الخلفيات السياسية لصعود التيار السلفي الشيعي :-

مثلت الفترة منذ عام 1988 م وحتى 2001 م، مرحلة شديدة الأهمية بالنسبة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تمكنت خلالها من تحقيق بعض النجاحات المرسخة لوضعها كقوة عظمى وحيدة في العالم .
فقد تمكنت أمريكا من إنهاء الحرب اللبنانية لصالح ترسيخ وضع الطائفية السياسية، بهدف تثقيف المنطقة بالخطوط اللبنانية سواء مذهبياً في صراع سني شيعي، أو طائفياً في الصراع الإسلامي المسيحي، أو سياسياً في الصراعات ما بين الأيدلوجيات السياسية المختلفة(1)، بحيث أصبحت لبنان مجرد مشروع مؤجل لصراعات مذهبية وطائفية تشمل المنطقة العربية بأكملها، وقد حرصت الولايات المتحدة – ومعها بعض الدول العربية والكيان الصهيوني - على تثبيت وضع المارونية السياسية على رأس السلطة في لبنان، في محاولة لمنع امتداد نفوذ الطائفة الشيعية التي مثلت القاعدة الرئيسية للمقاومة اللبنانية ضد الوجود الصهيوني في لبنان، والذي قد يشمل أيضاً تواجد ما للنفوذ الإيراني ولو بطريقة روحية .
كما إستطاعت تحجيم تأثير وامتداد الثورة الإيرانية في العالم الإسلامي عن طريق دفع النظام البعثي في العراق بقيادة صدام حسين لإشعال الحرب العراقية / الإيرانية التي أستمرت من سنة 1981 وحتى عام 1988 بقبول إيران لوقف إطلاق النار، وفي أثنائها قامت الأنظمة العربية التي أصابها قدر من الذعر على أثر انتصار الثورة في إيران بتمويل الحرب البعثية، وشن حملة إعلامية على إيران والمذهب الشيعي للحد من الانتشار المذهبي للتشيع عقب انتصار الثورة (2)(*).
كان نجاح العراق في تحجيم الامتداد الثوري لإيران دافعاً للرئيس العراقي صدام حسين للقيام بغزوه الشهير للكويت عام 1990 م والذي استغلته أمريكا لتحقيق عدة مكاسب(*)، فقد تمكنت عن طريق قيامها بمعارك تحرير الكويت (عاصفة الصحراء) من إدخال قواتها إلى الخليج العربي والحصول على مواقع وقواعد عسكرية دائمة في المنطقة للتواجد بجوار منابع النفط في الخليج، وبالإضافة لتعزيز قدرتها على مراقبة الأوضاع في إيران، كما تمكنت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من القضاء على الانتفاضة الفلسطينية وإجبار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية – والتي كانت قد تورطت بتأييد خطوة صدام تجاه الكويت - على الدخول في مفاوضات أوسلو سنة 1991 م
وهو ما أدى إلى حصول الكيان الصهيوني على اعتراف من 76 دولة جديدة لعل أكثرهم أهمية الصين، وإسقاط المقاطعة الاقتصادية العربية(3).
وعلى الرغم من الصدام الظاهري بين المشاريع الأمريكية في الخليج والنظام البعثي في بغداد، فقد حرص الأمريكيون على دعمه في مواجهة الانتفاضة الشعبية الشيعية في الجنوب، حيث مثل بقاء هذا النظام حاجة حيوية للأمريكيين خشية اهتزاز التوازن في المنطقة لصالح إيران، وكوسيلة لابتزاز دول الخليج(4) .
على أن سنة 1991 م شهدت أيضاً أكبر الانتصارات الأمريكية على الإطلاق بإعلان الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف تفكيك الاتحاد السوفيتي، وقد كان هذا السقوط المتوقع إعلاناً ببدء سقوط الهيئات المرتبطة به كحلف وارسو والأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، بما يعني إنفراد الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم .
