سفر وجنسية وأصبحوا مواطنين!

ليت هذا الجهبذ العظيم يتعلم من الإنسانية التي تجلت في شخص مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم!
وفي نهاية الكلام نتساءل: أين هي مؤسسات المجتمع المدني لتطلق صرخة في وجه هذا الجهبذ ليس من أجل ردعه فقط, بل من أجل حقوق الإنسان وخدمة صورة الكويت المفروض أن تتزين بإنسانيتها وتفخر بأمهاتها من المواطنات سواء تزوجن من كويتيين أو من عرب مسلمين, فالأمومة هنا كويتية والله لا يستثني الجنة من أقدام الأم الكويتية التي تزوجت ممن تحب كويتياً أو عربياً!