المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السفير الامريكي قال لمقتدى الصدر «انه مدين لنا بالشكر ومن دوننا كانت حياته في خطر»



لمياء
03-12-2006, 09:22 AM
السفير الأميركي لـ «الحياة»: لا نريد البقاء في العراق... ولن نؤسس قواعد دائمة


بغداد الحياة - 12/03/06//


حض السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد الساسة العراقيين على ان يكونوا على مستوى المسؤولية في هذا الظرف العصيب وان يتركوا جانباً مصالحهم الفردية مشيراً الى ان انشغال السياسيين في توزيع المناصب سيؤخر تشكيل الحكومة الجديدة. وقال في حديث الى «الحياة» ان حكومة بلاده تفرق بين «الارهابيين» و»المقاومين» في العراق ومشيراً الى ان الحوار مستمر مع «المقاومة» التي لها مطالب تتناول الحكومة والوجود الاميركي. واكد ان القوات الاميركية «لا تريد البقاء في العراق ولن تؤسس قواعد دائمة فيه». ولفت الى ان التحقيقات الاميركية في شأن قضية ملجأ الجادرية اثبتت تورط مسؤولين حكوميين.

وفي ما يأتي نص الحديث:


> تتزامن المساعي لتشكيل الحكومة العراقية مع تصعيد أمني مستمر هل هناك ربط بين الجانبين؟

- نعم انا اعتقد ان هناك ربطاً حيث ان الوضع في العراق يرتكز الى استقطابات قومية واخرى طائفية، وهو ما يحاول اعداء العراق في الداخل والخارج توظيفه من اجل اثارة المشاكل والنزاعات واشعال فتيل حرب اهلية.


> هل تعتقد ان السياسيين في العراق يفتقرون الى الوعي بخطورة المرحلة؟

- نعم، المتوقع من الساسة العراقيين ان يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهناك حاجات ومتطلبات مهمة وعاجلة يحتاجها الشعب، وتفرض عليهم ان يكونوا اكثر اندفاعاً وان يكونوا بحجم المسؤولية، فالمشاكل التي يعيشها العراق تتمدد بوجود الاستقطابات الطائفية والقومية وانعدام الثقة، اضافة الى النزاع على توزيع السلطة، ليس بين الكتل فقط لكن بين الافراد ايضاً، ما عليهم ان يفهموه ان مصلحة العراق يجب ان تأتي اولاً، لاننا الان في أزمة، والبلد ينزف ويتجه نحو الحرب الأهلية ومن مسوؤلية السياسيين العراقيين ان يشعروا بألم الشعب ويتفهموا حاجاته.


> ما هي بالتحديد اسباب تأخير تشكيل الحكومة العراقية من وجه نظر اميركية؟

- تأخير تشكيل الحكومة سببه انشغال الساسة بتوزيع المناصب والنقاش حول الافراد، عليهم ان يتركوا الحديث عن هذه الأمور وتأجيل النقاش في المصالح الفردية، ويتعاملوا مع الوضع بمسؤولية، عليهم ان يقدموا بعض التنازلات ويحترم بعضهم البعض حتى يتم تجاوز الازمة.


> هل تعتقدون ان هناك صلة بين تصريحاتكم الاخيرة في شأن «فيتو» اميركي بوجه تشكيل حكومة طائفية وبين مطالبة الكتل البرلمانية بتغيير مرشح كتلة الائتلاف العراقي الموحد لرئاسة الوزراء؟

- كصديق للعراق وكأميركي استثمرت بلاده الكثير في العراق، وخسرت الكثير من دماء ابنائها في هذا البلد وصرفت بلايين الدولارات عليه ووضعت قواتها وهيبتها على المحك، نجاح العراق هو نجاحنا وفشله فشلنا وهذا يعني ان البلد يحتاج الى حكومة غير طائفية، وعندما اقول حكومة غير طائفية فانا لا اعني الشيعة فقط، بل جميع الاطراف سواء شيعة ام سنة واكراد، ما هو مطلوب الآن ان يعمل هؤلاء معاً في حكومة واحدة، وان يكونوا موظفين حكوميين، بعيداً عن هويتهم القومية او الطائفية، هذا ما عنيته في تصريحاتي ولا علاقة لشخص الجعفري بهذا الموضوع.


