لمياء
03-10-2006, 11:59 PM
GMT 13:30:00 2006 الجمعة 10 مارس
"توقفت عن انتقاد الشيخ صباح... ولست معارضاً"
مساعد الثبيتي من دبي - ايلاف
أعلن محمد الجاسم، رئيس تحرير "الوطن" الكويتية السابق ومقدم برنامج "المجلس" على قناة "الحرة" انه توقف عن انتقاد الشيخ صباح الأحمد الصباح بعدما أصبح أميراً للكويت وان قراره لا رجعة عنه، لكنه اتهم أفراداً في الأسرة الحاكمة بإفساد البلاد، متحدثاُ عن تعرضه سابقاً لتهديد بالقتل من شخصية رفض ذكر اسمها.
وشرح الجاسم الذي يشرف على موقع "ميزان" الالكتروني المتخصص في نقد الأوضاع الكويتية أسباب خلافه مع وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد وتحوله من مهادن للحكومة والأسرة الحاكمة الى ناقد لتصرفاتها. وفي ما يأتي الحديث:
* بداية هل تعتبر نفسك معارضاً للحكومة او منشقاً عن الأسرة الحاكمة ؟
- هذا سؤال للاثارة . انا لا أعتبر نفسي سياسيا بل أنا كاتب او محلل او معلق سياسي . لم اعمل في السياسة في حياتي ولم انتمي إلى أي تنظيم او جماعة سياسية، فطبيعتي ترفض انتماء كهذا، وإن كان من انتماء فهو إلى ذاتي وفكري وليست لدي اجندة سياسية ولا اصنف نفسي معارضاً للحكومة او للنظام. وما من كويتي يفكر بمعارضة النظام او الانشقاق عنه.
* اذا لم تكن معارضا فهل انت متحالف مع اطراف يهمك وصولهم إلى سدة الحكم على حساب من تهاجمهم؟
- ليست لدي تحالفات وهذه شائعة اطلقها من تضرروا من كتاباتي ولم يعد لهم ملجأ سوى ضرب صدقيتي من خلال ترويج شائعات مفادها اني اعمل لمصلحة فرع من فروع الاسرة. يقف خلف هذه الاقاويل من سميتهم بفرقة الفهلوة والتكتكة.
* من تقصد بفرقة الفهلوة والتكتكة التي تتهمها دائما بانها خربت البلاد واضاعت الصحافة وافسدت مجلس الامة؟
- هؤلاء مجموعة من أبناء الاسرة الحاكمة وهم معروفون في الكويت وعددهم لا يتجاوز خمسة اشخاص.
* وما أسماؤهم أو مناصبهم؟
- هم معروفون لدى الكويتيين ويكفي ان تقول فرقة حسب الله او فرقة الفهلوة و التكتكة ليعرفهم من في الكويت.
* وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد من ضمنهم؟
- من يقرأ مقالاتي يستطع ان يحدد من هم والكويتيون يعرفونهم جيدا.
* تقول انك لست معارضاً ولا منشقاً، لكن الشيخ صباح الأحمد سبق أن اتهمك بانك تسعى من خلال التحريض إلى قلب نظام الحكم.
- هذا الاتهام له قصة طريفة وهي تجربة خدمتني كثيرا في حياتي المهنية. وتعود تفاصيل الاتهام الى اني شاركت عام 2003 في ندوة حول الانتخابات وتحدثت عن اسلوب ادارة الدولة وعرضت أبرز الأحداث في هذا المجال، الى جانب التركيز على الاسلوب القائم على ادارة الحكم في لحظتها. وتم تحريف كلامي عن عمد بعدما بيت اشخاص النية لضربي واوهموا الشيخ صباح الأحمد اني قلت كلاماً خطيراً. فاتخذ في ضوء ذلك قرارا ضدي صدر عن مجلس الوزراء ، بعدما صنفت وزارة الداخلية الاتهام بأنه تحريض على قلب نظام الحكم والتطاول على مسند الامارة الى جانب بث روح الكراهية. وهذه التهم كانت عقوبتها ان ثبتت السجن، وفي ضوء تلك التهم الباطلة وجهت النيابة العامة إلي تهمة المساس بسلطات الأمير، ثم كان تحويل التهمة رغم بطلانها الى سب وقذف في حق الاسرة الحاكمة.
* واين انتهت القضية؟
- بصفتي محاميا ترافعت عن نفسي وكان الحكم لصالحي.
آخر شيوخ الهيبة
* من ضمن ما يحسب عليك ايضا انك تدعو الى ابعاد الأسرة الحاكمة عن الحكم وان يكون الشيخ صباح الأحمد آخر حكام الأسرة، وكتبت: "بعد وفاة الأمير جابر ومرض الشيخ سعد لم يعد هناك من يتفق عليه من الأسرة الحاكمة من قبل الشعب سوى الشيخ صباح". الا تعتقد أن هذه دعوة إلى أن يكون الشيخ صباح آخر حكام الكويت؟
- الصف الأول من الشيوخ في الكويت لهم موقع متميز لدى الشعب بعيدا عن سلطاتهم الدستورية. لهم موقع اجتماعي كبير لدى المواطنين. الناس تنظر إليهم بهيبة وتحترمهم بصرف النظر عن الأداء السياسي الذي ربما يكون محدودا وضعيفا. وبعد الشيخ صباح لن يحظى شيخ بهذه الهيبة، واعتقد ان من سيأتي بعده سيحتاج إلى جهد كبير لصون النظام لأن الشعب لن يكتفي بالاعتبارات الاجتماعية، إنما سيطالب بمن يأتي من الأسرة بعد الشيخ صباح بالكفاءة.
* ولي العهد الشيخ نواف المرشح للامارة بعد الشيخ صباح اليس كفؤاً لتولي إدارة البلاد؟
- الشيخ نواف رجل طيب وخلوق لا خصومات له ولا خلافات سياسية، لكن خبرته في ادارة الدولة ضعيفة. من هذا المنطلق آثر كما يتردد أن يبتعد عن رئاسة الوزراء التي تحتاج إلى تعامل يومي مفضلا ولاية العهد. وفي الكويت ولاية العهد دون رئاسة الوزراء ليست لها صلاحيات. اي ان ولي العهد رجل دون صلاحيات. اعتقد ان مرحلة نواف ان قدر له حكم البلاد ستكون صعبة وحساسة.