لقد سعت الولايات المتحدة بعد تحقيقها لهذه الانجازات إلى تكريس سيطرتها على الأوضاع في العالم كقوة عظمى وحيدة عن طريق احتواء الدول والحكومات الثورية المعادية لها ومن ضمنها إيران، التي تتميز حكومتها بالاستناد على قاعدة تأييد ضخمة من المسلمين الشيعة تمتد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، كما كان لمواقفها الثورية المعادية للإمبريالية الأمريكية والصهيونية ودعمها للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين مردود طيب في الأوساط السنية مكنها من كسب قدراً كبيراً من التعاطف الإسلامي العام، خاصة مع حرص القيادة الإيرانية على عدم الاستغراق في المذهبية والتواصل مع الآخر سواء المذهبي أو السياسي .
إن سياسة حصار إيران وتحجيم نفوذها من الناحية العسكرية التي تولاها الرئيس العراقي صدام حسين، ومن الناحية الدينية التي تولتها التيارات السلفية والتي لجأت إليها أمريكا في بداية تعاملها مع الثورة الإسلامية، لم تؤد في الواقع إلى ضعف النظام الإيراني، والذي شهد قدر من الانتعاش مع ضعف القوة العسكرية للنظام العراقي عقب حرب الكويت، وأشارت العديد من التقارير السياسية والعسكرية بقلق إلى تنامي القوة العسكرية والتسليحية الإيرانية في التسعينات(5)، بالإضافة إلى قيام إيران بالسيطرة المنفردة على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى بحيث تستطيع البحرية الإيرانية السيطرة على مداخل الخليج تحسباً لأي مواجهة مقبلة مع الأمريكيين ومحاولة لإجبار العالم على الاعتراف بالدور الإيراني المتميز في المنطقة(6).
ومع التغيرات التي أحدثتها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط فقد بدأت في تغيير سياستها تجاه إيران والتي شهدت محورين، الأول سياسي تقليدي وتمثل في الحرب الإعلامية ضد إيران، فبعد انتهاء حرب الخليج الثانية، وحتى سنة 1997 م، لم تتوقف الاتهامات الأمريكية لإيران بدعم الإرهاب، ومحاولة محاصرة حركة الدبلوماسية الإيرانية في العالم، وقد أثبتت هذه الوسائل فشلها خاصة عندما تمكنت الدبلوماسية الإيرانية من إجهاض إعلان دمشق الذي تكون من دول الخليج بالإضافة لمصر وسوريا وقد سعت أمريكا لتشكيله لعزل إيران عن دول الخليج العربي(7).
وفي نطاق الاحتواء السياسي سعت أمريكا لاستغلال التنوع الإثني لإيران، في محاولة تفتيتها عن طريق إحياء العصبيات القومية لدى الأقليات كالأكراد والبلوش والآذربيجانيين، والواقع أن الأمريكيين في صراعهم مع إيران لم يسعوا لاستغلال هذه الوسيلة قبل التسعينات على أساس أن وحدة إيران تبقيه كحائل أمام النفوذ السوفيتي، إلا أن سقوط الاتحاد السوفيتي أطلق يد الأمريكيين في هذه الناحية(8)
المحور الثاني كان ظهور سياسة الاحتواء الديني لإيران، والذي اعتمد بالأساس على خلو الساحة الإيرانية من الإمام الخميني (ت / 1989 م) وما كان يتمتع به من كاريزمية لمحاولة تفتيت القاعدة الشيعية الضخمة التي تقوم عليها الثورة الإيرانية، والسعي لتحجيم التأثير الإيراني الثوري في العالم الإسلامي اعتماداً على العناصر الشيعية ذاتها إلى جانب المواجهة السلفية التقليدية .
