سلسبيل
03-12-2006, 04:18 PM
GMT 12:00:00 2006 الأحد 12 مارس
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2006/3/thumbnails/T_f0904eb6-14c5-452f-a582-0b07c5aa5e11.gif
انتقد العواجي أبن عبد الوهاب فأثار عليه الشارع المتدين
محمد الشيخلي من لندن - ايلاف
يبدو أن تيار الأخوان المسلمين السعودي قد تلقى ضربة جديدة في السعودية، بعد اعتقال الإخواني السعودي الحركي الدكتور محسن العواجي، نظراً لتهجمه على ملك البلاد، وكذلك تطاوله الشخصي على وزير العمل الدكتور غازي القصيبي بألفاظ و تعابير غير لائقة، عَدّها المسؤولون السعوديون تجاوزات لا يمكن قبولها، الأمر الذي أدى إلى التحفظ عليه، في انتظار أن يتم تقديمه بسببها للقضاء بعد انتهاء التحقيق معه، وتحرير لائحة الادعاء عليه من قبل السلطات المختصة.
الدكتور العواجي من خريجي بريطانيا في الزراعة، ويحمل درجة الدكتوراه في (السماد الطبيعي). إضافة إلى أنه كان من الخطباء الناشطين الإسلاميين، الذين كان لهم توجهات معادية بقوة للسلطة السعودية إبان حرب تحرير الكويت، والذين عارضوا وحرموا الاستعانة بالقوات الأجنبية، وسفـّـهَوا بفتوى كبار العلماء السعوديين في هذا الشأن،وتحول كغيره من الحركيين من مهامهم الأصلية إلى ممارسة العمل الحصوي. فضلاً عن أنه ذو تاريخ طويل من التجاوزات المثيرة للجدل في نظر التيار الإسلامي السلفي، كما ذكر ذلك لإيلاف أحد الكتاب المهتمين بالتوجهات الصحوية. و يرى مؤيدوه أنه جريء، وخطيب مفوه، بينما يجد منتقدوه أنه مجرد ظاهرة صوتية غوغائية، يضع نفسه في مواقف محرجة، وغير محسوبة جيداً، كما هو موقفه الأخير .
ولإيلاف يقول أحد المثقفين السعوديين المتابعين للنشاط الصّـحوي في المملكة : (العواجي صورة نموذجية للديماغوجي الإسلامي، الذي يُـقدم طرحاً حقيقياً وفاضحاً لتيار الصحويين السعوديين، وعدائهم للانفتاح، وإقصائهم للآخر، وخلطهم بين الذات والموضوع الذي هو أحد مفاصل الخطاب الصحوي المعاصر في السعودية) . ويؤكد كاتب صحفي إلتقته إيلاف قائلاً : (أن تعمّـد العواجي المتكرر للكتابة عن أسماء بعينها، وإصراره على نقد الأشخاص وليس الموضوع، يؤكد أن أساطين التيار الصحوي – الذي يُعتبر العواجي واحداً منهم – مفلسون، وليس لديهم مشروع إصلاح أو تغيير أو تطوير، وهم بمواقفهم هذه يحاولون الدفاع عن مكتسباتهم الراهنة دفاع المستميت، والحفاظ على سلطاتهم، من أن يكتسحها تيار الإصلاح والتغيير والتطور الذي يقوده الملك عبدالله، ويقوم بتنفيذه عملياً المسؤولون الحكوميون، والقصيبي أحد هؤلاء المسؤولين).
ويؤكد أحد الإداريين الذين عملوا مع القصيبي سابقاً بقوله : (أن هناك التقاء مصالح بين المتضررين من التجار من سياسات الدكتور غازي المتعلقة بالسعودة، وبين التيار الصحوي المسيّس، عَبّرَ عنه العواجي في مقاله سالف الذكر بكل وضوح) . ويضيف قائلاً : ( كما أن العواجي في لغته وطريقة تناوله للمواضيع، واعتماده على اللغة الخطابية، وخلو كتاباته من الموضوعية، وتعمّده الدائم القدح في الناجحين من المسؤولين، خصوصاً الذين لهم تاريخ طويل في التنمية الاقتصادية والتحديث الاجتماعي في المملكة كالدكتور القصيبي، يُشير بكل قوة إلى وجوب لجم هذه الممارسات الانتهازية، وحماية أعراض موظفي الدولة من الإساءة المتعمدة، والتعريض الغير أخلاقي لهم كما فعل العواجي ) . ويختتم تصريحه قائلاً : (كما أن الذات الملكية هي ذات يجب أن تكون مصونة دائماً في كل الأنظمة الملكية، وهذا لا ينطبقُ على المملكة فحسب، وإنما في الدول ذات التقاليد الديمقراطية العريقة أيضاً . والسماح بمس ذات الملك بأي شكل من الأشكال أمرٌ لا يمكن قبوله البتة، لأن الملك هو الرمز الذي يجب أن يكون له حصانة واحترام كامل لدى كل مواطنيه).
