جمال
03-09-2006, 12:48 AM
د. أحمد البغدادي - جريدة "السياسة" الكويتية
في عام 1940 اخترع أحد الكفرة الكمبيوتر وكان بحجم غرفة 55 متراً مربعاً وفي عام 1942 اخترع كافر آخر أميركي المسح الضوئي والذي بواسطته عثر على السفينة تايتنك في قعر البحر في عام 2006, يعني بالعربي الفصيح بعد أكثر من نصف قرن تقوم وزارة التربية الكويتية بتدريس طلبة الصف التاسع في السلم التعليمي الجديد في مقرر التربية الاسلامية موضوع "آداب قضاء الحاجة"! أي والله, ومن دون افتراء, سؤالي للقائمين على هذا المنهج: هل خلا الدين الاسلامي من الموضوعات الجادة التي تفيد الطالب في دنياه ? ودعوكم من التمحك بالدين, لأن هذا الموضوع كما هو معروض في الكتاب لا علاقة له بالحاضر حيث لا يملك المسلم القدرة على تنفيذ الشروط (الآداب) الواردة في الموضوع خاصة فيما يتعلق بالذهاب بعيداً الى الصحراء والاستنجاء بالحجارة مما كان يتناسب مع ذلك العصر القديم .
وهل كان القائمون على وضع هذا المنهج يتوقعون من الطلبة تنفيذها? بل هل من الممكن لأي مسلم اليوم القيام بها ? ألسنا نعيش اليوم في منازل وشقق محددة, ولا نملك الوقت أو القدرة على الذهاب للصحراء, أو حتى تحديد وجهة موقع الحمام في الشقة والمنزل ?
لا شك أن الموضوع كانت له أهميته في ذلك العصر, أما اليوم فلا قيمة له مع تطور الحياة ألم يفكر واضعو هذا الموضوع بمدى تلائمه مع مفاهيم العصر والطالب نفسه يدرس علم الحاسوب? ألم يفكروا تربوياً في التناقض الذي سيقع فيه الطالب حين يحاول أن يوائم بين واقعه المعيش وما ورد في الدرس الديني من " آداب قضاء الحاجة "? وهي " آداب" لا يمكن له تطبيقها ? ألم يفكروا في الضرر الناجم عن احتمالات التفكير السلبي لدى الطالب عن مفاهيم الدين الاسلامي فيما يتصل بالنظافة العامة بل والنظافة الخاصة أيضا ? وهل نلوم الطالب فيما لو تبنى تصوراً سلبياً عن ظروف ذلك العصر حيث إنه لم يشهد في حياته الزمنية القصيرة مثل هذه الأمور غير المألوفة بل وحتى غير المقبولة منطقيا?.
التساؤل الذي يفرض نفسه: هل خلا الدين الإسلامي من الموضوعات الجادة والمفيدة للطالب دنيوياً في هذه الحياة الواسعة? والمصيبة أن اثنين من المشاركين في وضع موضوعات الكتاب لديهم درجة دكتوراه! كيف يمكن تصور اجتماع مجموعة الأساتذة على اختلاف درجاتهم العلمية ثم يخرجون من اجتماعاتهم بمثل هذه الموضوعات? والمصيبة أن لدى الوزارة إدارة مناهج! ومن الواضح جدا أن المسؤولين عن هذه الإدارة لا يعلمون بما يحدث فيها. وهذا ليس غريبا على الإدارة الكويتية .
والمصيبة أن هذا الموضوع لم يخضع للمراجعة الدورية بدليل وجوده في المنهج منذ سنوات, حيث سمعت هذا النقد من أحد الإخوة الأفاضل قبل فترة, وإذا كان هذا موضوعاً جديداً فلا شك أننا أمام مصيبة وكارثة تعليمية. طبعا بالنسبة لي لا جديد في الأمر. المأساة أن لا أحد من المسؤولين في وزارة التربية يريد أن يسمع خوفا من التيار الديني, ومن ثم لا يملكون الشجاعة ما يكفي لمواجهة الأمر وتصحيحه, ولتذهب التربية إلى الجحيم, ما دام التيار الديني مرتاحاً ولا يسبب مشكلات لهم وهذا الأسلوب ليس في صالح الطالب تعليميا أو تربوياً .
لا شك أن الدين الإسلامي يتضمن الكثير من الموضوعات المفيدة للطالب علمياً ووجدانيا وأستغرب خلو كتب التربية الإسلامية من الشعر الإسلامي المنافح عن النبي(صلى الله عليه وسلم),وعن الدين نفسه في مواجهة المشركين, أو الشعر الذي وضعه الشعراء المسلمون في مدح مكارم الأخلاق أو المواقف الطريفة التي حدثت في المجتمع الإسلامي للمسلمين ففي نهاية الأمر هو مجتمع بشري عاش تجربة إنسانية متعددة بسبب حالة الانتقال الديني والنفسي والاجتماعي من الشرك إلى الإسلام . ماذا عن طبيعة المجتمع ذاته والعلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة آنذاك ? لا شك أن هناك الكثير من الموضوعات لكن من الواضح أن المسؤولين عن وضع المناهج ليسوا حريصين بما فيه الكفاية على التواؤم بين الإسلام و روح العصر .