كانت إحدى الوسائل الأمريكية في تنفيذ سياسة الاحتواء هي اللجوء لكتابات شيعية تسعى لتقويض الأسس الثورية في التشيع والتي قامت الثورة بناء عليها، وخاصة نظرية ولاية الفقيه، وتقديم تشيع جديد مدجن لا يتعارض مع الخطط الأمريكية في المنطقة، وقد ظهرت بعض المؤلفات لكتاب معارضين كـ (الشيعة والتصحيح) و(المؤامرة على المسلمين الشيعة) للسيد موسى الموسوي، و(تطور الفكر السياسي عند الشيعة) لأحمد الكاتب، إلا أن هذه الكتابات لم تجد صدى ضخم داخل الطائفة الشيعية ذاتها وإن تم استغلالها إعلامياً من قبل السلفيين في إطار سعيهم للحد من انتشار المذهب الشيعي في منطاق نفوذهم .
كانت الوسيلة الأخرى أكثر نجاحاً وقد استندت إلى واقع فرض نفسه في الحوزة العلمية بقم المقدسة والنجف الأشرف، فقد أدى القمع الصدامي لثورة الشيعة في الجنوب إلى هروب عدد ضخم من الشيعة العراقيين إلى الخارج وخاصة إلى إيران وسوريا، وواصل طلبة الحوزة العلمية دراستهم في حوزتي قم ودمشق، وقد نقل العديد منهم تناقضات الساحة الشيعية العراقية إلى الخارج، وخاصة الصراع ما بين الاتجاهات الحزبية الإسلامية والتيارات المعادية لها داخل الحوزة وعلى الأخص التيار الشيرازي .
من ناحية أخرى شهد العام الأخير من عقد الثمانينات والأعوام الأولى من عقد التسعينات وفاة الجيل الفديم من مراجع النجف وقم، كالسيد الخميني (ت / 1989)، والسيد الخوئي (ت / 1992)، والسيد الجلبيجاني (ت / 1993)(9)، وبدا واضحاً أن الجيل التالي يتميز بوجود كثافة واضحة للشخصيات الحركية التي تطمح للقيام بدور اجتماعي وسياسي فاعل كالسيد محمد حسين فضل الله في لبنان، والشيخ ناصر مكارم شيرازي في قم، بالإضافة إلى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي، في حين وجدت بعض الشخصيات المرشحة للمرجعية تعاني من السلبية في أي دور أو مجال خارج نطاق الفقه والأصول بالإضافة إلى الموقف السلبي لبعضها من الثورة الإيرانية والإمام الخميني، كالسيد الروحاني والميرزا جواد تبريزي والشيخ الوحيد الخراساني في قم(10)، والسيد السيستاني، والسيد السبزواري في النجف الذين لم يكن لهما موقف محدد من موضوع ولاية الفقيه.
لقد أدى تعيين السيد الخامنئي كولي فقيه في إيران عقب وفاة الامام الخميني إلى بروز بعض الانتقادات العنيفة للنظام الإيراني من قبل المعارضين لنظرية ولاية الفقيه، وخاصة التابعين للتيار الشيرازي والمراجع الآخرين سالفي الذكر، بسبب عدم كونه مرجعاً، وربما اعتبر الأمريكيين أن عدم كون السيد الخامنئي مرجعاً يمثل نقطة ضعف لإيران التي قد تتحول بمرور الوقت لدولة تكنوقراطية تقليدية فاقدة لحيويتها المذهبية والدينية، على أن وفاة شخصيات الجيل القديم في فترات متقاربة، أتاح الفرصة لطرح مرجعية السيد الخامنئي بما يعني احتفاظ موقع المرشد بمكانته السياسية والدينية في آن(11)، إلا أن صغر سن السيد الخامنئي مع وجود شخصيات أقدم منه في الدراسة بالحوزة، سواء في قم أو النجف، كان يمثل عنصر ضعف لمرجعيته .
ومن ناحية أخرى فقد كان أحد المرشحين للمرجعية ، وهو السيد محمد حسين فضل الله يمثل خطورة مباشرة على بعض الأطراف الإقليمية، كالكيان الصهيوني، والمارونية السياسية في لبنان(12)، وقد وجدت هذه الأطراف أن وجود مرجعية شيعية ثورية بحجم السيد فضل الله في لبنان قد يخل بالوضع الطائفي الذي قامت أمريكا بإقراره في لبنان من خلال معاهدة الطائف لصالح الطائفة الشيعية التي تمثل الأرضية الأساسية للمقاومة الإسلامية ضد الوجود الصهيوني في الجنوب بما يضر بالمصالح الأمريكية والصهيونية من ناحية، وبسيطرة المارونية السياسية على الوضع اللبناني.