التيار الأصولي - والوهابي منه على وجه التحديد – يرى كذلك في الدكتور العواجي ظاهرة منفلتة، وغير مؤهلة، ومرتبكة في أطروحاتها، ويكتنفها قدرٌ من الخفة والصفاقة، الأمر الذي جعله كما يقول لإيلاف أحد الكتاب الإسلاميين : ( يضع نفسه في مواقف تحتاج إلى تأصيل شرعي، ورؤية فقهية، وهو لا يمتلك أدواتها، ولا القدرة على التعامل معها، ولا تمت لتخصصه الأكاديمي بصلة، لتنتهي به ممارساته في الغالب إلى منزلقات تحرج تياره قبل أن يسجلها عليه خصومه) .
وقبل سنوات، وصفه أحد متشددي التيار السلفي بأنه مجرد (أستاذ روث) أي سماد، يَهرف بما لا يعرف! .
والجدير بالذكر أن العواجي قد تلقى انتقادات عنيفة من التيار الوهابي، الطيف الغالب على الأصوليين في المملكة، عندما حَـمّلَ في برنامج تلفزيوني مسؤولية التفجيرات التي تقوم بها القاعدة التيار السلفي تحديداً، ونسبَ إلى التراث الفقهي الوهابي، وتعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أسباب و بواعث الوضع الديني المتأزم الذي وصلت إليه المملكة، في محاولة منه - كما يقول أحد أقطاب التيار الوهابي السعودي – إلى صرف الأنظار عن مسؤولية حركة الأخوان المسلمين، والتيار السعودي السروري الأخواني على وجه الخصوص، والذي ينتمي إليه العواجي، لما حدث ويحدث من عمليات وتخريب وإراقة دماء.
علماً أن التيار الوهابي التقليدي في السعودية يؤكد ويصر أقطابه دائماً على أن تيار (الأخوان المسلمين) على وجه الخصوص، وتفرعاته السعودية الحركية تحديداً، كالبنائين والقطبيين والسروريين، هم الذين أفرزوا القاعدة والقاعديين، ومهّدوا لهم - كتنظيم وأسلوب عمل – الطريق حركياً لاستقطاب الكوادر والأنصار. كما يقول الشيخ الدكتور عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي أحد أعضاء لجنة "المناصحة في المملكة لمكافحة الإرهاب" في تصريح له لجريدة المدينة السعودية. وهذا ما جعلَ العواجي يخسر كثيراً من الأنصار والمؤيدين نتيجة لموقفه هذا في المحصلة النهائية.
ومن المعروف - كما أكد العواجي نفسه في أكثر من مناسبة - أنه كان على علاقة وطيدة مع كل الحركات المعارضة الإسلاموية خارج المملكة، وبالذات الدكتور سعد الفقيه، في بدايات معارضته . وبسقوط مشروع المعارضة في الخارج، ما لبثت هذه العلاقة بينه وبين الفقيه أن دب فيها الخلاف، وانتهت إلى القطيعة بالكامل في النهاية. وتقول بعض المعلومات التي استقتها إيلاف من مصادر موثوقة أنه كان على علاقة جنائية بقضية في بداية التسعينات، بعد أن حرّض على الاعتداء الجسدي على أحد رجال الأمن، الأمر الذي نتجَ عنها سجنه بناء على حكم قضائي.
العواجي الآن في انتظار القضاء بتهمة التعرض والمساس بملك البلاد والتقليل من قيمته . وأكد أحد المستشارين الشرعيين الذين سألتهم إيلاف عن قضية العواجي قائلاً : (التجني على ولي الأمر هو محور الاتهام في هذه القضية. وهي من القضايا ذات العقوبات التعزيرية في الشريعة التي يترك شرعاً النظر فيها وتقدير عقوبتها إلى القاضي).
