نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ناصر بن حمد ويبدو إلى جانبه ولي عهد الكويت مشعل الأحمد وأمير قطر تميم بن حمد خلال اللقاء التشاوري الخليجي بعد تراجع الملك عن حضور الاجتماع - جدة

19 يوليو 2023

مرآة البحرين (خاص): كان مستغرباً تراجع ملك البحرين عن التوجه إلى مدينة جدة لحضور اللقاء التشاوري لمجلس التعاون الخليجي، والاجتماع الخليجي مع دول آسيا الوسطى، وسحب الخبر الرسمي الذي تم نشره قبل ذلك في وكالة أنباء البحرين الرسمية، وإعطاء الأوامر للصحف بحذف الخبر من مواقعها الإلكترونية.

والمستغرب أكثر إيفاده نجله ناصر للاجتماع الذي سيرأسه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وهو ما يعني أن البحرين كانت الأدنى في التمثيل الدبلوماسي بين الجميع.

بالشكل فقد ترأس الاجتماع ولي عهد السعودية وحاكمها الفعلي محمد بن سلمان، بحضور وولي عهد الكويت وحاكمها الفعلي مشعل الأحمد، وأمير قطر تميم بن حمد، وحاكم دبي، الرجل الثاني في الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس الوزراء العماني (الرجل الثاني في الحكومة العمانية) أسعد بن طارق آل سعيد، حيث يرأس السلطان الحكومة العمانية، فيما مثّل البحرين ناصر بن حمد بصفته "الممثل الشخصي لملك البحرين".

اللافت في غياب ملك البحرين، أنه حصل مع تصاعد الخلاف بين حاكم الإمارات محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي عبّر عن غضبه من محمد بن زايد حيث اتهمه بتوجيه "طعنة في الظهر" للمملكة وفق ما ذكر لصحفيين سعوديين مؤخراً.

بعيداً عن أسباب الخلاف بين الدولتين، من الواضح أن ملك البحرين يقف محتاراً بين الإمارات والسعودية، وهو يعلم أن الاثنين سيجبرون حلفاءهم في حال تصاعد الخلاف إلى اختيار طرف على حساب آخر، أما سبب الحيرة البحرينية فهي تكمن في حاجتها للدولتين وتبعيتها لهما.

لقد اختار ملك البحرين في 2011 محاربة شعبه وقمعهم، ولكي يصل إلى مبغتاه الذي قاده إليه حقده، تنازل هو وأسرته عن سيادة بلده واستدعى السعودية والإمارات للقضاء على شعبه، ولاحقاً احتاج لأموالهم لمواصلة قمع المعارضين الذين يمثلون أغلبية البلاد.

احتياجه المستمر للدعم المالي والغطاء السياسي على مدى 13 سنة أدى في نهاية المطاف إلى تحويل البحرين إلى تابع صغير يقوم بأوامر أسياده.

وما مقاطعة قطر ودفع البحرين لثمن المقاطعة وحدها لاحقاً، وتعرضها لإذلال علني لم يسبق له مثيل على مستوى الخليج إلا خير دليل على ذلك.

واليوم تعتمد البحرين في الدعم المالي على الإمارات بعد أن توقفت السعودية عن إغداق الأموال دون حسيب على حكامها الجشعين، وهذا سبب حيرة الملك، هو لا يستغني عن أموال الإمارات، لكنه لا يتحمل كلفة معارضة السعودية، الشريان الحيوي للجزيرة الصغيرة.

قد يكون محمد بن زايد هو الذي طلب من الملك عدم التوجه لجدة، وقد يكون محمد بن سلمان طلب منه عدم الحضور لعدم وقوفه بشكل واضح إلى جانب السعودية ضد الإمارات، وفي كل الأحوال فإن غياب الملك أو ولي عهده عن حضور القمة، دليل على الضعف السياسي الذي وصلت إليه البلاد.

لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل الأمور في الخلاف الإماراتي السعودي، ولا أحد بالتأكيد يعلم مدى تأثير هذا الخلاف على البحرين مستقبلاً، لكن الأكيد أن الملام في كل ما يحصل هنا هو ملك البحرين وأسرته التي دفعها حقدها على شعبها إلى ما وصلنا إليه.