الرئيس الإيراني: يدعو النمسا وألمانيا لإقامة إسرائيل على أراضيهما

برر ذلك {بالتخلص من عقدة الذنب إزاء اليهود}

مكة المكرمة: {الشرق الأوسط}


أثار الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ضجة جديدة في موضوع إسرائيل، عندما اقترح على أوروبا المتعاطفة معها، أن تمنح اليهود ولايات في بلدانها للتخلص من عقدة الذنب إزاء المجازر ضدهم. صرح بذلك في مؤتمر صحافي عقده على هامش قمة «مكة الاستثنائية» وكرره في مقابلة تلفزيونية مع القناة الفضائية «العالم» التي تدعمها إيران.

وقال أحمدي نجاد «إن على ألمانيا والنمسا أن تقيما دولة إسرائيل على أراضيهما إذا كانتا تشعران بالذنب بسبب المجازر ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية». وأضاف الرئيس الايراني في مقابلة مع القناة الإيرانية الفضائية «العالم» حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نصها الكامل «تعتقدون أن اليهود اضطهدوا، لكن لماذا يتوجب على الفلسطينيين أن يدفعوا الثمن؟ لقد اضطهدتموهم، حسنا أعطوا قطعة من الأرض الأوروبية للنظام الصهيوني ليقيم فيها الحكومة التي يريد وسندعمها». وأضاف «فلتعط ألمانيا والنمسا مقاطعتين أو ثلاث مقاطعات الى النظام الصهيوني، عندها ستحل المشكلة من جذورها».

وقد اختار الرئيس الايراني أحمدي نجاد أن يبدأ مؤتمره الصحافي أمس بحديث موجه للصحافيين قائلا «سعيد بأن ألتقي بكم فأنتم الذين تقومون بتنظيم العلاقات بين البلدان والشعوب»، معربا عن تعازيه للصحافيين في وفاة بعض من زملائهم في إيران في حادثة اصطدام طائرة بأحد الأبراج أول من أمس.

وقال «إن البشرية تواجه تحديات وقضايا مهمة وذلك لعمق الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة الى جانب التوترات الإقليمة والدولية. وتابع «إن السباق بين القوى التوسعية والاستكبارية يذهب بالعالم نحو السقوط والانحطاط، ونحن نأمل في أن يكون العالم الإسلامي درعا يحفظ كل الشعوب الإسلامية وأن يكون عائقا أمام التوسعية وازدياد أسلحة الدمار الشامل».

ورد على سؤال حول وجود اتصالات إيرانية مع الولايات المتحدة قال «إن علاقتنا مع أميركا شيء آخر، لكن انتبهوا للكلمات التي أقولها لكم، فعندنا في العالم مجال اسمه فلسطين، وهذه الساحة الناس يقتلون فيها وتسفك دماؤهم منذ عشرات السنين».

واستطرد قائلا «نشاهد اليوم الشبان والمنظمات يتم استهدافهم، فماذا يجب أن نفعل. فالمساعي السلمية منذ خمسين عاما لم تصل الى نتائج ملموسة، والمحتلون الصهاينة في القدس ليست لهم جذور في هذه الأرض، وهم يقومون بالاعتداءات على الشعب الفلسطيني ويدمرون الأرض ويشردون السكان الأصليين. وأصبح هناك ملايين المشردين».

وقال نجاد «إن العالم متعطش للسلام والاستقرار الذي يكون أساسه العدالة»، مشيرا الى أن الإسلام ينادي بالعدالة بصفته دينا كاملا وملجأ لتحرر البشرية. وأضاف «ومن اجل القيام بهذه المسؤولية نحتاج الى الوحدة والتعاضد، وإن التجربة أكدت أن وحدة البلدان الإسلامية ستكون في خدمة تعزيز السلام والاستقرار والأمن الدائم لكل الشعوب».

وتابع القول «إن البلدان الإسلامية المتحدة بإمكانها أن تحصل على حقوقها وتحفظ الكرامة الإنسانية والأمن والسلام العالمي والقيام بدور مؤثر في ذلك»، مبينا أن هذه الأمة تحتاج الى التعاضد في ما بينها». وحول مفاوضات إيران مع وكالة الطاقة الذرية أكد أن بلاده من أوائل البلدان التي وقعت على اتفاقية وكالة الطاقة الذرية.

واختتم قائلا «هناك ضغوط لفرض أهداف سياسية واقتصادية على إيران وجعلها تحتاج للوقود الذري للأغراض السلمية من الدول الغربية بدلا من أن تنتجه هي بنفسها».

من جانبه ندد المستشار النمساوي ولفغانغ شوسل والبيت الابيض امس، باقتراح نجاد، ووصفاه بانه «سرطان». وقال المستشار النمساوي للصحافيين في الفندق الذي ينزل فيه في واشنطن اثر لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض «انه خطأ شائن اريد التنديد به باشد العبارات». واعتبر المستشار النمساوي ان نقل اليهود من اسرائيل الى مكان اخر «ليس حلا» لمشكلة الشرق الاوسط. وأضاف ان الاستشهاد العلني بآراء مؤرخين يشككون في الابادة الجماعية التي تعرض لها اليهود، على غرار ما يقوم به الرئيس الايراني، «يستدعي اجراء تحقيق جرمي في النمسا».

وكان المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلن اعلن ان تصريحات الرئيس الايراني «تبرز ما قلناه في الماضي وقلقنا من النظام الايراني». وقال «انها تظهر الى اي مدى ينبغي منع هذا النظام من امتلاك القدرة على تطوير سلاح نووي».