*اذا لن يكون هناك استقرار بعد الشيخ صباح في الكويت؟
- ربما، وهذا مايقلق كثيرا.
* ألا تعتقد أن لا دواعي لهذا القلق في ظل وجود مجلس أمة ودستور قادر على رسم خط البلاد بصرف النظر عمن يتولى الادارة؟
- مع الأسف، اصبح الدستور في السنوات الاخيرة ديكوراً نتباهى به، فلم يعد يحكمنا بنصوصه ولامبادئه ولاافكاره.
* ألا ترى تطبيقاً دستورياً ودولة مؤسسات في الكويت؟
- أبدا، لا يوجد تطبيق دستوري. ففي الدستور الكويتي الأسرة الحاكمة ليس لها سوى منصبين هما الأمارة وولاية العهد، عدا ذلك الأسرة وافراد الشعب سواء. لكن من الناحية العملية هناك النقيض، فالأسرة تستأثر بالعديد من المواقع الوزارية وغير الوزارية مما ألغى دور المؤسسات الدستورية وجعل الأسرة الحاكمة في مرتبة متقدمة على تلك المؤسسات. أصبح دور مجلس الوزراء ثانوياً وبالتالي أصبحت غالبية القرارات قرارات حكم لا قرارات حكومة. لذلك مجلس الوزراء كمؤسسة ضعيف ومجلس الأمة ايضا تم اضعافه من أجل تحويله تابعاً من خلال دعم شخصية تدين بالولاء المطلق ليس للحكومة وسياستها بل لأشخاص في الحكم.
أضاف : لا مشكلة في وجود حكومة تحمل برنامجاً سياسياً وأن ترشح نفسك كمؤيد للبرنامج ، فأنت بذلك تقوم بعمل سياسي، لكن المشكلة ان لا حكومة ولابرنامج سياسيا. لدينا أسرة حاكمة وهذه الأسرة تدعم أشخاصا معينين في مراكز معينة ويشترط فيهم الولاء لدعمهم وايصالهم الى تلك المناصب سواء في مجلس الأمة او المجالس البلدية او مؤسسات المجتمع المدني. ونتيجة لذلك ألغي دور الموسسات في الدولة، وهذا الوضع ربما يستمر الى مرحلة الشيخ نواف التي اتوقع ان يتضاءل فيها دور الأسرة الحاكمة ونعود إلى التطبيق الصحيح للدستور الذي يمنح الاسرة منصبين فحسب، ويقتسم بقية المناصب الأكفاء سواء من الأسرة أو الشعب.
توقفت عن انتقاد الشيخ صباح
* ماهو سر انتقاد الشيخ صباح؟
- هو نقد بغرض التعبير عن الرأي مذ كان وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء وتوقف مع أدائه قسم تولي الأمارة. هناك حدود معينة للانتقاد، ونحن في النهاية نبقى في مجتمع عشائري قبلي وثمة اعتبارات اجتماعية غير القانونية تجعل من الصعب انتقاد رئيس الدولة.
* إذاً سوف تتوقف عن انتقاد الشيخ صباح؟
- نعم لن انتقده، وهذا قرار لارجعة عنه. هو اليوم أمير الكويت، وهناك سياج اجتماعي وسياسي وقانوني يحول دون نقده او مهاجمته.
* عندما دشنت الموقع الإلكتروني كتبت فيه انك تبحث عن الاصلاح.
- يمكنني انتقاد رئيس الوزراء فهو من بيده الاصلاحات، كما اني لن اتوقف عن نقد من يعيث في البلاد فساداً . أما الأمير فله حصانة اجتماعية قبل السياسية والقانونية.
* حصانة ام خوف؟
-الخوف قضيتة لدي ثانوية، واعتقد ان مقالاتي ترد على ذلك.
* هذه الجراة هل تسببت لك بمشاكل؟
- نعم فقد تعرضت لتهديد بالقتل.
* ممن؟
- من شخص تأثر كثيرا بما أكتب.
* من الأسرة الحاكمة؟
- لدي الجرأة لذكر اسمه، ولكن في المرحلة الحالية أمتنع عن ذلك .
* كيف تلقيت التهديد؟
- من شخص جاء يتوسط بيني وبين أحد المسؤولين، ونقل عنه قوله :"انا اذبح ما امدح"، سألته هل هذا تهديد بالقتل؟ فأجاب أنت تعرف "فلاناً" جيدا وعندما يقول شيئاً يقصده.
* هل تقدمت بشكوى أو اتخذت اجراءات معينة؟
- لا، لن أترك هاجس التهديد والقتل يسيطر علي. فالدي مهمة معينة وهي التعبير عن رأيي ولدي اقتناع بأن ما سيصيبني مقدر. وإن كان ثمة قلق فهو على أولادي.
* لو نعود إلى مسألة الخلاف مع الشيخ صباح قبل أن يصبح أميراً، هناك من يرى ان انتقاداتك في اتجاهه كانت نابعة من رغبة في الانتقام بعدما ساهم في اقالتك من صحيفة "الوطن"؟
- اذا كان أحد يعتقد ان للشيخ صباح الأحمد يدا في تركي للوطن فهذا غير صحيح. الشيخ صباح لم يقلني بل انا خرجت بمحض ارادتي. نعم هناك في داخل الاسرة من كانوا راغبين في رحيلي, لكن هذا الرحيل قررته بنفسي بناء على اقتناع شخصي.
*على أي أسس حددت اقتناعك بترك منصب كبير يعض عليه بالنواجذ من يحصل عليه؟
- على مجموعة اعتبارات ، أهمها التغيير الذي احدثه الملاّك في الجريدة والذي لم استطيع التأقلم معة.
* تغيير في اتجاه ماذا؟
- في اتجاه الخط السياسي والقضايا العامة في الكويت.
* ولكن من خلال هجوم صحيفة "الوطن" عليك بعد خروجك منها يتضح أن هناك خلافاً كبيراً، أكبر من اقتناع أدى إلى رحيلك؟
* الهجوم لم يكن من الجريدة بل من المتضررين الذين استغلوا مساحات معينة في "الوطن" لتصفية حساباتهم معي.
*لكن هناك من يرى ان خروجك نتج من اصطفافات جديدة داخل الاسرة الحاكمة كنت ضحيتها؟
- هذا غير صحيح.
