yasmeen
03-12-2006, 09:56 AM
الأمين العام للحزب الإسلامي وأحد قادة جبهة التوافق العراقية
طارق الهاشمي: التاريخ سيكتب مواقف الكويت تجاه العراق «بحروف من نور»
حاوره: حسن عبدالله - الوطن
قال طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي واحد قادة جبهة التوافق العراقية ان التاريخ سيكتب بحروف من نور مواقف الكويت المشرفة تجاه العراق.
واضاف في حديث خاص لـ «الوطن» ان ايران تتدخل في شؤون العراق وان طهران نقلت صراعها مع امريكا الى الاراضي العراقية، مشيراً الى ان ما يحدث من عنف وسفك للدماء وهدم للبنى التحتية هو نتيجة طبيعية لأخطاء المشروع الأمريكي «ولا علاقة مباشرة للزرقاوي او القاعدة بكل هذا».
وأكد الهاشمي: ان الحزب الاسلامي يسعى الى اقامة دولة مدنية على اسس اسلامية انطلاقا من «فقه الضرورة» موضحا بان جيلا كاملا من العراقيين يعتقدون بان القتل جزء من السلوك البشري الطبيعي «وهو ما يستلزم العمل على انقاذ العراق اولا قبل الحديث عن تطبيق الشريعة او الدولة الاسلامية».
واشار الى ان «المحاصصة» تقود العراق الى «اللبننة» والانزلاق في «فتنة طائفية غذاها القمع الصدامي ونمت وترعرعت في ظل اطماع الكيانات السياسية والاخطاء الاستراتيجية لقوات التحالف».
ودعا طارق الهاشمي الى ابعاد الدكتور الجعفري عن رئاسة الوزراء«فالعراق لم يتحمل اداءه السيئ 10 شهور فكيف نوافق على ترشيحه 4 سنوات اخرى»؟
وتساءل الهاشمي«لماذا بدأت محاكمة صدام وأعوانه بقضية الدجيل» مشيراً الى ان المحاكمة تحولت الى تهريج ومواقف «مقرفة» ويجب الانتهاء منها.
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا عن زيارتكم للكويت وفي هذا الوقت بالذات؟
- الهاشمي: هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة مساع للحزب الاسلامي وجبهة التوافق العراقية للتشاور مع الاخوة العرب، ودول الجوار على وجه الخصوص، فيما يتعلق بالشأن العراقي.. وبخاصة الاحداث الاخيرة التي وقعت بعد يوم 22 فبراير، ووضعت العراق على مفترق طرق جديد فكان لابد من هذه الزيارة لاطلاع الاخوة العرب على ما حدث يوم الاربعاء 2/22 وتداعياته التي لحقت بتفجيرات سامراء، فهذا تطور خطير، ويبدو أن المشهد العراقي بتداعياته الخطيرة الاخيرة غير واضح لاخواننا العرب.
تداعيات خطيرة
هل من الممكن توصيف «التداعيات الخطيرة» التي طرأت على المشهد العراقي الآن؟
- الهاشمي: المشهد العراقي الآن قلق ومتوتر ، لان الاسباب التي ادت الى ما حدث بعد تفجير سامراء مازالت قائمة، وبالتالي فالعراق مرشح لازمة جديدة ان لم يتم نزع فتيل الازمة، ومعالجة الاسباب الكامنة التي ادت الى استشهاد الكثير من مشايخنا وائمة المساجد والمؤذنين والحراس وكذلك إحراق وتدمير وسلب والسيطرة على بعض المساجد.
ومن بين هذ الاسباب وجود «ميليشيات» منظمة موجودة تحت الارض، وتعود الى جهات سياسية معروفة، لها ولاءات خارج العراق.
وهذه الميليشيات جاهزة في المستقبل لاستثمار اي حدث كبير يحدث على الساحة، وبالتالي تتكرر المأساة ويتعرض الشعب العراقي - وخصوصا السنة - الى مزيد من الأذى والدمار.
والمشكلةأن زمام الأمور قد تفلت منا ونفقد السيطرة عليها، ويقع العراق في فتنة طائفية لا نعرف كيف ومتى ستنتهي.
دول الجوار
ما هي الأسباب التي أدت إلى تفجر الوضع بهذه الطريقة المتصاعدة؟
- الهاشمي: هناك أسباب عدة منها تدخل دول الجوار بشكل يتجاوز الحد المقبول للتأثير في المشهد السياسي.
وايضا الأحزاب التي كان لديها ميليشيات وادعت انها تم حلها، اتضح ان ذلك «كذبة كبرى» وأن هذه الميليشيات مازالت موجودة.
أضف الى ذلك الاضطراب السياسي الحالي، فهناك انقسام حاد بين الكيانات السياسية، ونحن عندما وصلنا الى مجلس النواب طالبنا ونطالب بمشاركة حقيقية في السلطة، ولكن الآخرين الذين استحوذوا على السلطة خلال الأشهر العشرة الماضية، يريدون ان يبقى الوضع على ما هو عليه. وما نراه الآن هو نتائج الاستحواذ والانفراد بالسلطة بالادعاء ان الاغلبية ينبغي ان تحكم وأن البقية ينبغي ان يسمعوا ويطيعوا.
