فاتن
03-20-2006, 04:32 PM
حمد الحمد - الرأي العام
ثقافة تقتل«إذا ذكرت كلمة ثقافة أمامي فانني أضع يدي على مسدسي», هذه الجملة قالها وزير الإعلام في عهد هتلر، وهنا نتساءل هل الثقافة بتلك الخطورة حتى تعتبر من وسائل القتل والتدمير، في الحقيقة لقد ثبت ذلك أخيرا على أرض الواقع عندما قامت صحيفة دنماركية غير واسعة الانتشار بنشر رسومات كاريكاتورية تسيء للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والرسم الكاريكاتوري هو نتاج ثقافي ابداعي، إلا ان تلك الرسومات التي انطلقت من ذلك البلد الأوروبي راحت تنشر الدمار والهلاك في عالمنا العربي والإسلامي وكأن ثلاثة عشر صاروخا أطلقت حيث قُتل عشرات المسلمين وأحرقت مبان وكنائس في بقاع عربية وإسلامية امتدادها من اندونيسيا حتى ليبيا, كان القتل والتدمير نتاج مظاهرات تلك الرسومات المسيئة لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن المفارقة العجيبة ان جميع المظاهرات التي تحركت في الدنمارك لأشهر عدة لم تحرق داراً أو تقتل بشراً، وإنما كانت مظاهرات سلمية، أما المظاهرة التي تحركت في بيروت فقد أدت إلى احراق المبنى الذي يضم مكاتب السفارة الدنماركية، ولكن المفارقة الغريبة ان المبنى احترق بالكامل ولم يسلم إلا مكاتب السفارة الدنماركية ونعود الى التساؤل هل الثقافة تقتل وتدمر؟
خلقنا بطلا أسطورياً
طبعا نعترض بشدة على الاساءة الى نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي رسالته انتشرت في مشارق الأرض ومغاربها، لأنها رسالة محبة وسلام، وما فعلته تلك الصحيفة فعل دنيء وخسيس، ولكن السؤال هل تعاملنا مع هذه الأزمة بشكل عقلاني ومدروس، وهل تلك المظاهرات التي خلفت قتلى من المسلمين أو أسلوب المقاطعة أتى بنتائج ايجابية؟! أعتقد لا,,, لأن الذي قاد مسيرة مجابهة الأزمة هم العوام واختفى صوت العقلاء، فهناك قاعدة قرآنية سامية محددة المعالم وهي «لا تزر وازرة وزر اخرى»، أي عليك بمواجهة ومعاقبة الذي ارتكب الجريمة وهم اصحاب تلك الصحيفة الدنماركية, ولا منطق ان تعاقب أو تقاطع الشعب الدنماركي بأكمله وعدده خمسة ملايين نسمة لم يرتكبوا الاثم.
ما حدث اننا عاقبنا الشعب الدنماركي بأكمله وحرقنا أعلام بلاده وقاطعنا بضائعه,, بينما مرتكب الاثم وهو رئيس تحرير تلك الجريدة أصبح بطلا أسطوريا للغرب وكل مساء تتسابق على اجراء مقابلة معه جميع المحطات والصحافة الغربية والعالمية.
السؤال الآخر,,, هل أحد من الذين قادوا مسيرة المظاهرات والمقاطعة,,, شاهد تلك الرسومات أعتقد لا,,, أنا شخصيا من أجل كتابة هذه المقالة,,, اقتحمت الإنترنت,, واطلعت على بعض تلك الصور,,, التي هي بمجملها تسيء للمسلمين وليس لنبينا الكريم.
