نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


جناح الكويت في معرض اكسبو دبي.. وناسه!

بقلم: د. عبدالله يوسف سهر

استمعت الى كلمات المديح والاطراء الى درجة الافتخار بجناح الكويت في معرض اكسبو دبي، فسعدت كثيراً بهذا الانجاز، ولكن ما لبث ذلك قليلا الا وانحسرت تلك السعادة العابرة الى حالة من اليأس.

الافتتاح تخلله حفل غنائي في جناح الكويت ناجح بدليل التجمع الغفير من الناس هذا ما قاله احد الاعلاميين، ولكن هل يوجد شيء آخر غير الغناء!

هل يوجد تجمع مثلا بشأن انجازات خطط التنمية التي اجتهدت الامانة العامة للتخطيط والتنمية بتصميمه على لون الصحراء والشمس وبمكونات ثلاثية عددها بعدد ركائز خطة التنمية، والتي "ترمز للاستدامة البيئية"!

بخلاف الحفل الغنائي الذي اهتزت له وزارة الاعلام ودفعت له الشيء الكثير، هل تم فتح احدى هذه الركائز التنموية السبعة لنشاهد ماذا تم من انجازات في مشاريعها "للاستدامة البيئية"!

الذي اتذكره جيدا بأن نسبة كبيرة تصل الى ٥٠٪؜ من تلك المشاريع لم تنجز!

والذي اعرفه بأن المؤشرات التنموية التي تم استهدافها في خطة التنمية لكي تتحسن من خلال تلك المشاريع التي ربت عن ٣٠ مليار دينار لم تتقدم، بل هبطت معظمها الى مراتب سحيقة!

لنا ان نسألكم:

ماذا قدموا من اجل الكويت!

وماذا قدمت خطة التنمية من تطوير!

واين ذهبت ال ٣٠ مليار دينار!

هل تحسنت مؤشرات الدولة التنموية!

لا بل انحدرت؟

الاجابة معروفة ولا داعي للتكرار، لكن هل يجوز ان نفتخر الى هذا الحد
بشعار ذهبي بلون رمال الصحراء والشمس وفيه سبعة مثلثات ترمز لركائز التنمية المستدامة مع حفل غنائي! وما هو العائد من ذلك؟

الى جانب الوناسة والبهجة التي ادخلتموها في قلوب بعض الناس لبضع ساعات، ماذا قدمتم للكويت وصورتها الحضارية والعلمية!

فكرة معرض اكسبو الدولي هي ان تتقدم الدول والمؤسسات العالمية في مشاريعها الابتكارية التي تخدم البشرية.

فكرة المعرض بدأت قبل حوالي ١٧٠ عاماً لكي تتبارى الامم في تقديم ابتكاراتها العلمية ومخترعات علمائها التي تخدم الانسانية ولتعزيز التراث الحضاري للتطور البشري، فماذا قدمتم انتم؟

مع احترامي للفنون الجميلة والحلويات الشعبية التي تم توزيعها في جناح الكويت، لنا الحق ان نسألكم ماذا قدمتم من السبعة ركائز التنموية التي تحدثتم عنها كثيرا وكان فعلكم بها شحيحاً!

ماذا قدمتم للتنمية وخططها الورقية الفاخرة المزينة بالالوان والجداول في حين انها تفتقر الى انجازات تلبي ادنى سلم الطموح!

ماذا قدمت غير التعثر والتأخر والتبعثر للجهود واتساع الفجوات بين الاهداف والمؤشرات والمشاريع!

ماذا قدتم لركائز وغايات واهداف تتحدث عن التنمية البشرية والتعليم المتطور والخدمات الصحية المتطورة والاقتصاد المعرفي والطاقة البديلة والبيئة النظيفة وحقوق الانسان وتنويع مصادر الدخل وحل المشاكل الاسكانية والسكانية والشبكات الالكترونية وطرق المواصلات المتنوعة وتوطين السياحة!


افتحوا صناديق الركائز السبعة التي تحدثتم عنها لنرى ماذا حل بها بعد هدر اكثر من ٣٠ مليار دينار كويتي، ماذا حصل في مكانة متميزة للكويت، وماذا تم للبنية التحتية وهل تم تطويرها ان تدميرها، وماذا تم بخصوص رأس مال بشري ابداعي.

فهل حرصتم على عنصر الشباب ووضعتم البرامج التي تشجع الموهوبين منهم ام تم تهميش المتميزين، وماذا عن هدفكم لتحقيق ادارة حكومية فاعلة … فهل فعلا قللتم الدورات المستندية… ام اصبحتم انتم اكثر المشتكين منها، اما ركيزة رعاية صحية عادية الجودة فحدث ولا حرج، اما عن ركيزة اقتصاد متنوع ومستدام فقد ترجمتموه بالانجاز الغنائي والغذائي، وبخصوص الركيزة السابعة ذات العلاقة ببيئة معيشية مستدامة فهي لغز لا يدرك كنهه الا اصحاب شعار الاكسبو.

ليس سهلا ان تنتقد على هذا النحو لاننا نتحدث ونحن نعاني الغضاضة ونعتصر حسرة وألماً لبلدنا الذي يفيض بكنوز من الدرر الثمينة متمثلة بشباب يافع خلاق ولكنه مطمور تحت مخلفات المتسلقين، وهنالك نخبة من المتميزين ولكنهم مهمشون ، وجمع آخر من المخلصين ولكن لا حظ لهم بين صفوف المتملقين والمتزلفين، لذلك لن تأتي لنا التنمية ووعودها اكثر من كلمات جوفاء تحاول تفخيم وتسويق خيال وهمي اعلامي لكي يرقص عليه جمهور يبحث عن رهش وحلوى ودرابيل ووناسه.