وبالتأكيد هناك أجندة سياسية لمن قاد الجموع واستثمر هذا الأذى الذي اصابنا، فقد ترافق هذا مع تصريحات طالبت بضرورة تطهير وزارتي الداخلية والدفاع من أي وزير له توجه طائفي، وتقاسم السلطة بشكل حقيقي بين جميع الكيانات السياسية.
وعلى ما يبدو فإن البعض اراد ارسال رسالة الى أمريكا والى الكيانات السياسية الاخرى بأنه لابد من الابقاء على واقع الحال، وأنه ايضا لديه القوة لتحريك الشارع في أي وقت.. وبالتالي تفجير الاوضاع وقيادتها بالطريقة التي حدثت مؤخراً.
مستقبل الحوار
في ظل هذه الاطماع الخاصة للبعض فماذا عن مستقبل الحوار بين الكيانات السياسية العراقية؟
- الهاشمي: العراق الآن يعيش لحظة حرجة ودقيقة، ولابد من تغيير طريقة إدارة الدولة وقناعة الكيانات السياسية بأن قرارات المستقبل ينبغي ان تحسم بالتوافق، ولابد من مشاركة حقيقية في السلطة واتخاذ القرار.
وهذه المشاكل مازالت عالقة حتى الآن، ولم يتفق على حل لهذه المسائل، وبالتالي سوف يظل المشهد العراقي مرشحاً لاحتمالات عدة. وآمل في نهاية المطاف ان يلتقي الحكماء والعقلاء والساسة على قاسم مشترك وتنتهي ازمة تشكيل الحكومة على أساس الوفاق الوطني.
رموز السنة
لماذا ظهرت «رموز» للكيانات السياسية المختلفة في العراق فيما يبدو ان السنة بلا رموز او كاريزمات سياسية تقودهم في اللحظة الحالية؟
- الهاشمي: هذا ظلم كبير للسّنة، والذي حدث ان السنة كانوا قد قرروا عدم المشاركة في العملية السياسية مبكراً، والتالي تركت الساحة السياسية خلال السنتين الماضيتين لأطراف اصولية ذات توجه شيعي او اطراف فيدرالية أيام د. إياد علاوي. لتتقلد المناصب المختلفة وتم تسليط الضوء الإعلامي عليها. وهذا ما حدث بالضبط. ولكن هذا لا يعني ان السّنة ليست لديهم رموز او قيادات، فنحن قد اخترنا عدم المشاركة في الحكومة العراقية السابقة، واعتقد ان هذا كان درسا كبيراً لنا، وقد دفعت الأمة العراقية ثمناً باهظاً لعدم وجودنا او مشاركتنا في السلطة. فقد استحوذ الآخرون على الحكم وأصابنا اذى كبيراً كما حدث يوم الاربعاء 2/.22
ولابد ان يكون الهدف النهائي هو عراق يشارك الجميع فيه بالسلطة واتخاذ القرارات المصيرية فيما يخص بناء عراق جديد في الجانب الاقتصادي والسياسي والأمن والاجتماعي.
«لبننة» العراق
أعتقد ان العراق قطع شوطا كبيراً على طريق «اللبننة» «فالمحاصصة» اصبحت هي السبيل الوحيد للمشاركة في الحكم؟
- الهاشمي: للأسف هذا النسيج العراقي الذي تماسك على مدى السنوات الماضية اصبح محل اختبار جديد: إما ان ننجح في البقاء على هذا التماسك او ان ينفرط عقد الجميع. وننزلق جميعاً في حرب اهلية او فتنة طائفية الكل فيها خاسر.
والحقيقة ان البداية الخاطئة حدثت قبل سقوط النظام، فأحزاب المعارضة في المنفى رتبت أوضاع العراق مبكراً على كيفية تقاسم السلطة - في مؤتمر لندن وصلاح الدين - على أساس «المحاصصة» الطائفية. وبعد سقوط النظام وانبثاق مجلس الحكم، اخذ بنفس المعايير التي اعتمدت ايام المعارضة.
فقد قسم مجلس الحكم على اساس المحاصصة الطائفية وكذلك الحكومة التي جاءت بعده والمجلس الوطني.
وحاولنا التخلص من هذا المأزق عن طريق الانتخابات. إلا ان الانتخابات لم تجر بالنزاهة والشفافية التي توقعناها. فالدولة التي سيطر عليها البعض «سيست» الوزارات، واصبحت موالية لهم وليس للعراق، وبالتالي زورت الانتخابات بشكل يصل في بغداد الى حد الفضيحة، بسبب ان ولاء الموجودين في السلطة هو لقائمة سياسية معروفة. وهو ما اثر بشدة على نتائج الانتخابات. فجبهة التوافق كان لها الحق في مائة مقعد على الأقل وليس 44 كما هو الحال الآن.
فقه الضرورة
هل يمكن «للحزب الاسلامي» ان يطرح تطبيق الشريعة او الدولة الاسلامية في ظل ما يعيشه العراق من محنة؟
ـ الهاشمي: نحن نعتمد «فقه الضرورة» ولدينا موازنات تنبثق من السياسة الشرعية، لكن في ظل محنة العراق ليس هناك جدل في أذهاننا ولا في رؤيتنا بين الحكومة العلمانية والدولة الاسلامية. فالمهم الان هو اخراج البلد من أزمته وحمايته من الانزلاق في حرب أهلية، مشروعنا الآن يتلخص في انقاذ العراقيين بصرف النظر عن توجهاتهم والمحافظة على كيان هذا البلد موحدا، وان نعين الامن والاستقرار، ونبني العراق الموحد بناء على معايير الكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن.
