المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خادم الحرمين يوصي وليد جنبلاط خيرا بالسيد نصر الله ويعتبره فخرا للعرب والمسلمين



فاتن
03-08-2006, 09:08 AM
وحدة المسلمين ومسؤولية الشيعة العرب


http://www.alshiraa.com/alshiraa/Pictures/ghilaf.jpg


كتب حسن صبرا - الشراع


*الملك عبد الله اوصى جنبلاط خيراً بنصر الله وقال له: هذا الشاب رفع رأس العرب والمسلمين فمد يدك ليده دائماً ولا تتركه

*تقليد (حزب الله)) لخامنئي يعني الالتزام بسياسة ايران التي تخوض حرباً مع العالم كله في مسألة المفاعل النووي

*ايران تمول ميليشيا المجلس الاعلى وحزب الدعوة لتحريكهما ضد وحدة الشعب العراقي واستقراره وأمنه

*نصر الله يعي هشاشة الوضع المذهبي في لبنان وخطورة انعكاس ما يجري في العراق عليه

*نصر الله رفض المشاركة باعتداء استخباراتي سوري على المسيحيين يوم الاحد الاسود وكذلك في اعتداء على المسلمين السنة في الطريق الجديدة بعد مباراة كرة القدم

*جذوة الفتنة تحولت الى لبنان لاشعاله ولن تربح فيها سوى اسرائيل

*ايران تكفّر فضل الله وألزمت مقلديه داخل حزب الله بالتقية تحت طائلة الحرمان من المكتسبات

*جزائريون سألوا لبنانيين بعد قراءة كتب فضل الله: هل هو سني ام شيعي لأن هويته غير ظاهرة في كتبه

*يعتبر فضل الله من مؤسسي الدعوة وهو ابن خالة محمد باقر وعبد العزيز الحكيم

*فضل الله نبه المجلس الاعلى وحزب الدعوة من الرهان على اميركا وايران لحكم العراق

*العلاقات مقطوعة بين فضل الله وعبد العزيز الحكيم

*فضل الله لم يكن على اتفاق تام مع الجعفري ولا يخفي معارضته لبعض خطوط سياسته

*مقتدى الصدر حارب الفدرالية في العراق التزاماً بتوجيهات فضل الله

*بعد الاعتداء على مقامي الامامين الهادي والعسكري طلب فضل الله من الصدر العودة الى النجف لوأد الفتنة واجراء لقاءات وصلوات سنية – شيعية في العراق

حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ان يوصي الزعيم الوطني وليد جنبلاط خيراً بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، خلال استقباله له منذ مدة قصيرة في الرياض، قائلاً له: هذا الشاب يا وليد رفع رأس العرب والمسلمين، فمد يدك ليده دائماً ولا تتركه.

واذا كانت وصية رجل كبير بحجم الملك عبد الله من المملكة العربية السعودية، بالسيد نصر الله تحمل مغزى ورمزاً كبيرين، فإن صاحب التوصية أي حسن نصر الله كان تربع منذ زمن على قلوب ملايين العرب والمسلمين داخل الوطن العربي وخارجه، ويعتبر كثيرون انه الشخصية العربية الاولى التي ورثت حباً جماعياً في نفوس العرب والمسلمين بعد جمال عبد الناصر.. هو السيد حسن نصر الله.

فهذا الشاب الذي يملك كاريزما قيادية خاصة، بلغ قمة التضحية والايثار حين قدم ابنه البكر شهيداً من أجل تحرير ارض لبنان من العدو الصهيوني، كما انه اتقن الفعل حتى تشوقت الناس لسماعه وهو يحاور وهو يخطب، فلما اطل محدثاً كان السيف عنده اصدق انباء من الكتب، وكان السيف في يد نصر الله يعمل في رقاب الصهاينة الذين شكل وجودهم واحتلالهم وغطرستهم تحدياً جماعياً لأمة بأكملها عربية وعالماً اسلامياً متناثراً.. جاء هذا الشاب وفتية تحت قيادته ليرد التحدي بما يثلج قلوب الملايين.. ويومياً.

غير ان التحدي الاكبر يدق باب السيد نصر الله الذي يشق الشيب لحيته، وهو في مقتبل العمر من هموم يحملها، ليذكره بأن ما انتهى منه او كاد وهو الاحتلال الصهيوني للأرض اللبنانية، ان هو الا التحدي الاصغر، فالجهاد الاكبر هو مع النفس ومع الجموح الذي يتشكل تلقائياً من عبء المسؤوليات ومن ضخامة ما هو مطلوب منه.

فأن تنتصر على عدو الامة.. فإن من واجب الامة كلها ان تقف معك، اما ان تنتصر على نصفك الآخر في هذه الامة، فانك تساهم في قسمتها بوعيك او بدونه.

لقد نجح الذين ايدهم السيد حسن نصر الله في استدراجه الى كمائن لم يكن يوماً يفكر في الاقتراب منها، واستخدمت قوته وطاقاته في نزالات داخلية لم يكن ليحتاجها، حتى حين كان يخرج منها منتصراً بعدد من المقاعد او الاصوات او الاعلام المركّز على حجم الحشد في تظاهراته، كانت تأكل من رصيده الداخلي.. حتى وهو يكابر اعلاناً بأن المقاومة ضد العدو الصهيوني انتصرت دون الاجماع الوطني.

المسألة اليوم ليست في دعم المقاومة او حجبه، لأن الامور تتجه نحو الاسوأ وهو تجاوز محاولة تفتيت وحدة الوطن الى محاولة تفتيت المسلمين فيه، ولم يقاتل السيد نصر الله اسرائيل كي يدفع لبنان او اللبنانيون او المسلمون فيه الثمن.. بل كي تدفع اسرائيل الخاسرة هذا الثمن، لكن ما يبدو وحتى الآن ان اسرائيل هي المستفيدة الاولى من تفتيت المسلمين.. ولدينا في تجربة العراق الآن المثل البشع.. الذي تهدد شظاياه المتناثرة وحدة لبنان وشعبه والمسلمين تحديداً فيه.

وهذا ما يلقي على القائد الشاب مسؤوليات مضاعفة، مقترنة بحجمه العربي والاسلامي، وحجم حزبه ومقاومته، بل نكاد نقول ان مصير لبنان كله معلق بين يدي السيد المجاهد ودوره.. وما سيفعله لتجنب لبنان مأزق العراق.

حقائق لا بد من ايرادها

نحن نعرف ان السيد حسن وحزب الله محكومان بحقائق لم يعد ممكناً تجاوزها قبل المصارحة فيها ومن ضمنها:

1- ان السيد نصرالله هو الوكيل الشرعي – السياسي لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، مع ما يترتب على هذا التمثيل السياسي – الفقهي من التزامات متبادلة بين حزب الله وبين إيران.

