المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معتنقو الإسلام الفرنسيون أبناء ضواح ومثقفون جذبهم الزهد... و«الجهاد»



مرتاح
03-09-2006, 07:43 AM
باريس - أرليت خوري

الحياة - 09/03/06//

ظاهرة اعتناق فرنسيين الإسلام لم تعد نخبوية تقتصر على المثقفين منهم والفنانين من امثال المفكر والكاتب روجيه غارودي، او مصمم الرقص الكلاسيكي موريس بيجار بل امتدت الى أوساط الشباب، وخصوصاً شباب الضواحي.

ولا تزال الصوفية هي التي تجذب افراد النخبة الشغوفين بالشرق وبقيمه. اما العامة من معتنقي الإسلام فيتوزعون إجمالاً على التيارين «السلفي» و «التبليغي» بحكم وجود اتباع لهما في الضواحي.

والتزايد الملحوظ في عدد معتنقي الإسلام في السنوات القليلة الماضية، ليس على صلة مباشرة بالأحداث الدولية، بل يعود الى عوامل اقتصادية واجتماعية وإلى التعايش بين من يعانون هذه العوامل والجمعيات الإسلامية في مناطق معينة.

والدافع لدى غالبية معتنقي الإسلام، الذين التقت «الحياة» مجموعة منهم في ضاحية «نانتير» الباريسية هو المشاركة والانتماء الى قيم روحية واضحة ومجردة، تخالف القيم التي نشأوا عليها في أسرهم ومجتمعهم.


وتقول ساندرين انها وجدت في الإسلام اجوبة مقنعة عن كل تساؤلاتها فيما تعتبر اليزابيت ان الإسلام هو معجزة حياتها، بعد القسوة التي واجهتها في طفولتها. ويؤكد برونو ان الإسلام جعله انساناً أفضل يسعى كل يوم للاقتراب من الله وأن المسلم هو افضل مواطن لأفضل ديموقراطية. ولا حاجة لاعتناق الإسلام الى أي مرجع او مسجد، بل يكفي التتلمذ على يد مسلم او مسلمة، والتعمق في الإطلاع عبر الكتب المتعددة والمنشورات المتوافرة باللغة الفرنسية، أو عبر المواقع الخاصة بالمسلمين على الإنترنت وهي عديدة ومنها مثلاً «إسلام بارادايز» و «باسم الله» وغيرهما من المواقع التي تزود المسلمين الجدد بالإرشادات التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية. وتنظر الكنيسة الكاثوليكية بنوع من القلق الى هذه الظاهرة، باعتبار ان بعض ممن يفترض انهم أتباعها باتوا يفضلون قيم الإسلام. أما السلطات الفرنسية فتتابع هذه الظاهرة من زاوية اخرى، خصوصاً منذ ورود اسماء عدد من المسلمين الجدد الفرنسيين في ملفات ارهابية ومقتل بعضهم في نشاطات «جهادية» خارج فرنسا، وتحديداً في العراق. لكن مستشار وزير الداخلية الفرنسي لشؤون الأديان برنار غودار يؤكد ان معتنقي الإسلام بدافع «جهادي» في فرنسا، هم اقلية ضئيلة ومحصورة. كما تشير دراسة أعدتها الاستخبارات العامة الفرنسية الى ان نسبة «الجهاديين» او الطامحين الى الجهاد من بين معتنقي الإسلام الفرنسيين لا تتعدى ثلاثة في المئة.

مرتاح
03-09-2006, 07:44 AM
لهذه الأسباب تحوّلوا الى الإسلام


الحياة - 09/03/06//

في منزل متواضع في ضاحية «نانتير» الباريسية وحول مائدة تتوسطها اكواب الشاي والعصير، وبعض الحلوى اجتمع عدد من المسلمين الفرنسيين في جو من الألفة والود.

كانت هناك اوديت السبعينية، صاحبة الوجه النقي الذي يضاعف من نقائه غطاء رأسها الأبيض وبشرتها البيضاء وعيناها الزرقاوان. وحضرت ساندرين بقامتها الممشوقة ولباسها الشرعي الذي يضفي على تقاسيمها الأوروبية نوعاً من الجدية وإلى جانبها اليزابيت المتأنقة وغير المحجبة، وكلتاهما في الثلاثينات، مثلهما مثل برونو الرصين والجاد.