* يقول من ينتقدونك ان دعواتك إلى الاصلاح دعوات زائفة والغرض الحقيقي منها تصفية حسابات، والا أين كانت الدعوات إلى الاصلاح طوال اثني عشر عاماً أمضيتها رئيس تحرير لصحيفة "الوطن"؟
* لوكتبت 10 في المائة مما اكتب هذه الأيام لسحب ترخيص "الوطن". فالصحف في الكويت تخضع إلى قانون وأي حديث لايروق للحكومة تكون ضحيتة الصحيفة.
أسلمة "الوطن" فرضها ملاّك الصحيفة
* ولكن اين كانت دعواتك الإصلاحية عندما عملت مع الشيخ علي الخليفة المتهم بقضايا فساد والذي ناصرته؟
- لم اناصر أحداً. ثم ان قضية ناقلات النفط المتهم فيها الشيخ علي الخليفة عُرضت على البرلمان وطرحت عبر الصحافة وتحدث عنها الرأي العام. وأتمنى ان تعامل قضايا الفساد كما عوملت هذه القضية.
*وماتسمي دفاعك عنه واعتبار القضية سياسية وهي قضية مدنية؟
- هي قضية سياسية وارجو ألا تكثر الاسئلة حولها، فهي امام القضاء ومشاعة امام الجميع، على عكس قضية هلبيرتون المطموسة.
* لكن علامات الاستفهام كثيرة حول هذه القضية، وانت كما يقال أحد الفاعلين فيها من خلال مناصرتك الشيخ علي الخليفة بتوجيه أخبار الجريدة في منحى يخدم القضية ؟
- غير صحيح، فما يتوافر عن هذه القضية من اخبار كنا ننشره كما هو دون تحريف. الخبر في النهاية خبر ولا تستطيع الالتفاف عليه.
* وكتّاب جريدة "الوطن" أيضاًوجهتم كتاباتهم في اطار يخدم القضية؟
- كانت مرحلة رئاستي "الوطن" مرحلة ايجاد التوازنات بعدما تفردت الأسرة بكل شي وانتشر الفساد وأُقصيت المعارضة.
*جميع أفراد الأسرة الحاكمة ام اشخاص معينون داخلها؟
- اتحدث عن الشيوخ الذين بأيديهم سلطة ولبعضهم دور غير مريح. ولا اتحدث عن الأسرة ككل. أن تكون شيخاً وماعندك سلطة "وشتسوي؟" .
* كيف تفسر التحولات التي مررت بها من موالٍ أو مهادن الى الهجوم القاسي على الحكومة والاسرة الحاكمة؟
- لا تحول. فقبل سنوات وجهت إلي تهمة تتعلق بأمن الدولة، وكنت وقتها رئيس تحرير وهي في المناسبة تهمتان ولم تكن واحدة.
* وكيف تفسر تحولك من ليبرالي الى مناصر للإسلاميين في جريدة "الوطن" من خلال استقطابهم للكتابة على حساب الليبراليين؟
- لم أستقطبهم ولم افتح صحيفة "الوطن" لهم. هذه السياسة حددها ملاّك الصحيفة.
* لكن الايفترض كرئيس تحرير ان تقرر سياسة الجريدة؟
- سياسات الصحف في الكويت يقرر توجهاتها ملاك الصحف وهم قرروا ان تستقطب الاسلاميين.
* وهذا وافق هواك؟
- الجريدة لم تكن اسلامية وفق ماتقوله.
*لكن معظم كتابها اسلاميون؟
- التيار الاسلامي تيار عريض ومن الخطأ تغييبه وحرمانه التعبير، ووفق ذلك اتيح لهم الكتابة. اما أنا فقد كتبت ضد الاسلاميين وكانت هناك افتتاحيات للجريدة ضد الاسلاميين وكنت فوق ذلك ضد التيار الاسلامي وموقفي هذا لم يكن سبب لاقصاءهم بل كان سبب لاعطاءهم الفرصة.
* على حساب الليبراليين؟
- لايوجد تيار ليبرالي في الكويت.
* لو ننتقل لنقطة اخرى وهي ان نقدك القاسي هو لمجرد البحث عن مصالح ذاتية على غرار كتابك "الكويت مثلث الديمقراطية" الذي يرى البعض انه سبب تعيينك في سدة "الوطن" درءاً لشر كتابتك؟
- المكاسب في الكويت بالمهادنة وحب الخشوم، ثم ان ماقلت عن ان رئاستي ل "الوطن" اشبه بالصفقة غير صحيح ، فعندما عملت فيها لم تكن الحكومة ولا الشيوخ الذين يملكونها حاليا كانوا يملكونها. ولم ابحث في حياتي عن مصالح خلف ما أطرح او اكتب.
* وماتسمي ميلك وجريدة "الوطن" إلى البحرين على حساب قطر في خلافهما الذي ليس لك انت وبلدك به علاقة؟ اليس بحثاً عن علاقات ومصالح؟
- كنا نميل للبحرين وفق رؤية شخصية عبرت عنها في حينها.
* كان مما يحسب عليك ايضا "الخلط" في طرح قضايا الاصلاح التي تنادي بها، فقلت مرة ان سبب الانفلات في الكويت هو غياب الاقطاب، وفي السياسة اذا كثرت الاقطاب كثرت النزاعات وضاعت المركزية؟
- في انظمة الحكم الديمقراطية هناك قطب او حزب الحكومة يقابله حزب المعارضة. فاذا كان هناك معارضة كان هناك توازن. في الكويت كانت في ما مضى لدينا قوى سياسية فاعلة وفاعليتها اوجدت التوازن. اليوم القوى الوطنية غائبة وبغيابها ضعف الاعلام وضعف مجلس الامة وبالتالي تفردت الأسرة بالقرار. يجب إحياء معادلة القطبية اما من خلال بروز معارضة او باحياء القطبية داخل الاسرة الحاكمة، حتى لا يصبح القرار احادياً بيد شخص واحد.
* ومن تقصد بهذا الشخص الذي تفرد بالقرار؟
- الشيخ صباح الأحمد في آخر ايام الشيخ جابر.
* واليوم في يد من القرار؟
- نأمل في ان تكون التعددية فاعلة بوجود أمير وولي للعهد ورئيس للوزراء وليس كما كان من قبل عندما كان الاأمير وولي عهدة غائبين عن الممارسة السياسية والقرار بيد شخص واحد.