ايران هي التي تموّل حزب الله، وهي التي تسلحه، وهي التي تشكل له الغطاء السياسي الذي قد يبدو أحياناً وقاية من شمس التهديدات، لكنه في الوقت نفسه شلال من الأنواء والاعاصير فوق رأس الحزب.

بهذا المعنى فإن السيد علي خامنئي الذي يفتقد التقليد المرجعي داخل إيران ليس له في العالم الإسلامي كله مقلد إلا حزب الله في لبنان.. مع محاولات استخباراتية لتوسيع المقلدين إلى العراق لتشمل جماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة.. بعد ان يعلن الفريقان العراقيان التزامهما العلني بولاية الفقيه الإيرانية، ودون ذلك صعوبات تبدأ في مرجعية السيد علي السيستاني التي لا ترضى بذلك أبداً وصولاً إلى ان رئيس وزراء العراق الحالي – المكلف ابراهيم الجعفري هو أحد وكلاء المرجع العربي الأكبر السيد محمد حسين فضل الله في لبنان.

ومحبو السيد حسن نصرالله يخشون عليه هذا التقليد لخامنئي سياسياً وليس فقهياً، لأن هذا يعني التزام السيد نصرالله بسياسة خامنئي الإيرانية التي تخوض الآن تحدياً مفتوحاً على جميع الاحتمالات مع العالم كله، وليس فقط مع الولايات المتحدة أو إسرائيل في مسألة المفاعل النووي الإيراني.

والخطورة في هذا الأمر، ان يدفع التقليد الشرعي للسيد نصرالله لخامنئي إلى ما تريده إيران لفك العزلة عنها، أو لرهاناتها الخطيرة سواء في العراق أو في لبنان.

إيران في العراق تحتضن ((القاعدة)) وتستخدمها ساعة تشاء ضد أميركا، كما تساوم بها مع أميركا، ترسل منها مسلحين في عمليات ضد القوات الأميركية المحتلة ساعة تريد توجيه رسالة قاسية ضد واشنطن، وتسلم منها معتقلين ساعة تريد توجيه رسالة ودية نحو واشنطن.

ايران في العراق تحتضن الجماعات المسلحة من المجلس الأعلى وحزب الدعوة، وتمول الميليشيات التابعة لهما وتسلحهما ثم تحركهما ضد وحدة الشعب العراقي واستقراره وأمنه، وضد عروبته مباشرة لأن لإيران مصلحة مباشرة ضد بقاء العراق دولة واحدة عربية موحدة.. وتلتقي بهذا بوعيها أو بدونه مع مصلحة العدو الصهيوني مباشرة.

وإذ نسجل وعياً عالياً عند السيد نصرالله لهشاشة الأوضاع المذهبية في لبنان، وخطورة انعكاس ما يجري في العراق عليه، فإنه قرأ تماماً هتافات الرعاع الذين دخلوا مباراة كرة القدم بين لبنان والكويت، في الطريق الجديدة – والسيد يعلم ما هي الطريق الجديدة ومن فيها – ضد سعد الحريري وما يمثل ومن يمثل.

وهذا ما يدخلنا الى الحقيقة الثانية.

2- يعلم السيد نصر الله، اكثر من غيره تحركات الاستخبارات السورية في لبنان ضد وحدته وعلاقات طوائفه ومذاهبه.

واذا كان السيد قد سحب فتيلاً مهماً من تظاهرات يوم الاحد الاسود في 5/2/2006 التي ارسل فيها النظام السوري مخبريه كي يشعلوها فتنة بين المسلمين والمسيحيين، فإن السيد نصر الله رفض مشاركة أي من اطره في تظاهرة الملعب البلدي في الطريق الجديدة.

في التظاهرة الاولى يوم الاحد الاسود رفض نصر الله المشاركة في اعتداء استخباراتي سوري على الكنائس ومنازل المسيحيين في بيروت.

في التظاهرة الثانية يوم مباراة كرة القدم رفض نصر الله المشاركة في اعتداء استخباراتي سوري على المسلمين السنة في عقر دارهم في الطريق الجديدة.

لكن،

الى متى يستطيع السيد السكوت ان لم نقل تغطية هذه الجرائم الاستخباراتية المتمادية.. بل لعلنا نقول اننا لا نريد من السيد تحميل اجهزته الامنية الفعالة مسؤولية الامن حماية للذين قرر النظام السوري قتلهم في لبنان من رموز انتفاضة الاستقلال والحرية والسيادة.. بل اننا نخشى على السيد وحزبه الاستمرار في تغطية او السكوت على جرائم النظام السوري ضد وحدة المسلمين ايضاً في لبنان.

السيد يعلم من يرسل ((القاعدة)) من العراق الى لبنان، ويعلم كيف يُجمعون وأين يُجمعون في سوريا لتوجيههم الى لبنان بعد ان التزم النظام السوري بنفسه في رسالة ايجابية لواشنطن بأنه ممتنع عن ارسال القاعدة ومسلحيها الى العراق حتى لا يقتلوا الجنود الاميركان، او يشعلوا نار الفتنة في العراق، وها هو يوجههم الى لبنان كي يؤدوا دورهم في اشعال الفتنة فيه.

السيد يتألم لأن جماعة القاعدة لن توفر حزبه او مقاومته او جمهوره قتلاً وتفجيراً.. أليس هذا ما يحصل في العراق؟

ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان الذين ((اطمأنوا)) الى اشتعال جذوة الفتنة التي يتم تأجيلها في العراق، حولوا وجوههم القذرة نحو لبنان لاشعاله وهو ذو الجسد المذهبي – الطائفي الهش.. وتلك حرب لن تربح فيها سوى اسرائيل، ولن يسمح السيد حسن نصر الله بعد ان حرر لبنان من احتلالها ان يتركها سعيدة وهي ترى الفتنة المذهبية تحتله بدلاً عنها.

السيد حسن نصر الله يعلم، ان محركي الفتنة في ايران وسوريا لهم مكانتهم ودورهم داخل حزبه وأرضه وبين جمهوره.. ويعلم ان اقناعهم بعدم استخدام هذا السلاح المذهبي ضد لبنان صعب جداً لكنه رجل المهمات الصعبة وكل لبنان يريد له ان ينجح فيها.

المرجع العربي

المرجع الإسلامي الأكبر في لبنان السيد محمد حسين فضل الله هو أبرز مرجعية إسلامية عربية على المذهب الشيعي، وهو ضمانة عربية بفهم سياسي عميق يكاد يجسد ولاية الفقيه ببعديها الديني والسياسي، حتى لو اختار الموضع الفقهي، ولعل هذا البعد هو الذي يجعل إيران الدولة تحاربه بل ووصلت استخباراتها في حربها ضده إلى تكفيره، وتحريم اقتناء كتبه وإلزام مقلديه داخل حزب الله – وهم الأكثرية – ان يعتمدوا التقية في تقليده، بعد ان صدر تعميم داخلي بمنع تقليده تحت طائلة الحرمان من كل المميزات والمكتسبات التي يحصلون عليها مادياً وتربوياً وصحياً وعائلياً واجتماعياً وزيارات للأماكن والمراقد في إيران والعراق فضلاً عن فريضة الحج.