وبدا واضحاً ان بين أوديت عاملة التنظيفات المتقاعدة وساندرين المدرسة وبرونو وإليزابيت الموظفين مساراً قطعه كل منهم منفرداً وبحسب ظروف حياته وأدى بهم الى التلاقي. هذا المسار هو الإسلام الذي اعتنقوه في فترات متفاوتة وأضفى الكثير من الراحة والسكينة على حياتهم على حد قولهم.

وتروي أوديت انها اعتنقت الإسلام قبل 16 عاماً متبعة خطى ابنتها المتوفاة، وكانت شديدة التعلق بها، فصارت تتردد على مسجد «ستالينغراد» الباريسي وتطلع تباعاً على التعاليم الإسلامية، وما جذبها وهي الفرنسية المسيحية، الى الدين الإسلامي «اشياء كثيرة منها ما اطلعت عليه عبر ابنتي».

وقبل اعتناقها الإسلام لم تكن اوديت تمارس طقوس المسيحية، لكنها الآن تصلي وتصوم و «ذهبت الى الحج سنة 1995 وكان ذلك رائعاً بالنسبة إلي».

تشعر اوديت بسعادة فائقة عندما تسافر الى الجزائر بين حين وآخر وتقيم عند اصدقاء مسلمين، اذ انها تكون على اتصال مباشر بالواقع المسلم والثقافة الإسلامية العربية. وتقول ان اعتناقها الإسلام، على رغم المتاعب التي واجهتها عندما كانت لا تزال تعمل، جعل الكثيرين يتقربون منها ويعاملونها بمودة ووقار.

وتقول ساندرين ان للإسلام الآن حضوراً على كل مستويات حياتها، فقد تغيرت نظرتها الى الأمور وطريقة تفكيرها وتصرفها كما تغيرت طريقة أكلها ولبسها.

وخلافاً لأوديت، كانت ساندرين مسيحية ممارسة، وإنما عن غير قناعة، فتحولت الى البروتستانتية التي اعتبرت انها اكثر بساطة، لكنها لم تقتنع تماماً، فسعت للإطلاع على البوذية واليهودية وأخيراً اعتنقت الإسلام الذي تقول انه «الدين الذين وجدت فيه اجوبة عن كل تساؤلاتي».

وتضيف ساندرين: «لقد أراد الله ان أعمل مع اخت محجبة، فبدأت اسألها عن دينها وكانت كل أجوبتها منطقية ومطمئنة بالنسبة إلي».

وحتى بلوغها سن الخامسة والعشرين، تعتبر ساندرين انها لم تكن مسلمة بالفعل وإنما مجرد متعاطفة مع الإسلام، لكن زواجها وحملها جعلاها تكتشف «اعجوبة الحمل» «وهو ما عزز ايمانها فبدأت تصلي واعتمدت اللباس الشرعي. وبدا لها الحجاب واللباس الشرعيان «ضرورة مكملة لإيماني ولا مفر منها» لكن ارتداءهما كان الأمر الأصعب في ظل الوضع القائم في المجتمع الفرنسي ومعارضة اسرتها.

وتؤكد ساندرين ان الإسلام غيّرها، فقد «أصبحت اكثر انفتاحاً وأكثر هدوءاً»، ولمس افراد اسرتها ذلك فبدأوا «يميلون للمجيء إلي ويحبذون علاقتهم بي التي لم تكن قائمة من قبل».

اما إليزابيت فتقول انها مسلمة مثلها مثل ساندرين «فكوني غير محجبة لا يعني انني نصف مسلمة والمهم ما هو في القلب وليس المظهر». فهي ليست مستعدة بعد لارتداء الحجاب لكنها تشعر بأن هذا آت.

وإليزابيت البرتغالية الأصل والمولودة في اسرة مسيحية متمسكة بدينها، عرفت الإسلام منذ سنوات طفولتها الأولى عبر مربية جزائرية «علمتني الصلاة وكنت اصلي معها». وعند بلوغها سن الثالثة قرر اهلها وضعها في دير للراهبات حيث شعرت بغربة رهيبة، لأنها كانت بعيدة من أسرتها. وتشير الى انها لم تنسجم مع تقاليد هذا الدير فابتعدت كلياً عن المسيحية، الى ان بلغت سن الرابعة والعشرين فقررت اعتناق الإسلام على غرار احدى بنات عمها التي كانت تقيم في اسرتها «فبدأت تلقنني الإسلام، وكلامها دخل تلقائياً الى قلبي».

