ثالثا:
في فترة ما قبل الغزو الأمريكي للعراق، ظلت أمريكا ولأكثر من عام كامل وهي تهدد بغزو العراق عسكريا، وقد اتخذت فعليا كافة الإجراءات العسكرية لتنفيذ هذا الغزو، ويفترض على ضوء هذه التهديدات بالغزو، أن يتخذ البعثيون كافة الإستعدادات العسكرية اللازمة لمواجهة الغزو الأمريكي المرتقب لجعل العراق مقبرة للغزاة، وذلك على ضوء حقيقة أن العراق كان يمتلك ترسانة سلاح هائلة العدد والعدة، وجيش مدرب متمرس على القتال، فقد كان الجيش العراقي النظامي يتكون من 375 ألف جندي، في حين كان ما يسمى "الحرس الجمهوري" يتكون من 126 ألف جندي مدربين تدريبا خاصا على مختلف فنون القتال، عدا عن الجيش الشعبي والذي يقدر تعداده بما لايقل عن 750 ألف مقاتل.

وعلى الرغم من هذا الجيش الجرار الذي يقترب تعداده من مليون وربع المليون مقاتل، إلا أن ما شاهده العالم عبر الفضائيات، هو أنه عندما بدأت قوات الغزو الأمريكي بدخول العراق، لم تواجه بأية مقاومة مسلحة تذكر، بل إن البعثيون تعمدوا وضعوا دباباتهم وآلياتهم الثقيلة مكشوفة حيث سهل على الطائرات الأمريكية تدميرها، فكانت الأسابيع التي استغرقتها قوات الغزو الأمريكي لاحتلال العراق وباعتراف المراقبين السياسيين والعسكريين لم تكن بسبب وجود مقاومة، بل كانت بسبب استكمال عملية الإنتشار العسكري الأمريكي الهادف إلى السيطرة عسكريا على كامل العراق، الأمر الذي يثبت دون أدنى شك بأن الإحتلال الأجنبي البعثي قد سلم العراق بأكمله تسليم الحقيبة لقوات الغزو الأمريكي.

فهل يعقل أن من تعمد أن يجعل العراق مشلولا عن أن يدافع عن نفسه أمام جحافل الغزاة يمكن أن يكون له اليوم يد في المقاومة العراقية التي تقاتل الغزاة الأمريكان؟

رابعا:
أجمع علماء الدين والمراقبون السياسيون الإسلاميون، على أن حزب البعث هو حزب إلحادي كافر تقوم مبادئه على عدد من الأفكار الإلحادية الشركية، وقد عمل الإحتلال الأجنبي البعثي في كل من العراق وسوريا على نشر الرذيلة والخنا وتشجيع كل صور وأنماط الفساد الأخلاقي والقيمي، فخلت قوانين العقوبات في كل من العراق وسوريا من أية عقوبة ضد جرائم الزنا والشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية المحرمة بكافة اشكالها، الأمر الذي يفسر أن أكثر من 90% من عناصر ما يسمى "الجيش الجمهوري" والميليشيا المسماة "فدائيي صدام" تتكون من خليط من الشواذ جنسيا (المخنثين)، و من أبناء السفاح ممن تم جمعهم من الملاجيء وتربيتهم على مباديء الحزب الإلحادية وعلى معاداة الدين والأخلاق.

ولعل من المعروف بأنه خلال فترة الإحتلال الأجنبي البعثي كان المقتولين "عدي وقصي" إبني "صدام إبن صبحة" رئيس الإحتلال البعثي، كان كل منهما يمتلك ميليشيا خاصة به مهمتها هي اختطاف حرائر العراق واغتصابهن في حفلات اغتصاب جماعية رهيبة ترتكب فيها كل المحرمات الدينية.

فهل هناك عاقل يصدق بأن حزبا بعثيا ثبت بأن 90% من عناصره السياسية والعسكرية هم من المخنثين والشاذين جنسيا ولقطاء الملاجيء يمكن أن يدافعوا عن شرف العراق ويتصدوا برجولة لقوات الغزو الأمريكي وهم أساسا فاقدي الرجولة والدين والشرف والنخوة والوطنية؟

خامسا:
يعرف كل من قرأ ودرس حركات المقاومة السرية المسلحة في العالم، بأن أية مقاومة مسلحة تعتمد بالضرورة على وجود قيادة ميدانية متطورة ذات عقلية استراتيجية، وقد تابع العالم كيف ألقت القوات الأمريكية القبض على رئيس الإحتلال الأجنبي البعثي "صدام إبن صبحة" وهو مختبيء كالجرذ داخل جحر بناه لنفسه، وعندما دخلوا إلى جحره لإخراجه منه، وجدوه في حالة يأس وإستسلام كاملين، ولم يبدي للأمريكان أية مقاومة ولو شكلية يمكن أن تسجل لصالحه حتى بعد أن داسوا على رقبته تمهيدا لربط يديه خلف ظهره، بل الملاحظ بحق، هو أنهم لم يجدوا داخل جحره أي أثر يدل على أن جحره هو مقر سري لقائد أعلى مطارد يدير عمليات المقاومة المسلحة السرية ضد الأمريكان، فكان كل ما وجدوه هو بضعة زجاجات خمر اسكتلندي فاخر مع صناديق ممتلئة بالدولارات، وكميات من سبائك الذهب سرقها من ثروات الشعب العراقي.

فهل حزب بعثي ظل يرأسه شخص لمدة 35 عاما متواصلة ثبت للعالم بالصوت والصورة الملونة بأنه أجبن من أمه ومن حريم بيته، وبأنه يخلو تماما حتى من رائحة صفة واحدة من صفات القائد الميداني يمكن أن يدير أتباعه اليوم المقاومة ضد الأمريكان في العراق؟

-يتبع-