المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمين العام لـ «الحزب الاسلامي العراقي» يهاجم بيان جبر و«فرق الموت الطائفي» .



yasmeen
03-18-2006, 09:05 AM
الهاشمي لـ «الحياة»: الجعفري يتحمّل مسؤولية الدماء المسفوكة والمساجد المدمرة


الكويت – حمد الجاسر

الحياة - 18/03/06//



http://www.daralhayat.com/special/features/03-2006/Item-20060317-095bc87d-c0a8-10ed-0008-254d49d32549/Tarek_15.jpg_200_-1.jpg
طارق الهاشمي


قال الأمين العام لـ «الحزب الاسلامي العراقي» طارق الهاشمي في حديث لـ «الحياة» ان زيارة وفد «جبهة التوافق العراقية» الكويت أخيراً حققت «تطوراً نوعياً» في علاقات العرب السنّة العراقيين بدول مجلس التعاون الخليجي وان الوفد وجد «تقارباً كبيراً» بين قراءته للأزمة العراقية وقراءة المسؤولين الكويتيين، وأنه تمنى على أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد «استثمار خبرته الطويلة في حل الازمات العربية وفي مساعدة العراقيين على الخروج من مأزقهم الحالي». وجاءت زيارة الوفد الذي ضم ايضاً قادة تجمعات عراقية سنيّة أخرى على هامش مؤتمر اقامته وزارة الاوقاف الكويتية الاسبوع الماضي حول الحوار بين الحضارات. واجرى وفد «التوافق» محادثات مع رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووزير الخارجية محمد الصباح ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) جاسم الخرافي اضافة الى الاجتماع «الناجح جداً والمثمر» مع الأمير. والتقى الوفد ايضاً القوى السياسية في الكويت ولا سيما الاسلاميين السنّة. وفيما يأتي نص المقابلة:


> هناك بطء في التواصل بين السنّة العرب في العراق وبين إخوانهم في الخليج، وزيارتكم هذه للكويت كان ينبغي ان تتم عام 2003 مثلاً، هل السبب في البطء ان استعداد السنّة العرب للتواصل لم يكن كبيراً أم ان مستوى الترحيب الخليجي بكم كان محدوداً؟

- هناك اسباب كثيرة اعاقت العلاقات ان تكون على ما ينبغي ان تكون عليه، ونحن كأحزاب (سنية) لم تكن لنا علاقات مباشرة بدولة الكويت، وكان يجب ان ينضج الموقف السياسي عندنا ويتبلور. فالوضع السياسي العراقي كان مضطرباً جداً وينتقل من مشهد الى مشهد في صورة حادة وليس بطريقة موضوعية وكانت لدينا مشكلة في مرحلة ما في اقناع الأوساط السنية بدخول الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية، وكان هناك ايضاً بطء في الاتصال من الجانب الآخر (الخليجي) ولكن ان يتأخر الاتصال خير من أن لا يتم بتاتاً، وجزى الله الكويت خيراً اذ كانت سباقة في ذلك.


> زيارتكم الاخيرة للكويت هل أدخلت الاتصالات السنية العراقية مع الخليج في طور جديد؟

- زيارتنا كانت بدعوة كريمة من الكويت وحصل تطوراً نوعياً في العلاقات اذ قابلنا سمو الامير (الشيخ صباح الاحمد) أولاً وسمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) وعدد من النواب وهذا تطور نوعي في العلاقات بين جبهة التوافق العراقية ودولة الكويت، ومجيء هذه اللقاءات بعد أحداث تفجيرات سامراء وما حدث بعدها كان بمثابة اشارة حمراء حول مستقبل العراق وكان لا بد من دعوة عاجلة للتعرف من العراقيين أنفسهم الى ما حصل وكيف ينبغي قراءة عراق المستقبل في ضوء ما حدث..


> استمعتم الى وجهة نظر المسؤولين الكويتيين وقراءتهم للاحداث العراقية، فهل دلت على ان المعلومات متكاملة عند الجانب الكويتي أم كانت تحتاج الى مزيد من الإيضاح..؟

- اعتقد ان متابعة الكويتيين للحدث العراقي جيدة، ولا أزعم انه كان هناك تطابق كامل في المعلومات التي لدينا والتي عند الاخوة في الخارج أياً كانوا، ولكنني اعتقد ان متابعة حكومة دولة الكويت للمشهد العراقي جيدة ولديها قراءة دقيقة لواقع العراق ومستقبله، ولم نتعب بتسويق وجهة نظرنا لدى الحكومة الكويتية فمهمتنا كانت سهلة.