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
في الرياض العاصمة السعودية كان هناك مصنع ألبان تم تأسيسه من قبل مواطنين سعوديين بمشاركة دنماركية، وعندما بدأت رسائل الجوال تنتقل مطالبة بمقاطعة البضائع الدنماركية توقف عمل المصنع وأقفل أبوابه، وتم انهاء خدمات عماله وعددهم 800 من المسلمين وعادوا جميعا الى بلدانهم وقطعت أرزاقهم، وهنا نقول هل من سبب وجيه لمعاقبة وقطع رزق 800 أسرة مسلمة لا علاقة لها بتاتا بتلك الصحيفة، الأمر الآخر العقلاني هو فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان الذي رفض أسلوب المقاطعة الاقتصادية لأنه لا يوجد في شريعتنا هذا المبدأ، حتى وان وجد فالقرار بيد أولي الأمر والمختصين في المجال الاقتصادي وليس بيد العوام الذين لا يفقهون عواقب مقاطعتهم فقد كان اعتقادهم أن الدنمارك ستنهار بعد ثلاثة أيام من المقاطعة لمنتجاتها ولكن هم لم يكلفوا أنفسهم معرفة حجم صادرات الدنمارك إلى البلدان العربية وهو حجم ضئيل جداً ومقداره كما ذكرت محطة «بي بي سي» هو واحد وثلاثة عشرة بالمئة، أما مقدار الصادرات للعالم الإسلامي كافة فهو ثلاثة في المئة فقط، وهذا وفقا لجريدة الشرق الأوسط عدد 4 مارس الجاري، أو كما قال أحد المسؤولين في إحدى السفارات الدنماركية «نعم نخسر بالمقاطعة ولكن لا يتعدى الأمر سوى انخفاض أرباح بعض الشركات».
الدنمارك الدولة الخايبة!!
«الدنمارك هذه الدولة الخايبة» هكذا كتب أحد الكتاب في صحافتنا اليومية، عندما اعتبر الدنمارك دولة فاشلة ولم يكلف نفسه ان يعرف حقيقة هذه الدولة الفاشلة، وحتى نعرف الحقيقة علينا ان نعود لمؤشر الالتزام بالتنمية الصادر عن مركز التنمية العالمي وهذا المؤشر يصدر سنويا وفي تقرير العام الماضي صنف سخاء 21 دولة غنية وفق مساعدتها للفقراء، وكانت الدولة التي تحتل المركز الأول هي الدنمارك، ولسنوات عدة تحتل الدنمارك مرتبة أكثر دولة تفعل الخير في العالم، ومؤشرها 6,7 وهو الأول يليها هولندا ثم السويد, والدنمارك تحتل المركز الأول في قيمة المعونات الخارجية للدول المحتاجة بـ 12,3 نقطة وتليها في هذا النطاق النرويج ثم السويد، والمؤشر الذي تم ذكره والذي يضع الدنمارك على رأس القائمة يحدد الدول وفق تقدمها في مجالات المعونات والتجارة والاستثمار والهجرة والبيئة والأمن والتكنولوجيا.
وهنا نتساءل من هو الخائب ومن هم الخائبون,,, ولماذا أصبحت الدنمارك العدو الثالث لنا بعد اسرائيل والولايات المتحدة رغم انها دولة عادلة وتقف مع جميع القضايا العربية, ولماذا صنعنا عدوا جديداً؟
هل هي مؤامرة!
يتساءل الكثيرون كيف اشتعلت أزمة الرسومات الكاريكاتورية بتلك السرعة في العالم الإسلامي وتفاعلت في يناير 2006 رغم ان الرسومات ظهرت في الصحيفة الدنماركية في سبتمبر 2005، وجريدة «الشرق الأوسط» تسلط الضوء على هذا الأمر في عدد 24 فبراير الماضي، فقد ذكرت ان احد القيادات الإسلامية في الدنمارك هو السيد أحمد ابولبن وهو عربي مسلم من أصل فلسطيني جاء من سورية واكتسب الجنسية الدنماركية وراح يخطب في المساجد وبعد ان شاهد الرسومات المسيئة للرسول الكريم قام بحملة في الدنمارك لثلاثة أشهر لم تؤت ثمارها ولم تؤثر في العالم الإسلامي وعندما عرف أبولبن ان الأمر لم يشتعل أرسل وفوداً الى مصر قابلت شيخ الأزهر وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ووفدا آخر الى لبنان ووفدا إلى سورية وقد اججت هذه الوفود الشارع العربي من الخليج الى المحيط، والسؤال الذي طرح في ما بعد من تحمل تكاليف هذه الوفود التي جابت العالم الإسلامي,,,؟ وأمر آخر خطر وهو ان بعض الصور التي قدمت لعلماء المسلمين في العالم العربي لم تكن هي الصور التي نشرت في تلك الصحيفة وكانت أكثر وقاحة وكان بعضها مزورا.
السؤال,,, هل هناك مؤامرة تبنتها بعض الدوائر لأهداف سياسية متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط,,, لأن المظاهرات التي تمت في سورية ولبنان,,, تلونت بلون سياسي يتعدى الاعتراض على تلك الرسومات.
هل هي مؤامرة لإيجاد أزمات مع العالم الغربي, نحن في عالمنا العربي والإسلامي في غنى عنها، قد يكون كذلك.