وجهد السيد فضل الله لحماية الوحدة الإسلامية ببعدها العربي هو الأبرز على المستوى الإسلامي سواء في لبنان أو في العراق أو في أي بلد عربي آخر، ومثلما شكل مرجعية ومرشداً لحزب الله في مرحلة ولادة ومراهقة الحزب وهي أصعب مراحل البناء، فإنه يشكل للشيعة في لبنان دور المرشد الذي يحرص على وحدة المسلمين في مرحلة إعادة تشكيل الدول أو على الأقل تغيير معادلاتها الداخلية كما حصل في العراق وحصل في فلسطين وسيحصل في سوريا..

عمل السيد فضل الله على خط الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة على مستوى التنظير الفكري لهذه الوحدة، وكذلك على المستوى السياسي وهو يمسك بعبارة يكررها دائماً عندما يتحدث عن أسلوبه في العمل الإسلامي منذ بدايات الشباب وهي قوله: ((لقد ولدت إسلامياً)) ويشير بذلك إلى انه عمل منذ البداية على ان لا ينطلق طائفياً أو مذهبياً.

وقد تجلّى ذلك في بدايات إطلالاته السياسية أو المنبرية عندما جاء من النجف حيث كان يدرس في حوزتها إلى لبنان لأول مرة، وكانت مناسبة أربعين المرجع الديني السيد محسن الأمين (كان عمر السيد فضل الله يومها حوالى 16 عاماً). وألقى قصيدة في هذه المناسبة (وكان من بين الحضور المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر وسوريا الدكتور مصطفى السباعي)، تحدث فيها عن الوحدة الإسلامية.. ومما جاء في قصيدة سماحته:

والدين وهو عقيدة شقت على أفق الوجود

ومناهج توحي لنا روح التضامن والصمود

علمتنا فيه الإباء بما احتواه من القصيد

والدين روح برة تحلو على كل العبيد

فالمسلمون لبعضهم في الدين كالصرح المشيد

لا طائفية بينهم ترمي العقائد بالجحود

عاش الموحد في ظلال الحق في أفق الخلود



كما تجلّت دعوات السيد فضل الله للوحدة الإسلامية ومنهجيته الإسلامية الانفتاحية في سلسلة كتبه التي أغنى بها المكتبة الإسلامية، والتي لا تتلمس الطريقة المذهبية في الكتابة بل تذهب إلى حيث هي مقاصد الإسلام، ويبرز ذلك جلياً في الكتب التالية: ((الحوار في القرآن))، ((قضايانا على ضوء الإسلام))، ((أسلوب الدعوة في القرآن))، ((خطوات على طريق الاسلام)) وهو باكورة كتاباته.. كما يتجلى ذلك في نحو مائة كتاب ألفها فضل الله.

وحتى ان ((الاسلامية)) التي لا سنّية ولا شيعية تبرز حتى في الكتابات الشعرية للسيد فضل الله، كما في ديوانه ((في ظلال الاسلام)) التي اقتربت من ان تكون ملحمة اسلامية شعرية تؤرخ لانطلاقة الاسلام شعراً وأدباً.. وكما في ديوانه ((قصائد للإسلام والحياة)) الذي يحتوي على يوميات اسلامية من عمق تفكيره في كيفية صوغ حلول للواقع الاسلامي على اساس الوحدة الاسلامية بعيداً عن التكفير والاتهامات المتبادلة.. وهناك كتابان يختصان بالوحدة الاسلامية لفضل الله وهما ((الوحدة الاسلامية بين الواقع والمثال))، و((أحاديث في قضايا الإختلاف والوحدة)).

سني أم شيعي؟

وينقل بعض الطلاب اللبنانيين الذين كانوا يتابعون الدراسة في الجزائر في اواسط الثمانينات من القرن المنصرم ان بعض زملائهم من الطلاب الجزائريين عندما كانوا يطالعون كتب السيد فضل الله التي كانت تأتيهم تباعاً في ايام صعود التيار الاسلامي في لبنان كان يسأل: ((هل الشيخ فضل الله سني أم شيعي؟)) وكان الطلاب اللبنانيون ينظرون اليه باستغراب ويسألونه: ((لماذا تتساءل بهذه الطريقة))؟ فيقول: ((لقد قرأت كتبه فلم ألمس حساً طائفياً فيها ولا تظهر هويته المذهبية بل هويته الاسلامية فحسب)).

هذه المنهجية الاسلامية للسيد فضل الله جعلت البعض يطرح عليه هذا السؤال في محاضرة له في مركز (عمر المختار التربوي) في الخيارة اواخر الستعينيات: ((انت سني أم شيعي؟)) فأجاب السيد فضل الله بجواب جعل الجميع يصفق له بحيوية نادرة، قال: ((السنة هم اهل الشيعة لانهم يحبون أهل البيت (عليهم السلام) والشيعة هم أهل السنة لانهم يعملون بسنة رسول الله (ص))).. ثم اردف: ((لست ادري لماذا نصر على استحضار شخصيتنا المذهبية قبل شخصيتنا الاسلامية، نحن مسلمون قبل كل شيء)).

وربما لهذه الاسباب ولهذه المنهجية او غيرها جعلت الكثيرين داخل الوسط الشيعي ينظرون للسيد فضل الله كمرجع شيعي ((مفرط)) او ((متنازل)) عن بعض الثوابت في خط التشيّع، وقد ألّفت الكثير من الكتب التي تهاجمه وبعضها ينتقده كيف يقول: ((التشيع وجهة نظر في فهم الاسلام، والتسنن وجهة نظر في فهم الاسلام.. حيث ان الاشتباك المذهبي جعل هذا الطرف يتحدث عن نفسه كفرقة ناجية، وأنه يمثل الاسلام وحده، وذاك الطرف يتحدث بالطريقة نفسها حتى دونما تدقيق او تحقيق بحديث الفرقة الناجية، (والذي يرويه السنة والشيعة عن الرسول (ص) بأنه يقول: ستفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة)، ويقوم الكثيرون بالتأكيد بأن هذا الحديث ضعيف او ليس بصحيح وما الى ذلك.