> هل وعدكم الجانب الكويتي بدعم من أي نوع؟

- من يقرأ تاريخ الكويت لا يستغرب دعم الكويتيين لاخوانهم العرب عندما يمرون في محنة، وأنا وجهت خطاباً لسمو الامير عندما التقيناه وقلت له: «لقد ارتبط تاريخك وتراثك بحل أزمات العرب عندما كنت وزيراً للخارجية والآن اخوانك العراقيون بأمس الحاجة الى هذه الهمة التي كنت رائداً فيها». وقال لي: «أنا لهذه الهمة ولكن وضع الكويت ليس كما كان في السابق فهناك اعتبارات جديدة ولكن ثقوا بأني لن أدخر وسعاً في عونكم ومساعدتكم لإخراج العراق من المأزق الذي هو فيه».


> لفت انتباه الجميع قبل مدة تصريح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل حول قلق السعودية ودول الخليج من التدخل الايراني الكبير في شؤون العراق، كمقارنة: الدعم الايراني للاحزاب الموالية لها في العراق والدعم العربي للجبهة السنية في العراق هل من تشابه من حيث الحجم والنوع؟

- هذا الموضوع يشكل مفارقة محزنة، ولا ينبغي – أمانة – ان نتكتم عليها، فلم يزد الدعم لنا عن هذا الخطاب الذي سمعناه ونحن حزينون لذلك.


> هل تأملون بتغير هذا الموقف الى الأفضل مستقبلاً؟

- نأمل ذلك، هناك وجهات نظر مختلفة في دول الخليج العربي في ما يحدث في العراق، والرؤية متطابقة في ما يتعلق بالتحليل ولكن في ما يتعلق بتداعيات المشهد (العراقي) وأثره في دول الجوار فان الخليجيين مختلفون في قراءاتهم، هناك من يقرأ ان ما يحدث من حريق في العراق سوف يعبر الحدود، وهناك من يقول: لدي حصانة بعلاقاتي مع دول كبرى سوف تحفظ الاستقرار في بلدي وبالتالي من الممكن ان انتظر على هذه المذبحة وأن ينقسم العراق...، ولكن هذه بالطبع نظرة قاصرة.


> هل يمارس الاميركيون ضغوطاً على دول الخليج في ما يتصل بحدود تدخلها في الشأن العراقي؟

- لم نلمس شيئاً كهذا، لكنني اعتقد ان التشاور قائم بين الادارة الاميركية والحكومات الخليجية وانها تسعى من وقت الى آخر الى اطلاع الدول الخليجية على الصورة في العراق وبالتأكيد تحاول ان تسوق منهجها ورؤيتها لادارة الازمة في العراق من أجل دعم هذا المنهج، ولكنني وجدت في الكويت على سبيل المثال ملاحظات قيمة وجديرة بالانتباه (حول الادارة الاميركية في العراق) اذ انني عندما تكلمت عن سوء ادارة الملف العراقي وجدت تطابقاً في وجهات النظر حول كثير من الملاحظات التي ذكرتها، وأن هناك خسارة كبيرة وعامة للجميع بسبب سوء ادارة الملف العراقي من قبل الاميركيين.


> الكويت كانت معبراً للقوات التي غزت العراق واسقطت النظام، ألم يترك هذا رواسب عند فئات من العرب السنّة تجاه الكويت؟

- لست ممن يحبون العيش في التاريخ، واذا كان هناك شيء من الرواسب فسيزول مع الوقت، والكويتيون دفعوا ثمن حماقة نظام قمعي ديكتاتوري آذى شعبه اكثر مما آذى الكويتيين، ونحن في النهاية ضحايا مخططات مشبوهة لتدمير هذه المنطقة وتدمير المشروع الاسلامي وتدمير عروبة العراق وتدمير المشروع النهضوي للعرب، فما الفارق بين العراقي والكويتي اذا كانت تجمعهما العروبة ويجمعهما الاسلام ويجمعهما الخير.


