هاشم
03-08-2006, 01:16 AM
ليوبولد فايس اليهودي الذي أسلم وصار "محمد أسد"
في رحلته الممتدة من النمسا الى دول الشرق اكتشف ليوبولد فايس تلك المناطق كما صادق حكاما شكلوا مستقبل بلاد لم تكن حدودها قد رسمت على الخرائط مثل محمد علي جناح وعبد العزيز آل سعود.
لكن الأهم بالنسبة لفايس أنه أعاد اكتشاف نفسه وامتلك من الجرأة ما دفعه الى اعادة النظر في ثقافته قائلا ان الفكر الاوروبي أصابه "التسمم" في كل ما يخص العالم الاسلامي منذ الحروب الصليبية التي تركت أشباحا وظلالا تحوم في الغرب حين يتعامل مع الاسلام برؤية "تحمل بقايا ذلك الشبح العنيد".
فايس (1900 - 1992) هو ابن الحضارة الغربية التي يقول انها ورثت نمط الفكر اليوناني-الروماني القديم الذي كان يقسم العالم الى اغريق ورومان في جانب وبقية الامم في جانب اخر باعتبارهم "برابرة... ذلك النمط من التفكير انتقل الى الفكر الغربي وتأصل به حتى انهم أصبحوا عاجزين ولو نظريا عن قبول فكرة وجود قيم ايجابية في ثقافات أخرى تقع خارج محيطهم الثقافي والفكري والمعرفي".
وأضاف في كتابه (الطريق الى مكة) أنه طبقا لتلك الرؤية "المحدودة لتاريخ العالم فان أي حضارة غير أوروبية يحكم لها أو عليها بمقدار تأثيرها على مصائر أهل الغرب فقط. وهكذا لم يكن تاريخ العالم وتعدد ثقافاته أكثر من مجرد امتداد لتاريخ الغرب".
وكتب فايس هذا العمل في العام 1953 "بعد غياب واغتراب داما أكثر من 25 عاما عن عالم الغرب الذي أنتمي اليه... كان تحولا واعيا واراديا عن ثقافة وفكر معين تشبعت به من مولدي الى شبابي الى ثقافة أخرى".
والكتاب الذي ترجمه المصري رفعت السيد علي وصدر بالعربية عن المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة يقع في 448 صفحة كبيرة القطع. وهو أقرب الى سيرة ذاتية وفكرية يروي فيها تجربته وتحولاته التي أشار اليها في المقدمة قائلا "أنا مسلم الا أنني أنتمي الى الغرب."
ولد فايس في النمسا لأبوين يهوديين وعمل مراسلا لعدد من الصحف الاوروبية في منطقة الشرق الاوسط وايران والهند واختار لنفسه اسم محمد أسد بعد اسلامه العام 1926 . وكان مشاركا في أحداث شكلت بعض ملامح المستقبل لكثير من هذه الدول ثم أصبح بعد اعلان استقلال باكستان عام 1947 مندوبا لها لدى الامم المتحدة.
وقال فايس ان المؤرخين والمفكرين الاوروبيين ظلوا منذ عصر الاغريق والرومان ميالين الى رؤية تاريخ العالم من وجهة نظر وبمصطلحات وخبرات ثقافية غربية وانه "لابد بالطبع أن تخلق تلك النظرة الضيقة منظورا مشوها".
وأضاف: أن الأوروبي والأميركي اعتادا على قراءة ما يخص الغرب في حين لا تحظى شؤون العالم وحضاراته باهتمامهما, وهذا جعل واحدهم "يوقن بأن التجربة الحضارية للغرب ليست فقط الافضل والاسمى بل انها فوق أي قياس مقارنة بحضارات العالم الاخرى, وهكذا يؤمن المواطن الغربي أن نمط الحياة في بلاده هو النمط الوحيد الصالح والملائم للحياة... امنوا أن حضارات الاخرين ليست الا خطوات متعثرة على مسار التحضر الذي قطعه الغرب معصوما من أي خطأ".
وأشار إلى أن الغرب »لم يتنازل عن شعوره بالتفوق الحضاري لكنه فقط أصبح أكثر تسامحا, ذلك التسامح لم يشمل نظرته الى الاسلام بقدر ما شمل الحضارات الشرقية الاخرى التي تقدم نوعا من الجاذبية الروحية للغرب الجائع روحيا وهي توجهات روحية بعيدة كل البعد عن جوهر التقدم الغربي ولا تشكل أي تحد للقيم الغربية".