في عام 1940 اخترع أحد الكفرة الكمبيوتر وكان بحجم غرفة 55 متراً مربعاً وفي عام 1942 اخترع كافر آخر أميركي المسح الضوئي والذي بواسطته عثر على السفينة تايتنك في قعر البحر في عام 2006, يعني بالعربي الفصيح بعد أكثر من نصف قرن تقوم وزارة التربية الكويتية بتدريس طلبة الصف التاسع في السلم التعليمي الجديد في مقرر التربية الاسلامية موضوع "آداب قضاء الحاجة"! أي والله, ومن دون افتراء, سؤالي للقائمين على هذا المنهج: هل خلا الدين الاسلامي من الموضوعات الجادة التي تفيد الطالب في دنياه ? ودعوكم من التمحك بالدين, لأن هذا الموضوع كما هو معروض في الكتاب لا علاقة له بالحاضر حيث لا يملك المسلم القدرة على تنفيذ الشروط (الآداب) الواردة في الموضوع خاصة فيما يتعلق بالذهاب بعيداً الى الصحراء والاستنجاء بالحجارة مما كان يتناسب مع ذلك العصر القديم .
وهل كان القائمون على وضع هذا المنهج يتوقعون من الطلبة تنفيذها? بل هل من الممكن لأي مسلم اليوم القيام بها ? ألسنا نعيش اليوم في منازل وشقق محددة, ولا نملك الوقت أو القدرة على الذهاب للصحراء, أو حتى تحديد وجهة موقع الحمام في الشقة والمنزل ?
لا شك أن الموضوع كانت له أهميته في ذلك العصر, أما اليوم فلا قيمة له مع تطور الحياة ألم يفكر واضعو هذا الموضوع بمدى تلائمه مع مفاهيم العصر والطالب نفسه يدرس علم الحاسوب? ألم يفكروا تربوياً في التناقض الذي سيقع فيه الطالب حين يحاول أن يوائم بين واقعه المعيش وما ورد في الدرس الديني من " آداب قضاء الحاجة "? وهي " آداب" لا يمكن له تطبيقها ? ألم يفكروا في الضرر الناجم عن احتمالات التفكير السلبي لدى الطالب عن مفاهيم الدين الاسلامي فيما يتصل بالنظافة العامة بل والنظافة الخاصة أيضا ? وهل نلوم الطالب فيما لو تبنى تصوراً سلبياً عن ظروف ذلك العصر حيث إنه لم يشهد في حياته الزمنية القصيرة مثل هذه الأمور غير المألوفة بل وحتى غير المقبولة منطقيا?.
التساؤل الذي يفرض نفسه: هل خلا الدين الإسلامي من الموضوعات الجادة والمفيدة للطالب دنيوياً في هذه الحياة الواسعة? والمصيبة أن اثنين من المشاركين في وضع موضوعات الكتاب لديهم درجة دكتوراه! كيف يمكن تصور اجتماع مجموعة الأساتذة على اختلاف درجاتهم العلمية ثم يخرجون من اجتماعاتهم بمثل هذه الموضوعات? والمصيبة أن لدى الوزارة إدارة مناهج! ومن الواضح جدا أن المسؤولين عن هذه الإدارة لا يعلمون بما يحدث فيها. وهذا ليس غريبا على الإدارة الكويتية .
والمصيبة أن هذا الموضوع لم يخضع للمراجعة الدورية بدليل وجوده في المنهج منذ سنوات, حيث سمعت هذا النقد من أحد الإخوة الأفاضل قبل فترة, وإذا كان هذا موضوعاً جديداً فلا شك أننا أمام مصيبة وكارثة تعليمية. طبعا بالنسبة لي لا جديد في الأمر. المأساة أن لا أحد من المسؤولين في وزارة التربية يريد أن يسمع خوفا من التيار الديني, ومن ثم لا يملكون الشجاعة ما يكفي لمواجهة الأمر وتصحيحه, ولتذهب التربية إلى الجحيم, ما دام التيار الديني مرتاحاً ولا يسبب مشكلات لهم وهذا الأسلوب ليس في صالح الطالب تعليميا أو تربوياً .
لا شك أن الدين الإسلامي يتضمن الكثير من الموضوعات المفيدة للطالب علمياً ووجدانيا وأستغرب خلو كتب التربية الإسلامية من الشعر الإسلامي المنافح عن النبي(صلى الله عليه وسلم),وعن الدين نفسه في مواجهة المشركين, أو الشعر الذي وضعه الشعراء المسلمون في مدح مكارم الأخلاق أو المواقف الطريفة التي حدثت في المجتمع الإسلامي للمسلمين ففي نهاية الأمر هو مجتمع بشري عاش تجربة إنسانية متعددة بسبب حالة الانتقال الديني والنفسي والاجتماعي من الشرك إلى الإسلام . ماذا عن طبيعة المجتمع ذاته والعلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة آنذاك ? لا شك أن هناك الكثير من الموضوعات لكن من الواضح أن المسؤولين عن وضع المناهج ليسوا حريصين بما فيه الكفاية على التواؤم بين الإسلام و روح العصر .