وعلى رغم انتقادات ذويها أشهرت اليزابيت إسلامها وبدأت تصلي. تقول: «شعرت بأنني أقدمت على خطوة كبيرة الى الأمام»، وبدأت تشعر براحة كبيرة «لمعشر الأخوات المسلمات مثلي».

وبعد زواجها، اعتنق زوجها بدوره الإسلام بتأثير منها وأيضاً بسبب امور صادفها في حياته ويفضل الاحتفاظ بها لنفسه.

برونو، يصف نفسه بأنه مزيج من ثلاث جنسيات، فوالدته نصف فرنسية ونصف ايطالية ووالده جزائري، ولكنه لم يتعرف الى الإسلام بفضل والده، وإنما «بدافع الإيمان». ويتذكر رحلة الى الجزائر عندما كان في السن الـ 15، فيقول: «كنت سمعت عن الإسلام لكن الأمور كانت مبهمة وغير واضحة بالنسبة إلي، كوني ولدت ونشأت في فرنسا». وخلال وجوده في الجزائر لاحظ برونو مكاناً يتردد عليه الرجال و «علمت انه جامع فدخلت والتقيت احد الأئمة، فأغراني المكان وجذبني الشخص الذي شعرت بأنه كان هناك في انتظاري».

لم يكن برونو في ذلك الوقت يعرف كلمة عربية واحدة، ولم يكن الإمام الذي التقاه يعرف الفرنسية، وعلى رغم ذلك «فقد تمكن من تعليمي الفاتحة في غضون اسبوع».

دأب برونو على الصلاة، لكن الأمور تلاشت بعض الشيء لدى عودته الى فرنسا، حتى سن الخامسة والعشرين اذ التقى مجموعة من الشبان المسلمين الفرنسيين «فعدت بواسطتهم الى الدين الذي يوجه الآن امور حياتي».

ويجمع الأربعة على ان منذ اعتناقهم الإسلام فإن ما يوجههم في حياتهم هو الإيمان. وتؤكد اليزابيت: «لا يمكنني العيش من دون تعاليم الإسلام» وكذلك اوديت، وأيضاً ساندرين التي تقول: «ان الخروج عن الإيمان انكار لمعنى حياتي فكيف افعل ذلك».

الإسلام في رأيهم جعلهم افضل مما كانوا عليه، ويقول برونو: «ابذل جهداً يومياً لأقترب اكثر وأكثر من الله وأكسب رضاه»، والمسلم برأيه «افضل مواطن يمكن ان تحلم به أي ديموقراطية على صعيد حياته وتصرفاته».

وتصف ساندرين اعتناقها الإسلام بـ «معجزة حياتي»، وتجيب اوديت بحكمة «اذا نظرنا الى الطبيعة وإلى ما يحيط بنا نرى الخلق ونرى الله».

ولدى سؤالهم عن رأيهم بالعلاقة بين الإسلام والجهاد، تتحفظ اليزابيت قائلة: «لست مطلعة على الجانب الجهادي ولا رأي لي فيه ولكن أعتبر ان هناك جانباً انتحارياً محظوراً دينياً».

وترى ساندرين ان بعض معتنقي الإسلام ربما كانوا في مرحلة التتلمذ وصادفوا اشخاصاً سلبيين، و «سقوط هؤلاء في التضليل يجعلني أشفق عليهم».

ويبدي برونو حماسة اكبر للإجابة ويحمل على الخلط الذي يحصل من اعمال يقدم عليها البعض وبين الإسلام، ويؤكد ان «المضللين اشخاص بسطـــاء فقـــدوا كل شيء وليس هناك ما يربطهم بالحياة وهذا ليس على صلة بالديـــن وإنـــما بأشخاص يتألــمون ويصادفون من يستغل آلامهم».

