المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب الحسين ثائرا .....عبدالرحمن الشرقاوي



وليم
03-21-2006, 09:19 AM
تأليف: عبد الرحمن الشرقاوي


نبذة مختصرة عن الكتاب

(الصحراء في الطريق إلى العراق.. الوهج شديد يعلن عن قيظ لا يحتمل.. ثم أشجار وظلال ونبع تتناثر هنا وهناك.. الحسين وسعيد وبشر، وبعض رجال الحسين وفتيانه الذين شاهدناهم معه من قبل).

الحسين : هنا الظل الذي تطلب

بشر : وماء سائغ المشرب

(يشرب من نبع ويشرب الحسين

سعيد : يا للوهج المحرق يا سبط رسول الله

الحسين : (مبتسمًا) أولى بك أن تطرب

سعيد : (مبتسمًا) أأطرب من لظى الصحراء

إذ غيري في الكوفة

يشجيه غناء العبد والقينة؟

الحسين : ستخصم هذه الرحلة

من أعوام تعذيبك في الأخرى بلا ريب

سعيد : (يختلط ضحكه بضحكات الحسين وبشر)

لقد عذبت في الرحلة والله

بما يضمن لي قصرين في الجنة!

الحسين : (ضاحكًا) يا طماع.. قصرين؟

أما يكفيك ركن طيب فيها؟!

ألا يكفيك أن تنجو إذ ذاك من اللعنة

ولو حتى إلى خيمة؟!

بشر : سنسقي الخيل

الحسين : واسقوا العيش وامتاروا من الماء

بشر : لدينا فوق ما نحتاج من ماء

الحسين : سنمضي من غد عبر طريق موحش مقفر

فلا ماء ولا شرعة

وقد نلقى على الصحراء من يلتمس الجرعة

(يذهب بشر وبعض الرجال من اليمين واليسار)

سعيد : لن نلقى سوى الغزلان والآرام والطير

الحسين : ألسن ذوات أكباد وقد يعطشن أحيانًا؟

فإن أرويت عطشان وإن أطعمت جوعان

سقاك الله يوم العطش الأكبر

سعيد : هناك أبوك فوق الحوض يسقينا..

إذن فاستوص بي خيرًا

الحسين : لن ينفعنا إذ ذاك إلا العمل الصالح!

سعيد : يا للحر (يشرب) ما هذا!

هجير دون ما قاله العشاق في الهجر وفي الوصل

الحسين : (مبتسمًا) وهل عانيت نار الحب من قبل؟

(من بعيد على قمة ربوة رجل منهك محطم يضرب الصخور بسيف خشبي)

صوت الرجل : (وهو يخاطب الصخور) اختاروا لكم ميتة

الحسين : يا الله من هذا الذي يضرب هام الصخر بالسيف؟

سعيد : عساه عاشق جن

الحسين : (يتقدم إلى الرجل ليتأمله وقد حجب الشمس بيده عن عينه): من هذا..؟

سعيد : (باستخفاف) ما هذا سوى أحد الحجازيين ممن جن في حبه

تشكل عنده الصخر على هيئة أعدائه

فهذي الصخرة الواشي وتلك الصخرة العاذل

فيا ويل الحجازيين مما تفعل الراحة والمال الذي يأتي بلا جهد

ومما يفعل الحب!!

الحسين : (متنهدًا) ولكنا تجاوزنا الحجاز الآن من عدة أيام

وبي من حبها في القلب أعلاق وأشجان

سلام مهبط الوحي سلام دار أحلامي

سعيد : (وهو يتأمل الرجل)

لقد أوشك أن يسقط من شدة إعيائه

الحسين : (مناديًا) عبد الله.. يا من يذرع البيداء في هذا اللظى القاتل

تعالى تصب هنا الراحة

(الرجل يحدث نفسه دائمًا ويتحرك في عصبية، ويطيح بسيفه هنا وهناك في الهواء وفي الرمل)

الرجل : بكى الطفل ولكني غرست السيف في قلبه

الحسين : (للرجل) تقدم.. ها هنا واحة

سعيد : فما واحة من جن به العشق سوى الوصل