وفسر ذلك قائلا: إن الدارس الغربي للهندوسية أو البوذية يظل دائما على وعي بالمسافة والاختلافات الجوهرية بين عقيدته وتلك العقيدة ولو أعجب ببعض أفكارها فلن يفكر في اعتناقها "لذلك يدرس ويقارن تلك الديانات باتزان ودون خوف بل أحيانا بتقدير وتعاطف. أما حين يصل الامر بالباحث الغربي لدراسة الاسلام -الذي يعد هو الاخر غريبا على القيم الغربية كالهندوسية والبوذية- نجد أن تلك الموضوعية تتوارى وتختل وتشوبها انحيازات عاطفية ومعنوية".
وأرجع سبب ما اعتبره »عداء تاريخياً إلى الخلفية النفسية للعلاقة المبكرة بين الغرب والاسلام وتحديدا الى فترة الحروب الصليبية التي كان لها "أقوى تأثير جمعي على حضارة كانت قد بدأت تعي ذاتها, كانت الحروب الصليبية أول وأنجح محاولة مبكرة في رؤية أوروبا لذاتها وقد توحدت تحت راية ثقافية واحدة ولم تمر أوروبا بتجربة مماثلة لا قبلها ولا بعدها, لقد خاضت الامم الاوروبية تلك الحرب متفقة لاول مرة على هدف واحد".
وتأسست الحروب الصليبية على خلفية خطبة شهيرة للبابا أوربان الثاني بمجمع كليرمون بجنوب فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني 1095 قال فيها "يا له من عار لو أن هذا الجنس الكافر المحتقر عن حق المجرد من القيم الانسانية وعبد الشيطان تغلب على شعب الله المختار" ودعا لاسترداد "الارض المقدسة" من المسلمين, وفي العام التالي بدأت الحملات الصليبية (1096 - 1292).
وقال فايس ان أوروبا انذاك كانت تموج بشعوب وقوميات لا يربطها رابط الا اعتناق المسيحية الى أن حث البابا أوربان الثاني على خوض الحرب ضد "الجنس الشرير, أعلن دون أن يدري ميثاقا مشتركا للحضارة الغربية... واجتاحت موجة مسمومة كل أرجاء القارة الاوروبية... أبرزت تلك الحروب الاسلام بوجه شائن مزيف في عيون الشعوب الاوروبية".
وشدد فايس على أن الخسارة الفكرية الناتجة عن تلك الحروب هي الكبرى والاكثر أهمية حيث تم "تسميم الفكر الاوروبي ضد العالم الاسلامي عبر التصوير الارادي المشوه والكريه لتعاليم الاسلام ومثله العليا, فحتى يستمر الزخم الداعي لاستمرار الحرب الصليبية دمغوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأوصاف كريهة وادعوا أنه معاد للمسيح ووصفت ديانته بأشنع الاوصاف وأنها منبع الشرور والانحراف والشذوذ... دخلت تلك الافكار الشائهة عن الاسلام الفكر الغربي ولم تخرج منه بعد ذلك أبدا, أشباح وظلال الحروب الصليبية مازالت تحوم في الغرب حتى اليوم ومازالوا يتعاملون مع الاسلام برؤية تحمل بقايا ذلك الشبح العنيد".
وروى بعض حصاد ذلك الميراث قائلا انه عندما كان في فلسطين عام 1922 "تأكدت من السياسة المراوغة ذات الوجهين التي تتبعها الادارة البريطانية فيما يخص الصراع العربي-الصهيوني".
ووصف فايس »وعد بلفور« بأنه "مناورة سياسية في غاية القسوة والوحشية".
وأصدر وزير الخارجية البريطاني ارثر بلفور (1848 - 1930) في الثاني من نوفمبر 1917 وعده وهو عبارة عن رسالة قصيرة الى اللورد روتشلد أحد زعماء الحركة الصهيونية انذاك يقول نصها: "ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الان في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الاخرى. وسأكون ممتنا اذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح."
وقال فايسك انه قابل العام 1923 في فلسطين الأمير عبد الله الذي سيصير ملكا على الأردن قائلا ان أحدا في تلك الفترة لم يكن ليتنبأ "بالصراع المرير الذي سينشأ ويفسد العلاقة بين الامير عبد الله وابنه الامير طلال, كان الابن يكره خضوع والده التام لسياسات بريطانيا في العالم العربي كما كره الأب أحاديث وخطب ابنه الوطنية كما لم يتنبأ أحد بأية امارة تدل على الاضطراب العقلي للامير طلال والذي اتخذ ذريعة للاطاحة به من على عرش الاردن عام 1952".
كما روى جانبا من شخصية صديقه عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة التي حملت اسم العائلة, قائلا انه "كون مملكته الواسعة الارجاء بمجهوداته الشخصية تماما" منذ استولى على قلعة الرياض عام 1901 وعمره 21 عاما مرورا باستعادة نجد من آل رشيد.