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2006/3/thumbnails/T_f0904eb6-14c5-452f-a582-0b07c5aa5e11.gif
انتقد العواجي أبن عبد الوهاب فأثار عليه الشارع المتدين
محمد الشيخلي من لندن - ايلاف
يبدو أن تيار الأخوان المسلمين السعودي قد تلقى ضربة جديدة في السعودية، بعد اعتقال الإخواني السعودي الحركي الدكتور محسن العواجي، نظراً لتهجمه على ملك البلاد، وكذلك تطاوله الشخصي على وزير العمل الدكتور غازي القصيبي بألفاظ و تعابير غير لائقة، عَدّها المسؤولون السعوديون تجاوزات لا يمكن قبولها، الأمر الذي أدى إلى التحفظ عليه، في انتظار أن يتم تقديمه بسببها للقضاء بعد انتهاء التحقيق معه، وتحرير لائحة الادعاء عليه من قبل السلطات المختصة.
الدكتور العواجي من خريجي بريطانيا في الزراعة، ويحمل درجة الدكتوراه في (السماد الطبيعي). إضافة إلى أنه كان من الخطباء الناشطين الإسلاميين، الذين كان لهم توجهات معادية بقوة للسلطة السعودية إبان حرب تحرير الكويت، والذين عارضوا وحرموا الاستعانة بالقوات الأجنبية، وسفـّـهَوا بفتوى كبار العلماء السعوديين في هذا الشأن،وتحول كغيره من الحركيين من مهامهم الأصلية إلى ممارسة العمل الحصوي. فضلاً عن أنه ذو تاريخ طويل من التجاوزات المثيرة للجدل في نظر التيار الإسلامي السلفي، كما ذكر ذلك لإيلاف أحد الكتاب المهتمين بالتوجهات الصحوية. و يرى مؤيدوه أنه جريء، وخطيب مفوه، بينما يجد منتقدوه أنه مجرد ظاهرة صوتية غوغائية، يضع نفسه في مواقف محرجة، وغير محسوبة جيداً، كما هو موقفه الأخير .
ولإيلاف يقول أحد المثقفين السعوديين المتابعين للنشاط الصّـحوي في المملكة : (العواجي صورة نموذجية للديماغوجي الإسلامي، الذي يُـقدم طرحاً حقيقياً وفاضحاً لتيار الصحويين السعوديين، وعدائهم للانفتاح، وإقصائهم للآخر، وخلطهم بين الذات والموضوع الذي هو أحد مفاصل الخطاب الصحوي المعاصر في السعودية) . ويؤكد كاتب صحفي إلتقته إيلاف قائلاً : (أن تعمّـد العواجي المتكرر للكتابة عن أسماء بعينها، وإصراره على نقد الأشخاص وليس الموضوع، يؤكد أن أساطين التيار الصحوي – الذي يُعتبر العواجي واحداً منهم – مفلسون، وليس لديهم مشروع إصلاح أو تغيير أو تطوير، وهم بمواقفهم هذه يحاولون الدفاع عن مكتسباتهم الراهنة دفاع المستميت، والحفاظ على سلطاتهم، من أن يكتسحها تيار الإصلاح والتغيير والتطور الذي يقوده الملك عبدالله، ويقوم بتنفيذه عملياً المسؤولون الحكوميون، والقصيبي أحد هؤلاء المسؤولين).
ويؤكد أحد الإداريين الذين عملوا مع القصيبي سابقاً بقوله : (أن هناك التقاء مصالح بين المتضررين من التجار من سياسات الدكتور غازي المتعلقة بالسعودة، وبين التيار الصحوي المسيّس، عَبّرَ عنه العواجي في مقاله سالف الذكر بكل وضوح) . ويضيف قائلاً : ( كما أن العواجي في لغته وطريقة تناوله للمواضيع، واعتماده على اللغة الخطابية، وخلو كتاباته من الموضوعية، وتعمّده الدائم القدح في الناجحين من المسؤولين، خصوصاً الذين لهم تاريخ طويل في التنمية الاقتصادية والتحديث الاجتماعي في المملكة كالدكتور القصيبي، يُشير بكل قوة إلى وجوب لجم هذه الممارسات الانتهازية، وحماية أعراض موظفي الدولة من الإساءة المتعمدة، والتعريض الغير أخلاقي لهم كما فعل العواجي ) . ويختتم تصريحه قائلاً : (كما أن الذات الملكية هي ذات يجب أن تكون مصونة دائماً في كل الأنظمة الملكية، وهذا لا ينطبقُ على المملكة فحسب، وإنما في الدول ذات التقاليد الديمقراطية العريقة أيضاً . والسماح بمس ذات الملك بأي شكل من الأشكال أمرٌ لا يمكن قبوله البتة، لأن الملك هو الرمز الذي يجب أن يكون له حصانة واحترام كامل لدى كل مواطنيه).