في منهجيته الاسلامية، يرى السيد فضل الله بأن فريق الصحابة الاول عرف كيف يحل مشاكله وأموره، وكيف يعمل لحساب الاسلام وان اختلف هؤلاء بعد رحيل الرسول الاكرم (ص)، ولكن الامام علي (ع) قال: لأسلمن ما سلمت امور المسلمين، والخليفة الثاني عمر بن الخطاب قال: لا بقيت لمعضلة ليس لها ابو الحسن.. وكان يستشير الامام علي (ع) في الكثير من الامور وهذا ما فعله الخليفة الاول ايضاً.. فلماذا نتقاتل باسمهم مع انهم اتفقوا على اخراج الواقع الاسلامي من الفتنة الى روح الحوار والى صلابة الموقف في مواجهة المشركين والكافرين وما الى ذلك.. ويقول السيد فضل الله: ان علينا عندما ننطلق الى هذا التاريخ (التاريخ الاسلامي بعد وفاة الرسول الاكرم) ان نتذكر الآية الكريمة: ((تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم لا تسألون عما كانوا يعملون)) فقد صنعوا تاريخهم ووحدتهم رغم اختلافهم وعلينا ان نعمل لصناعة تاريخنا ووحدتنا.

ولعل ملامسة السيد فضل الله لذلك التاريخ بهذه الروح الوحدوية، ودعوته الى عدم استحضار الجوانب الحساسة من هذا التاريخ بطريقة سلبية هي التي ألبت عليه الكثيرين داخل الساحة الاسلامية الشيعية.. ربما لأنه اصر على تقييم التاريخ من خلال التحقيق الدقيق الذي لا يصار فيه الى الاعتماد على المرويات الا من خلال الحقائق الدامغة.. والواقع ان هذه المنهجية وهذه الافكار ليست هي السبب الوحيد للحملة التي حاولت النيل منه، فهناك اسباب اخرى يتصل البعض منها باستقلاليته وعدم تبعته لأي دولة او حزب، كما يتصل بعضها بعروبته وأصالته في هذا الجانب.. هنا نجد العقدة الايرانية التاريخية ضد العرب والعروبيين عموماً، فهم مثلما يقاتلون من أجل المرجعية الشيعية في قم وليس في النجف. يحاربون كل مرجع عربي ويتسابقون لتقليد أي مرجع غير عربي.. فارسياً كان ام تركياً ام آذرياً او افغانياً.. وحربهم ضد السيد فضل الله لها مجموعة ابعاد.

في البعد الاول هو عربي ومن آل بيت رسول الله.

في البعد الثاني هو رجل دين مستنير ذو بعد سياسي تقدمي حقيقي.

في البعد الثالث هو مرجع يحمل على عاتقه مسؤولية الجمع لا التفرقة، يبحث عما يوحد ويرفض كل ما يفرق ويمحص حتى يصل الى ما يسفهه عملياً وعلمياً.

من اللافت ان فضل الله اقترح جملة من الآليات لتعميق الوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة من بينها التشجيع على الزواج المشترك، وهذا ما طرحه في محاضرة القاها في ((المقاصد)) عام 1985 تحت عنوان ((الوحدة الاسلامية بين الواقع والمثال)) حيث اشار الى ان المشكلة التي تكمن بين السنة والشيعة هي في ((عدم التكاشف)) وعدم المصارحة، وقد قال الرسول الاكرم (ص) ((لو تكاشفتم لما تدافنتم)) وعندما يصبح الشيعي صهر العائلة السنية او يصبح السني صهر العائلة الشيعية فإن كل شيء ينكشف امامه، ولا يعود هناك من ((منطقة معزولة)) او منطقة ضبابية في العلاقة..

هذا في العلاقات الاجتماعية، اما على صعيد العلاقة بين علماء الدين والفقهاء من الطرفين، فإن السيد فضل الله شدد دائماً على اللقاءات غير البروتوكولية، والجدية التي لا بد ان تحكم المؤتمرات واللقاءات الحوارية، ولذلك فقد كان لافتاً في احد المؤتمرات التي اقامها ((تجمع العلماء المسلمين)) في فندق الكومودور في بيروت (وهو التجمع الذي رعاه وأيده السيد فضل الله منذ انطلاقته الاولى لأنه ضم علماء من السنة والشيعة في لبنان، وكان السيد فضل الله يؤكد لهم بأن يصبح تجمعهم نموذجاً وحدوياً قوياً يبعث برسالة وحدوية الى كل العالم الاسلامي حيث يتواجد السنة والشيعة)، ان فضل الله تحدث بصراحة قائلاً للمتكلمين في المؤتمر من علماء السنة والشيعة ((كلنا يتحدث بالوحدة ثم نرجع الى قواعدنا الطائفية سالمين))، داعياً اياهم الى الخروج من دائرة التكاذب الى روح الصراحة والانفتاح والى معالجة كل شيء وفق مرجعيتين: القرآن الكريم وسنة النبي (ص)، حيث لا يختلف السنة والشيعة على هاتين المرجعيتين، وإنما المسألة تحتاج الى روح تحمل المسؤولية الشرعية الاسلامية قبل الجلوس الى طاولة الحوار..

اما في الجانب السياسي فيعتقد السيد فضل الله ان مشكلة المسلمين من سنة وشيعة تكمن في انهم يعملون على تطييف مشاكلهم بدلاً من ((اسلمتها)) او من التعاطي معها في الجوانب الوطنية والعربية حيث ان الذي يحتل بلادهم ويسرق ثرواتهم لا يسأل عن هويتهم بقدر ما يسعى للسيطرة عليهم ونهب ما يملكون..

وهكذا ينتقد الحركات الاسلامية في ان همومها غالباً ما تنحصر في نطاق اهتماماتها ومشاكلها الخاصة، لا في ما هي هموم الاسلام كله، ولذلك تغلب المذهبية على بعض هذه الهموم كما قد تتغلب القطرية على الاسلامية، وهكذا، وقف سماحته مع قضية فلسطين منذ كان طفلاً في العاشرة من عمره تقريباً (وهو السن الذي نظم فيه اول قصيدة) معتبراً اياها قضية اسلامية، وكتب قصيدته الاولى حول مأساة فلسطين في العام 1948 يذكر منها فضل الله بيتين:

دافعوا عن حقنا المغتصب .................... في فلسطين بحد الغضب

واذكروا عهد صلاح حينما .................... هبّ فيها طارداً للأجنبي

ورأى ان فلسطين بما تحمل من عناوين كبرى قادرة على احتضان السنة والشيعة معاً ليتوحدوا حولها، لا بل أكد ان فلسطين تتسع للعرب جميعاً، كما تتسع للمسيحية كما تتسع للإسلام، وتتسع أيضاً لكل المستضعفين في العالم، لأنها قضية المظلومين والمضطهدين (من الفلسطينيين) الذين لا بد لكل المنصفين من أن يقفوا معهم.. وإذا ما قرأنا سعي البعض إلى الغوص في موقف صلاح الدين من الشيعة والتشكيك في تحريره فلسطين وبيت المقدس في حطين لأدركنا عمق الموقف الإسلامي التوحيدي المسؤول في هذا التقييم المهم لهذه المرحلة من الصراع العربي مع الصليبيين.