هذا هو المشروع الاسلامي بالعراق في الوقت الحاضر، نحن نريد دولة مدنية قائمة على قيم اسلامية، ولأننا جزء من النظام العراقي الجديد، فنحن نؤمن بتبادل السلطة، وبالحوار، ونتقبل الرأي الاخر، وننبذ العنف بكل اشكاله، ونعتمد مبدأ الشورى حتى على مستوى القرارات الداخلية في الحزب الاسلامي العراقي، ولدينا تحالفات مع قوى سياسية متنوعة.
من القاتل
إذا كانت كل القوى السياسية- بما فيها الإسلاميون- يعلنون نبذهم للعنف والدماء فمن الذي يقتل العراقيين ويدمر العراق الآن؟
- الهاشمي: من الصعب اختزال معضلة العنف في العراق في كلمات لأنها مسألة صعبة ومتشعبة.
هل هم المتسللون العرب؟
- الهاشمي: هذا اختزال كبير للأزمة، فالمشهد اكبر من قدرة المتسللين العرب على بطولته، فالعنف وسفك الدماء وتدمير البنى التحتية وقتل الابرياء لها ابعاد عدة على رأسها: الاخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها الولايات المتحدة الامريكية في ادارة الملف العراقي منذ يوم السقوط وحتى الآن: حل الجيش العراقي وقوات الأمن.. فتح الحدود.. تدمير البنى التحتية.. بيع ترسانة العراق العسكرية خردة في اسواق الجوار.. الاقتصاد المنهار.. الفقر والجريمة.. التدهور في العلاقات الاجتماعية.. الاحتقان السياسي بين الكيانات السياسية فالطرف الذي لا يستطيع اقناع طرف آخر يلجأ الى العنف اما لإخضاعه أو استئصاله.
فماحدث في تفجيرات سامراء هي مجرد «احتقان سياسي» قام احد الاطراف بتفجيره بغرض توصيل رسالة قوية الى الاطراف الاخرى.
ايضا اضيف الى اسباب اشعال العنف في العراق، تدخل دول الجوار ، فإيران نجحت بذكاء في نقل الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية من ايران الى العراق الذي اصبح ساحة قتال لتسوية حسابات بين طهران وواشنطن،
والذي يدفع الثمن لهذا الصراع هم العراقيون.
بن لادن والزرقاوي
ما حكاية القاعدة والزرقاوي في العراق؟
- الهاشمي: الحقيقة أنهم موجودون، فالزرقاوي والقاعدة نشطوا في العراق ضمن مشروعهم العالمي في محاربة امريكا، واقولها واضحة وصريحة ان هؤلاء اي القاعدة والزرقاوي لا علاقة لهم بما يحدث في المشهد العراقي الحالي من هدم للبنى التحتية وسفك دماء العراقيين وغيرها، انهم جاءوا الى العراق لمحاربة أمريكا، بناء على دعوة الرئيس الأمريكي الذي قال بأن على القاعدة وغيرها من أعداء امريكا ان يأتوا الى العراق، كي يبتعدوا عن الأراضي الامريكية، واصبحنا نحن الذين ندفع فاتورة حساب صراع امريكا مع العالم.
قلبونا على مستقبلنا الغائم فالذي يحدث الآن هو تدمير كامل للنسيج العراقي الذي تماسك على مدى قرون، وحدث هذا بفعل فاعل. انها «مؤامرة» كاملة ما زالت مستمرة وهدفها تدمير العراق.
لقد نشأ الآن جيل كامل من العراقيين الذين يعتقدون ان جزءاً من السلوك البشري العام هو العنف، وهذا لم يحدث حتى في ظل الانظمة السابقة، وسوف نظل ندفع ثمنا باهظا الى ان تستقيم الشخصية العراقية وتعود الى اصولها التي عرفت بها من التسامح والود والمحبة واحترام الجار.
قبضة صدامية
ألا تعتقد أن الكثير من الخلافات والسلوكيات السلبية كانت تختفي تحت قهر القبضة «الصدامية» ثم ظهرت عندما انهار النظام البائد وسقط؟
- الهاشمي: الحقيقة أن العنف يولد العنف، والحقيقة أن النظام السابق القمعي الاستبدادي الشمولي كان يمسك بزمام الأمور بقوة، وبالتالي كان لابد من «تداعيات» اجتماعية او سياسية لسقوطه.
وضعنا في العراق الآن لا يختلف عن أنظمة اوروبا الشرقية السابقة، فعندما رفع الغطاء الشيوعي الديكتاتوري انفرط عقد الناس وظهرت قيم اجتماعية وسياسية جديدة.
إلا أن دول الكتلة الشرقية لم تكن تعاني من مثل هذا الانقسام الطائفي في العراق.
فقد أتت دولة الى العراق- هي امريكا- بمشروع للتحرير إلا أنه أدير بطريقة سيئة للغاية، مما ادى الى تنامي وترعرع بذور الفتنة الطائفية التي كانت موجودة في السابق وغذتها ديكتاتورية الأنظمة القمعية السابقة. لكنها نشطت بقوة في ظل الاحتلال ومشروعه الفاشل!!