والتركيز على كون هؤلاء مسلمين «يخدم الكثيرين» في رأي برونو الذي يسأل: «هل كلما ارتكب شخص ما فعلاً شنيعاً تورد وسائل الإعلام دينه وتقول انه مسيحي او يهودي او...». ويضيف: «يجب الكف عن النظر الى الإسلام من زاوية اسامة بن لادن وأمثاله، وعلى الإعلام الكف عن اظهار المسلمين بمظهر القتلة، كما ان الذين يدعون لإسلام جهادي يدفعون باتجاه التمييز بحق المسلمين الآخرين وهم الغالبية».

مرتاح
03-09-2006, 07:47 AM
مستشار وزير الداخلية لشؤون الأديان: اعتناق الإسلام لا يقلق الدولة

الحياة - 09/03/06//

اعتناق الفرنسيين الإسلام ليس ظاهرة مستجدة في فرنسا، بل هو قائم منذ عقود، وفقاً لمستشار وزير الداخلية الفرنسي لشؤون الأديان برنار غودار. ومعتنقو الاسلام لأهداف «نضالية» أو «جهادية» ليسوا في رأيه سوى فئة ضئيلة جداً، وإنما مقلقة.

وكان معظم معتنقي الإسلام في فرنسا حتى فترة قريبة من الميسورين والمثقفين الذين انجذبوا نحو التصوف، قبل أن تصل «البوشيشية» من المغرب و «النقشبندية» التي نمت في الاوساط الطالبية.

ويقول غودار ان ظاهرة اعتناق الإسلام برزت في السبعينات عبر حركة «التبليغ والدعوة»، ثم توسعت وشملت اشخاصاً لقنوا الإسلام عبر هذه القناة ثم انتقلوا الى حركات أخرى. ونمت أخيراً القناة السلفية التي انتشرت على حساب القنوات الأخرى، وهي في رأي غودار قناة قوية جداً «لكونها غير نخبوية وأكثر بساطة وتتوجه الى الجميع».

ويشير غودار الى ان هناك أيضاً فئة ضئيلة تعتنق الإسلام من خلال مجموعة شيعية تتواجد في منطقة «لي زاردين»، اضافة الى من يعتنقون الدين الإسلامي خلال رحلات الى مناطق مثل البوسنة أو الشيشان أو الصومال وغيرها.

والدافع الى اعتناق الإسلام قد لا يكون دائماً الإيمان، بل يمكن أن يكون على صلة بأسباب عملية مثل الزواج من مسلم أو مسلمة أو ممارسة نشاط مهني يتوجب ان يكون القيم عليه مسلماً. وخلافاً لما يتردد غالباً، يلفت غودار الى ان السلفية قد لا تكون أكثر القنوات خطورة، لكنها ربما تكون «الأكثر تشجيعاً على القطيعة مع المجتمع»، ومن الصعب القول ان «الجهاديين» هم من أتباع هذه القناة أو تلك أو من الذين يترددون على هذا المسجد أو ذاك. فالتحول الى الراديكالية رهن بشخصية الفرد وظروفه الاجتماعية ومتوقف على مصادفته إماماً أو شخصاً يغذي لديه مثل هذا الميل، ويؤجج حماسته لقضايا المسلمين عادة.

ويشير غودار الى ان هذا ما يحصل غالباً لمعتنقي الإسلام أثناء تنفيذ أحكام بحقهم في السجون، حيث المعتقلون معزولون ومستضعفون فيأتي من يستغل غضبهم وحقدهم، فيتحول بعضهم لاحقاً الى «جهاديين». وهؤلاء يشكلون أقلية ضئيلة، لا تتبنى الإسلام من مُنطلق ذهني وروحي وإنما بدافع إيديولوجي ودافع التضامن مع قضايا محددة والنضال من أجلها. ويشير غودار الى الترابط المتزايد الذي بدأ يبرز بين الوسط الاجرامي و «الجهاديين».

وعلى رغم كون ظاهرة اعتناق الإسلام، قديمة في فرنسا فإن الجديد فيها هو أنها لم تعد مقتصرة على النخبة بل أصبحت منتشرة، خصوصاً في الضواحي، عبر الجمعيات الإسلامية التي تحل أحياناً محل الحركات الاجتماعية، وتستفيد من هشاشة النسيج الاجتماعي في هذه المناطق فتضفي على المنتمي اليها موقعاً وشعوراً بالانتماء الى مجموعة محددة.

