المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس المخلوع كان يستبعد غزواً برياً والدفاعات العراقية شلّها خوف صدام من تمرد جيشه



فاطمي
03-13-2006, 03:43 PM
<<نيويورك تايمز>>: خوف صدام من تمرد وضعف معنويات جيشه


ذكرت صحيفة <<نيويورك تايمز>> الأميركية أمس أن خوف الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من حدوث تمرد داخلي دفعه إلى عدم الثقة بقادته العسكريين حتى بعدما بدأت القوات الأميركية الغزو ما أدى إلى شلل الدفاعات العراقية.

وأضافت الصحيفة، نقلا عن تقرير عسكري أميركي سري ووثائق ومقابلات، أن كبار القادة العراقيين صدموا عندما ابلغهم صدام قبل ثلاثة اشهر من الحرب انه لا يملك أسلحة دمار شامل ما أدى إلى ضعف في معنوياتهم.

وأوضحت الصحيفة أن التقرير العسكري السري، الذي اعد قبل عام تقريبا، يُظهر أن صدام قلل من احتمال حدوث غزو أميركي على نطاق كامل. وقال التقرير إن صدام ودائرة صغيرة من مساعديه ظلا مقتنعين، بعد أسبوعين من بدء الحرب، بان التهديد الأساسي يأتي من الداخل ما دفعه لرفض طلب قادة بنسف جسر نهر الفرات لإبطاء التقدم الأميركي.

ونقل عن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، قوله للمحققين إن خوفه الأساسي من أي هجوم عسكري أميركي محتمل كان بسبب احتمال أن يدفع ذلك الشيعة إلى حمل السلاح ضد نظامه. ونقل عن عزيز قوله <<كان (صدام) يعتقد أنها (الولايات المتحدة) لن تخوض حربا برية لأنها مكلفة أكثر مما يجب>> في ما يتعلق بالخسائر البشرية.

وقالت الصحيفة إن صدام استمر، حتى بعد الغزو، في اتخاذ القرارات الحاسمة بنفسه واعتمد على ابنيه، قصي وعدي، في المشورة العسكرية، مضيفة أن الروح المعنوية لقادته العسكريين ضعفت لدى علمهم بعدم وجود أسلحة دمار شامل لأنهم كانوا يعتمدون على مخزونات الغاز السام او الحرب الجرثومية من اجل الدفاع عن البلاد.

وقال التقرير أيضا إن صدام وضع ضابطا كبيرا كان يعد سكيرا لا يتمتع بالكفاءة مسؤولا عن الحرس الجمهوري لأنه كان يرى انه مخلص له. وأضاف أن القادة منعوا، في بعض الحالات، من الاتصال بوحدات أخرى ولم يتمكنوا من الحصول على خرائط للمناطق القريبة من المطار لأنها كانت ستكشف أماكن قصور صدام.

مجاهدون
03-14-2006, 09:03 AM
خطة هروبه كانت بسيطة ومرتجلة..بعد يوم من سقوط بغداد: صدام التفت إلى ولديه وقال نغادر الآن


التفت صدام حسين الى ولديه، بينما كانت القوات الأميركية تتحرك عبر بغداد. وقال «نغادر الآن».
وكان الزعيم العراقي السابق عازما على الهروب قبل أن تقام مزيد من نقاط التفتيش حول العاصمة. ولم يكن قد توقع سقوط المدينة وكانت خطته بسيطة: التوجه غربا الى الرمادي، حيث كان هناك القليل من القوات الأميركية.

وفي تفحص للاستراتيجية العسكرية للعراق أعدت قيادة الأركان المشتركة للولايات المتحدة اعادة بناء يومية لتحركات صدام تظهر ان هروبه كان ملحا ومرتجلا. وتشير الدراسة أيضا الى ان الاستخبارات الأميركية لم تكن تعرف الكثير حول أماكن وجوده خلال المرحلة الأولى من الحرب، وان صدام لم يكن في مكان قريب من موقع غارتين بالصواريخ شنتا بقصد قتله.

وبالنسبة لصدام كانت الضربة الأولى مفاجئة. واعتمادا على معلومات وكالة المخابرات المركزية الأميركية أمر الرئيس بوش يوم 9 مارس (آذار) بقصف مجمع مزارع الدورة جنوب غربي بغداد. وكان موظف في السي آي إيه قد افاد بأن صدام كان في ملجأ تحت الأرض هناك، وان الرئيس بوش كان يأمل في انهاء الحرب بضربة واحدة.

