نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


تأليف: إبراهيم الزيني



تمر مصر بمرحلة هي الأسوأ في تاريخها، منذ بدء الخليقة وحتى الآن فهي قد وصلت إلى التخلف والانحطاط على كل المستويات المادية والفكرية التي تصنع الحضارة.

وفي كتابي السابق " مصر بين العقل والعقال " وضحت أسباب هذا التخلف وعزوته إلى سيطرة مخزون ثقافة حزام الرعي على الثقافة المصرية التي أنتجها المصريون القدماء بدعوى أنها ثقافة إسلامية وهي في حقيقتها ثقافة بدوية حملها العرب معهم في احتلالهم لمصر مما جعل المصريون يفقدون هويتهم بالتدريج ويخلعون جلبابهم ليرتدوا جلباب ثقافة بدوية، ولما كان من المستحيل على أي شعب من الشعوب أن يقيم حضارة حقيقية وهو يعيش في جلباب ثقافة أخرى..!! فقد أصدرت كتابي السابق لأنبه أصحاب القرار الاستراتيجي والسياسي لتدارك هذا الأمر وإعادة وضع الأمور موضع الجد وقدمت خطابًا مصريًا جديدًا لإعادة بناء الهوية المصرية على معايير مصرية خالصة بعيدة عن الثقافات الأخرى التي أدت لانحطاطها وتخلفها.

ولكن..!! ومنذ صدور هذا الكتاب وحتى الآن رأينا أن الحكومة في واد والشعب في واد آخر وكلاهما لا يعمل.. فالحكومة مشغولة بالسيطرة على أدوات الحكم وتنظيم أدواته السياسية والاقتصادية والإعلامية في عمل الموازنات السياسية والمصالحات والمسكنات التي تضمن لها مقاليد الأمور.

أما الشعب فهو لا يعمل أيضا في أي اتجاه وإنما أصبح كالقطيع من الأغنام الذي يوجهه صاحبة إلى أماكن الكلأ والعشب أحيانا، وأحيانا يمنعه عن الماء لمزيد من التربية والتعليم وهو في هذا وذاك لا حول له ولا قوة.

أما الجهة الوحيدة التي تعمل في مصر فهم رجال الدين الإسلامي حيث وجدوا الساحة خالية والجمهور في حالة من اللاوعي بظروفه وظروف مجتمعه وانسحب أو يكاد من المشاركة الفعلية في أن يكون فاعلاً أو مؤثرًا فيه.

فماذا هم فاعلون!!؟

وماذا نحن فاعلون؟