الأمازيغي
03-20-2006, 08:02 PM
مليون ونصف مريض عقليا في الجزائر
الجزائر تتوفر على أرضية'' لانتشار ثاني أكبر مرض في العالم
صنّفت المنظمة العالمية للصحة الأمراض العقلية كثاني مرض يهدد البشرية خلال الفترة الممتدة إلى غاية 2020، وبهدف الوقوف في وجه تفشي هذه الأمراض، حثت المنظمة اتخاذ تدابير عاجلة لضمان صحة الناس، على رأسها ''توفير حياة أفضل''·· المختصون في الجزائر يؤكدون أن نسبة الجزائريين الذين يعانون من اضطرابات عقلية والمقدرة حاليا بنسبة 5 بالمئة، مرشح للارتفاع بحكم '' توفر الجزائر على مسببات انتشار هذا النوع من الأمراض''، منها الأوضاع الاجتماعية المتدهورة، الأزمات النفسية التي خلقها الإرهاب، الكوارث الطبيعية إلى جانب قلة المراكز والهياكل القادرة على تقديم الخدمات الطبية المستعجلة·
''المستشفيات ضاقت بمرضاها''
رغم العدد المتوفر من مراكز الطب العقلي الذي ذكرناه سابقا تبقى هذه المراكز والوحدات ناقصة ولا تفي بالمطلوب نظرا لعدد المرضى حيث توفر في مجملها 4760 سرير على مستوى الوطن في الوقت الذي يستقبل فيه مستشفى دريد حسين وحدة 2000 حالة تستدعي ''المكوث بالمستشفى'' لمدة لا تقل عن 06 أشهر، بينما يحتوي 200 سرير موزعة بين قسم الرجال والنساء· عن هذه الإشكالية أكد لنا البروفيسور تجيزة رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين أن الجزائر العاصمة وحدها في حاجة إلى 04 مستشفيات في مثل وزن دريد حسين لتلبية الطلبات المقدمة سنويا للعلاج من قبل المصابين بأمراض عقلية· مضيفا أن ذات المستشفى يستقبل وحده عدد 20 ألف معاينة طبية سنويا· مع الإشارة إلى أن ذات الوضعية تشهدها المستشفيات والمراكز المتوفرة على مستوى الوطن التي ضاقت بمرضاها، إذا ما علمنا أن مرضى الإصابات العقلية يمثلون 05 بالمائة من مجموع سكان الجزائر أو ما يتجاوز 5,1 مليون مريض· وهو ما يتطلب، حسب البروفيسور تجيزة فتح مراكز خاصة بالطب العقلي على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن وما يمثله عدد 48 مركزا· وعن النتائج المترتبة عن الوضع الذي تعرفه الصحة العقلية بالجزائر، أوضح البروفيسور تجيزة '' أن الأطباء يلجأون وبغرض ترك فرصة الاستشفاء لمرضى آخرين إلى تقليص مدة الاستشفاء مع متابعتهم بوحدة العلاج الخارجي دوريا''· لكن ''يضيف قائلا '' تبين أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى لا يتابعون العلاج، بل يضيعون في الطبيعة· وهم من يشكلون خطرا باعتبار أن حالاتهم معرضة للانتكاس لا محالة· وهذا طبعا تحصيل حاصل لحالة الازدحام التي تشهدها مستشفيات الطب العقلي، خاصة إذا ما علمنا أن أدنى مدة للاستشفاء في الدول الأجنبية تقدر بـ 06 أشهر لتمتد حتى السنة والنصف، في الوقت الذي تشكل ذات الفترة بمستشفيات الجزائر أقصى حد·
ثلث المتشردين بالعاصمة
مصابون عقليا
أكدت إحصائيات الصحة العقلية بالجزائر أن نسبة 30 بالمائة من الأشخاص الذين لا مأوى لهم المتواجدين عبر شوارع العاصمة مصابون بأمراض عقلية· وذاك ما كشف عنه البروفيسور تيجيزة، الذي قال أن 01 على 03 من الأشخاص الذين اتخذوا من الشوارع ملجأ لهم مصابون عقليا· وعن سبب ارتفاع عدد هذا النوع من المرضى، أوضح البروفيسور ''أن ما شهدته الجزائر العاصمة بصفة خاصة خلال السنوات الأخيرة من آثار الفيضانات والزلزال الأخير، ناهيك عن مخلفات العشرية السوداء التي عاث فيها الإرهاب فسادا شكلت كما من الأسباب التي ضاعفت من عدد المصابين بأمراض عقلية· فالشخص الذي فقد عائلته بأكملها وفقد معها البيت وكل نقاط انتمائه لا شك أنه معرض للإصابة بتداعيات نفسية وعقلية، ومثل هذا الشخص مئات عرفتهم الجزائر خلال السنوات الأخيرة، كما أن الضغط الاجتماعي الذي يعيشه كثير من أرباب العائلات بسبب الفقر والعوز الذي مس فئة كبيرة من الجزائريين ساهم في انتشار المصابين بأمراض عقلية''· وحول نفس الفكرة أضاف رئيس مصلحة الأمراض العقلية لمستشفى