المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزائر..مسلحون يغتالون "القعقاع " الذراع الأيمن لزعيم الجماعة السلفية



لمياء
03-10-2006, 11:50 PM
بسبب نشاطه الداعم لمسعى الوئام والمصالحة


الجزائر-رمضان بلعمري

اغتالت مجموعة مسلحة تتكون من ثلاثة عناصر، عبد الكريم قدوري المعروف باسم "القعقاع "، الذراع الأيمن السابق لحسان حطاب القائد السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، ليلة الخميس الجمعة 10-3-2006 بتوقيت الثامنة والنصف بحي 8 ماي 1945، على مشارف مدينة الوادي جنوب شرق العاصمة، وقد خلفت العملية حالة من الذعر و الاستياء الشديدين بعد فترة هدوء فاقت السنتين .

وذكر شهود عيان لـ "العربية نت " كانوا لحظة وقوع العملية بصدد الخروج من مصلى الحي الذي يؤدي فيه المغتال قدوري أغلب صلواته، أنهم سمعوا صوت أحد عناصر المجموعة المسلحة، وهم ملثمين ، يقول "هاهو فلان .." يشير إلى عبد الكريم قدوري ، قبل أن يفتح الثلاثة النار عليه مستعملين سلاحا رشاشا من نوع كلانشينكوف و مسدسين آليين ، في الوقت الذي كان عبد الكريم قدوري يحاول فتح باب سيارته من نوع "هيونداي آكسنت "، لكن المسلحين لم يمهلوه و أسقطوه أرضا بأربع رصاصات أخترقت عموده الفقري وبطنه ورجله و كتفه ، فيما أصابت تسع رصاصات هيكل السيارة .

وبينما أصيب المصلون بالذعر الشديد من هذا المشهد حيث هرب من هرب، وبقي في المصلى من بقي، و في حين هرب اثنان من المسلحين أصر صاحب السلاح الرشاش على التأكد من وفاة الضحية موجها له رصاصة أخرى قبل أن يستقل سيارة من "نوع بيجو505" بدون لوحة ترقيم ، ويغادر المكان إلى وجهة مجهولة.

وبعد ذلك مباشرة سارع أحد الشهود العيان باتجاه الضحية عبد الكريم قدوري الذي وجده ينزف ويستنجد بالقول "ياالمؤمنين .. يا المؤمنين .. أشهد أن .."، و تطوع هذا المواطن رغم خطورة الموقف بنقل الضحية إلى مستشفى الشهيد بن عمر الجيلالي.

و في المستشفى الذي لا يبعد عن الحي حيث يسكن عبد الكريم قدوري سوى بكيلومتر واحد و غير بعيد كذلك عن حاجز أمني، حاولت فرقة الاسعافات الطبية إنقاذ الضحية لدى وصوله في حدود الساعة التاسعة ليلا، وفي الحين وصل الخبر إلى أهل الضحية ومسؤولي الأمن في الولاية، حيث التحق كل من أخ عبد الكريم ورفيق دربه المسمى "نبيل . ت" الذي كان معه في الجبال.

تهديدات بالقتل منذ سنة

وقد كشف "نبيل . ت " رفيق درب المغتال عبد الكريم قدوري أن عبد الكريم كان محل تهديدات جدية بالقتل منذ ما يزيد عن سنة وقد تعرض لأربع محاولات اغتيال، وأمام هذا الوضع تم الاتصال بالجهات الأمنية المخولة قانونا لطلب الحماية له بالنظر إلى الجهد الكبير الذي تولى عبد الكريم القيام به في إطار الترويج للوئام 1999 والمصالحة 2005 ، لكنه لم يحصل على الحماية ولم تترك له السلطات سلاحه الذي كان بحوزته بحجة تحسن الأوضاع الأمنية .

وكان المغتال عبد الكريم قدوري ، من أوائل المستجيبين لتدابير الوئام ، وكان في مقدمة من استقبل الرئيس بوتفليقة عام 2001 لدى زيارته لمدينة قمار بولاية الوادي، حيث ظل قدوري يذكر معانقة الرئيس له، الأمر الذي أعطاه دفعا لدعم مشروع الوئام آنذاك، لكن ذلك لم يمنع قدوري في وقت لاحق من مراسلة بوتفليقة شاكيا له من "حبس بعض التائبين الذين سلموا أنفسهم للسلطات طوعا ". و يعتقد بعض المقربين من المغتال قدوري أنه ذهب ضحية صدقه في إنجاح مسعى الوئام والمصالحة ووقف سيلان دم الجزائريين ، دون إغفال فرضية أن تكون عملية اغتياله في النهاية هي تصفية حسابات قديمة معه من طرف رفقاء الأمس في الجبال ، والذين كانوا يتحيّنون الفرصة للقضاء عليه.

محاولة للتشويش على مسعى السلم والمصالحة

وتأتي هذه العملية، بعد 10 أيام فقط من بداية سريان مهلة 6 أشهر التي منحتها السلطات الجزائرية للمسلحين كي يسلموا أنفسهم ويستفيدوا من تدابير قوانين المصالحة الصادرة في الثامن والعشرين من شهر فبراير الماضي ، و ليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها الجماعات المسلحة للتشويش على كل المساعي لإقناع المسلحين بالـ "التوبة "، و تتزامن العملية كذلك مع حملة السلطات العمومية لإطلاق سراح المعتقلين في قضايا ذات صلة بالإرهاب . وقد أفرجت في هذا السياق عن المئات منهم بداية هذا الشهر من مجموع 2627 سجين معني بالعفو ، كما أطلقت سراح علي بن حاج الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المحلة .