مطالبات بمصطلحات يفهمها العالم

: تسعى القمة الإسلامية الاستثنائية التي تبدأ اليوم في مكة المكرمة الى تطوير مجمع الفقه الإسلامي ومنحه القوة الكافية ليصبح »مرجعية عليا للافتاء« متفقا عليها في العالم الإسلامي الذي تتعدد فيه المرجعيات الفقهية...

وأكد عطا الله المنان الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمتحدث الرسمي باسمها الحاجة »لايجاد مرجعية واحدة متفق عليها في العالم الإسلامي« لتنظيم ظاهرة الفتاوى التي تنطلق من مؤسسات دينية متعددة في العالم الإسلامي الذي يضم 57 بلدا وربع سكان المعمورة.
واشار الى أن العالم الإسلامي يفتقد اليوم »مرجعية واحدة. فالأزهر مرجعية مهمة جدا ولكنه في النهاية يمثل دولة كما تمثل رابطة العالم الإسلامي دولة وهكذا«, مضيفا ان »مجمع الفقه الاسلامي موجود ومتفق عليه وفيه علماء وشيوخ من كل المذاهب ولكنه غير فاعل«.

واضاف ان »الإصلاح يقوم على ان تعطى للمجمع قوة حتى يستطيع ان يكون هو الوعاء او المرجعية الفقهية في ما يتعلق بالفتوى فتكون فتواه مرجعية في كل العالم الإسلامي«.
ومجمع الفقه الإسلامي الذي انشئ عام 1981 تابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومقره ضمن مقرها في مدينة جدة السعودية وهو يتكون من امانة عامة ومجلس فيه مجموعة ممثلين لدول اعضاء وهم علماء وشيوخ مرموقون يجتمعون للنظر في بعض القضايا ويفتون في اجازتها او تحريمها وتوزع فتاواهم ضمن منشورات المجمع.

وقال المنان انه »في العالم الإسلامي اصبح الفقه والفتوى على وجه الخصوص في المرحلة الحالية يلعبان دورا كبيرا جدا« مضيفا ان »حركة العنف والتطرف والإرهاب التي يتبناها بعض العناصر من داخل العالم الإسلامي تستند الى مرجعية إسلامية كما ان من يريد أن يقف ضد هذه العمليات (الإرهابية) ويقول ان هذا ليس من الإسلام يجب ان يستند ايضا الى مرجعية فقهية والى فتوى في ذلك«.
وخلص الى ان »الفتوى أصبحت محورا مهما جدا ولذلك لابد من ايجاد مرجعية واحدة متفق عليها في العالم الإسلامي«.

واشار المنان الى ضرورة اعتماد مبدأ »انتخاب« الأمين العام للمجمع اضافة الى تحديد »مواصفات« للعضوية فيه وعدم الاكتفاء بمبدأ تمثيل الدول.
واوضح انه ليعطى المجمع قوة اكبر يجب ان يتم انتخاب الأمين العام من العلماء الاعضاء فيه كما يجب ان تكون لهؤلاء العلماء والفقهاء »مواصفات« علمية وفقهية محددة.

وقال ان ما يجري الاˆن ان »كل دولة ترشح علماءها وفقهاءها ونحن نقبل بهم يمثلون دولة ايا كانت امكاناتهم العلمية« مؤكدا ان هناك توافقا بشأن تطوير المجمع »وهناك اجماع على اهمية تفعيل دوره«.
وتواصلت في اجتماعات مغلقة حتى وقت متأخر من مساء امس اعمال وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي للتحضير للقمة التي تريدها السعودية »نقطة تحول في تاريخ الامة الإسلامية«, كما اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.

من ناحية اخرى اثار مصطلح »الوسطية المستنيرة« جدلا واسعا في الاجتماع الوزاري بحسب المشاركين.
واكد المنان ان »الخلاف بشأن هذه المسألة مستمر وله منطلقاته وهناك مساع للتوفيق بين اطراف الخلاف« التي لم يحددها.

واوضح ان مشروع الخطة العشرية للمنظمة اشار الى م¯صطلح »الوسطية المستنيرة« غير ان بعض الوفود سألت ما هو مفهوم الوسطية المستنيرة ولا احد يجيب .
وتابع: »الوسطية متفق عليها ولكن هناك تساؤل عن معنى المستنيرة وهل هناك وسطية مستنيرة واخرى غير مستنيرة. وهناك من يقول بدل استعمال هذه المصطلحات دعونا نستخدم مصطلحا له معنى واضح متفق عليه مثل مصطلح تسامح وهو ذو معنى معروف ومتفق عليه في العالم (خاصة) ونحن نريد المزيد من التسامح والاعتدال في العالم«.

واضاف انه في الطرف المقابل هناك من يتمسك بمفهوم الوسطية »ومؤيدو الوسطية يردونها الى انها مصطلح اسلامي ينطلق من القراˆن (امة وسطا) مؤكدا »نحاول الاˆن ايجاد حل بين هذه المقترحات«.
وافادت مصادر المشتركين ان دولة قطر تتمسك بمصطلح »الوسطية المستنيرة« فيما يقترح الاردن مصطلح الاعتدال.