الجمعة 10-11-2023


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مقام نبى الله

هارون يثير جدلا بين الحقيقة والخرافة

يطل مقام نبى الله هارون من تبة مرتفعة على دير سانت كاترين ويقع فى بداية طريق الدير وجبل موسى.

ويقبل السياح على زيارة المقام رغم أنه لم يثبت أنه مقام نبى الله هارون أو دفن فيه، وفى مقابل تبة المقام يوجد ما يشبه العجل الذهبى لبنى إسرائيل.
«المصرى اليوم»، تستعرض حكاية مقام النبى هارون ما بين الحقيقة والخرافة.

يقول صالح عوض من قبيلة الجبالية، من المهتمين بمعالم سانت كاترين، إن هذا المقام عرف بمقام نبى الله هارون لكنه لم يدفن فيه، ومن المعروف دينيا وتاريخيا أن نبى الله موسى وهارون عاشا فى الوادى المقدس.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


مقام نبى الله هارون يثير جدلا بين الحقيقة والخرافة


وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثرى، عضو المجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن ما يطلق عليه مقام النبى هارون بمدينة سانت كاترين، وجرى تسجيله فى كافة الكتيبات السياحة بهذا الاسم، قبر رمزى «مشهد رؤية»، ولم يدفن فيه نبى الله هارون ولا أى شخص آخر، وأن نبى الله موسى وأخاه نبى الله هارون، عليهما السلام، توفيا فى سيناء ولم يعرف لهما قبر، وكان ذلك خلال فترة تيه بنى إسرائيل بين أودية سيناء لمدة أربعين عامًا لرفضهم دخول الأرض المقدسة، كما أمرهم الله سبحانه وتعالى.

وأشار «ريحان» إلى أن تبة مقام النبى هارون، ليس لها أساس علمى، وما قيل عن ارتباطها بنحت العجل الشهير أمامها وتصويرها فى بعض الكتب السياحية بدوران أشخاص حول عجل ذهبى ليس له أصل علمى، لأن عبادة العجل لم تكن فى هذا الموقع بل كانت قرب بحر حيث نسف نبى الله موسى العجل فى اليم أى البحر بنص القرآن الكريم فى الآية 97 من سورة طه «وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِى الْيَمِّ نَسْفًا».

لذا فإن القول بأن نحت شكل العجل الذهبى أمام مقام النبى هارون يمثّل القالب الذى صب عليه السامرى العجل الذهبى الذى عبده بنو إسرائيل فوق التل المقابل لهذا النحت كما ورد فى بعض الكتب السياحية الأجنبية ليس له أساس علمى، وأن هذا النحت ضمن المنحوتات الطبيعية التى شكّلتها عوامل التعرية فى سيناء وصنعت منها أشكالا مختلفة يتخيلها المشاهد حسب مخيلته، وهناك واد كامل فى الطريق من النقب إلى طابا يضم منحوتات طبيعية يمر عليها رواد سياحة السفارى ويتخيلونها أشكال آدمية وحيوانية.

وعن المكان الحقيقى لعبادة العجل كما ورد فى الكتاب الشهير للدكتور عبد الرحيم ريحان «التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى»، الذى يحقق مسار نبى الله موسى فى سيناء، فإنه موقع مدينة طور سيناء الحالية قبل الدخول إلى وادى حبران، الممتد من طور سيناء إلى الوادى المقدس «مدينة سانت كاترين حاليًا»، وهو الوادى الذى عبره نبى الله موسى وترك شعبه فى طور سيناء كما أمره المولى عز وجل ليتلقى ألواح الشريعة وهو الوادى التى تقوم الدولة بتطويره ضمن مشروع التجلى الأعظم.

ولفت «ريحان» إلى ذهاب نبى الله موسى إلى ميقات ربه لتلقى ألواح الشريعة، وترك أخاه هارون مع بنى إسرائيل ووصاه بقيادة بنى إسرائيل من بعده، ما يعنى ذهابه إلى مكان بعيد ربما لا يعود منه فترك وصيته «وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» الأعراف 142.

وكانت نساء بنى إسرائيل فى مصر يخدمن نساء آل فرعون وأخذن منهن بعض الحلى والذهب خلسة، وقد جاء فى سفر الخروج (ولما رفض فرعون كل الآيات التى رآها جهرة أمامه فأتى عليه أمر الله فأمد يدى وأضرب مصر بكل عجائبى التى أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم، وأعطى نعمة لهذا الشعب فى عيون المصريين فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين، بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين) سفر الخروج:

الإصحاح الثالث الآيات 20-22، سفر الخروج الإصحاح الحادى عشر الآيات 2-3. وأوضح «ريحان» أن نبى الله موسى تعجّل ميعاد ربه واكتفى بتولية هارون قائدًا على بنى إسرائيل وتركهم على عجل ليحضر إلى المناجاة وأخبر نبى الله موسى قومه قبل ذهابه لميقات ربه أن غيبته عنهم لا تطول أكثر من ثلاثين يومًا مع مسافة الطريق إلى جبل الطور كما وعده ربه فى البداية، فلما أمر الله نبيه موسى أن يستأنف صيام عشرة أيام أخرى طالت غيبته عن قومه واستبطأه القوم فعبدوا العجل.

وحدثت فتنة عبادة العجل بسبب السامرى، (موسى السامرى)،

وكان صائغا ماهرا، وأمر بنى إسرائيل بالتخلص من وزر ذهب المصريين الذين سلبوه منهم فيلقونه فى النار وصنع منه عجلًا ذهبيًا وطلب من بنى إسرائيل عبادته لأن نبى الله موسى لن يعود إليهم، وبعد عودة نبى الله موسى لام هارون واعتذر بأنه عمل كل ما فى استطاعته ولو قام بقتال من ارتد لكان ذلك سببًا لفرقة، ولام نبى الله موسى بنى إسرائيل أشد اللوم وألقى الألواح التى كتبها الله له ويقال إنها كسرت،

وقال للسامرى اذهب فإن الله عاقبك بأن تقول فى حياتك لا مساس وهو عقاب بدنى بحيث يتألم السامرى من مس أى إنسان له، فكان إذا لقى إنسانًا وخشى أن يمسه يقول لا مساس، وأخبره أن هذا العجل الذى ظل عليه عاكفًا سيحرّقه وينسفه فى ماء البحر، ما يؤكد أن عبادة العجل كانت فى موقع يشرف على مياه وهو موقع طور سيناء حاليًا، الذى يتفق مع خط سير رحلة نبى الله موسى بسيناء.