* ألا تعتقد بان الوضع لن يتغير في ظل انتماء من ذكرت إلى فرع واحد؟
- اعتقد أن انتماءهم إلى فرع واحد لن يؤثر مادام وجد بينهم من يبتغي التغيير.
* في ظل الحديث عن الفروع هل ترى ان فرع السالم ابتعد عن تولي المناصب المؤثرة؟
- الشيخ محمد الصباح هو وزير للخارجية واعتقد انه موقع مهم.
* موقع مهم لكنه بعيد عن الحكم؟
- الشيخ محمد امامه المستقبل وهو في مقدمة شيوخ يوازونه، وفرصته قائمة.
* وهل ترى ان قدراته السياسية التي انتقدتها او فهمه للعبة السياسية سوف يمكنه من ذلك؟
- ربما عدم اجادته للعبة السياسية او ربما ارتباطاته العائلية تغلب على طموحه السياسي. اعتقد انه فوت على نفسه فرصة الخروج بمكاسب كبيرة في الأزمة الاخيرة لعدم تمكنه من "اللعب صح" لكسب ولاية العهد او رئاسة الوزراء.
* التشكيلة الجديدة بولاية الشيخ نواف للعهد والشيخ ناصر محمد لرئاسة الوزراء هل وافقت اهواء الشعب الكويتي؟
- اعتقد ان اختيار الشيخ نواف بصرف النظر عن قدراته يحظى باجماع وهو رجل لا خصومة سياسية أوشخصية له ، واعتقد ان هذا في ذاته تطهير جزئي للنظام.
* ورئيس الوزراء؟
- لن تتاح له فرصة ليكون رئيس وزراء حقيقياً. فهناك من داخل الاسرة من يسعى إلى توريطه وبالتالي تعثره.
هاليرتون سبب خلافي مع احمد الفهد
* دعنا نذهب للشد والجذب بينك وبين الشيخ احمد الفهد، ماهي اسبابه حتى تصدر عناوين الصحف عندما شبهك بعطوان وبكري؟
- احمد الفهد ثار مرتين ضدي . الاولى بعدما اشرت في موقعي إلى هيربلتون فوجئت بقرار من أمن الدولة ينص على اغلاق موقعي، وأمن الدولة معروف ان المسؤول عنها عذبي الفهد وهو شقيق احمد الفهد، واتضح لاحقاً ان اغلاق الموقع تم بدون علم رئيس الوزراء او وزير الداخلية وانما جاء باتفاق بين الاخوين.
المرة الثانية كشفت ارتباك احمد الفهد تجاه ما طرحت عن هالبيرتون بعد حديث في احدى القنوات تحدثت فيه عن هذه القضية، وقد أساء إلي بتشبيهي ببعض الاعلاميين. السوال لماذا عندما استحضر قضية هالبيرتون يرتبك احمد الفهد؟ .
* هناك من يرى أن جرأتك في التطاول على رموز كبيرة في مجتمع يحكم بنظام الأسرة هو نتاج وقوف أحد الأقوياء من احد الفروع المغيبة معك؟
- الناس غير معتادة هذه الجرعة من الجرأة، ونتيجة لذلك تكثر الأقاويل والشائعات عن أن الشخص الفلاني يحمي الجاسم وان الشخص الفلاني هو من يحرض على كتابة ما يكتب .
* وهل هناك من يدفع لك مقابل الهجوم على من سخرت قلمك للهجوم عليه كما اشار الشيخ احمد الفهد عندما شبهك بصحافيين، قاصداً من التشبيه كما فسر انك تقبض ؟
- يمكن ان توجه السؤال إليه لتعرف قصده. انا رددت عليه في حينها وكفى.
* هل تعتقد ان ردك كان مناسباً عندما وصفت وزيراً وأحد أبناء الأسرة الحاكمة بأنه "نملة"؟
- في المقال قلت ان الدستور يمنع على الوزير الاشتغال بالتجارة كما اقر بنفسه، وهذه مخالفة دستورية تستوجب استبعاده. وقلت ايضا في الرد ان عليه قروض عجز عن سدادها ووفق القانون احيل على المحكمة وعمل تسوية وافقت عليها. والقانون في الكويت يمنع من يعجز عن سداد ديونه من ان يكون عضوا في مجلس ادارة شركة، فكيف بوزير.؟
* تشبيهك له بنملة أليس كما فسره البعض "قلة ادب" في حق وزير وشيخ؟
- التعبير السياسي متاح. هناك قاعدة قانونية تقول بان نقد الشخصيات العامة والاشتداد في نقدها جائز قانونيا.
* ايضا من الإسفاف في مقالاتك التي وصفت بأنها من قلة الادب تشبيهك لرئيس مجلس الامة جاسم الخرافي "بالخوي" او المرافق من خلال مقال"اشر الشيخ وصاح المنادي قهوة" .
- جاسم الخرافي يحتاج إلى وقفة مع نفسة ليراجع ماحدث منذ توليه رئاسة مجلس الأمة الذي اضعفه كثيرا.
* اضعفه في ماذا؟
- يفترض ان يكون رئيساً لمجلس الامة وليس موظفاً عند رئيس الوزراء . جاسم الخرافي هو بمثابة الموظف السياسي بدرجة رئيس مجلس الامة .
* قبل النهاية كيف كان رد الشيخ صباح على هجومك؟
- كان رده حضارياً وموقفه ايجابياً، ولوكتب احد في الخليج اوفي اي وطن عربي ضد رئيسه ما كتبت لغيب وراء الشمس.
* في الختام كيف ترى مستقبل الاسر الحاكمة في الخليج؟
- انا قلق جدا على الأسر الحاكمة . عليهاان تطهر نفسها من الفساد، وعليها الدفع بالكفاءات من ابنائها ان ابتغت الاستمرار في الحكم . فالعلاقة بين الشعوب الخليجية والأسر الحاكمة في السنوات الخمس المقبلة لن تكون مبنية على اعتبارات اجتماعية، بل سيسود الاعتبار السياسي ومن لا يتمتع بالكفاءة لن يبقى في الحكم. حقيقة أنا قلق جدا، وعلى أهل الشان ان يشاركوني القلق ويسيروا في اتجاه التطهير الذاتي.