> الدخول الايراني الى العراق كم حجمه فعلياً وهل من المبالغة القول ان هناك اجزاء من العراق تدار ايرانياً؟

- ايران لاعب رئيس في المشهد العراقي، وهي دخلت العراق بذكاء وكما هو معلوم فان عدداً من الاحزاب الرئيسة الفاعلة في الساحة الآن نشأت في الرحم الإيراني ودربت كوادرها في ايران ونظمت ميليشياتها في إيران، فمن تحصيل الحاصل ان يبقى هذا الولاء قائماً ومستقراً الى ما شاء الله، هذا جزء من اختراق المشهد العراقي ناهيك بالخروق الآن في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وتصلنا معلومات محزنة جداً عن أن كثيراً من أعمال العنف التي تجرى على الساحة عليها بصمات واضحة لدول الجوار فيها.


> الأميركيون لماذا هم ساكتون عن هذا الوضع، هل هذا متعمد من جانبهم أم أنهم مضطرون للتعامل مع الأحزاب المحسوبة على ايران؟

- هذا سؤال يوجه للإدارة الأميركية، هناك اخفاق وسوء ادارة في المشهد العراقي ومن ضمن السوء تجد هذه القراءة المضطربة لموقف الأميركيين وتجد هذه المعالجة السيئة للوضع الأمني، والأميركيون يبحثون الآن عن خروج مشرّف لهم من العراق – كما يدعون – وهذا المخرج المشرّف قد يتأخر لكن العراق الآن يتعرض لاحتمال كارثة والانزلاق الى حرب أهلية، الوضع الآن أكثر تعقيداً مما كان عليه في 2003 وهذا يعني ان النموذج السياسي الذي سوقوا له منذ سقوط النظام فيه الكثير من الثغرات والعيوب والشوائب التي أفرزت تداعيات تفجيرات سامراء والأحداث التي وقعت بعد ذلك.


> هل لديكم معلومات عن الطرف الذي يمكن أن يكون وراء تفجيرات سامراء؟

- لا أود أن أسبق الأحداث ولكنني اعتقد انه سيعلن على الملأ وليس من الصعوبة القول من كان وراء التفجيرات، واعتقد انه الطرف الذي استفاد من التفجيرات، وحدات مغاوير الشرطة كانت هي المسؤولة عن المحافظة على المراقد في سامراء ولدينا تفاصيل عما حدث ليلة التفجير والذي نفذ ليس عمل هواة أو مغامرين وانما فعل دولة منظمة لها أجهزة وخبراء، والتفجير احتاج وقتاً من 10 الى 13 ساعة، ولو ترى القبة من الخارج لعلمت ان التفجير حصل بطريقة هندسية لا يمكن أن يجريها هاوٍ أو مغامر أو ارهابي.


> معظم التفجيرات في العراق تنسب الى جماعات الزرقاوي، وهناك من يقول ان هذه الجماعات وهم وانما هي واجهة لأجهزة استخبارات اقليمية...

- لا أحب الخوض في ذلك وانما من المعلوم ان الحزب الاسلامي العراقي لا علاقة له بأعمال العنف جملة وتفصيلاً واختار المقاومة السلمية السياسية...


> الزرقاوي كان شخصاً متواضع القدرات في الأردن فإذا هو هذا الزعيم الخطير الذي يصول ويجول في العراق من دون أن يمسه أحد، هناك من يقول انه مجرد واجهة وان المخطط الفعلي للعمليات المنسوبة اليه أجهزة استخبارات لها خطط في العراق...

- هذا جزء مما نقرأه في العراق، أنا لم التق الزرقاوي ولم التق تنظيم الجهاد ولم التق القاعدة، لكن هذا النشاط ينقل على الانترنت، فهذه المجموعة تنسب بعض الأعمال لها ولكن هل أعمال العنف هي فقط من جماعة القاعدة أو الزرقاوي؟ أنا أعتقد ان العراق أصبح الآن مسرحاً لاستخبارات العالم أجمع، والسفير الروسي قال بصراحة ان العراق أصبح مختبراً لسياسات العالم وعندما سألته لماذا، أجاب ان هناك تداعيات واستحقاقات دولية ستحدد مستقبلاً على ما سيؤول اليه وضع العراق.