لقد كان على السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط دعم تيار جديد داخل الحوزة الشيعية - في قم على وجه الخصوص - رافض لأطروحة ولاية الفقيه ولقيادة السيد الخامنئي للثورة، ولا يمتلك في المقابل أطروحة أخرى تستطيع فرض نفسها على الساحة، وقد شهدت حوزة قم بالفعل بروز أربع مرجعيات تجمع ما بين الانتماء لحوزات عراقية رغم جنسيتها الإيرانية، وبالتالي فهي تحمل معها سلبيات الساحة العراقية عموماً، ورفض – أو ربما العداء للثورة الإيرانية ونظرية ولاية الفقيه - كالسيد محمد الشيرازي، من حوزة كربلاء، والسيد محمد صادق الروحاني، والشيخ جواد تبريزي، والشيخ الوحيد الخراساني، من حوزة النجف الأشرف، وفي حين كانت للسيد الروحاني، والسيد محمد الشيرازي(13) بعض الرؤى السياسية المتأثرة بالنظريات القومية والليبرالية، فإن الشيخين جواد تبريزي ، والوحيد الخراساني ، لم يكن لهما أي دور سياسي أو اجتماعي خارج نطاق الحوزة في قم .
لقد كان على التيار الجديد القيام بمهمتين(14) الأولى : تحجيم المرجعيات الحركية وعدم السماح لها بالانتشار، والثانية : تقليص عملية التواصل السني / الشيعي وتكريس الانفصال الطائفي بينهما عن طريق تبني مقولات مهينة للآخر وغير مقبولة على مستوى الحقيقة التاريخية، واستخدام الآلة الإعلامية في الترويج لهذه الآراء كما لو كانت متسالم عليها بين العلماء .
لقد صادفت هذه الوسيلة نجاحاً أكبر من الوسائل السابقة ، وقد تمثل في تنامي وتيرة التنازع المذهبي مع السلفيين السُنة، وهو ما أدى لتراجع المسعى الإيراني لتحقيق تواصل مع الشعوب الإسلامية السُنية لحد ما ، كما أدت لعودة الصدامات المذهبية للتصاعد سواء في منطقة الخليج حيث اعتادت إحدى المجلات المروجة لهذا الفكر على إثارة القضايا الطائفية بأساليب غير علمية، أو داخل إيران ذاتها(15)، وأخيراً فقد لجأ هذا التيار إلى إثارة الإشكالات والشكوك الوهمية حول الآراء الفقهية والتاريخية للمراجع المتسمين بالحركية السياسية والاجتماعية في محاولة لإظهار هذه الآراء كما لو كانت مستعارة من المذهب السني .
لقد تناولت هذه الحملات في البداية السيد محمد حسين فضل الله ، ومن الواضح أن وضعه في لبنان كان أحد أسباب البدء به، كما أن وجود مرجعية لبنانية مقيمة في لبنان بحجم وتراث السيد فضل الله أثار خوف بعض القائمين على الحوزة في قم من تحول ميزان الجذب إلى الأخيرة الأمر الذي قد يؤثر على وضع حوزة قم وحجم الأخماس والحقوق الشرعية التي تصل إلى مرجعياتها .