> لكن السفير بول بريمر هو من أسس للمحاصصة الطائفية والسياسية من خلال تشكيل مجلس الحكم هل الرؤية الاميركية اختلفت الآن؟

- على الآخرين ان يحكموا وليس انا، ولن اعلق على ما قام به السفير بريمر في الماضي وعلى سياساته، منذ مجيئي في حزيران، جعلت من اولوياتي العمل على اشراك العرب السنة في العملية السياسية، وحضهم على نبذ العنف وعدم تقديم الدعم لجماعات «القاعدة»، والخطوة التالية كانت في ضم السنة والشيعة والاكراد في حكومة وحدة وطنية واملي ان يكون هناك مزيج من الجميع في مجال الامن والخدمات والنفط، وان يشاركوا جميعاً في عملية صنع القرار، وهذا سيساعد على هزم نظرية المؤامرة السائدة في الشرق الاوسط.


> هناك محادثات مع جماعات مسلحة كما يعرف الجميع، اين وصلتم في هذه المحادثات؟

- مستمرون في المحادثات، وانا شخصياً متفائل، والخطوة التالية هي الحديث مع «المقاومة»، وعندما اقول الجماعات المسلحة والمقاومة لا اعني «الارهابيين»، فهؤلاء يريدون اشعال حرب حضارات ولا يمكن التحاور معهم، وكذلك «الصداميون»، لا حديث معهم.


> هل لك ان تميز بشكل واضح بين المصطلحات الذي ذكرتها؟

- لن نتعامل مع اشخاص مثل الزرقاوي والتكفيريين والصداميين التابعين للنظام السابق، وما اعنيه بالصداميين هم أولئك الذين يرغبون بعودة النظام السابق ويسعون لاعادة صدام حسين، ولهؤلاء اقول ان الصداميين والصدامية انتهت ولا رجعة فيها، لكننا نتحاور مع الاشخاص المسلحين الذين يريدون مصلحة العراق والخير له، الا انهم يطرحون عدداً من الملاحظات حول الحكومة وحول وجودنا، ونقول لهؤلاء اننا لا نريد حرباً دائمة.


> ما هي نسبة النجاح في هذه الحوارات مع الجماعات المسلحة؟

- نحن مستمرون في هذه المحادثات والمناقشات، لكن لا اعطيك نسبة نجاح بل اقول لهم ان الارض تتزحزح من تحت اقدامهم، والوقت حان لتسليم السلاح، وليس هناك أي قلق من وجودنا في العراق بشكل دائم، نحن مستعدون للانسحاب من العراق وقلنا إننا لا نود البقاء في العراق، وما نريده هو رؤية عراق قوي، فإذا كانوا يعتقدون اننا نود احتلال بلدهم ونريد ان نؤسس لقواعد دائمة فيه نقول لهم ان هذا خطأ، نحن بالعكس نريد عراقاً ديموقراطياً ناجحاً، وبعد الانتخابات التي شارك فيها الجميع لا يمكن ان تكون هناك مقاومة مشروعة ضد حكومة شرعية، لا يمكن ان يكون هناك طرفان شرعيان ويتحاربان.


دول جوار صعبة!


> قلتم اخيراً ان دخولكم العراق فتح باباً للكوارث ماذا عنيتم بذلك؟

- لقد قلت ذلك لأن ما عنيته، ان عملية تغيير نظام في بلد مثل العراق، عملية معقدة وليست بالسهلة واود ان يفهم الشعب الاميركي ان ما نحاول القيام به في العراق صعب جداً، لديكم بلد محاط بدول جوار صعبة، العراق ليس في جزيرة معزولة، لكن الواقع هو ان لديه جيران، وهناك تدخلات من هؤلاء الجيران، الذين يملكون اجندات خاصة، ويعملون على استخدام العراقيين لمصلحتهم الخاصة، هذا يجعل عملية التغيير صعبة، وايضاً تكلمت عن وجود مشكلة اخرى، تتمثل بوجود استقطابات على خطوط قومية وطائفية، وهناك اشخاص يتذكرون الماضي ويسعون لاعادته، وبعضهم يودون الثأر من القوات الاميركية، وما قلت للشعب الاميركي، هو اننا نقوم بشيء مهم جداً لكنه ايضاً صعب جداً وعليهم ان يكونوا صبورين ومتفهمين لحقيقة اننا نمر بأوقات صعبة.