مواجهة مع الجعفري
ما السر وراء عداء القوى السنية للدكتور الجعفري ؟
- الهاشمي: لا بد أن يفهم انه ليس هناك عداء شخصي بيننا وبين د.الجعفري، فلا اعتراض لنا على شخصه، وانما على اداء الجعفري الذي كان اداؤه سيئا في كل المجالات.
أداء الجعفري لم يكن فقط في المسألة الامنية ولا المذابح التي طالتنا ولا في السجون السرية التي يمارس فيها التعذيب الى حد الموت باستخدام الدريلات ولا«التيزاب» -الاحماض الكيميائية- وانما كان سيئا في الخدمات والجانب الاقتصادي. إننا نتكلم عن حقبة ينهب فيها المال العام. ويتم تهريب النفط الخام بكل الطرق والوسائل. ونعيش في ظلها حالة من الإخفاق السياسي سواء في عودة العراق الى المحيط العربي او تحسين العلاقات مع دول الجوار، اوجمع العراقيين على قاسم مشترك يجمعهم ويخفف من هذا الاحتقان الطائفي.
كما أن الجعفري يتحمل المسؤولية كاملة عما وقع بعد تفجير قبة مرقد الإمامين الهادي والعسكري، فقد اتصلت به فور قراءتي لتداعيات الحدث صباح الأربعاء الاسود وطلبت منه اعلان حظر التجول ورفض تنفيذ هذا لمدة يومين فقتل من قتل وعذب من عذب وحرقت المساجد ونهبت.
ومن الانصاف ان يكون لنا وقفة موضوعية ضد ترشيح هذا الرجل، فالعراق لم يستطع تحمل اداؤه السيء عشرة اشهر، فكيف نوافق على ترشيح هذا الرجل لأربع سنوات قادمة؟! اننا نعارض ترشيحه انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه شعبنا وحرصا على بلدنا.
وليست القوى السنية فقط هي التي تعارض ترشيحه بل هناك قوى شيعية مثل القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي.
أغلبية شيعية
لكن معظم الشيعة وهم أغلبية يؤيدون ترشيحه؟
- الهاشمي : نحن لم ننزع حقهم في ترشيح من يشاؤون لكننا قلنا لهم ان الجعفري ليس رجل المرحلة لصالحهم ولصالحنا فنحن نتحدث انطلاقا من مصلحة العراق وليس طائفة ما. وحقيقة الامر ان هناك قسما كبيرا من الشيعة يعتقدون ان هذا الرجل لا ينبغي ان يقود العراق في الحقبة القادمة لكن المشكلة ان«الائتلاف» يعود في كل قراراته الى المرجعية، ولا أدري ماذا حدث بالضبط في عملية تصويت الائتلاف على اختيار الجعفري فهو كماتعلمون تقدم على الدكتور عادل عبدالمهدي بفارق صوت واحد اي ان ما يقترب من نصف الائتلاف يرفضون رئاسة الجعفري للوزارة.
وبشكل عام سيسقط الجعفري في اختبار الثقة بمجلس النواب وسيضطر الائتلاف الى ترشيح البديل.
محاكمة صدام
فيما يتعلق بمحاكمة صدام وأعوانه الا ترى انها تحولت الى «مسرحية هزلية»؟
- الهاشمي: هذه المحاكمة تحولت الى مهزلة، والادارة الامريكية تتحمل جزءاً من مسؤولية الاخفاق في هذا المشهد «المقرف» الذي تحول الى سيرك او مظاهرة «لتلميع»البعض.
ولا احد يعرف ماذا سيحدث فيها، فهناك من يقول بان المحكمة ستكتفي بالحكم باعدام صدام في مأساة «الدجيل» وينتهي الامر، وهناك من يتحدث عن عدم شرعية المحكمة.
والحقيقة أن هناك «مظالم» ارتكبت من النظام السابق ولا يمكن مرورها دون مساءلة ومحاكمة، ولابد للعدل من أن يأخذ مجراه ولكن للأسف خرج الأمر عن السيطرة واصبحت المحاكمة تهريجا ولا أدري حتى الآن لماذا بدأت بـ «الدجيل» ولم تبدأ بدعاوى اخرى اقوى واكثر موضوعية.
ماذا عن انطباعكم الخاص بزيارة الكويت بعد لقاء سمو الأمير ورجالات الدولة؟
- الهاشمي: الفرصة كانت مواتية تماما كي نسمع ونرى مدى حرص اخواننا في الكويت على حاضر ومستقبل العراق وانهم جاهزون لتقديم كل ما يملكون من دعم وعون لشعبنا، واعتقد كسياسي أن هذا الموقف سوف يكتبه التاريخ ونكتبه نحن بحروف من نور، خصوصا مع شعور شريحة كبيرة من العراقيين بانها تقف وحدها في الميدان.
فالكويت تقدم مساعداتها ليس لإيذاء الآخرين وانما بهدف لملمة شمل العراقيين ومساعدتهم على كيفية الانتقال والوصول الى بر الامان، هذا هو موقف المسؤولية والمروءة من الكويت، وجزاهم الله عن أخوانهم في العراق كل خير.