لقد بدأت هذه الحملة في سنة 1991 م، وقد حركها أحد الضباط السابقين في الأمن الكويتي -عباس بن نخي - حيث استغل شريط صوتي للسيد فضل الله أجاب فيه - في محاضرة للنساء - على سؤال وجه إليه عن صحة رواية كسر ضلع الزهراء (ع) وإسقاط جنينها، إثر هجوم عمر بن الخطاب على الدار لأخذ البيعة لأبي بكر، وقد اجاب السيد فضل اله بأن الرواية عنده موضع دراسة ولم يذكر رأياً قاطعاً حولها(16)، وقد وزع هذا الشريط في مدينة قم المقدسة على نطاق واسع، كما أصدر أحد المتعاونين (السيد ياسين الموسوي) معه كتاباً هاجم فيه السيد فضل الله معتبراً أنه عدو للزهراء (ع) وليس شيعياً، إلا أن السلطات في الجمهورية الإسلامية تعاملت بنوع من الحزم مع هذا التصرف مما اضطر الشخصان إلى مغادرة إيران(17).
إن هناك بعض الملاحظات حول هذه البداية، فأولاً تشير بداية الحملة من مدينة قُم رغم أن القائمين عليها ليسوا إيرانيين إلى أن الهدف الأساسي هو استغلال الوضع الديني ووجود الحوزة في مدينة قم لممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية لعزلها عن الحالة الإسلامية في لبنان والتي كانت تحت رعاية السيد فضل الله، ثانياً على الرغم من هذه الحملة فمن الواضح أنها لم تكسب حتى هذه الفترة أي تأييد معلن من الشخصيات العلمائية الموجودة كالسيد الجلبيجاني في قم، والسيد الخوئي في النجف الأشرف والذي ظل السيد فضل الله وكيله المُطلق في لبنان حتى وفاته في سنة 1992 م، بل أن بعض الذين أبدوا تحفظات في مرحلة تالية على السيد فضل الله دافعوا عنه في هذه المرحلة، كالسيد محمد باقر الحكيم والسيد جعفر مرتضى العاملي(18)، ثالثاً فإن إنتماء المحرك الأساسي لهذه الحملة لجهاز الأمن الكويتي يثير تساؤلات وشكوك كثيرة عن المحرك الحقيقي لها خاصة مع حقيقة خضوع المنطقة للسيطرة الأمريكية عقب حرب الخليج الثانية، رابعاً يثير توقيت بدء الحملة على السيد فضل الله شكوك أخرى، فقد بدأت عقب نجاح الأمريكيين في السيطرة على الخليج بعد الحرب الثانية، وفي أثناء الصراع الذي خاضته الحركات الإسلامية العراقية – خاصة حزب الدعوة الإسلامية – صراعاً ضخماً ضد نظام صدام حسين بهدف إسقاطه، والذي تدخلت فيه القيادة الأمريكية لصالح الرئيس العراقي تحسباً من وصول حركات شيعية لها علاقات جيدة بإيران إلى السلطة في بغداد مما يؤثر على توازن القوى في منطقة الخليج، كما كان هناك تحسباً من التيار المعادي للأحزاب الإسلامية داخل الحوزة الدينية من وصولها للسلطة وسيطرتها بالتالي على الوضع الديني في الأوساط الشيعية، وبالتالي فليس من قبيل الصدفة أن الشخص المحرك للحملة – الشيخ عباس بن نخي والشيخ فاضل المالكي - من المعادين للأحزاب الإسلامية(19).



1 – السيد محمد حسين فضل الله – حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع – إعداد وتنسيق / نجيب نور الدين – بيروت بدون ذكر تاريخ الطبع – (حوار مع مجلة نداء الوطن – عدد 824 – الجمعة 28 تموز 1995) – ص 372، 373.
2 – قامت الحكومة المصرية في فترة الثمانينات بتلفيق عدة تنظيمات اتهم فيها بعض الشيعة المصريين، كما قام السلفيين بحملات دعائية بتمويل مصري وعراقي وسعودي ضد الشيعة عن طريق إصدار نشرات ومطبوعات تكفر المنتمين للمذهب (وائل الإبراشي – الشيعة في مصر – تحقيق بمجلة روزاليوسف – عدد 3339 سنة 1992 – ص 24.
(*) لم تحقق الدعايات المضادة للمذهب الشيعي نتائج تذكر في مصر على وجه الخصوص والتي تشهد انتشاراً كبيراً للتشيع بين المثقفين والحرفيين .