ويؤكد غودار ان لا أرقام محددة اليوم حول عدد الفرنسيين من معتنقي الإسلام، فيقال ان عددهم 40 ألفاً أو أكثر لكن التحقق من ذلك غير ممكن، ومن الصعب تقدير عدد أتباع السلفية أو الصوفية أو غيرها.

وعلى رغم تزايد عدد معتنقي الإسلام منذ نحو خمس سنوات، لا يعتبر غودار ان لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) أو لبروز تنظيم «القاعدة» دوراً في ذلك، بل ان هذه الظاهرة تعززت نتيجة التعايش القائم في الضواحي بين الاسلاميين والشباب الفاقد لأي منظور مستقبلي.

وعما اذا كانت هذه الظاهرة مقلقة لفرنسا، يجيب ان التقديرات لعدد معتنقي الاسلام، تشير الى ان هذا العدد محدود ولا يدعو للقلق، لكنه كاف لتحول أقلية ضئيلة نحو شبكات «جهادية»، والنظر الى اعتناق الإسلام من هذه الزاوية مقلق بالفعل.


الايمان والشبكات وكسب العيش... قنوات

تزايد عدد الفرنسيين الذين يعتنقون الاسلام، جعل الاستخبارات العامة تهتم بهذه الظاهرة، خصوصاً بعد ورود أسماء بعضهم في ملفات ارهابية عدة في فرنسا، وتعد تقريراً في شأنها لمصلحة وزارة الداخلية.

ويرسم التقرير الملامح العامة لمن باتوا يسمون «المسلمين الجدد»، فيشير الى ان غالبيتهم من الذكور ومن الشباب، اذ يبلغ متوسط أعمارهم 32 سنة، وتشكل النساء 17 في المئة منهم.

ويتوزع هؤلاء على المناطق التي تتميز بكثافة سكانية مرتفعة وتتواجد فيها جالية شمال أفريقية، مثل الضواحي الباريسة ومناطق «نوربدوكاليه» و «رون – ألب» و «اكيتان» ومنطقة جنوب فرنسا، ويندر وجودهم في شرق البلاد حيث غالبية الجالية المهاجرة تركية.

وعلى رغم ان التقرير يؤكد تعذر تحديد مواصفات ثابتة لمعتنقي الاسلام، فإنه يشير الى ان من بينهم الكثير من الفرنسيين من سكان الضواحي الضعيفي الشخصية أو المتمردين الباحثين عن قضية تبرر تمردهم. وان 37 في المئة من الأشخاص الـ 1610 الذين اعتمدوا كنموذج لإعداد التقرير، اعتنقوا الاسلام لأسباب على صلة ببيئتهم الاجتماعية ومعشرهم.

وتقدر نسبة معتنقي الاسلام، بدافع الزواج من مسلم أو مسلمة، 27 في المئة، بحسب التقرير، في حين تبلغ نسبة المعتنقين بدافع التبشير 15 في المئة. ويشير التقرير الى ان نحو 3 في المئة منهم يتحولون لاحقاً الى أنصار أو أعضاء في مجموعات اسلامية «جهادية»، وان بعض هؤلاء لديهم سوابق قضائية أو تعرفوا الى الديانة الاسلامية خلال وجودهم في السجن. وان 49 في المئة منهم من غير الحائزين أي شهادة وهم خارج الأطر التعليمية، وفي المقابل فإن المعتنقين الذين تفوق أعمارهم الـ 50 سنة هم من الحائزين تحصيلاً دراسياً يفوق المعدل الوطني.

وتلعب البطالة، وفقاً للتقرير، دوراً مهماً على هذا الصعيد، اذ ان أكثر من نصف الأشخاص الذين اعتمدوا كنموذج يفتقرون أي نشاط مهني محدد، في حين أن 31 في المئة منهم يقومون بأعمال لا تتطلب سوى الحد الأدنى من الكفاية.

ويفيد التقرير بأن اعتناق الاسلام، لأسباب اقتصادية يشمل نحو 13 في المئة، وهؤلاء غيروا دينهم بهدف ممارسة نشاط اقتصادي يقتضي ذلك، ما يشير الى بروز الجالية المسلمة كقوة استهلاكية متميزة في فرنسا.

الأمازيغي
03-09-2006, 08:00 PM
الحمد لله انهم عرفوا الاسلام قبل ان يعرفوا المسلمين والا فأنا متأكد أنه حينها لن يعتنق الاسلام أي فرنسي.