فاتن
03-08-2006, 09:11 AM
تابع مقالة حسن صبرا - مجلة الشراع


وفي المسألة العراقية، وقف فضل الله مع الشعب العراقي بعيداً عن كل العناوين المذهبية، ونظر إلى قضيته كقضية شعب وقع بين سندان الطاغية ومطرقة الاحتلال الأميركي.. ولعل الجميع يستذكر الفتوى التي أصدرها قبل أشهر من غزو الأميركيين للعراق، والتي حرّم فيها مساعدة أميركا على ضرب العراق، والتي لم يرتح إليها فريق من العراقيين الذين تكلم بعضهم مع السيد فضل الله بمنطق: ((فليأت الشيطان ويحررنا من صدام ونحن معه))، ولكن السيد فضل الله كان يقول لهم: ((إن أميركا تريد العراق جسراً تمر من خلاله إلى كل الدول المجاورة، وتسيطر على نفط المنطقة وتتحكم بأسعاره لحساب مشروعها الأكبر الذي يخدم إسرائيل من جهة ويطوق الصين وأوروبا واليابان من جهة ثانية)).. وكان ينصح المعارضة العراقية بأن تنظر إلى ما هو أبعد من العراق نفسه وأن تسقط من حساباتها حصة السنّة والشيعة كطرفين أساسيين في العراق، ليكون الخيار هو خيار المساواة وعدم السقوط في الفخ السابق باعتبار ان الاجحاف بحق أي فئة يعود بالضرر على الوطن كله. لقد كان هذا الموقف الإسلامي الوحدوي للسيد ؟؟؟ في تعامله مع القوى العراقية خاصة الإسلامية التي تعاونت مع المحتل الأميركي، وخاصة جماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة.. رغم قربه السابق وقرب الاثنين منه.

وكان السيد فضل الله من الرافضين للعمل وفق المؤسسات الرسمية التي سيطر عليها الاحتلال كمجلس الحكم مثلاً، وان لم يمانع من عمل العراقيين في الجوانب التي تخدم مصالح الناس الحياتية اليومية بعيداً عن الخضوع للمحتل.. وعندما تحدث البعض عن فدرالية في العراق رفض فضل الله هذا المنطق وإن جاء بعض الفئات الشيعية وقال بأن الفدرالية طرحت في الاساس كي تكون حلاً للبلد الممزق لا أن تعمل على تمزيق البلد الموحد..

وبقي يدعو العراقيين جميعاً (من سنة وشيعة حيث ان سمعته محترمة لدى الطرفين) أن يعملوا للخروج من دائرة الفتنة الطائفية والمذهبية، ومن الكمين الذي ينصبه المحتل من جهة والفئات التكفيرية من جهة ثانية حتى يدخل العراقيون في حرب مذهبية تحرق بلدهم وتغطي انسحاب القوات الأميركية ليتركوا المنطقة في جحيم مذهبي وطائفي.

فالسيد فضل الله كان يعتبر تاريخياً من مؤسسي الدعوة ومن كتّابها الأوائل في مجلة الحزب وافتتاحياتها، وهو ابن خالة السيد محمد باقر الحكيم (قتل في العراق) والسيد عبد العزيز الذي يطرح نفسه الآن مرشداً للإسلاميين المحسوبين على إيران في العراق الآن.

وكم نبه السيد فضل الله أركان المجلس وحزب الدعوة من مغبة الرهان على أميركا وعلى إيران لحكم العراق بمنطق الدولتين اللتين لا يهمها وحدة وعروبة العراق، فلما لم يستمعا إليه، ظهر الافتراق الواضح بينه وبينهما في المسألة العراقية.

الحكيم يحارب فضل الله

بتكليف إيراني

وعلى الرغم من القرابة النَسَبية التي تربط السيد فضل الله بآل الحكيم نستطيع أن نقول ان العلاقات بينه وبين السيد عبد العزيز مقطوعة، والتواصل بين الرجلين يكاد يكون معدوماً (مع الالتفات إلى الدور الذي أداه ويؤديه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في الحملة التي شنت على السيد فضل الله، وارتباط هذا المجلس الوثيق بإيران).. ولعل الحكيم الصغير استفاد من درس قتل شقيقه محمد باقر على أيدي الاستخبارات الإيرانية في آب/أغسطس 2003 لأنه رفض نقل التجربة الإيرانية إلى العراق، فسارع عبد العزيز إلى مبايعة السيد علي خامنئي مرشداً للجمهورية في إيران ومرجعاً على العراق.. وهو أي الحكيم الذي دعا إلى دفع 100 مليار دولار إلى إيران تعويضاً عن حربها مع العراق.

وهو الذي نادى وما زال بتقسيم العراق إلى فدراليات ليتسنى له حكم المناطق ذات الأغلبية الشيعية – وهو الذي يعتبر نفسه مرجعاً شيعياً للعراق – ينال البركة والإذن من مرجعه في إيران علي خامنئي. وهو الذي يحكم العراق عبر ميليشياته المهيمنة على وزارة الداخلية بواسطة الشعوبي صولاغ.

الجعفري كان وكيل السيد فضل الله

أما بالنسبة إلى علاقة السيد فضل الله برئيس الوزراء العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، فمن المعروف ان الأخير كان وكيلاً شرعياً للسيد فضل الله أيام وجوده في لندن، وقد استمرت هذه العلاقة بين الرجلين حتى بعد استلام الجعفري لرئاسة الوزراء في العراق، ولكن ذلك لا يعني ان السيد فضل الله كان على توافق تام معه في العديد من المواقف السياسية، بل إن المرجع العربي كان لا يخفي معارضته له وتوجيه النقد لبعض خطوط سياسته في العديد من المحطات التي مرّت بها الساحة العراقية، وإن بقي السيد فضل الله يستقبل معاوني ومساعدي الجعفري بين وقت وآخر (وآخره استقبال فضل الله لمدير مكتب الجعفري قبل حوالى الشهر في بيروت) لإيصال ما يريد إيصاله من نقد أو توجيه أو تصويب لحركته ومواقفه.

وتوجيه مقتدى الصدر

كان السيد فضل الله أول من لفت الأنظار إلى مكانة ودور السيد مقتدى الصدر الذي قدمه الاعلام الغربي كمتهم بقتل رئيس مؤسسة الخوئي السيد مجيد أبو القاسم الخوئي.. بعد أيام من سقوط بغداد يوم 9/4/2003 تحت الاحتلال الأميركي للعراق.

فمقتدى الصدر هو من نسل الشهيدين الكبيرين في عائلة الصدر المرجع والمفكر السيد محمد باقر الصدر ابن عم والده السيد محمد صادق الصدر الذي استشهد مع نجليه مجتبى ومصطفى، واتهمت الاستخبارات الإيرانية بقتلهم، مما دفع السيد محمد باقر الحكيم إلى اتهام الصدر والد مقتدى بأنه عميل للاستخبارات العراقية.