تاريخ النشر: الاحد 12/3/2006
طارق الهاشمي: التاريخ سيكتب مواقف الكويت تجاه العراق «بحروف من نور»
حاوره: حسن عبدالله - الوطن
قال طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي واحد قادة جبهة التوافق العراقية ان التاريخ سيكتب بحروف من نور مواقف الكويت المشرفة تجاه العراق.
واضاف في حديث خاص لـ «الوطن» ان ايران تتدخل في شؤون العراق وان طهران نقلت صراعها مع امريكا الى الاراضي العراقية، مشيراً الى ان ما يحدث من عنف وسفك للدماء وهدم للبنى التحتية هو نتيجة طبيعية لأخطاء المشروع الأمريكي «ولا علاقة مباشرة للزرقاوي او القاعدة بكل هذا».
وأكد الهاشمي: ان الحزب الاسلامي يسعى الى اقامة دولة مدنية على اسس اسلامية انطلاقا من «فقه الضرورة» موضحا بان جيلا كاملا من العراقيين يعتقدون بان القتل جزء من السلوك البشري الطبيعي «وهو ما يستلزم العمل على انقاذ العراق اولا قبل الحديث عن تطبيق الشريعة او الدولة الاسلامية».
واشار الى ان «المحاصصة» تقود العراق الى «اللبننة» والانزلاق في «فتنة طائفية غذاها القمع الصدامي ونمت وترعرعت في ظل اطماع الكيانات السياسية والاخطاء الاستراتيجية لقوات التحالف».
ودعا طارق الهاشمي الى ابعاد الدكتور الجعفري عن رئاسة الوزراء«فالعراق لم يتحمل اداءه السيئ 10 شهور فكيف نوافق على ترشيحه 4 سنوات اخرى»؟
وتساءل الهاشمي«لماذا بدأت محاكمة صدام وأعوانه بقضية الدجيل» مشيراً الى ان المحاكمة تحولت الى تهريج ومواقف «مقرفة» ويجب الانتهاء منها.
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا عن زيارتكم للكويت وفي هذا الوقت بالذات؟
- الهاشمي: هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة مساع للحزب الاسلامي وجبهة التوافق العراقية للتشاور مع الاخوة العرب، ودول الجوار على وجه الخصوص، فيما يتعلق بالشأن العراقي.. وبخاصة الاحداث الاخيرة التي وقعت بعد يوم 22 فبراير، ووضعت العراق على مفترق طرق جديد فكان لابد من هذه الزيارة لاطلاع الاخوة العرب على ما حدث يوم الاربعاء 2/22 وتداعياته التي لحقت بتفجيرات سامراء، فهذا تطور خطير، ويبدو أن المشهد العراقي بتداعياته الخطيرة الاخيرة غير واضح لاخواننا العرب.
تداعيات خطيرة
هل من الممكن توصيف «التداعيات الخطيرة» التي طرأت على المشهد العراقي الآن؟
- الهاشمي: المشهد العراقي الآن قلق ومتوتر ، لان الاسباب التي ادت الى ما حدث بعد تفجير سامراء مازالت قائمة، وبالتالي فالعراق مرشح لازمة جديدة ان لم يتم نزع فتيل الازمة، ومعالجة الاسباب الكامنة التي ادت الى استشهاد الكثير من مشايخنا وائمة المساجد والمؤذنين والحراس وكذلك إحراق وتدمير وسلب والسيطرة على بعض المساجد.
ومن بين هذ الاسباب وجود «ميليشيات» منظمة موجودة تحت الارض، وتعود الى جهات سياسية معروفة، لها ولاءات خارج العراق.
وهذه الميليشيات جاهزة في المستقبل لاستثمار اي حدث كبير يحدث على الساحة، وبالتالي تتكرر المأساة ويتعرض الشعب العراقي - وخصوصا السنة - الى مزيد من الأذى والدمار.
والمشكلةأن زمام الأمور قد تفلت منا ونفقد السيطرة عليها، ويقع العراق في فتنة طائفية لا نعرف كيف ومتى ستنتهي.
دول الجوار
ما هي الأسباب التي أدت إلى تفجر الوضع بهذه الطريقة المتصاعدة؟
- الهاشمي: هناك أسباب عدة منها تدخل دول الجوار بشكل يتجاوز الحد المقبول للتأثير في المشهد السياسي.
وايضا الأحزاب التي كان لديها ميليشيات وادعت انها تم حلها، اتضح ان ذلك «كذبة كبرى» وأن هذه الميليشيات مازالت موجودة.
أضف الى ذلك الاضطراب السياسي الحالي، فهناك انقسام حاد بين الكيانات السياسية، ونحن عندما وصلنا الى مجلس النواب طالبنا ونطالب بمشاركة حقيقية في السلطة، ولكن الآخرين الذين استحوذوا على السلطة خلال الأشهر العشرة الماضية، يريدون ان يبقى الوضع على ما هو عليه. وما نراه الآن هو نتائج الاستحواذ والانفراد بالسلطة بالادعاء ان الاغلبية ينبغي ان تحكم وأن البقية ينبغي ان يسمعوا ويطيعوا.