في رحلته الممتدة من النمسا الى دول الشرق اكتشف ليوبولد فايس تلك المناطق كما صادق حكاما شكلوا مستقبل بلاد لم تكن حدودها قد رسمت على الخرائط مثل محمد علي جناح وعبد العزيز آل سعود.
لكن الأهم بالنسبة لفايس أنه أعاد اكتشاف نفسه وامتلك من الجرأة ما دفعه الى اعادة النظر في ثقافته قائلا ان الفكر الاوروبي أصابه "التسمم" في كل ما يخص العالم الاسلامي منذ الحروب الصليبية التي تركت أشباحا وظلالا تحوم في الغرب حين يتعامل مع الاسلام برؤية "تحمل بقايا ذلك الشبح العنيد".
فايس (1900 - 1992) هو ابن الحضارة الغربية التي يقول انها ورثت نمط الفكر اليوناني-الروماني القديم الذي كان يقسم العالم الى اغريق ورومان في جانب وبقية الامم في جانب اخر باعتبارهم "برابرة... ذلك النمط من التفكير انتقل الى الفكر الغربي وتأصل به حتى انهم أصبحوا عاجزين ولو نظريا عن قبول فكرة وجود قيم ايجابية في ثقافات أخرى تقع خارج محيطهم الثقافي والفكري والمعرفي".
وأضاف في كتابه (الطريق الى مكة) أنه طبقا لتلك الرؤية "المحدودة لتاريخ العالم فان أي حضارة غير أوروبية يحكم لها أو عليها بمقدار تأثيرها على مصائر أهل الغرب فقط. وهكذا لم يكن تاريخ العالم وتعدد ثقافاته أكثر من مجرد امتداد لتاريخ الغرب".
وكتب فايس هذا العمل في العام 1953 "بعد غياب واغتراب داما أكثر من 25 عاما عن عالم الغرب الذي أنتمي اليه... كان تحولا واعيا واراديا عن ثقافة وفكر معين تشبعت به من مولدي الى شبابي الى ثقافة أخرى".
والكتاب الذي ترجمه المصري رفعت السيد علي وصدر بالعربية عن المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة يقع في 448 صفحة كبيرة القطع. وهو أقرب الى سيرة ذاتية وفكرية يروي فيها تجربته وتحولاته التي أشار اليها في المقدمة قائلا "أنا مسلم الا أنني أنتمي الى الغرب."
ولد فايس في النمسا لأبوين يهوديين وعمل مراسلا لعدد من الصحف الاوروبية في منطقة الشرق الاوسط وايران والهند واختار لنفسه اسم محمد أسد بعد اسلامه العام 1926 . وكان مشاركا في أحداث شكلت بعض ملامح المستقبل لكثير من هذه الدول ثم أصبح بعد اعلان استقلال باكستان عام 1947 مندوبا لها لدى الامم المتحدة.
وقال فايس ان المؤرخين والمفكرين الاوروبيين ظلوا منذ عصر الاغريق والرومان ميالين الى رؤية تاريخ العالم من وجهة نظر وبمصطلحات وخبرات ثقافية غربية وانه "لابد بالطبع أن تخلق تلك النظرة الضيقة منظورا مشوها".
وأضاف: أن الأوروبي والأميركي اعتادا على قراءة ما يخص الغرب في حين لا تحظى شؤون العالم وحضاراته باهتمامهما, وهذا جعل واحدهم "يوقن بأن التجربة الحضارية للغرب ليست فقط الافضل والاسمى بل انها فوق أي قياس مقارنة بحضارات العالم الاخرى, وهكذا يؤمن المواطن الغربي أن نمط الحياة في بلاده هو النمط الوحيد الصالح والملائم للحياة... امنوا أن حضارات الاخرين ليست الا خطوات متعثرة على مسار التحضر الذي قطعه الغرب معصوما من أي خطأ".
وأشار إلى أن الغرب »لم يتنازل عن شعوره بالتفوق الحضاري لكنه فقط أصبح أكثر تسامحا, ذلك التسامح لم يشمل نظرته الى الاسلام بقدر ما شمل الحضارات الشرقية الاخرى التي تقدم نوعا من الجاذبية الروحية للغرب الجائع روحيا وهي توجهات روحية بعيدة كل البعد عن جوهر التقدم الغربي ولا تشكل أي تحد للقيم الغربية".