"توقفت عن انتقاد الشيخ صباح... ولست معارضاً"
مساعد الثبيتي من دبي - ايلاف
أعلن محمد الجاسم، رئيس تحرير "الوطن" الكويتية السابق ومقدم برنامج "المجلس" على قناة "الحرة" انه توقف عن انتقاد الشيخ صباح الأحمد الصباح بعدما أصبح أميراً للكويت وان قراره لا رجعة عنه، لكنه اتهم أفراداً في الأسرة الحاكمة بإفساد البلاد، متحدثاُ عن تعرضه سابقاً لتهديد بالقتل من شخصية رفض ذكر اسمها.
وشرح الجاسم الذي يشرف على موقع "ميزان" الالكتروني المتخصص في نقد الأوضاع الكويتية أسباب خلافه مع وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد وتحوله من مهادن للحكومة والأسرة الحاكمة الى ناقد لتصرفاتها. وفي ما يأتي الحديث:
* بداية هل تعتبر نفسك معارضاً للحكومة او منشقاً عن الأسرة الحاكمة ؟
- هذا سؤال للاثارة . انا لا أعتبر نفسي سياسيا بل أنا كاتب او محلل او معلق سياسي . لم اعمل في السياسة في حياتي ولم انتمي إلى أي تنظيم او جماعة سياسية، فطبيعتي ترفض انتماء كهذا، وإن كان من انتماء فهو إلى ذاتي وفكري وليست لدي اجندة سياسية ولا اصنف نفسي معارضاً للحكومة او للنظام. وما من كويتي يفكر بمعارضة النظام او الانشقاق عنه.
* اذا لم تكن معارضا فهل انت متحالف مع اطراف يهمك وصولهم إلى سدة الحكم على حساب من تهاجمهم؟
- ليست لدي تحالفات وهذه شائعة اطلقها من تضرروا من كتاباتي ولم يعد لهم ملجأ سوى ضرب صدقيتي من خلال ترويج شائعات مفادها اني اعمل لمصلحة فرع من فروع الاسرة. يقف خلف هذه الاقاويل من سميتهم بفرقة الفهلوة والتكتكة.
* من تقصد بفرقة الفهلوة والتكتكة التي تتهمها دائما بانها خربت البلاد واضاعت الصحافة وافسدت مجلس الامة؟
- هؤلاء مجموعة من أبناء الاسرة الحاكمة وهم معروفون في الكويت وعددهم لا يتجاوز خمسة اشخاص.
* وما أسماؤهم أو مناصبهم؟
- هم معروفون لدى الكويتيين ويكفي ان تقول فرقة حسب الله او فرقة الفهلوة و التكتكة ليعرفهم من في الكويت.
* وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد من ضمنهم؟
- من يقرأ مقالاتي يستطع ان يحدد من هم والكويتيون يعرفونهم جيدا.
* تقول انك لست معارضاً ولا منشقاً، لكن الشيخ صباح الأحمد سبق أن اتهمك بانك تسعى من خلال التحريض إلى قلب نظام الحكم.
- هذا الاتهام له قصة طريفة وهي تجربة خدمتني كثيرا في حياتي المهنية. وتعود تفاصيل الاتهام الى اني شاركت عام 2003 في ندوة حول الانتخابات وتحدثت عن اسلوب ادارة الدولة وعرضت أبرز الأحداث في هذا المجال، الى جانب التركيز على الاسلوب القائم على ادارة الحكم في لحظتها. وتم تحريف كلامي عن عمد بعدما بيت اشخاص النية لضربي واوهموا الشيخ صباح الأحمد اني قلت كلاماً خطيراً. فاتخذ في ضوء ذلك قرارا ضدي صدر عن مجلس الوزراء ، بعدما صنفت وزارة الداخلية الاتهام بأنه تحريض على قلب نظام الحكم والتطاول على مسند الامارة الى جانب بث روح الكراهية. وهذه التهم كانت عقوبتها ان ثبتت السجن، وفي ضوء تلك التهم الباطلة وجهت النيابة العامة إلي تهمة المساس بسلطات الأمير، ثم كان تحويل التهمة رغم بطلانها الى سب وقذف في حق الاسرة الحاكمة.
* واين انتهت القضية؟
- بصفتي محاميا ترافعت عن نفسي وكان الحكم لصالحي.
آخر شيوخ الهيبة
* من ضمن ما يحسب عليك ايضا انك تدعو الى ابعاد الأسرة الحاكمة عن الحكم وان يكون الشيخ صباح الأحمد آخر حكام الأسرة، وكتبت: "بعد وفاة الأمير جابر ومرض الشيخ سعد لم يعد هناك من يتفق عليه من الأسرة الحاكمة من قبل الشعب سوى الشيخ صباح". الا تعتقد أن هذه دعوة إلى أن يكون الشيخ صباح آخر حكام الكويت؟
- الصف الأول من الشيوخ في الكويت لهم موقع متميز لدى الشعب بعيدا عن سلطاتهم الدستورية. لهم موقع اجتماعي كبير لدى المواطنين. الناس تنظر إليهم بهيبة وتحترمهم بصرف النظر عن الأداء السياسي الذي ربما يكون محدودا وضعيفا. وبعد الشيخ صباح لن يحظى شيخ بهذه الهيبة، واعتقد ان من سيأتي بعده سيحتاج إلى جهد كبير لصون النظام لأن الشعب لن يكتفي بالاعتبارات الاجتماعية، إنما سيطالب بمن يأتي من الأسرة بعد الشيخ صباح بالكفاءة.
* ولي العهد الشيخ نواف المرشح للامارة بعد الشيخ صباح اليس كفؤاً لتولي إدارة البلاد؟
- الشيخ نواف رجل طيب وخلوق لا خصومات له ولا خلافات سياسية، لكن خبرته في ادارة الدولة ضعيفة. من هذا المنطلق آثر كما يتردد أن يبتعد عن رئاسة الوزراء التي تحتاج إلى تعامل يومي مفضلا ولاية العهد. وفي الكويت ولاية العهد دون رئاسة الوزراء ليست لها صلاحيات. اي ان ولي العهد رجل دون صلاحيات. اعتقد ان مرحلة نواف ان قدر له حكم البلاد ستكون صعبة وحساسة.
