ظل الشيعة وطوال قرون عديدة يقتاتون على ما يقدمه لهم كبرائهم من قصص وحكايات خيالية يرفضها العقل والمنطق قبل أن يرفضها الدين الإسلامي بعد أن دخلت كجزء من عقائدهم وطقوسهم الدينية، دون أن يتسائلوا -مجرد تساؤل- عن صحة هذه الحكايات ومدى معقوليتها.

ويبدو أن من أهم شروط محبة آل بيت النبي للشيعي وقبولهم له هو أن يعطل الشيعي مدارك عقله عن العمل، وأن يكون خصي فكريا لا يحمل عقله أدوات الإستفهام اللغوي مثل "كيف ولماذا"، ولذا، فلكي يكون الشيعي "مؤمنا حقيقيا" فإنه يجب أن يكون منقادا تماما لكبرائه، ويفتح لهم طائعا مختارا ذاكرته ليضعوا فيها ما يريدون له أن يعرفه، وأن يمسحوا منها ما يريدون له أن يجهله.

وفي الحقيقة، فإنه لم تكن القنبلة التي وضعت في القبر المنسوب إلى هادي العسكري قد نسفت قبره فحسب، بل جائت لينسف انفجارها عالم قائم بأكمله من الزيف والخرافة والسخرية واحتقار آدمية الإنسان وما أودعه الله فيه من ملكات عقلية ميزه بها عن سائر مخلوقاته، جائت القنبلة لتنسف كل البنى البلاستيكية الزائفة التي أشادها كبراء الديانة الشيعية والتي ربوا عليها أجيالا متعاقبة من بشر اغتصبت إراداتهم وعقولهم ومداركهم بإسم آل بيت النبي وبإسم "الثقلين" وبإسم الحسين وبإسم شعارات كاذبة مزيفة ثبت بأنه لم ينطبق شيء منها على أرض الواقع بسبب لا معقوليتها منذ اغتيال الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب حتى اليوم.

طبقا لما اعترف به جميع علماء الشيعة أنفسهم وعلى رأسهم كبيرهم السيستاني، فإن هادي العسكري يمتلك بين يديه الملف الكامل لتفجير قبره، والذي يحتوي على تفاصيل دقيقة جدا لعملية التفجير، بدءا من أسماء مهندسي العملية وجنسياتهم وتاريخ اجتماعهم لوضع خطة التفجير، وانتهاءا بالمكان الذي يختبيء فيه واضع القنبلة والجهة التي ينتمي إليها.

هذا ما اعترف به علماء الشيعة أنفسهم، بل واعترفوا أيضا بما هو أهم من ذلك، وهو أن الحصول على هذا الملف التفصيلي لعملية التفجير أمر ممكن وميسور وفي متناول يد العلماء في أي وقت، إذ أن موسى الكاظم يصفونه بأنه "قاضي الحوائج"، وبأن من الممكن أن يطلعهم على الملف الكامل لتفجير القبر.

ولعل السؤال الهام التالي يطرح نفسه...

إذا كان السيستاني ومن معه من كبراء الشيعة يستطيعون الحصول على ملف تفجير القبر المنسوب إلى هادي العسكري، فلماذا إذن لم يطلبوا من "قاضي الحوائج" موسى الكاظم أو من العسكري نفسه أن يطلعهم على ملف التفجير ليعلنوا على الملأ الحقيقة الكاملة...؟

لماذا صرح السيستاني نفسه بأن التحقيقات التي يقوم بها الإحتلال الأمريكي جارية لمعرفة الجهة التي نفذت عملية تفجير القبر إذا كان هو أول من يستطيع أن يستنطق أحد الأئمة ليخبره من فجر القبر...؟

لماذا أعلنت ميليشيا الجعفري عن استدعاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في عملية نسف القبر...؟

من المطلوب أن يصدقه الشيعة بشأن تفجير القبر...؟ ما يقوله "موسى الكاظم" أم ما يذيعه الإحتلال الأمريكي المهزوم...؟

لا ندري كيف يهتم الأئمة بقضاء حوائج صغيرة تافهة مثل توسلات إمرأة عاقر طلبت أن تحمل لتكون أما، أو لتوسلات إمرأة تريد طفلة جميلة، أو شخص يريد ترقية في وظيفته، أو صاحب مطعم كباب يريد تكثير الزبائن في مطعمه، في الوقت الذي يرفضون أن يقدموا فيه أية معلومة عن قضية كبرى تمس عقائد الشيعة، وهي نسف القبر المنسوب إلى هادي العسكري.

قنبلة صغيرة نسفت وبثوان قليلة كل هذه الأوهام والخيالات والفنتازيا الخرافية.

فمن هو المتهم الحقيقي الآن... من وضع القنبلة...؟ أم من اغتصب عقول الشيعة وجعلها تحبل بوهم لا وجود له بأن الأئمة أحياءا يرزقون، وبأنهم يرون ويسمعون، وبأنهم يتفاعلون مع زوارهم الشيعة ويقضون لهم حوائجهم، وبأنهم ينجدون المضطر ويعينونه...؟

بالأمس... حطم النبي إبراهيم أصنام قومه على غفلة منهم إلا كبيرهم حيث علق الفأس في رقبته، ثم قال لقومه: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ) وحيث أنهم أدركوا حقيقة أن من لا روح فيه لا ينطق، فإنهم (فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ...)

واليوم... نسفت قنبلة قبرا يقدس الشيعة صاحبه، فلم ينطق صاحب القبر بمعشار حرف ليخبر عمن فعل به ما فعل...

فما أشبه فأس إبراهيم بقنبلة سامراء...