وبالتأكيد هناك أجندة سياسية لمن قاد الجموع واستثمر هذا الأذى الذي اصابنا، فقد ترافق هذا مع تصريحات طالبت بضرورة تطهير وزارتي الداخلية والدفاع من أي وزير له توجه طائفي، وتقاسم السلطة بشكل حقيقي بين جميع الكيانات السياسية.
وعلى ما يبدو فإن البعض اراد ارسال رسالة الى أمريكا والى الكيانات السياسية الاخرى بأنه لابد من الابقاء على واقع الحال، وأنه ايضا لديه القوة لتحريك الشارع في أي وقت.. وبالتالي تفجير الاوضاع وقيادتها بالطريقة التي حدثت مؤخراً.
مستقبل الحوار
في ظل هذه الاطماع الخاصة للبعض فماذا عن مستقبل الحوار بين الكيانات السياسية العراقية؟
- الهاشمي: العراق الآن يعيش لحظة حرجة ودقيقة، ولابد من تغيير طريقة إدارة الدولة وقناعة الكيانات السياسية بأن قرارات المستقبل ينبغي ان تحسم بالتوافق، ولابد من مشاركة حقيقية في السلطة واتخاذ القرار.
وهذه المشاكل مازالت عالقة حتى الآن، ولم يتفق على حل لهذه المسائل، وبالتالي سوف يظل المشهد العراقي مرشحاً لاحتمالات عدة. وآمل في نهاية المطاف ان يلتقي الحكماء والعقلاء والساسة على قاسم مشترك وتنتهي ازمة تشكيل الحكومة على أساس الوفاق الوطني.
رموز السنة
لماذا ظهرت «رموز» للكيانات السياسية المختلفة في العراق فيما يبدو ان السنة بلا رموز او كاريزمات سياسية تقودهم في اللحظة الحالية؟
- الهاشمي: هذا ظلم كبير للسّنة، والذي حدث ان السنة كانوا قد قرروا عدم المشاركة في العملية السياسية مبكراً، والتالي تركت الساحة السياسية خلال السنتين الماضيتين لأطراف اصولية ذات توجه شيعي او اطراف فيدرالية أيام د. إياد علاوي. لتتقلد المناصب المختلفة وتم تسليط الضوء الإعلامي عليها. وهذا ما حدث بالضبط. ولكن هذا لا يعني ان السّنة ليست لديهم رموز او قيادات، فنحن قد اخترنا عدم المشاركة في الحكومة العراقية السابقة، واعتقد ان هذا كان درسا كبيراً لنا، وقد دفعت الأمة العراقية ثمناً باهظاً لعدم وجودنا او مشاركتنا في السلطة. فقد استحوذ الآخرون على الحكم وأصابنا اذى كبيراً كما حدث يوم الاربعاء 2/.22
ولابد ان يكون الهدف النهائي هو عراق يشارك الجميع فيه بالسلطة واتخاذ القرارات المصيرية فيما يخص بناء عراق جديد في الجانب الاقتصادي والسياسي والأمن والاجتماعي.
«لبننة» العراق
أعتقد ان العراق قطع شوطا كبيراً على طريق «اللبننة» «فالمحاصصة» اصبحت هي السبيل الوحيد للمشاركة في الحكم؟
- الهاشمي: للأسف هذا النسيج العراقي الذي تماسك على مدى السنوات الماضية اصبح محل اختبار جديد: إما ان ننجح في البقاء على هذا التماسك او ان ينفرط عقد الجميع. وننزلق جميعاً في حرب اهلية او فتنة طائفية الكل فيها خاسر.
والحقيقة ان البداية الخاطئة حدثت قبل سقوط النظام، فأحزاب المعارضة في المنفى رتبت أوضاع العراق مبكراً على كيفية تقاسم السلطة - في مؤتمر لندن وصلاح الدين - على أساس «المحاصصة» الطائفية. وبعد سقوط النظام وانبثاق مجلس الحكم، اخذ بنفس المعايير التي اعتمدت ايام المعارضة.
فقد قسم مجلس الحكم على اساس المحاصصة الطائفية وكذلك الحكومة التي جاءت بعده والمجلس الوطني.
وحاولنا التخلص من هذا المأزق عن طريق الانتخابات. إلا ان الانتخابات لم تجر بالنزاهة والشفافية التي توقعناها. فالدولة التي سيطر عليها البعض «سيست» الوزارات، واصبحت موالية لهم وليس للعراق، وبالتالي زورت الانتخابات بشكل يصل في بغداد الى حد الفضيحة، بسبب ان ولاء الموجودين في السلطة هو لقائمة سياسية معروفة. وهو ما اثر بشدة على نتائج الانتخابات. فجبهة التوافق كان لها الحق في مائة مقعد على الأقل وليس 44 كما هو الحال الآن.
فقه الضرورة
هل يمكن «للحزب الاسلامي» ان يطرح تطبيق الشريعة او الدولة الاسلامية في ظل ما يعيشه العراق من محنة؟
ـ الهاشمي: نحن نعتمد «فقه الضرورة» ولدينا موازنات تنبثق من السياسة الشرعية، لكن في ظل محنة العراق ليس هناك جدل في أذهاننا ولا في رؤيتنا بين الحكومة العلمانية والدولة الاسلامية. فالمهم الان هو اخراج البلد من أزمته وحمايته من الانزلاق في حرب أهلية، مشروعنا الآن يتلخص في انقاذ العراقيين بصرف النظر عن توجهاتهم والمحافظة على كيان هذا البلد موحدا، وان نعين الامن والاستقرار، ونبني العراق الموحد بناء على معايير الكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن.