*اذا لن يكون هناك استقرار بعد الشيخ صباح في الكويت؟
- ربما، وهذا مايقلق كثيرا.
* ألا تعتقد أن لا دواعي لهذا القلق في ظل وجود مجلس أمة ودستور قادر على رسم خط البلاد بصرف النظر عمن يتولى الادارة؟
- مع الأسف، اصبح الدستور في السنوات الاخيرة ديكوراً نتباهى به، فلم يعد يحكمنا بنصوصه ولامبادئه ولاافكاره.
* ألا ترى تطبيقاً دستورياً ودولة مؤسسات في الكويت؟
- أبدا، لا يوجد تطبيق دستوري. ففي الدستور الكويتي الأسرة الحاكمة ليس لها سوى منصبين هما الأمارة وولاية العهد، عدا ذلك الأسرة وافراد الشعب سواء. لكن من الناحية العملية هناك النقيض، فالأسرة تستأثر بالعديد من المواقع الوزارية وغير الوزارية مما ألغى دور المؤسسات الدستورية وجعل الأسرة الحاكمة في مرتبة متقدمة على تلك المؤسسات. أصبح دور مجلس الوزراء ثانوياً وبالتالي أصبحت غالبية القرارات قرارات حكم لا قرارات حكومة. لذلك مجلس الوزراء كمؤسسة ضعيف ومجلس الأمة ايضا تم اضعافه من أجل تحويله تابعاً من خلال دعم شخصية تدين بالولاء المطلق ليس للحكومة وسياستها بل لأشخاص في الحكم.
أضاف : لا مشكلة في وجود حكومة تحمل برنامجاً سياسياً وأن ترشح نفسك كمؤيد للبرنامج ، فأنت بذلك تقوم بعمل سياسي، لكن المشكلة ان لا حكومة ولابرنامج سياسيا. لدينا أسرة حاكمة وهذه الأسرة تدعم أشخاصا معينين في مراكز معينة ويشترط فيهم الولاء لدعمهم وايصالهم الى تلك المناصب سواء في مجلس الأمة او المجالس البلدية او مؤسسات المجتمع المدني. ونتيجة لذلك ألغي دور الموسسات في الدولة، وهذا الوضع ربما يستمر الى مرحلة الشيخ نواف التي اتوقع ان يتضاءل فيها دور الأسرة الحاكمة ونعود إلى التطبيق الصحيح للدستور الذي يمنح الاسرة منصبين فحسب، ويقتسم بقية المناصب الأكفاء سواء من الأسرة أو الشعب.
توقفت عن انتقاد الشيخ صباح
* ماهو سر انتقاد الشيخ صباح؟
- هو نقد بغرض التعبير عن الرأي مذ كان وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء وتوقف مع أدائه قسم تولي الأمارة. هناك حدود معينة للانتقاد، ونحن في النهاية نبقى في مجتمع عشائري قبلي وثمة اعتبارات اجتماعية غير القانونية تجعل من الصعب انتقاد رئيس الدولة.
* إذاً سوف تتوقف عن انتقاد الشيخ صباح؟
- نعم لن انتقده، وهذا قرار لارجعة عنه. هو اليوم أمير الكويت، وهناك سياج اجتماعي وسياسي وقانوني يحول دون نقده او مهاجمته.
* عندما دشنت الموقع الإلكتروني كتبت فيه انك تبحث عن الاصلاح.
- يمكنني انتقاد رئيس الوزراء فهو من بيده الاصلاحات، كما اني لن اتوقف عن نقد من يعيث في البلاد فساداً . أما الأمير فله حصانة اجتماعية قبل السياسية والقانونية.
* حصانة ام خوف؟
-الخوف قضيتة لدي ثانوية، واعتقد ان مقالاتي ترد على ذلك.
* هذه الجراة هل تسببت لك بمشاكل؟
- نعم فقد تعرضت لتهديد بالقتل.
* ممن؟
- من شخص تأثر كثيرا بما أكتب.
* من الأسرة الحاكمة؟
- لدي الجرأة لذكر اسمه، ولكن في المرحلة الحالية أمتنع عن ذلك .
* كيف تلقيت التهديد؟
- من شخص جاء يتوسط بيني وبين أحد المسؤولين، ونقل عنه قوله :"انا اذبح ما امدح"، سألته هل هذا تهديد بالقتل؟ فأجاب أنت تعرف "فلاناً" جيدا وعندما يقول شيئاً يقصده.
* هل تقدمت بشكوى أو اتخذت اجراءات معينة؟
- لا، لن أترك هاجس التهديد والقتل يسيطر علي. فالدي مهمة معينة وهي التعبير عن رأيي ولدي اقتناع بأن ما سيصيبني مقدر. وإن كان ثمة قلق فهو على أولادي.
* لو نعود إلى مسألة الخلاف مع الشيخ صباح قبل أن يصبح أميراً، هناك من يرى ان انتقاداتك في اتجاهه كانت نابعة من رغبة في الانتقام بعدما ساهم في اقالتك من صحيفة "الوطن"؟
- اذا كان أحد يعتقد ان للشيخ صباح الأحمد يدا في تركي للوطن فهذا غير صحيح. الشيخ صباح لم يقلني بل انا خرجت بمحض ارادتي. نعم هناك في داخل الاسرة من كانوا راغبين في رحيلي, لكن هذا الرحيل قررته بنفسي بناء على اقتناع شخصي.
*على أي أسس حددت اقتناعك بترك منصب كبير يعض عليه بالنواجذ من يحصل عليه؟
- على مجموعة اعتبارات ، أهمها التغيير الذي احدثه الملاّك في الجريدة والذي لم استطيع التأقلم معة.
* تغيير في اتجاه ماذا؟
- في اتجاه الخط السياسي والقضايا العامة في الكويت.
* ولكن من خلال هجوم صحيفة "الوطن" عليك بعد خروجك منها يتضح أن هناك خلافاً كبيراً، أكبر من اقتناع أدى إلى رحيلك؟
* الهجوم لم يكن من الجريدة بل من المتضررين الذين استغلوا مساحات معينة في "الوطن" لتصفية حساباتهم معي.
*لكن هناك من يرى ان خروجك نتج من اصطفافات جديدة داخل الاسرة الحاكمة كنت ضحيتها؟
- هذا غير صحيح.