> تحفظكم عن التجديد لابراهيم الجعفري في رئاسة الحكومة معلوم، ولكن هل لديكم تحفظات عن وزراء وحقائب وزارية أخرى مثل وزارة الداخلية مثلاً والوزير باقر صولاغ تحديداً وما نسب اليه من تسيير فرق اغتيالات طائفية؟

- هناك موضوعان، الأول يتعلق بالجعفري ونحن لا نعترض على شخصه ولكن على أدائه، ولا أدل من ذلك على موقفه بعد تفجيرات سامراء وهذا الرجل يتحمل كل الأذى وكل الدماء التي سفكت والمساجد التي دمرت وكان أداؤه خلال عشرة شهور سيئاً جداً ونحن نشفق على العراق ان تقوده حكومة برئاسة الجعفري لأربع سنوات أخرى، ولن نقبل برئاسة الجعفري مهما كانت الضغوط لأن مستقبل العراق على المحك...

أما موضوع الحكومة، فإن الفرقاء السياسيين مختلفون على المعيار الذي ينبغي تشكيل الحكومة على أساسه، فقائمة الائتلاف (الشيعي) تقول انه لا بد من احترام الاستحقاق الانتخابي بمعنى الاستحواذ على المناصب وعلى صنع القرار، وهو أن يكون هناك كيان سياسي بيده كل شيء وكيانات أخرى مهمشة عليها فقط أن تسمع وتطيع وبالتالي سيبقى الاحتقان السياسي ويبقى هذا التخندق الطائفي القائم حالياً، ونحن نقول دعونا نعيد تنظيم الدولة بشكل يضمن مشاركة كل الكيانات...


> عملياً هل لدى المجموعات خارج الائتلاف وتمتلك 53 في المئة من مقاعد البرلمان القدرة على تشكيل الحكومة؟


- هذا احد الاحتمالات اذ من الممكن تغيير الخريطة السياسية مستقبلاً...


> الأميركيون هل لديهم توجه نحو الحد من سلطة الائتلاف؟

- الأميركيون ينظرون الى المأزق الأميركي قبل المأزق العراقي، ويريدون ما يصفونه بالمخرج المشرف، ولا مخرج مشرفاً من دون ترتيب العراق ولا ترتيب للعراق من دون حكومة وحدة وطنية وهذه لا تكون الا بمشاركة حقيقية للكيانات السياسية في السلطة، والأميركيون يريدون استتباب الأمن وعدم تمكين طرف على طرف آخر ليس حباً في الأطراف التي أقصيت ولكن رغبة في أن يستقر العراق وأن يخرج الجيش الأميركي بأسرع وقت ممكن.


> وماذا عن وزير الداخلية بيان جبر صولاغ، هل ستتحفظون عنه كما تحفظتم عن الجعفري؟

- ربما ستكتب مجلدات عن بيان جبر وكيفية ادارته لوزارة الداخلية وعن ملفات حقوق الانسان التي ستفتح مستقبلاً، وعن فرق القتل الطائفي التي ستكشف مستقبلاً روايات مروعة عن أعمالها الوحشية ضد بني البشر وعن استخدام المثقاب في خرق رؤوس الأبرياء الذين اعتقلوا وأجساهم دونما ذنب وانما كانت هذه الممارسات تستخدم ضد العرب السنّة لتهجيرهم، وكانت هناك ولا تزال حملة تطهير مذهبي واسعة النطاق تجري بفعل فاعل وبطريقة منهجية لدفع السنّة لترك العراق وتشييع هذا البلد جملة وتفصيلاً.


> يقال ان وزارة الداخلية صارت هي «فيلق بدر»؟

- ليس بهذه الطريقة، وانما ما حدث هو ان وحدات كاملة من فيلق بدر أصبحت الآن وحدات كاملة في مغاوير الداخلية وتنظيمات أخرى في الوزارة، فبدلاً من كونها ميليشيات صارت جزءاً من الدولة، ولكن لو سألت: هل وزارة الداخلية صارت شيعية بالكامل فسأجيب لا، بالعكس هم بحاجة الى ان تكون هناك رموز سنية موجودة في السلطة حتى يقول وزير الداخلية ان المسؤول عن ادارة المغاوير هو ضابط سني، نعم هناك سني ولكن هل لديه صلاحيات؟ وهل يدير فعلاً عمليات المغاوير؟ الجواب على ذلك لا، هذا الرجل (الوزير) استخدم هذه الرموز كديكور وكحجة أمام العالم...


> وهل اصلاح وزارة الداخلية في مقدم أولوياتكم الآن؟

- نعم ولكن هذا سيستغرق وقتاً طويلاً...