الدرس,,, أم الدروس
طبعا أنا في هذه المقابلة لست مدافعا عن حكومة الدنمارك، وإنما أؤيد تلك الدراسة التي اتهمت من قام بتلك الرسومات بأنهم يحملون حقدا دفيناً ضد الديانات الاخرى، وأن أي مسلم لا يقبل اهانة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي دعوته انتشرت في الآفاق واطاحت بعروش الفرس والروم ووصلت الى أقاصي الارض,,, وهنا السؤال,,, هل توقفت رسالة الرسومات البذيئة طبعا لا,,, ولكن الدرس الذي يجب ان نتعرف عليه هو هل مواجهتنا لهذه الأزمة منطقية,,, حضارية,,, وهل قدمت صورة حسنة للمسلمين؟ اعتقد لا,,, لأن مواجهتنا غير مدروسة وتركنا عوام الناس يتصدون لها,,, بينما وقفت الحكومات موقف المتفرج,,, ولا نعرف لماذا؟ الأمر الآخر ان أسلوبنا في التعامل سواء على المستوى الشعبي أو حتى الإعلامي غير منضبط, لهذا كانت هناك تأثيرات عكسية لدى الغرب وساندنا بذلك الاحزاب اليمينية المتطرفة في محاولاتها عزل المسلمين هناك أو حتى وقف تدفقهم على البلدان الأوروبية.
في الحقيقة دار تساؤل كبير هل هذه بداية صدام الحضارات,,,؟ أنا شخصيا من المعجبين بمقولة الرئىس الفرنسي شيراك الذي قال «ان ما يحدث ليس بصدام حضارات إنما صدام الجهلة».
وأنا أوافقه هذا الرأي لأن العقلاء لا يتصادمون وانما يتحاورون ويتعاونون وديننا الإسلامي أول من نص على ذلك عندما دعانا الى التواصل والتعارف مع الحضارات والشعوب الاخرى وليس الصدام معهم, لهذا انتصارنا لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بالمظاهرات التي تدمر وتحرق انما بقيامنا بالتعامل مع الآخر,,, كما تعامل رسولنا مع الآخر في حياته بالحسنى والعطف والسلم,
alhamad225@hotmail.com
ثقافة تقتل«إذا ذكرت كلمة ثقافة أمامي فانني أضع يدي على مسدسي», هذه الجملة قالها وزير الإعلام في عهد هتلر، وهنا نتساءل هل الثقافة بتلك الخطورة حتى تعتبر من وسائل القتل والتدمير، في الحقيقة لقد ثبت ذلك أخيرا على أرض الواقع عندما قامت صحيفة دنماركية غير واسعة الانتشار بنشر رسومات كاريكاتورية تسيء للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والرسم الكاريكاتوري هو نتاج ثقافي ابداعي، إلا ان تلك الرسومات التي انطلقت من ذلك البلد الأوروبي راحت تنشر الدمار والهلاك في عالمنا العربي والإسلامي وكأن ثلاثة عشر صاروخا أطلقت حيث قُتل عشرات المسلمين وأحرقت مبان وكنائس في بقاع عربية وإسلامية امتدادها من اندونيسيا حتى ليبيا, كان القتل والتدمير نتاج مظاهرات تلك الرسومات المسيئة لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن المفارقة العجيبة ان جميع المظاهرات التي تحركت في الدنمارك لأشهر عدة لم تحرق داراً أو تقتل بشراً، وإنما كانت مظاهرات سلمية، أما المظاهرة التي تحركت في بيروت فقد أدت إلى احراق المبنى الذي يضم مكاتب السفارة الدنماركية، ولكن المفارقة الغريبة ان المبنى احترق بالكامل ولم يسلم إلا مكاتب السفارة الدنماركية ونعود الى التساؤل هل الثقافة تقتل وتدمر؟
خلقنا بطلا أسطورياً
طبعا نعترض بشدة على الاساءة الى نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي رسالته انتشرت في مشارق الأرض ومغاربها، لأنها رسالة محبة وسلام، وما فعلته تلك الصحيفة فعل دنيء وخسيس، ولكن السؤال هل تعاملنا مع هذه الأزمة بشكل عقلاني ومدروس، وهل تلك المظاهرات التي خلفت قتلى من المسلمين أو أسلوب المقاطعة أتى بنتائج ايجابية؟! أعتقد لا,,, لأن الذي قاد مسيرة مجابهة الأزمة هم العوام واختفى صوت العقلاء، فهناك قاعدة قرآنية سامية محددة المعالم وهي «لا تزر وازرة وزر اخرى»، أي عليك بمواجهة ومعاقبة الذي ارتكب الجريمة وهم اصحاب تلك الصحيفة الدنماركية, ولا منطق ان تعاقب أو تقاطع الشعب الدنماركي بأكمله وعدده خمسة ملايين نسمة لم يرتكبوا الاثم.
