الثلاثاء 11-12-2018

الدوحة – بوابة الشرق

عاد "الشيخ" السعودي صالح المغامسي، كغيره من "مشايخ السلطان" في المملكة إلى ممارسة ما يتقنه من توظيف للدين في خدمة النظام السعودي والتقرب إلى ولي العهد محمد بن سلمان..



وبعد أن دافع "المغامسي" عن بن سلمان في قضية قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية 2 أكتوبر الماضي، قائلاً تعقيباً على إقرار الرياض بالجريمة إن فريق الاغتيال السعودي يشبه "خالد بن الوليد"، واصل من يخطب في الناس من "أول مسجد بُني في الإسلام"، كما يقول برنامج في الصورة الذي حل المغامسي ضيفاً عليه السقوط في "مستنقع السلطة".

وزعم الشيخ صالح المغامسي في برنامج "في الصورة" مع عبدالله المديفر على قناة "روتانا خليجية" أمس أن المصلين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضون الثلث الأخير من الليل في الدعاء لولي العهد!

وقال: "عندما تأتي قناة ما وتستأجر أحد من الناس ليقول ما يقول ذماً في الأمير، أين سيصل هذا القول مع فتى أو رجل أو كهل أو امرأة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تدعو الله في الثلث الأخير من الليل للأمير محمد بن سلمان".

وأضاف: "السهام التي وجهت للأمير (محمد بن سلمان) أكبر وأكثر من أن تُعد وتحُصى وكلها تكسرت وعاد الأمير مرفوع الرأس، لا يمكن أن يقال هذا لشخص، لقوة الأمير نفسه فقط، لكن اجتمعت فيه رباطة جأش أعطاها له الله تعالى وتوفيق من الله تعالى....".

ولم تتوقف سقطات الشيخ المغامسي الذي قال عنه البرنامج إنه "يحمل راية الاعتدال من أول مسجد بُني في الإسلام.... وصل للناس وأصبح نجماً.... له في ارتجالية المنبر قوة، وفي الاحتكام إلى الأدلة مسار مبهر.... ليس من أولئك الذين بنوا وهجهم بالكاسيت الإسلامي للتهييج.... أبدع في صياغة معنى الشجاعة في القبول والاختلاف....".

واستكمالاً لمدحه لولي العهد السعودي، قال المغامسي: "لا شك أن أميراً في هذه السن يصل إلى أن يكون ولياً للعهد ثم يُظهر ما يثبت كفاءته في الأمر، لن يتركه أعداؤه وحساده وخصومه ودول تريد أن تتربص بالمملكة....".

وتعليقاً على أول جولة داخلية في المملكة قام بها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن أصبح ملكاً عام 2015، والتي قام بها في 6 نوفمبر الماضي، قال المغامسي إن "زيارة خادم الحرمين الشريفين لبعض مناطق المملكة ومعه سمو الأمير أظهرت شيئاً ألجم خصوماً وكبت أعداءً ورد مكايد.. أظهر الناس كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، التفاتهم نحو قيادتهم، حتى الذي نام عن مشاهدة الملك أخذ يبكي ثم يؤتى به إلى قصر الأمير في اليوم الآخر....".

وكان المغامسي، قال في مداخلة عبر قناة العربية السعودية في أكتوبر الماضي، إن "ما حدث لجمال خاشقجي له بُعد تاريخي في الإسلام، فهناك في اللغة ما يسمى بوجه الشبه، فخالد بن الوليد رضي الله عنه هو سيف من سيوف الله ومع ذلك لمّا بعثه أبوبكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، تجاوز ما أعطاه إياه أبو بكر من صلاحية، فكان أن نجم عن ذلك أن قتل مالك بن نويرة ظناً منه أنه يستحق القتل".

وتابع: في حين أن بعض الصحابة ممن كانوا معه، لم يوافقوه على صنيعه، فكان خالد بن الوليد يقول أنا الأمير ولم يأتيني من الخليفة من ذلك، بمعنى أن الخليفة لم يأذن له ولم يمنعه عن فعل ذلك، أي أنه تجاوز رضي الله عنه صلاحيته وأخطأ في قتل مالك، ولذلك دفع أبوبكر الصديق رضي الله عنه دية مالك.

وأضاف المغامسي: الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى جذيمة، فوقع أن قتل خالد من بني جذيمة، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم صنيع خالد، فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد".

واستطرد قائلاً: أحياناً الإنسان صاحب الصلاحية الأدني بشعور أو بغير شعور، بتأويل أو بغير تأويل مقبول، يتجاوز الصلاحية التي أعطاه إياها صاحب الصلاحية الأعلى.. فالذي يظهر لي أن الفريق المفاوض نجم عنه هذا الخطأ، فالأستاذ جمال لم يأت منه ما يستحق القتل فهو معصوم الدم، لكن الفريق المفاوض أتى منهم هذا الشيء تدرجاً والله أعلم بالحال.. والدولة أعلنت ذلك للعالم وأن هذا الفريق يتحمل هذه القضية".