* يقول من ينتقدونك ان دعواتك إلى الاصلاح دعوات زائفة والغرض الحقيقي منها تصفية حسابات، والا أين كانت الدعوات إلى الاصلاح طوال اثني عشر عاماً أمضيتها رئيس تحرير لصحيفة "الوطن"؟
* لوكتبت 10 في المائة مما اكتب هذه الأيام لسحب ترخيص "الوطن". فالصحف في الكويت تخضع إلى قانون وأي حديث لايروق للحكومة تكون ضحيتة الصحيفة.
أسلمة "الوطن" فرضها ملاّك الصحيفة
* ولكن اين كانت دعواتك الإصلاحية عندما عملت مع الشيخ علي الخليفة المتهم بقضايا فساد والذي ناصرته؟
- لم اناصر أحداً. ثم ان قضية ناقلات النفط المتهم فيها الشيخ علي الخليفة عُرضت على البرلمان وطرحت عبر الصحافة وتحدث عنها الرأي العام. وأتمنى ان تعامل قضايا الفساد كما عوملت هذه القضية.
*وماتسمي دفاعك عنه واعتبار القضية سياسية وهي قضية مدنية؟
- هي قضية سياسية وارجو ألا تكثر الاسئلة حولها، فهي امام القضاء ومشاعة امام الجميع، على عكس قضية هلبيرتون المطموسة.
* لكن علامات الاستفهام كثيرة حول هذه القضية، وانت كما يقال أحد الفاعلين فيها من خلال مناصرتك الشيخ علي الخليفة بتوجيه أخبار الجريدة في منحى يخدم القضية ؟
- غير صحيح، فما يتوافر عن هذه القضية من اخبار كنا ننشره كما هو دون تحريف. الخبر في النهاية خبر ولا تستطيع الالتفاف عليه.
* وكتّاب جريدة "الوطن" أيضاًوجهتم كتاباتهم في اطار يخدم القضية؟
- كانت مرحلة رئاستي "الوطن" مرحلة ايجاد التوازنات بعدما تفردت الأسرة بكل شي وانتشر الفساد وأُقصيت المعارضة.
*جميع أفراد الأسرة الحاكمة ام اشخاص معينون داخلها؟
- اتحدث عن الشيوخ الذين بأيديهم سلطة ولبعضهم دور غير مريح. ولا اتحدث عن الأسرة ككل. أن تكون شيخاً وماعندك سلطة "وشتسوي؟" .
* كيف تفسر التحولات التي مررت بها من موالٍ أو مهادن الى الهجوم القاسي على الحكومة والاسرة الحاكمة؟
- لا تحول. فقبل سنوات وجهت إلي تهمة تتعلق بأمن الدولة، وكنت وقتها رئيس تحرير وهي في المناسبة تهمتان ولم تكن واحدة.
* وكيف تفسر تحولك من ليبرالي الى مناصر للإسلاميين في جريدة "الوطن" من خلال استقطابهم للكتابة على حساب الليبراليين؟
- لم أستقطبهم ولم افتح صحيفة "الوطن" لهم. هذه السياسة حددها ملاّك الصحيفة.
* لكن الايفترض كرئيس تحرير ان تقرر سياسة الجريدة؟
- سياسات الصحف في الكويت يقرر توجهاتها ملاك الصحف وهم قرروا ان تستقطب الاسلاميين.
* وهذا وافق هواك؟
- الجريدة لم تكن اسلامية وفق ماتقوله.
*لكن معظم كتابها اسلاميون؟
- التيار الاسلامي تيار عريض ومن الخطأ تغييبه وحرمانه التعبير، ووفق ذلك اتيح لهم الكتابة. اما أنا فقد كتبت ضد الاسلاميين وكانت هناك افتتاحيات للجريدة ضد الاسلاميين وكنت فوق ذلك ضد التيار الاسلامي وموقفي هذا لم يكن سبب لاقصاءهم بل كان سبب لاعطاءهم الفرصة.
* على حساب الليبراليين؟
- لايوجد تيار ليبرالي في الكويت.
* لو ننتقل لنقطة اخرى وهي ان نقدك القاسي هو لمجرد البحث عن مصالح ذاتية على غرار كتابك "الكويت مثلث الديمقراطية" الذي يرى البعض انه سبب تعيينك في سدة "الوطن" درءاً لشر كتابتك؟
- المكاسب في الكويت بالمهادنة وحب الخشوم، ثم ان ماقلت عن ان رئاستي ل "الوطن" اشبه بالصفقة غير صحيح ، فعندما عملت فيها لم تكن الحكومة ولا الشيوخ الذين يملكونها حاليا كانوا يملكونها. ولم ابحث في حياتي عن مصالح خلف ما أطرح او اكتب.
* وماتسمي ميلك وجريدة "الوطن" إلى البحرين على حساب قطر في خلافهما الذي ليس لك انت وبلدك به علاقة؟ اليس بحثاً عن علاقات ومصالح؟
- كنا نميل للبحرين وفق رؤية شخصية عبرت عنها في حينها.
* كان مما يحسب عليك ايضا "الخلط" في طرح قضايا الاصلاح التي تنادي بها، فقلت مرة ان سبب الانفلات في الكويت هو غياب الاقطاب، وفي السياسة اذا كثرت الاقطاب كثرت النزاعات وضاعت المركزية؟
- في انظمة الحكم الديمقراطية هناك قطب او حزب الحكومة يقابله حزب المعارضة. فاذا كان هناك معارضة كان هناك توازن. في الكويت كانت في ما مضى لدينا قوى سياسية فاعلة وفاعليتها اوجدت التوازن. اليوم القوى الوطنية غائبة وبغيابها ضعف الاعلام وضعف مجلس الامة وبالتالي تفردت الأسرة بالقرار. يجب إحياء معادلة القطبية اما من خلال بروز معارضة او باحياء القطبية داخل الاسرة الحاكمة، حتى لا يصبح القرار احادياً بيد شخص واحد.
* ومن تقصد بهذا الشخص الذي تفرد بالقرار؟
- الشيخ صباح الأحمد في آخر ايام الشيخ جابر.
* واليوم في يد من القرار؟
- نأمل في ان تكون التعددية فاعلة بوجود أمير وولي للعهد ورئيس للوزراء وليس كما كان من قبل عندما كان الاأمير وولي عهدة غائبين عن الممارسة السياسية والقرار بيد شخص واحد.