ما حدث اننا عاقبنا الشعب الدنماركي بأكمله وحرقنا أعلام بلاده وقاطعنا بضائعه,, بينما مرتكب الاثم وهو رئيس تحرير تلك الجريدة أصبح بطلا أسطوريا للغرب وكل مساء تتسابق على اجراء مقابلة معه جميع المحطات والصحافة الغربية والعالمية.
السؤال الآخر,,, هل أحد من الذين قادوا مسيرة المظاهرات والمقاطعة,,, شاهد تلك الرسومات أعتقد لا,,, أنا شخصيا من أجل كتابة هذه المقالة,,, اقتحمت الإنترنت,, واطلعت على بعض تلك الصور,,, التي هي بمجملها تسيء للمسلمين وليس لنبينا الكريم.
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
في الرياض العاصمة السعودية كان هناك مصنع ألبان تم تأسيسه من قبل مواطنين سعوديين بمشاركة دنماركية، وعندما بدأت رسائل الجوال تنتقل مطالبة بمقاطعة البضائع الدنماركية توقف عمل المصنع وأقفل أبوابه، وتم انهاء خدمات عماله وعددهم 800 من المسلمين وعادوا جميعا الى بلدانهم وقطعت أرزاقهم، وهنا نقول هل من سبب وجيه لمعاقبة وقطع رزق 800 أسرة مسلمة لا علاقة لها بتاتا بتلك الصحيفة، الأمر الآخر العقلاني هو فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان الذي رفض أسلوب المقاطعة الاقتصادية لأنه لا يوجد في شريعتنا هذا المبدأ، حتى وان وجد فالقرار بيد أولي الأمر والمختصين في المجال الاقتصادي وليس بيد العوام الذين لا يفقهون عواقب مقاطعتهم فقد كان اعتقادهم أن الدنمارك ستنهار بعد ثلاثة أيام من المقاطعة لمنتجاتها ولكن هم لم يكلفوا أنفسهم معرفة حجم صادرات الدنمارك إلى البلدان العربية وهو حجم ضئيل جداً ومقداره كما ذكرت محطة «بي بي سي» هو واحد وثلاثة عشرة بالمئة، أما مقدار الصادرات للعالم الإسلامي كافة فهو ثلاثة في المئة فقط، وهذا وفقا لجريدة الشرق الأوسط عدد 4 مارس الجاري، أو كما قال أحد المسؤولين في إحدى السفارات الدنماركية «نعم نخسر بالمقاطعة ولكن لا يتعدى الأمر سوى انخفاض أرباح بعض الشركات».
الدنمارك الدولة الخايبة!!
«الدنمارك هذه الدولة الخايبة» هكذا كتب أحد الكتاب في صحافتنا اليومية، عندما اعتبر الدنمارك دولة فاشلة ولم يكلف نفسه ان يعرف حقيقة هذه الدولة الفاشلة، وحتى نعرف الحقيقة علينا ان نعود لمؤشر الالتزام بالتنمية الصادر عن مركز التنمية العالمي وهذا المؤشر يصدر سنويا وفي تقرير العام الماضي صنف سخاء 21 دولة غنية وفق مساعدتها للفقراء، وكانت الدولة التي تحتل المركز الأول هي الدنمارك، ولسنوات عدة تحتل الدنمارك مرتبة أكثر دولة تفعل الخير في العالم، ومؤشرها 6,7 وهو الأول يليها هولندا ثم السويد, والدنمارك تحتل المركز الأول في قيمة المعونات الخارجية للدول المحتاجة بـ 12,3 نقطة وتليها في هذا النطاق النرويج ثم السويد، والمؤشر الذي تم ذكره والذي يضع الدنمارك على رأس القائمة يحدد الدول وفق تقدمها في مجالات المعونات والتجارة والاستثمار والهجرة والبيئة والأمن والتكنولوجيا.
