نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


يبدو أن أغلب الأطراف العراقية السياسية والشعبية، باتت متفقة على إخراج
القوات الأمريكية من البلاد، خاصةً بعد ارتكاب هذه القوات – الشريكة في جرائم الكيان المؤقت في قطاع غزة أيضاً – اعتداءات سافرة على السيادة العراقية.

ففي آخر التطورات حول هذا الموضوع، عقد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يوم الأربعاء، اجتماعا مع قيادات تحالف الإطار التنسيقي، بهدف بحث موضوع الوجود الأميركي والضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي، والتي أدّت الى ارتقاء العديد من الشهداء آخرهم الشهيد القائد مشتاق طالب السعيدي “أبو تقوى” ومعاونه الشهيد علي نايف “أبو سجاد”.

وسيُطلع الرئيس السوداني قادة الإطار على آخر التطورات، مثل تسمية اللجنة العسكرية والدبلوماسية التي من المقرر أن تتحرك في هذا الإطار (أي إنهاء الوجود الأميركي).


وفي السياق نفسه، لمّحت جهات ضمن الإطار أيضاً، إلى إمكانية توجه العراق لمجلس الأمن الدولي، من أجل رفع طلب رسمي بسحب القوات الأميركية من البلاد.

ويُشار هنا إلى أنه سبق للرئيس السوداني، أنا حسم موقف العراق الرسمي من الوجود العسكري الأمريكي حينما قال خلال كلمة له بمناسبة ذكرى الشهداء قادة النصر، بعد يوم واحد من اغتيال القوات الأمريكية للشهيد أبو تقوى، بأن مبررات وجود التحالف الدولي في العراق انتهت.

وهو ما يعني تأكيد السلطة العراقية على عدم حاجة القوات العسكرية والأمنية في البلاد، لوجود “قوات استشارية أمريكية”.

هذه القوات التي اتضح خلال الأيام السابقة، أن لديها أدواراً قتالية داعمة لإسرائيل، وليس أدواراً استشارية كما زعمت منذ سنتين.

بحيث تبين أن بحوزتها طائرات مسيّرة ومروحيات أباتشي هجومية ومدافع، والتي استُخدمت حوالي 3 مرّات، في استهداف مجموعات المقاومة الإسلامية في العراق وقوات الحشد الشعبي.

استفتاء الكتروني للشعب العراقي:

ولكي يكون الموقف الحكومي والسياسي مستنداً على رأي الشعب أيضاً، قامت حكومة الرئيس السوداني بإرسال استفتاء للرأي لنحو 20 مليون عراقي، عبر رسائل نصية على هواتفهم تدعوهم للإجابة عن سؤال بشأن رأيهم في انسحاب قوات “التحالف الدولي” من البلاد.

وينص السؤال الذي أرسله قسم التواصل الحكومي الرسمي إلى المواطنين، على التالي: “عزيزي المواطن…

هل أنت مع استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟”، وأُرفق السؤال برابط لإرسال الإجابة بـ”نعم” أو “لا”، حيث ينتقل المشارك إلى بوابة “أور” الإلكترونية للخدمات الحكومية العراقية، ما يؤكد أن المسح تُشرف عليه الحكومة.

الانسحاب الأمريكي الثالث:

إن انسحاب القوات الامريكية من البلاد في حال حصوله، سيكون للمرة الثالثة، بعد الخروج الثاني الذي كان نهاية العام 2021 حسب بيان حكومي حينها، من خلال تحوّل الجنود الأمريكيين الى مهام استشارية، والخروج الأول الذي حصل في أواخر العام 2011.

وعليه فإن من المؤمل أن يكون الانسحاب الأمريكي الثالث من العراق، هو أحد النتائج الرئيسية لمساندة المقاومة العراقية للمقاومة الفلسطينية في غزة. وهو ما ذكره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه بالاحتفال التأبيني للحاج محمد ياغي (06-01-2024)، حينما قال بأن العراق أمام فرصة تاريخية للتخلص من قوات ‏الاحتلال الأمريكي، مضيفاً بأن “اليوم هناك فرصة تاريخية أمام الحكومة العراقية، أمام مجلس النواب العراقي، أمام القادة العراقيين، ‏الأحزاب، فصائل المقاومة، الشعب العراقي، الفرصة التاريخية ليغادر هؤلاء المحتلون المجرمون ‏القتلة الذين سفكوا دماء العراقيين ودماء الإيرانيين ودماء السوريين واللبنانيين وشعوب المنطقة، ‏وهم الشركاء الكاملون في كل الجرائم التي تُرتكب اليوم في غزة وفي فلسطين وفي لبنان، هذه ‏فرصة تاريخية”.

وأشار السيد نصر الله بأن فرصة إخراج القوات الأمريكية من العراق، قد يكون من بركاتها أيضاً، انسحاب ‏القوات الأمريكية من شرق الفرات (أي من سوريا)، التي لا تستطيع بحسب الظاهر والمنطق العسكري، أن تبقى إذا خرجت من كلّ العراق.


* الخنادق