هذا هو المشروع الاسلامي بالعراق في الوقت الحاضر، نحن نريد دولة مدنية قائمة على قيم اسلامية، ولأننا جزء من النظام العراقي الجديد، فنحن نؤمن بتبادل السلطة، وبالحوار، ونتقبل الرأي الاخر، وننبذ العنف بكل اشكاله، ونعتمد مبدأ الشورى حتى على مستوى القرارات الداخلية في الحزب الاسلامي العراقي، ولدينا تحالفات مع قوى سياسية متنوعة.
من القاتل
إذا كانت كل القوى السياسية- بما فيها الإسلاميون- يعلنون نبذهم للعنف والدماء فمن الذي يقتل العراقيين ويدمر العراق الآن؟
- الهاشمي: من الصعب اختزال معضلة العنف في العراق في كلمات لأنها مسألة صعبة ومتشعبة.
هل هم المتسللون العرب؟
- الهاشمي: هذا اختزال كبير للأزمة، فالمشهد اكبر من قدرة المتسللين العرب على بطولته، فالعنف وسفك الدماء وتدمير البنى التحتية وقتل الابرياء لها ابعاد عدة على رأسها: الاخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها الولايات المتحدة الامريكية في ادارة الملف العراقي منذ يوم السقوط وحتى الآن: حل الجيش العراقي وقوات الأمن.. فتح الحدود.. تدمير البنى التحتية.. بيع ترسانة العراق العسكرية خردة في اسواق الجوار.. الاقتصاد المنهار.. الفقر والجريمة.. التدهور في العلاقات الاجتماعية.. الاحتقان السياسي بين الكيانات السياسية فالطرف الذي لا يستطيع اقناع طرف آخر يلجأ الى العنف اما لإخضاعه أو استئصاله.
فماحدث في تفجيرات سامراء هي مجرد «احتقان سياسي» قام احد الاطراف بتفجيره بغرض توصيل رسالة قوية الى الاطراف الاخرى.
ايضا اضيف الى اسباب اشعال العنف في العراق، تدخل دول الجوار ، فإيران نجحت بذكاء في نقل الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية من ايران الى العراق الذي اصبح ساحة قتال لتسوية حسابات بين طهران وواشنطن،
والذي يدفع الثمن لهذا الصراع هم العراقيون.
بن لادن والزرقاوي
ما حكاية القاعدة والزرقاوي في العراق؟
- الهاشمي: الحقيقة أنهم موجودون، فالزرقاوي والقاعدة نشطوا في العراق ضمن مشروعهم العالمي في محاربة امريكا، واقولها واضحة وصريحة ان هؤلاء اي القاعدة والزرقاوي لا علاقة لهم بما يحدث في المشهد العراقي الحالي من هدم للبنى التحتية وسفك دماء العراقيين وغيرها، انهم جاءوا الى العراق لمحاربة أمريكا، بناء على دعوة الرئيس الأمريكي الذي قال بأن على القاعدة وغيرها من أعداء امريكا ان يأتوا الى العراق، كي يبتعدوا عن الأراضي الامريكية، واصبحنا نحن الذين ندفع فاتورة حساب صراع امريكا مع العالم.
قلبونا على مستقبلنا الغائم فالذي يحدث الآن هو تدمير كامل للنسيج العراقي الذي تماسك على مدى قرون، وحدث هذا بفعل فاعل. انها «مؤامرة» كاملة ما زالت مستمرة وهدفها تدمير العراق.
لقد نشأ الآن جيل كامل من العراقيين الذين يعتقدون ان جزءاً من السلوك البشري العام هو العنف، وهذا لم يحدث حتى في ظل الانظمة السابقة، وسوف نظل ندفع ثمنا باهظا الى ان تستقيم الشخصية العراقية وتعود الى اصولها التي عرفت بها من التسامح والود والمحبة واحترام الجار.
قبضة صدامية
ألا تعتقد أن الكثير من الخلافات والسلوكيات السلبية كانت تختفي تحت قهر القبضة «الصدامية» ثم ظهرت عندما انهار النظام البائد وسقط؟
- الهاشمي: الحقيقة أن العنف يولد العنف، والحقيقة أن النظام السابق القمعي الاستبدادي الشمولي كان يمسك بزمام الأمور بقوة، وبالتالي كان لابد من «تداعيات» اجتماعية او سياسية لسقوطه.
وضعنا في العراق الآن لا يختلف عن أنظمة اوروبا الشرقية السابقة، فعندما رفع الغطاء الشيوعي الديكتاتوري انفرط عقد الناس وظهرت قيم اجتماعية وسياسية جديدة.
إلا أن دول الكتلة الشرقية لم تكن تعاني من مثل هذا الانقسام الطائفي في العراق.
فقد أتت دولة الى العراق- هي امريكا- بمشروع للتحرير إلا أنه أدير بطريقة سيئة للغاية، مما ادى الى تنامي وترعرع بذور الفتنة الطائفية التي كانت موجودة في السابق وغذتها ديكتاتورية الأنظمة القمعية السابقة. لكنها نشطت بقوة في ظل الاحتلال ومشروعه الفاشل!!