وهنا نتساءل من هو الخائب ومن هم الخائبون,,, ولماذا أصبحت الدنمارك العدو الثالث لنا بعد اسرائيل والولايات المتحدة رغم انها دولة عادلة وتقف مع جميع القضايا العربية, ولماذا صنعنا عدوا جديداً؟
هل هي مؤامرة!
يتساءل الكثيرون كيف اشتعلت أزمة الرسومات الكاريكاتورية بتلك السرعة في العالم الإسلامي وتفاعلت في يناير 2006 رغم ان الرسومات ظهرت في الصحيفة الدنماركية في سبتمبر 2005، وجريدة «الشرق الأوسط» تسلط الضوء على هذا الأمر في عدد 24 فبراير الماضي، فقد ذكرت ان احد القيادات الإسلامية في الدنمارك هو السيد أحمد ابولبن وهو عربي مسلم من أصل فلسطيني جاء من سورية واكتسب الجنسية الدنماركية وراح يخطب في المساجد وبعد ان شاهد الرسومات المسيئة للرسول الكريم قام بحملة في الدنمارك لثلاثة أشهر لم تؤت ثمارها ولم تؤثر في العالم الإسلامي وعندما عرف أبولبن ان الأمر لم يشتعل أرسل وفوداً الى مصر قابلت شيخ الأزهر وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ووفدا آخر الى لبنان ووفدا إلى سورية وقد اججت هذه الوفود الشارع العربي من الخليج الى المحيط، والسؤال الذي طرح في ما بعد من تحمل تكاليف هذه الوفود التي جابت العالم الإسلامي,,,؟ وأمر آخر خطر وهو ان بعض الصور التي قدمت لعلماء المسلمين في العالم العربي لم تكن هي الصور التي نشرت في تلك الصحيفة وكانت أكثر وقاحة وكان بعضها مزورا.
السؤال,,, هل هناك مؤامرة تبنتها بعض الدوائر لأهداف سياسية متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط,,, لأن المظاهرات التي تمت في سورية ولبنان,,, تلونت بلون سياسي يتعدى الاعتراض على تلك الرسومات.
هل هي مؤامرة لإيجاد أزمات مع العالم الغربي, نحن في عالمنا العربي والإسلامي في غنى عنها، قد يكون كذلك.
الدرس,,, أم الدروس
طبعا أنا في هذه المقابلة لست مدافعا عن حكومة الدنمارك، وإنما أؤيد تلك الدراسة التي اتهمت من قام بتلك الرسومات بأنهم يحملون حقدا دفيناً ضد الديانات الاخرى، وأن أي مسلم لا يقبل اهانة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي دعوته انتشرت في الآفاق واطاحت بعروش الفرس والروم ووصلت الى أقاصي الارض,,, وهنا السؤال,,, هل توقفت رسالة الرسومات البذيئة طبعا لا,,, ولكن الدرس الذي يجب ان نتعرف عليه هو هل مواجهتنا لهذه الأزمة منطقية,,, حضارية,,, وهل قدمت صورة حسنة للمسلمين؟ اعتقد لا,,, لأن مواجهتنا غير مدروسة وتركنا عوام الناس يتصدون لها,,, بينما وقفت الحكومات موقف المتفرج,,, ولا نعرف لماذا؟ الأمر الآخر ان أسلوبنا في التعامل سواء على المستوى الشعبي أو حتى الإعلامي غير منضبط, لهذا كانت هناك تأثيرات عكسية لدى الغرب وساندنا بذلك الاحزاب اليمينية المتطرفة في محاولاتها عزل المسلمين هناك أو حتى وقف تدفقهم على البلدان الأوروبية.
في الحقيقة دار تساؤل كبير هل هذه بداية صدام الحضارات,,,؟ أنا شخصيا من المعجبين بمقولة الرئىس الفرنسي شيراك الذي قال «ان ما يحدث ليس بصدام حضارات إنما صدام الجهلة».
وأنا أوافقه هذا الرأي لأن العقلاء لا يتصادمون وانما يتحاورون ويتعاونون وديننا الإسلامي أول من نص على ذلك عندما دعانا الى التواصل والتعارف مع الحضارات والشعوب الاخرى وليس الصدام معهم, لهذا انتصارنا لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بالمظاهرات التي تدمر وتحرق انما بقيامنا بالتعامل مع الآخر,,, كما تعامل رسولنا مع الآخر في حياته بالحسنى والعطف والسلم,
alhamad225@hotmail.com