دريد حسين أن انخفاض القدرة الشرائية وانتشار البطالة وما يترتب عنها من فقر يولّد عند الشخص المعني بالأمر إكراها نفسيا· فالأب الذي يجد نفسه غير قادر على تلبية طلبات أبنائه وحتى الضرورية منها، يتولد عنده كبت عنيف يتطور إلى مضاعفات نفسية قد تؤدي إلى المرض العقلي، خاصة إذا كان المعني بالأمر ذا شخصية هشة وذلك ما نقف عليه في كثير من الحالات في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الانهيار الذي يحدث بسبب ضغط الأحداث التي تتوالى والتي قد تترك أثرا نفسيا بليغا حتى عند أصحاب الشخصيات القوية الذين يضعفون وينهارون بتوالي المحن والمصائب· إضافة إلى هذا النوع من المرضى الذي يبقى الشارع هو ملاذه الوحيد هناك نوع آخر من المصابين بأمراض عقلية وراثية، وهؤلاء كذلك عرضة للتواجد في الشوارع لأن معاناتهم من هذا المرض تتسبب في معاناة أخرى كعدم قدرتهم على العمل بسبب حالتهم الصحية، وبالتالي انعدام المورد المالي الذي يمكنهم حتى من شراء الدواء· وبالتالي يجدون في الشوارع ملجأهم الوحيد خاصة إذا كانت الأسرة فقيرة وتعيش وسط ظروف صعبة· وقد يختلف الأمر عند المصابين وراثيا بمرض عقلي وينتمون لعائلات غنية أو مرتاحة ماديا· هؤلاء ورغم ضغط المرض، فإن عائلاتهم تتكفل بهم جيدا وتقيهم التواجد بالشوارع· ويكفي أن نعرف أن اقتناء الدواء لهم '' والذي يكون في معظم الحالات باهض الثمن '' والحرص على مواقيته يهدئ من ثورتهم ويجعلهم أشخاصا مسالمين لمدة من الزمن· وعليه دق رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين ناقوس الخطر فيما يخص تفاقم وضع المصابين بأمراض عقلية في الجزائر، وازدياد عددهم من يوم لآخر بسبب الضغوطات المتنوعة في الوقت الذي يبقى فيه عدد الأخصائيين في الطب العقلي قليلا جدا إذا ما علمنا أن عددهم حدد بـ 400 طبيب عقلي و 800 نفساني يمارسون في القطاع العمومي· ''وهو الذي تقصده أغلبية المرضى'' على مستوى الوطن، مع وجود 170 مختص يمارسون في القطاع الخاص·
الجزائر تتوفر على أرضية'' لانتشار ثاني أكبر مرض في العالم
صنّفت المنظمة العالمية للصحة الأمراض العقلية كثاني مرض يهدد البشرية خلال الفترة الممتدة إلى غاية 2020، وبهدف الوقوف في وجه تفشي هذه الأمراض، حثت المنظمة اتخاذ تدابير عاجلة لضمان صحة الناس، على رأسها ''توفير حياة أفضل''·· المختصون في الجزائر يؤكدون أن نسبة الجزائريين الذين يعانون من اضطرابات عقلية والمقدرة حاليا بنسبة 5 بالمئة، مرشح للارتفاع بحكم '' توفر الجزائر على مسببات انتشار هذا النوع من الأمراض''، منها الأوضاع الاجتماعية المتدهورة، الأزمات النفسية التي خلقها الإرهاب، الكوارث الطبيعية إلى جانب قلة المراكز والهياكل القادرة على تقديم الخدمات الطبية المستعجلة·
''المستشفيات ضاقت بمرضاها''
رغم العدد المتوفر من مراكز الطب العقلي الذي ذكرناه سابقا تبقى هذه المراكز والوحدات ناقصة ولا تفي بالمطلوب نظرا لعدد المرضى حيث توفر في مجملها 4760 سرير على مستوى الوطن في الوقت الذي يستقبل فيه مستشفى دريد حسين وحدة 2000 حالة تستدعي ''المكوث بالمستشفى'' لمدة لا تقل عن 06 أشهر، بينما يحتوي 200 سرير موزعة بين قسم الرجال والنساء· عن هذه الإشكالية أكد لنا البروفيسور تجيزة رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين أن الجزائر العاصمة وحدها في حاجة إلى 04 مستشفيات في مثل وزن دريد حسين لتلبية الطلبات المقدمة سنويا للعلاج من قبل المصابين بأمراض عقلية· مضيفا أن ذات المستشفى يستقبل وحده عدد 20 ألف معاينة طبية سنويا· مع الإشارة إلى أن ذات الوضعية تشهدها المستشفيات والمراكز المتوفرة على مستوى الوطن التي ضاقت بمرضاها، إذا ما علمنا أن مرضى الإصابات العقلية يمثلون 05 بالمائة من مجموع سكان الجزائر أو ما يتجاوز 5,1 مليون مريض· وهو ما يتطلب، حسب البروفيسور تجيزة فتح مراكز خاصة بالطب العقلي على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن وما يمثله عدد 48 مركزا· وعن النتائج المترتبة عن الوضع الذي تعرفه الصحة العقلية بالجزائر، أوضح البروفيسور تجيزة '' أن الأطباء يلجأون وبغرض ترك فرصة الاستشفاء لمرضى آخرين إلى تقليص مدة الاستشفاء مع متابعتهم بوحدة العلاج الخارجي دوريا''· لكن ''يضيف قائلا '' تبين أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى لا يتابعون العلاج، بل يضيعون في الطبيعة· وهم من يشكلون خطرا باعتبار أن حالاتهم معرضة للانتكاس لا محالة· وهذا طبعا تحصيل حاصل لحالة الازدحام التي تشهدها مستشفيات الطب العقلي، خاصة إذا ما علمنا أن أدنى مدة للاستشفاء في الدول الأجنبية تقدر بـ 06 أشهر لتمتد حتى السنة والنصف، في الوقت الذي تشكل ذات الفترة بمستشفيات الجزائر أقصى حد·
ثلث المتشردين بالعاصمة
مصابون عقليا
أكدت إحصائيات الصحة العقلية بالجزائر أن نسبة 30 بالمائة من الأشخاص الذين لا مأوى لهم المتواجدين عبر شوارع العاصمة مصابون بأمراض عقلية· وذاك ما كشف عنه البروفيسور تيجيزة، الذي قال أن 01 على 03 من الأشخاص الذين اتخذوا من الشوارع ملجأ لهم مصابون عقليا· وعن سبب ارتفاع عدد هذا النوع من المرضى، أوضح البروفيسور ''أن ما شهدته الجزائر العاصمة بصفة خاصة خلال السنوات الأخيرة من آثار الفيضانات والزلزال الأخير، ناهيك عن مخلفات العشرية السوداء التي عاث فيها الإرهاب فسادا شكلت كما من الأسباب التي ضاعفت من عدد المصابين بأمراض عقلية· فالشخص الذي فقد عائلته بأكملها وفقد معها البيت وكل نقاط انتمائه لا شك أنه معرض للإصابة بتداعيات نفسية وعقلية، ومثل هذا الشخص مئات عرفتهم الجزائر خلال السنوات الأخيرة، كما أن الضغط الاجتماعي الذي يعيشه كثير من أرباب العائلات بسبب الفقر والعوز الذي مس فئة كبيرة من الجزائريين ساهم في انتشار المصابين بأمراض عقلية''· وحول نفس الفكرة أضاف رئيس مصلحة الأمراض العقلية لمستشفى دريد حسين أن انخفاض القدرة الشرائية وانتشار البطالة وما يترتب عنها من فقر يولّد عند الشخص المعني بالأمر إكراها نفسيا· فالأب الذي يجد نفسه غير قادر على تلبية طلبات أبنائه وحتى الضرورية منها، يتولد عنده كبت عنيف يتطور إلى مضاعفات نفسية قد تؤدي إلى المرض العقلي، خاصة إذا كان المعني بالأمر ذا شخصية هشة وذلك ما نقف عليه في كثير من الحالات في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الانهيار الذي يحدث بسبب ضغط الأحداث التي تتوالى والتي قد تترك أثرا نفسيا بليغا حتى عند أصحاب الشخصيات القوية الذين يضعفون وينهارون بتوالي المحن والمصائب· إضافة إلى هذا النوع من المرضى الذي يبقى الشارع هو ملاذه الوحيد هناك نوع آخر من المصابين بأمراض عقلية وراثية، وهؤلاء كذلك عرضة للتواجد في الشوارع لأن معاناتهم من هذا المرض تتسبب في معاناة أخرى كعدم قدرتهم على العمل بسبب حالتهم الصحية، وبالتالي انعدام المورد المالي الذي يمكنهم حتى من شراء الدواء· وبالتالي يجدون في الشوارع ملجأهم الوحيد خاصة إذا كانت الأسرة فقيرة وتعيش وسط ظروف صعبة· وقد يختلف الأمر عند المصابين وراثيا بمرض عقلي وينتمون لعائلات غنية أو مرتاحة ماديا· هؤلاء ورغم ضغط المرض، فإن عائلاتهم تتكفل بهم جيدا وتقيهم التواجد بالشوارع· ويكفي أن نعرف أن اقتناء الدواء لهم '' والذي يكون في معظم الحالات باهض الثمن '' والحرص على مواقيته يهدئ من ثورتهم ويجعلهم أشخاصا مسالمين لمدة من الزمن· وعليه دق رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين ناقوس الخطر فيما يخص تفاقم وضع المصابين بأمراض عقلية في الجزائر، وازدياد عددهم من يوم لآخر بسبب الضغوطات المتنوعة في الوقت الذي يبقى فيه عدد الأخصائيين في الطب العقلي قليلا جدا إذا ما علمنا أن عددهم حدد بـ 400 طبيب عقلي و 800 نفساني يمارسون في القطاع العمومي· ''وهو الذي تقصده أغلبية المرضى'' على مستوى الوطن، مع وجود 170 مختص يمارسون في القطاع الخاص·