المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فنون القتل في العراق: من رصاصة الرحمة... إلى الشنق!



مرتاح
03-09-2006, 07:51 AM
بغداد الحياة - 09/03/06//

تعددت الأسباب والموت واحد. مثل يعرفه كل عربي. لكن الحديث عن الموت في العراق لم يعد في الأسباب، بل في الأساليب التي تتفنن «فرق الموت» بابتكارها. وأصبح القتل حرقاً أو بإطلاق «رصاصة الرحمة» تقليداً قديماً. فهناك جثث عثر عليها قتل أصحابها بالمثقاب (Drill).

أما أحدث الابتكارات القديمة الجريئة فالقتل شنقاً. فقد عثر أمس على 24 جثة «مجهولة الهوية» شنق أصحابها «حتى الموت»!

لا أحد يستطيع حماية المدنيين العراقيين. فالجيش الأميركي الذي أثار قضية «فرق الموت» منذ شهر تقريباً لم يتابعها. ولجان التحقيق التي شكلت لم تنشر نتائج تحقيقاتها. أما الشركات الأمنية، فهي في حاجة الى من يحميها، فقد خطف مسلحون يرتدون ملابس الشرطة أمس 50 موظفاً في احداها، وفر المجهولون الى جهة مجهولة!

ويقول قاسم الذي يعمل في نقل الجثث الى البرادات في معهد الطب العدلي ان غالبية ما ينقله يحمل آثار التعذيب بالمثقاب والحرق بالسجائر، ورصاصات الرحمة اطلقت على المساكين من مكان قريب بعد التعذيب «ونادراً ما تجد جثثاً مشنوقة مثلما حصل امس في بغداد، فهذه حالة نادرة... جميع الضحايا ماتوا شنقاً، وعثرنا على قطعة حبل صغيرة حول عنق احدهم».

واكدت وزارة الداخلية عثورها على 24 جثة «مجهولة الهوية»، داخل حافلة صغيرة قرب حي العامرية، وأشار النقيب ياسين الوائلي الى ان أصحابها من مختلف الاعمار، بينهم عدد من الشبان ورجال في منتصف العمر يرتدون الملابس المدنية «انهم ضحايا مجزرة قذرة»، ويضيف ان شنق الضحايا «يوحي باحتجازهم مدة ليست بالقصيرة قبل قتلهم».

وتزامن العثور على الجثث الجديدة مع اعلان وزارة الدفاع اختفاء عدد من عمال التنظيف الذين يعملون في الوزارة مع السيارة التي كانت تقلهم في منطقة التاجي (40 كلم شمال بغداد).

وقال احد الشهود انه رأى بعض الجثث «تنزف بسبب آثار التعذيب ما يشير الى ان تصفية الضحايا حدثت قبل ساعات قليلة من احضارها الى معهد الطب العدلي».

وتوقع مسؤولون في وزارة الداخلية ان تكون العملية جزءا من مسلسل التصفية الطائفية الذي تمارسه بعض العصابات المسلحة و «فرق الموت». وقال هؤلاء ان «العثور على جثث معرضة للتعذيب بات سمة من سمات الهجمات الطائفية التي تمارسها فرق الموت والعصابات المسلحة في البلاد».

وتشير الارقام الرسمية لوزارة الصحة الى ارتفاع عمليات التصفية خلال شباط (فبراير) الماضي بعدما انخفضت في كانون الاول (ديسمبر) الى 756 جثة.

ويقول الدكتور محمد عبد السلام ان «تعذيب المعتقلين قبل قتلهم رسالة يريد الجناة ايصالها الى جهات معينة، واشارة واضحة الى ان المنفذين يحاولون اثارة ضجة اعلامية وسياسية. فهم يطورون اساليب الاغتيال وكلما اصبحت عملياتهم نمطية يغيرونها من أجل مزيد من الإثارة، فقد لجأوا الى استخدام المثقاب والحرق بالسجائر والتعذيب بالكهرباء، وقطع الاعضاء ثم الشنق» ولم يستبعد ان يلجأوا الى حرق الضحايا.