وفسر ذلك قائلا: إن الدارس الغربي للهندوسية أو البوذية يظل دائما على وعي بالمسافة والاختلافات الجوهرية بين عقيدته وتلك العقيدة ولو أعجب ببعض أفكارها فلن يفكر في اعتناقها "لذلك يدرس ويقارن تلك الديانات باتزان ودون خوف بل أحيانا بتقدير وتعاطف. أما حين يصل الامر بالباحث الغربي لدراسة الاسلام -الذي يعد هو الاخر غريبا على القيم الغربية كالهندوسية والبوذية- نجد أن تلك الموضوعية تتوارى وتختل وتشوبها انحيازات عاطفية ومعنوية".
وأرجع سبب ما اعتبره »عداء تاريخياً إلى الخلفية النفسية للعلاقة المبكرة بين الغرب والاسلام وتحديدا الى فترة الحروب الصليبية التي كان لها "أقوى تأثير جمعي على حضارة كانت قد بدأت تعي ذاتها, كانت الحروب الصليبية أول وأنجح محاولة مبكرة في رؤية أوروبا لذاتها وقد توحدت تحت راية ثقافية واحدة ولم تمر أوروبا بتجربة مماثلة لا قبلها ولا بعدها, لقد خاضت الامم الاوروبية تلك الحرب متفقة لاول مرة على هدف واحد".
وتأسست الحروب الصليبية على خلفية خطبة شهيرة للبابا أوربان الثاني بمجمع كليرمون بجنوب فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني 1095 قال فيها "يا له من عار لو أن هذا الجنس الكافر المحتقر عن حق المجرد من القيم الانسانية وعبد الشيطان تغلب على شعب الله المختار" ودعا لاسترداد "الارض المقدسة" من المسلمين, وفي العام التالي بدأت الحملات الصليبية (1096 - 1292).
وقال فايس ان أوروبا انذاك كانت تموج بشعوب وقوميات لا يربطها رابط الا اعتناق المسيحية الى أن حث البابا أوربان الثاني على خوض الحرب ضد "الجنس الشرير, أعلن دون أن يدري ميثاقا مشتركا للحضارة الغربية... واجتاحت موجة مسمومة كل أرجاء القارة الاوروبية... أبرزت تلك الحروب الاسلام بوجه شائن مزيف في عيون الشعوب الاوروبية".
وشدد فايس على أن الخسارة الفكرية الناتجة عن تلك الحروب هي الكبرى والاكثر أهمية حيث تم "تسميم الفكر الاوروبي ضد العالم الاسلامي عبر التصوير الارادي المشوه والكريه لتعاليم الاسلام ومثله العليا, فحتى يستمر الزخم الداعي لاستمرار الحرب الصليبية دمغوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأوصاف كريهة وادعوا أنه معاد للمسيح ووصفت ديانته بأشنع الاوصاف وأنها منبع الشرور والانحراف والشذوذ... دخلت تلك الافكار الشائهة عن الاسلام الفكر الغربي ولم تخرج منه بعد ذلك أبدا, أشباح وظلال الحروب الصليبية مازالت تحوم في الغرب حتى اليوم ومازالوا يتعاملون مع الاسلام برؤية تحمل بقايا ذلك الشبح العنيد".
وروى بعض حصاد ذلك الميراث قائلا انه عندما كان في فلسطين عام 1922 "تأكدت من السياسة المراوغة ذات الوجهين التي تتبعها الادارة البريطانية فيما يخص الصراع العربي-الصهيوني".
ووصف فايس »وعد بلفور« بأنه "مناورة سياسية في غاية القسوة والوحشية".
وأصدر وزير الخارجية البريطاني ارثر بلفور (1848 - 1930) في الثاني من نوفمبر 1917 وعده وهو عبارة عن رسالة قصيرة الى اللورد روتشلد أحد زعماء الحركة الصهيونية انذاك يقول نصها: "ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الان في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الاخرى. وسأكون ممتنا اذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح."
وقال فايسك انه قابل العام 1923 في فلسطين الأمير عبد الله الذي سيصير ملكا على الأردن قائلا ان أحدا في تلك الفترة لم يكن ليتنبأ "بالصراع المرير الذي سينشأ ويفسد العلاقة بين الامير عبد الله وابنه الامير طلال, كان الابن يكره خضوع والده التام لسياسات بريطانيا في العالم العربي كما كره الأب أحاديث وخطب ابنه الوطنية كما لم يتنبأ أحد بأية امارة تدل على الاضطراب العقلي للامير طلال والذي اتخذ ذريعة للاطاحة به من على عرش الاردن عام 1952".
كما روى جانبا من شخصية صديقه عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة التي حملت اسم العائلة, قائلا انه "كون مملكته الواسعة الارجاء بمجهوداته الشخصية تماما" منذ استولى على قلعة الرياض عام 1901 وعمره 21 عاما مرورا باستعادة نجد من آل رشيد.