وقد واجه هذا التيار منذ ظهوره بشكل علني على الساحة العراقية الكثير من التحديات ومحاولات التهميش والإلغاء على مستوى الداخل والخارج من قوى كانت تمني النفس بأن تسيطر على الساحة العراقية الشيعية بشكل مطلق، خاصة جماعة إيران في المجلس الأعلى وحزب الدعوة ولكنه استطاع ان يصمد أمام هذه المحاولات، ولم يجد سوى صوت السيد فضل الله ناصراً له في أيام محنته، ولا سيما أيام معارك النجف الأشرف مع القوات الأميركية، حيث وقف السيد فضل الله موقفاً متمايزاً عن مواقف المرجعيات الأخرى التي انسحبت من ساحة النجف حيث هرب السيد علي السيستاني إلى بيروت ومنها إلى لندن إلى ان أعادت أميركا احتلال النجف وسط صمت إيراني مطبق. في موقف بدا وكأنه ضوء أخضر لإنهاء هذا التيار، فعارض السيد فضل الله بشكل قوي استباحة النجف الأشرف وتجاوز ((الخط الأحمر)) من قبل القوات الأميركية، وتوجيه آلة القتل إلى أبناء هذا التيار والتهديد بقتل السيد مقتدى أو خطفه، وقد كان للسيد فضل الله موقف جريء في إحدى خطب الجمعة التي حذّر فيها الأميركيين من أنهم سوف يدفعون غالياً ثمن التعرض لشخص السيد مقتدى وان ((الأرض ستشتعل من تحت أقدامهم)).

وقد وصل هذا الصوت إلى داخل النجف الأشرف وإلى صفوف أبناء هذا التيار الذين وجدوا في موقف السيد فضل الله الملجأ والملاذ، وهو ما انعكس إيجاباً على علاقة فضل الله بهذا التيار وقيادته ومسؤوليه وجمهوره الذين بدأوا بالرجوع في التقليد والفتوى إلى السيد فضل الله، مع أن هذا التيار قد التزم بشكل رسمي بمرجعية السيد كاظم الحائري المقيم في مدينة قم في إيران، ولكن بقي هذا الالتزام التزاماً رسمياً باعتبار أنه (وصية)) من الشهيد السيد محمد صادق الصدر، من دون ان يشكل هذا الالتزام إلزاماً للمقلّدين الذين يجدون أنفسهم أقرب إلى السيد فضل الله لا سيما على المستوى الفكري والسياسي.

لكن هذا لم يمنع التزام السيد مقتدى الصدر بمحاربة الفدرالية التي تؤيدها إيران عبر جماعاتها في العراق، التزاماً من الصدر بتوجيه السيد فضل الله.

وفي المأساة الأخيرة وعندما جرى تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء وكان الصدر في بيروت، طلب منه السيد فضل الله سرعة التوجه إلى النجف ووأد الفتنة في مهدها وكان هو وراء دعوة الصدر للقاءات وصلوات إسلامية سنية – شيعية في العراق.

ونصائحه للسنة في العراق

قال السيد فضل الله لوفد هيئة العلماء المسلمين الذي زاره في منـزله بحارة حريك برئاسة الشيخ حارث الضاري في شهر حزيران/يونيو من العام 2004.

*من شأن علماء المسلمين ألا يتحدثوا بانفعال بل بموضوعية، وهذه مسؤولية اسلامية لا بد ان يحملها هؤلاء العلماء من اجل اجهاض كل ما يخطط له الاحتلال الاميركي من فتنة بين المسلمين في العراق.

*كنا نؤكد بأنه لن تحدث فتنة مذهبية في العراق لان تاريخ العراق يدل على وجود عقلاء، ولا بد لهذه القاعدة الاسلامية المنفتحة على قواعد اللقاء ان تستمر لانها هي التي تحمي العراق، ولا بد ان تعمل من اجل ان يبقى للعراق وجهه الاسلامي الحركي المنفتح المعاصر غير الضيق لا سيما وان التحدي يوجه الآن الى الاسلام كله..

لذا فأنا ادعو العلماء المسلمين للتصدي بالحوار لكل القضايا المختلف فيها لانهم يمسكونها بطريقة علمية، وأنا ادعو الى ايجاد قاعدة اسلامية لتشكيل اساس للوحدة الواقعية، لاننا اذا اخذنا اسلوب الحوار في القرآن وعلّمناه للمسلمين وأخذنا به في الدائرة الاسلامية العامة لاستطعنا ان نكون موضوعيين وعقلانيين بهدي القرآن مع اخلاص كل واحد لقناعاته.

ولا بد ان نعالج التراكمات التاريخية لكلا الجانبين: لان الاستخبارات الدولية تحاول ان تستفيد من كل هذه التراكمات.

لماذا لا يستقر في العراق؟

مع تبدل الاوضاع في العراق عقب الغزو الاميركي ومع غياب نشاط المرجعية الشيعية في النجف الاشرف لسنوات طويلة عن مسرح الاحداث والتطورات، وبروز الحاجة الى مرجعية حركية تستطيع ان تواكب تسارع الاحداث على مستوى المنطقة والعالم، وجهت الى السيد فضل الله دعوات كثيرة من عدد من الحريصين والمهتمين بالوضع الاسلامي العام، والوضع الشيعي الخاص، من اجل ان ينقل مقر مرجعيته من بيروت الى النجف الاشرف، لكي يكون على تماس مباشر وفي قلب الحدث، لكن هذه الدعوات لم تلق القبول من السيد لعدة أسباب موضوعية، اهمها الاحتلال الاميركي في العراق، وقد عبّر المرجع العربي صراحة عن ذلك بقوله انه لن يدخل العراق – ولو لزيارة العتبات المقدسة – ما دام الاحتلال رابضاً على ارضه وشعبه ومقدساته، اضافة الى ان الظروف الامنية كانت تشكل عائقاً دائماً – وما تزال – امام حركة السيد فضل الله في خارج لبنان، وهو الذي تعرّض للعديد من محاولات الاغتيال من قبل اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية (ابرزها محاولة اغتياله في بئر العبد عام 1985)، ناهيك عن سبب آخر وهو ان دخوله الى العراق من باب المرجعية سوف يخلق حساسية لدى حواشي المرجعيات الاخرى مما قد يستفزهم ويشكل مدخلاً لإثارة الجو الشيعي وإدخاله في أتون فتنة هو بغنى عنها، وهو ما لا يريد السيد فضل الله الدخول فيه حرصاً على الجو الاسلامي العام، والظروف الشيعية العراقية بشكل خاص لا سيما في تلك المرحلة التي اعقبت الغزو الاميركي للعراق.