* ألا تعتقد بان الوضع لن يتغير في ظل انتماء من ذكرت إلى فرع واحد؟
- اعتقد أن انتماءهم إلى فرع واحد لن يؤثر مادام وجد بينهم من يبتغي التغيير.
* في ظل الحديث عن الفروع هل ترى ان فرع السالم ابتعد عن تولي المناصب المؤثرة؟
- الشيخ محمد الصباح هو وزير للخارجية واعتقد انه موقع مهم.
* موقع مهم لكنه بعيد عن الحكم؟
- الشيخ محمد امامه المستقبل وهو في مقدمة شيوخ يوازونه، وفرصته قائمة.
* وهل ترى ان قدراته السياسية التي انتقدتها او فهمه للعبة السياسية سوف يمكنه من ذلك؟
- ربما عدم اجادته للعبة السياسية او ربما ارتباطاته العائلية تغلب على طموحه السياسي. اعتقد انه فوت على نفسه فرصة الخروج بمكاسب كبيرة في الأزمة الاخيرة لعدم تمكنه من "اللعب صح" لكسب ولاية العهد او رئاسة الوزراء.
* التشكيلة الجديدة بولاية الشيخ نواف للعهد والشيخ ناصر محمد لرئاسة الوزراء هل وافقت اهواء الشعب الكويتي؟
- اعتقد ان اختيار الشيخ نواف بصرف النظر عن قدراته يحظى باجماع وهو رجل لا خصومة سياسية أوشخصية له ، واعتقد ان هذا في ذاته تطهير جزئي للنظام.
* ورئيس الوزراء؟
- لن تتاح له فرصة ليكون رئيس وزراء حقيقياً. فهناك من داخل الاسرة من يسعى إلى توريطه وبالتالي تعثره.
هاليرتون سبب خلافي مع احمد الفهد
* دعنا نذهب للشد والجذب بينك وبين الشيخ احمد الفهد، ماهي اسبابه حتى تصدر عناوين الصحف عندما شبهك بعطوان وبكري؟
- احمد الفهد ثار مرتين ضدي . الاولى بعدما اشرت في موقعي إلى هيربلتون فوجئت بقرار من أمن الدولة ينص على اغلاق موقعي، وأمن الدولة معروف ان المسؤول عنها عذبي الفهد وهو شقيق احمد الفهد، واتضح لاحقاً ان اغلاق الموقع تم بدون علم رئيس الوزراء او وزير الداخلية وانما جاء باتفاق بين الاخوين.
المرة الثانية كشفت ارتباك احمد الفهد تجاه ما طرحت عن هالبيرتون بعد حديث في احدى القنوات تحدثت فيه عن هذه القضية، وقد أساء إلي بتشبيهي ببعض الاعلاميين. السوال لماذا عندما استحضر قضية هالبيرتون يرتبك احمد الفهد؟ .
* هناك من يرى أن جرأتك في التطاول على رموز كبيرة في مجتمع يحكم بنظام الأسرة هو نتاج وقوف أحد الأقوياء من احد الفروع المغيبة معك؟
- الناس غير معتادة هذه الجرعة من الجرأة، ونتيجة لذلك تكثر الأقاويل والشائعات عن أن الشخص الفلاني يحمي الجاسم وان الشخص الفلاني هو من يحرض على كتابة ما يكتب .
* وهل هناك من يدفع لك مقابل الهجوم على من سخرت قلمك للهجوم عليه كما اشار الشيخ احمد الفهد عندما شبهك بصحافيين، قاصداً من التشبيه كما فسر انك تقبض ؟
- يمكن ان توجه السؤال إليه لتعرف قصده. انا رددت عليه في حينها وكفى.
* هل تعتقد ان ردك كان مناسباً عندما وصفت وزيراً وأحد أبناء الأسرة الحاكمة بأنه "نملة"؟
- في المقال قلت ان الدستور يمنع على الوزير الاشتغال بالتجارة كما اقر بنفسه، وهذه مخالفة دستورية تستوجب استبعاده. وقلت ايضا في الرد ان عليه قروض عجز عن سدادها ووفق القانون احيل على المحكمة وعمل تسوية وافقت عليها. والقانون في الكويت يمنع من يعجز عن سداد ديونه من ان يكون عضوا في مجلس ادارة شركة، فكيف بوزير.؟
* تشبيهك له بنملة أليس كما فسره البعض "قلة ادب" في حق وزير وشيخ؟
- التعبير السياسي متاح. هناك قاعدة قانونية تقول بان نقد الشخصيات العامة والاشتداد في نقدها جائز قانونيا.
* ايضا من الإسفاف في مقالاتك التي وصفت بأنها من قلة الادب تشبيهك لرئيس مجلس الامة جاسم الخرافي "بالخوي" او المرافق من خلال مقال"اشر الشيخ وصاح المنادي قهوة" .
- جاسم الخرافي يحتاج إلى وقفة مع نفسة ليراجع ماحدث منذ توليه رئاسة مجلس الأمة الذي اضعفه كثيرا.
* اضعفه في ماذا؟
- يفترض ان يكون رئيساً لمجلس الامة وليس موظفاً عند رئيس الوزراء . جاسم الخرافي هو بمثابة الموظف السياسي بدرجة رئيس مجلس الامة .
* قبل النهاية كيف كان رد الشيخ صباح على هجومك؟
- كان رده حضارياً وموقفه ايجابياً، ولوكتب احد في الخليج اوفي اي وطن عربي ضد رئيسه ما كتبت لغيب وراء الشمس.
* في الختام كيف ترى مستقبل الاسر الحاكمة في الخليج؟
- انا قلق جدا على الأسر الحاكمة . عليهاان تطهر نفسها من الفساد، وعليها الدفع بالكفاءات من ابنائها ان ابتغت الاستمرار في الحكم . فالعلاقة بين الشعوب الخليجية والأسر الحاكمة في السنوات الخمس المقبلة لن تكون مبنية على اعتبارات اجتماعية، بل سيسود الاعتبار السياسي ومن لا يتمتع بالكفاءة لن يبقى في الحكم. حقيقة أنا قلق جدا، وعلى أهل الشان ان يشاركوني القلق ويسيروا في اتجاه التطهير الذاتي.