(*) تشير بعض التحليلات السياسية إلى دور خفي للولايات المتحدة في تشجيع الرئيس العراقي على اتخاذ هذه الخطوة .
3 – السيد فضل الله – م . س – ( حوار مع جريدة السفير اللبنانية – ع 7109 – بتاريخ 19 حزيران 1995 ) – ص 310، 311 ، د / مصطفى رجب – هل تبدأ الكويز مرحلة تطبيع جديدة ؟ - مقال بموقع المركز الفلسطيني للإعلام – موقع www.palestine-info.net
4 – م . س – (مقابلة مع مجلة السياسة – العدد 9570 – الاثنين 17 تموز 1995) – ص 325.
5 – إسماعيل الأمين – تحقيق بمجلة الوسط اللندنية – عدد 41 بتاريخ 9 / 11 / 1992 – ص 30 ، هدى توفيق – تحقيق بمجلة الدولية اللبنانية – عدد 154 بتاريخ 26 / 5 / 1993 السنة الرابعة – ص 15 .
6 – ميشال بونجم – تحقيق (مجلة الوسط اللندنية – عدد 36 – بتاريخ 5 / 10 / 1992) – ص 23 ، 24 .
7 – جمال بدوي – مقال رئيس التحرير بجريدة الوفد بتاريخ 29 / 5 / 1997 – ص 1 ، وزارة الخارجية الكويتية (الديوان الأميري – إعلان دمشق – على الموقع www. demo.sakhr.com . الرابط :
http://demo.sakhr.com/diwan/main/St...g/damascus.html .
8 – تقرير إيراني – مجلة الوسط اللندنية – عدد 38 – تاريخ 19 / 10 / 1992 – ص 13 .
9 – توجد بعض المرجعيات الدينية في الوسط الشيعي تتميز بكونها مرجعيات وراثية ومتركزة في عائلة واحدة، كالمرجعية الشيرازية ، والمرجعية الإحقاقية ، والعلاقة بين المرجعيتين وثيقة بسبب تشابه أفكارهما .
10 – ذكر فهمي هويدي أن السيد الروحاني علق على انتخاب الشيخ منتظري كخليفة للإمام الخميني أمام طلابه في الحوزة بقوله : " تلك سقيفة أخرى "، ومن المعروف علاقات السيد صادق الروحاني القديمة مع حزب بان إيرانيست (إيران العظمى) قبل الثورة ذو الميول العنصرية الفارسية، كما أن شقيقه ، السيد مهدي الروحاني ، معارض بارز للإمام الخميني ومقيم في باريس . (فهمي هويدي – إيران من الداخل – القاهرة 1991 – ص 151 ، تقرير بمجلة الوسط اللندنية – عدد 81 بتاريخ 16 / 8 / 1993 – ص 17 .
11 – حامد حيدر – تحقيق بمجلة الوسط اللندنية – عدد 99 بتاريخ 20 / 12 / 1993 – ص 13، 14، 15.
12 – أصدر أحد الكتاب المارون كتاب تشهيري ضد نشاطات السيد محمد حسين فضل الله في لبنان وخصوصاً نشاطه في التواصل مع الأطراف المسيحية والتي اعتبرها مقدمة لتمرير فكرة جمهورية إسلامية عفي لبنان مشابهة للصورة الإيرانية، وعلى الرغم من أن هذا التفسير غير مقبول بسبب خصوصية الوضع اللبناني فالواضح أن الكتاب يمثل تعبيراً واضحاً عن مخاوف السياسيين المارون من نشاطات السيد فضل الله والصعود الضخم الذي شهدته الطائفة الشيعية في لبنان عقب نهاية الحرب الأهلية . (عماد شمعون – آية الله السيد محمد حسين فضل الله داعية حوار .. أم ذمية – بيروت 1995) .