التيار الأصولي - والوهابي منه على وجه التحديد – يرى كذلك في الدكتور العواجي ظاهرة منفلتة، وغير مؤهلة، ومرتبكة في أطروحاتها، ويكتنفها قدرٌ من الخفة والصفاقة، الأمر الذي جعله كما يقول لإيلاف أحد الكتاب الإسلاميين : ( يضع نفسه في مواقف تحتاج إلى تأصيل شرعي، ورؤية فقهية، وهو لا يمتلك أدواتها، ولا القدرة على التعامل معها، ولا تمت لتخصصه الأكاديمي بصلة، لتنتهي به ممارساته في الغالب إلى منزلقات تحرج تياره قبل أن يسجلها عليه خصومه) .
وقبل سنوات، وصفه أحد متشددي التيار السلفي بأنه مجرد (أستاذ روث) أي سماد، يَهرف بما لا يعرف! .
والجدير بالذكر أن العواجي قد تلقى انتقادات عنيفة من التيار الوهابي، الطيف الغالب على الأصوليين في المملكة، عندما حَـمّلَ في برنامج تلفزيوني مسؤولية التفجيرات التي تقوم بها القاعدة التيار السلفي تحديداً، ونسبَ إلى التراث الفقهي الوهابي، وتعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أسباب و بواعث الوضع الديني المتأزم الذي وصلت إليه المملكة، في محاولة منه - كما يقول أحد أقطاب التيار الوهابي السعودي – إلى صرف الأنظار عن مسؤولية حركة الأخوان المسلمين، والتيار السعودي السروري الأخواني على وجه الخصوص، والذي ينتمي إليه العواجي، لما حدث ويحدث من عمليات وتخريب وإراقة دماء.
علماً أن التيار الوهابي التقليدي في السعودية يؤكد ويصر أقطابه دائماً على أن تيار (الأخوان المسلمين) على وجه الخصوص، وتفرعاته السعودية الحركية تحديداً، كالبنائين والقطبيين والسروريين، هم الذين أفرزوا القاعدة والقاعديين، ومهّدوا لهم - كتنظيم وأسلوب عمل – الطريق حركياً لاستقطاب الكوادر والأنصار. كما يقول الشيخ الدكتور عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي أحد أعضاء لجنة "المناصحة في المملكة لمكافحة الإرهاب" في تصريح له لجريدة المدينة السعودية. وهذا ما جعلَ العواجي يخسر كثيراً من الأنصار والمؤيدين نتيجة لموقفه هذا في المحصلة النهائية.
ومن المعروف - كما أكد العواجي نفسه في أكثر من مناسبة - أنه كان على علاقة وطيدة مع كل الحركات المعارضة الإسلاموية خارج المملكة، وبالذات الدكتور سعد الفقيه، في بدايات معارضته . وبسقوط مشروع المعارضة في الخارج، ما لبثت هذه العلاقة بينه وبين الفقيه أن دب فيها الخلاف، وانتهت إلى القطيعة بالكامل في النهاية. وتقول بعض المعلومات التي استقتها إيلاف من مصادر موثوقة أنه كان على علاقة جنائية بقضية في بداية التسعينات، بعد أن حرّض على الاعتداء الجسدي على أحد رجال الأمن، الأمر الذي نتجَ عنها سجنه بناء على حكم قضائي.
العواجي الآن في انتظار القضاء بتهمة التعرض والمساس بملك البلاد والتقليل من قيمته . وأكد أحد المستشارين الشرعيين الذين سألتهم إيلاف عن قضية العواجي قائلاً : (التجني على ولي الأمر هو محور الاتهام في هذه القضية. وهي من القضايا ذات العقوبات التعزيرية في الشريعة التي يترك شرعاً النظر فيها وتقدير عقوبتها إلى القاضي).