عبد اللطيف الدعيج - القبس


ما إن تحدث عملية ارهابية او يرتكب فعل اجرامي من قبل شخص او مجموعة اسلامية حتى يتصدى لها المتدينون والمتأسلمون بالادانة والتجريم على اعتبار ان هذا عمل غير اسلامي او لا يمت للاسلام بصلة. مع ان الذي قام به مسلم ابا عن جد، ومسلم متشدد وملتزم الى اقصى الالتزام. ونريد ان نشدد هنا على الالتزام وعلى اقصاه باعتبار ان ذلك هو ما يولد التطرف والتشدد والتزمت، وبالتالي الارهاب نفسه.

لكن بالطبع متدينينا او متأسلمينا، ينفون الارهاب عن الاسلام والمسلمين، في الوقت الذي يتشددون فيه في تشددهم ويتزمتون في التزمت!! ان الارهاب هو وليد التزمت والتشدد والقبول بنظريات وطروحات عفى عليها الزمن. زمن الديانة الواحدة والملة الواحدة والجنس او العنصر الواحد ولى.. والى غير رجعة باذن الله ، وحل محله زمن الانفتاح والتعدد والانسجام بين مختلف شعوب العالم، او ملله ونحله وفق المفهوم التقليدي الديني. لا نعلم لماذا يتشدد المتدينون عندنا أو يحرصون على انكار العنف وعلى تبرئة الاسلام والمسلمين منه. تبرئة الاسلام قد تبدو معقولة فهناك تعليمات وآيات اسلامية عديدة تحث على التراحم واحترام الغير. لكن انكار العنف عن المسلمين انفسهم غير معقول، ولا حتى مقبول في ظل المعارف والخبرات التي انتقلت الينا وأكدتها الاخبار ودونتها الكتب. التاريخ الاسلامي معروف، والحديث منه قبل القديم يؤكد العنف الديني لدى بعض المسلمين وقسوتهم على الغير او محاولاتهم محو هويته وكينونته.

بعض القيادات الدينية هنا سارعت الى ادانة العملية الاجرامية الاخيرة ضد مراقد الشيعة بوصفها - كالعادة-عملا غير اسلامي، متناسية هذه القيادات انها وقبلها من تولى ارتكاب الجرم هم احفاد واتباع ومقلدو من هاجم واقتحم ودمر بعض المراقد والاضرحة الدينية في الجزيرة العربية والعراق قبل عقود قليلة خلت. المذهب السلفي واتباعه، وما اكثرهم هنا، هم المسؤولون عن كل الجرائم التي ترتكب باسم الاسلام هنا، اي على ارض هذا الوطن او في اي بقعة اخرى من بقع العالم.. وليس من داع لان نتساءل عمن دمر المرقدين، فنحن نعرف من دمر مرقد او وطية الخضر في فيلكا قبل سنوات.