13 – تبنى السيد محمد الشيرازي (ره) نظرية شورى الفقهاء المراجع ، والتي ترى ولاية مجلس منتخب من مراجع الدين، وهي نظرية تحمل قدر كبير من المثالية ، وتنتمي لفكر الشورى الدينية التي كانت سائدة في العصور الوسطى، ويطلق عليها المسلمين السنة ، شورى أهل الحل والعقد ، وهي بالتالي غير قابلة للتطبيق بسبب تعارضها مع طبيعة النظم السياسية القائمة في المرحلة المعاصرة والتي تقوم على التعدد الحزبي ورقابة الشعوب والرأي العام عموماً لأداء الحكومات والرؤساء عن طريق البرلمانات ، وطبيعة المرجعية الدينية الشيعية والتي تتنوع انتماءات مقلديها سياسياً وقومياً وعددياً ، وقد روعيت هذه النقاط في تطبيق نظرية ولاية الفقيه في إيران عقب قيام الجمهورية الإسلامية (محمد غالب أيوب – ملامح النظرية السياسية في فكر الامام الشيرازي) على الرابط (http://www.alshirazi.com/roaa/books/malameh/shora.htm) .
14 – من غير الواضح وجود دور عملي للمرجعين الراحلين السيد محمد الشيرازي ، والسيد الروحاني ، رغم أن أتباعهما - أتباع السيد الشيرازي على وجه الخصوص - كان لهم دور ضخم في الترويج لهذا التيار، وقد ذكرت جريدة " البعثة" الإيرانية أن جهاز الـ (c.i.a) رصد عشرة ملايين دولار كميزانية لإحداث اضطرابات وزعزعة الأمن والنظام داخل الجمهورية الإسلامية (جعفر الشاخوري البحراني – مرجعية المرحلة وغبار التغيير – بيروت 1998 – ملاحق الكتاب – ص 379).
15 – آخر هذه الصدامات كانت عقب الانتخابات الإيرانية الأخيرة وقامت في منطقة كردستان احتجاجاً على كتاب لأحد المراجع المنتمين لذات التيار وهو يعسوب الدين الرستكاري ، تطاول فيها على الخليفتين الأول والثاني ، وعلى الرغم من أن الهجوم على الخلفاء السابقين للإمام علي يمثل حالة طبيعية ومعتادة بالنسبة للشيعة ، فمن الواضح أن يعسوب الدين الرستكاري تجاوز الهجوم إلى السباب الأمر الذي أثار غضب السُنة الأكراد، وبالنسبة لمنطقة الخليج تمثل مجلة المنبر الكويتية التي ينتمي كتابها للتيار الشيرازي المعبر الأساسي عن هذا الاتجاه وتتبنى معظم مقالات المروجين الأصليين له كعباس بن نخي ، والغريب أن هذا الشخص – عباس بن نخي – سبق له وطعن في مرجعية السيد الشيرازي في السبعينيات.
16 – حسين بركة الشامي – المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسسة – لندن 1419 - ص 466.
17 – م . س – ص 467 ، وقد ذكرت أشارت مجلة المنبر أنه الشيخ الخطيب فاضل المالكي (العدد 15 بتاريخ جمادى الأولى 1422 هـ - رد هيئة التحرير على رسالة القارئ عمار جعفر بعنوان " خامنئي يؤيد فضل الله .. ولا شرعية لمراجع الأخماس".
18 – حامد حيدر – تحقيق بمجلة الوسط اللندنية – عدد 99 بتاريخ 20 / 12 / 1993 – ص 16.
19 – كتب هذا الشخص مقالات بمجلة المنبر الكويتية الموالية لمرجعية السيد الشيرازي (ره) والمعادية لإيران ومرجعية السيد الخامنئي هاجم فيها الحالة الحزبية في الوسط الشيعي (مجلة المنبر – العدد 1 بتاريخ ربيع الأول 1421 هـ بعنوان الحزبية والوعي الديني ، العدد 4 بتاريخ جمادى الآخرة 1421 هـ - بعنوان الحزبيون والتعدد .. ما هي الأولويات في ميادين العمل الإسلامي ، العدد الثالث عشر بتاريخ ربيع الأول 1422 هـ - بعنوان السمات النسوية في الحركة الحزبية) .