وقد ألقت طائرتان مقاتلتان من طراز ستيلث أف 117 قنبلة مخترقة للملاجئ على الموقع، بينما كانت البوارج الحربية تطلق حوالي 40 من صواريخ كروز. ولفترة معينة اعتقد المسؤولون الأميركيون ان صدام جرح أو قتل. ولكن الرئيس العراقي لم يكن في مزارع الدورة ولم يقم بزيارتها منذ عام 1995، وفقا لمعلومات قدمها الى المحققين الأميركيين عبد حمود التكريتي السكرتير الشخصي لصدام. غير أنه بدا ان الضربة الجوية قد اوهنت عزيمة صدام. فبعد الضربة وصل الى بيت عبد حمود. وذهب الرجلان الى بيت آمن في بغداد حتى يتمكن الزعيم العراقي من متابعة التقارير الاخبارية الدولية ويعد بيانا الى الشعب العراقي.

وبعد أن قرأ رجل عراقي يرتدي نظارات سميكة الخطاب المتلفز، تكهن المسؤولون الأميركيون انه كان شخصا بديلا لصدام. والحقيقة انه كان صدام وفقا لتقرير سكرتيره الشخصي. وفي العادة كانت تجري طباعة النص بحروف كبيرة لتسهل قراءته من قبله، غير أنه لم تكن هناك آلة كاتبة وكان بحاجة الى نظارات لقراءة ما كتبه. وأرسل التسجيل الى وزارة الاعلام لبثه.

وخلال الأسابيع القليلة التالية كان صدام يتحرك في شبكة من البيوت الآمنة. وقصفت الولايات المتحدة مواقع قيادة عسكرية في العاصمة، ولكن صدام بقي في أحياء مدنية. ولم تقترب الولايات المتحدة منه لغرض قتله. وتقول الدراسة السرية ان «معظم الضربات الموجهة الى الزعامة شنت ارتباطا بالأماكن التي بقي فيها صدام خلال الحرب، رافضا استخدام المباني الحكومية، ولكن دون ان تتهدد حياته».

وقام الأميركيون بمحاولة اخيرة لقتل صدام يوم السابع من ابريل(نيسان) بعد أن تلقت وكالة المخابرات المركزية معلومات عن وجوده في بيت آمن قرب مطعم في حي المنصور ببغداد. وقد ألقت طائرة قاصفة من طراز بي 1 أربع قنابل تزن ألفي رطل. وقتل القصف 18 من العراقيين الأبرياء، وفقا لما أوردته هيومان رايتس ووتش. وتشير دراسة قيادة الأركان المشتركة الى أن «صدام لم يكن في المنطقة المستهدفة في وقت الهجوم». وكان صدام قد تلقى مكالمة قريبة. وفي وقت مبكر من يوم السابع من ابريل صادف ان يكون في بيت آمن على بعد ميل ونصف الميل من الطريق الذي اتخذته القوات الأميركية في هجومها الثاني على بغداد، وبعد يومين من ذلك كان وضعه حرجا. فقد تحركت قوات الجيش الأميركي الى الجزء الغربي من المدينة وكانت قوات المارينز تتحرك الى الجزء الشرقي، وقد ظهر امام المؤيدين في بغداد. ولكن بعد أن واجهت قافلته العربات الأميركية المدرعة كان ومساعدوه مسعورين، وشقوا طريقهم الى مكان في بغداد. وبينما كانت القوات الأميركية تفتش اختفى هناك حتى الصباح.

وفي وقت مبكر من يوم العاشر من ابريل قرر الهرب الى الرمادي مع ولديه وعبد حمود، وفقا للتقرير الذي قدمه السكرتير الشخصي بعد أن اعتقلته القوات الأميركية. وفي وقت سابق كان صدام يعتقد ان الهجوم الأميركي الرئيسي قد يأتي من الأردن، ولكن عندئذ بات واضحا للعراقيين ان الولايات المتحدة ليست لديها قوات كبيرة في الغرب. وسرعان ما أصبح الهرب محنة. ففي تلك الليلة قصف الأميركيون بناية مجاورة للبيت الذي كان يختفي فيه بالرمادي. وسرعان ما توجه صدام وولداه وعبد حمود بسياراتهم الى هيت، وقضوا الليلة في بستان نخيل خارج المدينة.

وفي الصباح التالي قرر صدام ان عليهم ان يفترقوا لتقليل مخاطر إلقاء القبض عليهم. وتوجه قصي وعدي وعبد حمود الى العاصمة السورية دمشق، وفقا لخارطة رحلتهم الموجودة في تقرير قيادة الأركان المشتركة. ومن الجلي ان ولدي صدام كانا من التوتر بحيث يصعب على السوريين التعامل معهما. وعاد الشقيقان الى العراق، ووصلا أخيرا الى تكريت والموصل، حيث قتلتهما القوات الأميركية في يوليو(تموز) 2003.

وكانت محطة توقف صدام الأولى في هيت. وفي ديسمبر 2003 ألقت القوات الأميركية القبض على الزعيم العراقي غير الحليق في حفرة العنكبوت قرب تكريت، وعلى جدار المخبأ الرطب كان هناك رسم لسفينة نوح، وعلى الأرض كانت حقيبة مستهلكة مليئة بملابس وساعة كبيرة على شكل قلب.

* «نيويورك تايمز»