بري والمسؤولية المزدوجة

في وقت كانت فيه الدعوات الى قيام جمهورية اسلامية في لبنان في اوجها، كان رئيس حركة امل نبيه بري يتمسك بدعوة الإمام موسى الصدر التوحيدية مع فهم خاص للبنان في تميزه الحضاري القائم على التنوع، مع مراعاة وطنية وصادقة لا مجاملة فيها للشراكة المسيحية في الوطن العربي الصغير.

كان الحرص على دماء المسيحيين في لبنان خاصة حيث الاغلبية الشيعية في جبل عامل هي احدى ثوابت نبيه بري التي كانت تسبب له مشاكل حقيقية مع قوى منافسة كانت تريد اعتبار المسيحيين رهائن في حالات كثيرة.

نجح نبيه بري في استحداث زعامة كاملة له في الوسط الشيعي بإمكاناته وأسلوبه وكاريزما القيادة في شخصه، دون ان يلبس جلباب الإمام موسى الصدر في الاجابة على استحقاقات لم تنتظر حضور الإمام المغيب لتفرض نفسها على الزعيم الذي جاء شاباً حيوياً تسبقه ضحكته المميزة وأسلوبه الشعبي المباشر.

صحيح انه جاء من حواريي الصدر ومن مدرسته وورث حضنه الشعبي الواسع، لكن نبيه بري نجح في ان يخيط ثوباً خاصاً به وان تكون قماشته من شخصيته المتميزة ومن اسلوبه الذي ينتقده كثيرون مستنداً الى شعارات كان هو الاجدر بإختلاقها وتعميمها، وكان عنده لكل مرحلة شعار، وآخرها شعاره الاشهر ((لبنان لا يحكم من سوريا، ولا يحكم ضد سوريا)).

ولو قال بري هذا الكلام منذ اكثر من سنة لقتل على الفور، فسوريا كانت تعتبر كل من ينطق بكلام مثل هذا عدواً صهيونياً خاضعاً للاستعمار الاميركي (الذي يستجدي نظامها عطفه مذ اشهر).

على قاعدة هذا الشعار الذي كان مطلب الاغلبية العظمى لقوى 14 آذار/مارس، وهي تقود انتفاضة الاستقلال 2005، سيقود بري الحوار الوطني الداخلي بين مختلف القوى الوطنية، مطمئناً قوى الاستقلال والحرية وكشف حقيقة من قتل رفيق الحريري، ومطمئناً في الوقت نفسه قوى 8 آذار/مارس التي تتمترس خلفها سوريا لإطلاق النار على الوطن ومواطنيه وحريتهم وسيادتهم واستقلالهم.

غير ان المهمة الاصعب التي تفرض نفسها على بري هي مهمة المحافظة على الوحدة بين المسلمين.. سنة وشيعة ودروزاً وهو يرى التحديات على هذه الوحدة وشواهدها في العراق والدور الايراني في تهشيمها تتواصل مع شواهدها في لبنان والدور السوري يكاد يصرخ انها آخر اسلحتي لهز استقرار هذا البلد الذي كان تحت جزمتي، والآن اريده اسيراً رهينة في الحالتين: في المحافظة على الوحدة الوطنية ينتظر كثيرون نجاحاً مميزاً لنبيه بري في حسم مسألة اقالة آخر رموز الوصاية السورية المفروض على اللبنانيين وأولهم على نبيه بري مباشرة، وفي المحافظة على الوحدة الاسلامية يعتبر كثيرون ان دور نبيه بري ومسؤوليته لا تقل عن دوره الوطني الاول.

لقد نجح نبيه بري حتى الآن في اقناع الجميع بأهمية الحوار حتى لو اختلفوا على العناوين، وهو المؤهل وسط جمهوره الكبير ان ينتـزع فتيل التفجير المذهبي من ايدي الاستخبارات السورية المعتمدة على مخبرين هنا وهناك.. يعرف بري كيف يشل حركتهم وبعضهم ليس بعيداً عنه وهو يعرفهم واحداً واحداً من كن منهم بيروت.. او من بعلبك.. فضلاً عن مواقفه السياسية والشعبية التي تلتقي المخلصين في منتصف الطريق.

نبيه بري رد للنظام السوري الجمائل التي طوق عنقه بها منذ زمن طويل، وحماه في اصعب الظروف وقدم له الخدمات التي لا تنسى، وآن الاوان ان يبتدع له شعاراً من شعاراته المميزة ولعلنا لا نضيف الى ملكة بري في الابداع حين نردد معه شعاراً يصح قوله للنظام في سوريا:

((بحبك يا اسوارتي.. بس مثل زندي.. لا)).

قمة اسلامية في القاهرة

تتداول اوساط اسلامية مؤثرة فكرة عقد قمة اسلامية عملية بين شيخ الجامع الازهر الامام الاكبر د. محمد سيد طنطاوي والمرجع العربي الاكبر السيد محمد حسين فضل الله في القاهرة، على ان يشارك فيها مراجع كبيرة من مختلف البلدان العربية والاسلامية.

فتاوى فضل الله

في موقع سني

رئيس المجلس الدولي للاخوان المسلمين في العالم الشيخ يوسف القرضاوي أجاز الأخذ بفتاوى السيد محمد حسين فضل الله، في الشبكة الداخلية (انترنت) التي يشرف عليها تحت اسم ((اسلام لون لاين)).

وصايا شمس الدين للشيعة:

رفض انشاء ميليشيات تهدد بإثارة الفتنة

دون الاساءة او التقليل من قيمة احد.. فلقد شكّل الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين للمراجع الاسلامية السنية في لبنان ما كان يشكله الإمام علي للخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول العربي الاكرم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، عندما كان الخليفة عمر بن الخطاب يردد: ((لولا علي لهلك عمر)).

وشكّل الامام شمس الدين للحركات الاسلامية الشيعية في الوطن العربي التي كانت تعاني اضطهاداً في اوطانها واستغلالاً من ايران بعد قيام جمهوريتها الاسلامية مرجعية دينية – سياسية مرشدة عملت على توجيهها نحو القرار السليم، في العودة الى اوطانها، وعلى انتـزاع العفو عن المحكومين وعودة المنفيين واستعادة مكانتهم في بلادهم العربية، حتى لم يبق منهم معارض او مضطهد وبات لمعظمهم مواقعهم الموضوعية داخل أوطانهم.

وترك الإمام الكبير في وصاياه ما يشير الى الشعور بالمسؤولية، وحمل الهم داخل صدره حماية للاسلام الواحد ووحدة المسلمين، وها هي وصاياه للمسلمين الشيعة تشير الى ما ظل يعتمر في صدر هذا الإمام العظيم حتى لحظة رحيله، بما يفيد الاجيال من روحيتها التوحيدية.

ولعل ابرز وصاياه هي رفض انشاء ميليشيات او احزاب شيعية وهو يعرف مخاطر ذلك على وحدة بلاد المسلمين مثلما حصل ويحصل الآن في العراق كنموذج يهدد بنقل الفتنة الى بلاد اخرىـ وهي ميليشيات تتلقى تعليماتها من الاستخبارات الايرانية المكلفة بتفتيت العراق.

الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين

الى عموم الشيعة

في مختلف الاوطان

وأبدأ هذه الوصايا بوصيتي الى عموم الشيعة:

أوصي ابنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من اوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، ان يدمجوا انفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي اوطانهم، وان لا يميزوا انفسهم بأي تمييز خاص، وان لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم، لأن المبدأ الاساس في الاسلام – وهو المبدأ الذي أقرّه أهل البيت المعصومون عليهم السلام – هو وحدة الامة، التي تلازم وحدة المصلحة، ووحدة الامة تقتضي الاندماج وعدم التمايز.

وأوصيهم بألا ينجروا وألا يندفعوا وراء كل دعوة تريد ان تميزهم تحت أي ستار من العناوين، من قبيل انصافهم ورفع الظلامة عنهم، ومن قبيل كونهم اقلية من اقليات لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتع بها سائر الاقليات.

ان هذه الدعوات كانت ولا تزال شراً مطلقاً، عادت على الشيعة بأسوأ الظروف، الشيعة يحسنون ظروف حياتهم ومشاركتهم في مجتمعهم عن طريق اندماجهم في الاجتماع الوطني العام، والاجتماع الاسلامي العام، والاجتماع القومي العام، ولا يجوز ولا يصح ان يحاولوا – حتى امام ظلم الانظمة – ان يقوموا بأنفسهم وحدهم وبمعزل عن قوى اقوامهم بمشاريع خاصة للتصحيح والتقويم، لأن هذا يعود عليهم بالضرر ولا يعود على المجتمع بأي نفع وقد جرت سيرة وسنة اهل البيت (عليهم السلام) على هذا النهج، ووصايا الامام الباقر والامام الصادق وغيرهما من الائمة (عليهم السلام) هي على هذا المنهج.

فقد ظهر في العقدين او العقود الاخيرة من السنين – ظهرت ظاهرة في دائرة الشيعة العرب بشكل خاص، وبدائرة الشيعة بوجه عام، وهي انشاء تكتلات حزبية سياسية بوجه خاص لغرض المطالبة بحقوق الشيعة، او اظهار شخصية الشيعة، او الدفاع عن حقوق الشيعة، وهذه التكوينات – بحسب رصدنا لما آلت اليه – لم تؤد الى اية نتيجة تذكر، بل ادت الى كثير من الازمات، وعمقت الخوف والحذر وسوء الظن والتربص في انفس بقية المسلمين في المجتمع من خصوص طائفة الشيعة، وسعت نحو عزلهم بشكل او بآخر عن الحياة العامة وعن التفاعل مع نظام المصالح العامة.

هذه التكوينات – تارة يراد لها ان تكون تكوينات ثقافية محضة، وهنا يجب الا يغلب عليها طابع المذهبية التمايزية، وإنما يجب ان تنطلق من رؤية وحدوية الى الامة تعتمد على الجوامع المشتركة – وما اكثرها – التي تجمع المسلمين فيما بينهم ولا تركز على خصوصيات التمايز وعلى خصوصيات التباين.. وإما ان تكون تجمعات سياسية او اقتصادية، وهذا امر لا يجوز في نظرنا ان يتم بوجه من الوجوه على الاطلاق.

وقد ثبت بالتجربة ان التجمعات الشيعية المعاصرة، من قبيل ((حزب الدعوة)) وغير ((حزب الدعوة)) لم تستطيع ان تحقق لنفسها بعداً اسلامياً داخل الطوائف والمذاهب الاخرى، وإنما حققت في احسن الاحوال تعايشاً هشاً مشوباً بالشك والحذر.

المهدى
04-07-2006, 06:12 PM
المقال ملىء باتهامات مرسلة ضد السيد فضل الله غير مسنودة بأدلة لذلك فهي غير ذات قيمة ، ومقتدى الصدر لم يلتق السيد فضل الله فى بيروت في زيارته الاخيره حتى يعطيه توجيهات .

بركان
05-29-2007, 01:02 AM
جنبلاط لم يلتزم بتوجيهات الملك عبدالله

الفراتي
06-17-2007, 01:06 AM
المقال ملىء باتهامات مرسلة ضد السيد فضل الله غير مسنودة بأدلة لذلك فهي غير ذات قيمة ، ومقتدى الصدر لم يلتق السيد فضل الله فى بيروت في زيارته الاخيره حتى يعطيه توجيهات .

السيد فضل الله التقى مره واحده مع مقتدى الصدرفي الحج في السكن عند السنسير ولم يسلم السيد مقتدى على السيد فضل الله بل كان يريد من السيد فضل الله ان ياتي ويسلم عليه.

كما انه حسب علاقتي بالكثير من الصدريين لايعرفون شي عن السيد فضل الله وصوت السيد ايام معارك النجف لم يصلهم


كما انه بعد معارك النجف كان رد الجميل من مكتب الصدر في لبنان ان وزع منشور ضد السيد فضل الله.

سمير
06-19-2007, 04:35 PM
السيد فضل الله التقى مره واحده مع مقتدى الصدرفي الحج في السكن عند السنسير ولم يسلم السيد مقتدى على السيد فضل الله بل كان يريد من السيد فضل الله ان ياتي ويسلم عليه.

كما انه حسب علاقتي بالكثير من الصدريين لايعرفون شي عن السيد فضل الله وصوت السيد ايام معارك النجف لم يصلهم


كما انه بعد معارك النجف كان رد الجميل من مكتب الصدر في لبنان ان وزع منشور ضد السيد فضل الله.

اخ فراتي

هل حصل ان التقى السيد فضل الله مع مقتدى في غير هذه الحالة بحيث انه تحادث او تناقش معه في اي موضوع ؟

أمير الدهاء
04-06-2008, 08:04 PM
مقتدى الصدر ناكر للجميل
هذا كل ما في الامر

عدنان العراقي
04-07-2008, 04:12 AM
فيه كثيرا من الاكاديب فالمجلس الاعلى مرجعيته السيد السستاني ادام الله ظله الشريف ثم ان السيد محمد باقر الحلكيم لم يقتل بل استشهد والصدر لم تقتله ايران بل صدام والسيد فضل الله ادام الله ظله الشريف له مواقف مشرفة تجاه الشعب العراقي ثم اذا نحن مسلمين مامعنى ان يكون المرجع عربي اويراني اوهندي اوحتي الماني هذا المقال لاسقاط التهمة الموجهة ضد السعودية بموقفها ضد السيد نصر الله في حربه على اسرائيل وتنسيت الفتاوي الوهابية ضده لان لم نسمع او نشاهد موقف سعودي بجانب العراق او لبنان ودائما موقفها طائفية تحرض على الدمار فياختي ناقلة المقال تذكري ان الشمس لاتغطى بغربال