الاستقرار يحتاج وقتاً طويلاً


> ماذا يحتاج الوضع في العراق ليصبح مستقراً؟

- نحن نود رؤية ذلك بأسرع وقت ممكن لكن اعتقد ان هذا سيستغرق وقتاً طويلاً ونحن جاهزون للعمل مع العراقيين بهدف تسريع هذه العملية، لكن سرعة هذه العملية تعتمد على قرارات العراقيين، اذا شكلوا حكومة وحدة وطنية، واعطوا الوزارات لأشخاص مؤهلين واشخاص يوحدون الشعب، وألا يتنازعوا وان ينضموا الى بعضهم البعض، يجب ان يكون هناك احترام متبادل وتضحية وايضاً الحكم يجب ان يكون من الوسط، فلا يجب ان تكون الحكومة منقسمة الى وزارة تسير على البرنامج الكردي ووزارتين على البرنامج السني او الشيعي، او وزارة على اساس برنامج المجلس الاعلى واخرى على اساس برنامج التيار الصدري هذا لن يؤدي للنجاح.


> ماذا عن نتائج اللجان التحقيقية التي اعلنتم عن تشكيلها بشأن فرق الموت وملجأ الجادرية؟

- انهينا تحقيقاً واحداً حتى الآن، بخصوص معتقل الجادرية واعطيت نتائج تحقيقنا الى رئيس الوزراء، ومن الافضل ان تسمعوا عن النتائج منه، الحكومة العراقية ليست هي المتهمة كما اظهر التحقيق لكن بعض الاشخاص ضمن الحكومة هم المتهمين، وسيكون على رئيس الوزراء تسليم هذه القضية الى المحاكم، واذا اراد ان نعلن عن هذا الخبر للصحافة سنعلنه، لكننا رأينا ان من الافضل اعطاء الفرصة الى رئيس الوزراء لأنه يعرف ان هذا حصل في منشأة حكومية والآن يعرف ما هي نتائج التحقيق.


> ما هو رأيكم بدخول التيار الصدري العملية السياسية بهذه القوة، وهل لديكم تحفظات ازاء هذا الدخول؟

- نحن نؤمن ان المشاركة في العملية السياسية شيء جيد، لكن مع ذلك تأتي المسؤولية ايضاً، مسؤولية العمل من خلال العملية السياسية وضمن شروط وقواعد، وهذا يعني ان لا تكون لديك ميليشيا ولا يجب ان تستخدم العنف كوسيلة لغرض اجندتك السياسية، لقد سمعت تعليقات مقتدى الصدر بخصوص قوات التحالف، واود ان أرسل اليه رسالة تتضمن التالي:

1 - ان قوات التحالف موجودة في العراق بدعوة من حكومة، هو جزء منها، وهو لديه وزراء في هذه الحكومة وقد صوتت الاغلبية بطلب ذلك، لا يمكنك ان تكون جزءاً من الحكومة وترسل خطابات من الجهة الاخرى تطالبنا بالرحيل.

2 - انا اريد ان اذكره ان نظام صدام هو الذي قتل والده وان الولايات المتحدة هي التي خلصت الشعب العراقي من نظام صدام ومن دون جهود الولايات المتحدة لكان صدام يحكم الان وايضاً اولاده واحفاده، يحكمون العراق، انه مدين لنا بالشكر لما قام به الشعب الاميركي، اعتقد انه من دوننا كانت حياته بخطر، هذه هي الرسالة.