مواجهة مع الجعفري
ما السر وراء عداء القوى السنية للدكتور الجعفري ؟
- الهاشمي: لا بد أن يفهم انه ليس هناك عداء شخصي بيننا وبين د.الجعفري، فلا اعتراض لنا على شخصه، وانما على اداء الجعفري الذي كان اداؤه سيئا في كل المجالات.
أداء الجعفري لم يكن فقط في المسألة الامنية ولا المذابح التي طالتنا ولا في السجون السرية التي يمارس فيها التعذيب الى حد الموت باستخدام الدريلات ولا«التيزاب» -الاحماض الكيميائية- وانما كان سيئا في الخدمات والجانب الاقتصادي. إننا نتكلم عن حقبة ينهب فيها المال العام. ويتم تهريب النفط الخام بكل الطرق والوسائل. ونعيش في ظلها حالة من الإخفاق السياسي سواء في عودة العراق الى المحيط العربي او تحسين العلاقات مع دول الجوار، اوجمع العراقيين على قاسم مشترك يجمعهم ويخفف من هذا الاحتقان الطائفي.
كما أن الجعفري يتحمل المسؤولية كاملة عما وقع بعد تفجير قبة مرقد الإمامين الهادي والعسكري، فقد اتصلت به فور قراءتي لتداعيات الحدث صباح الأربعاء الاسود وطلبت منه اعلان حظر التجول ورفض تنفيذ هذا لمدة يومين فقتل من قتل وعذب من عذب وحرقت المساجد ونهبت.
ومن الانصاف ان يكون لنا وقفة موضوعية ضد ترشيح هذا الرجل، فالعراق لم يستطع تحمل اداؤه السيء عشرة اشهر، فكيف نوافق على ترشيح هذا الرجل لأربع سنوات قادمة؟! اننا نعارض ترشيحه انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه شعبنا وحرصا على بلدنا.
وليست القوى السنية فقط هي التي تعارض ترشيحه بل هناك قوى شيعية مثل القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي.
أغلبية شيعية
لكن معظم الشيعة وهم أغلبية يؤيدون ترشيحه؟
- الهاشمي : نحن لم ننزع حقهم في ترشيح من يشاؤون لكننا قلنا لهم ان الجعفري ليس رجل المرحلة لصالحهم ولصالحنا فنحن نتحدث انطلاقا من مصلحة العراق وليس طائفة ما. وحقيقة الامر ان هناك قسما كبيرا من الشيعة يعتقدون ان هذا الرجل لا ينبغي ان يقود العراق في الحقبة القادمة لكن المشكلة ان«الائتلاف» يعود في كل قراراته الى المرجعية، ولا أدري ماذا حدث بالضبط في عملية تصويت الائتلاف على اختيار الجعفري فهو كماتعلمون تقدم على الدكتور عادل عبدالمهدي بفارق صوت واحد اي ان ما يقترب من نصف الائتلاف يرفضون رئاسة الجعفري للوزارة.
وبشكل عام سيسقط الجعفري في اختبار الثقة بمجلس النواب وسيضطر الائتلاف الى ترشيح البديل.
محاكمة صدام
فيما يتعلق بمحاكمة صدام وأعوانه الا ترى انها تحولت الى «مسرحية هزلية»؟
- الهاشمي: هذه المحاكمة تحولت الى مهزلة، والادارة الامريكية تتحمل جزءاً من مسؤولية الاخفاق في هذا المشهد «المقرف» الذي تحول الى سيرك او مظاهرة «لتلميع»البعض.
ولا احد يعرف ماذا سيحدث فيها، فهناك من يقول بان المحكمة ستكتفي بالحكم باعدام صدام في مأساة «الدجيل» وينتهي الامر، وهناك من يتحدث عن عدم شرعية المحكمة.
والحقيقة أن هناك «مظالم» ارتكبت من النظام السابق ولا يمكن مرورها دون مساءلة ومحاكمة، ولابد للعدل من أن يأخذ مجراه ولكن للأسف خرج الأمر عن السيطرة واصبحت المحاكمة تهريجا ولا أدري حتى الآن لماذا بدأت بـ «الدجيل» ولم تبدأ بدعاوى اخرى اقوى واكثر موضوعية.
ماذا عن انطباعكم الخاص بزيارة الكويت بعد لقاء سمو الأمير ورجالات الدولة؟
- الهاشمي: الفرصة كانت مواتية تماما كي نسمع ونرى مدى حرص اخواننا في الكويت على حاضر ومستقبل العراق وانهم جاهزون لتقديم كل ما يملكون من دعم وعون لشعبنا، واعتقد كسياسي أن هذا الموقف سوف يكتبه التاريخ ونكتبه نحن بحروف من نور، خصوصا مع شعور شريحة كبيرة من العراقيين بانها تقف وحدها في الميدان.
فالكويت تقدم مساعداتها ليس لإيذاء الآخرين وانما بهدف لملمة شمل العراقيين ومساعدتهم على كيفية الانتقال والوصول الى بر الامان، هذا هو موقف المسؤولية والمروءة من الكويت، وجزاهم الله عن أخوانهم في العراق كل خير.
تاريخ النشر: الاحد 12/3/2006