نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الأحد 08 تموز/يوليو 2018

بغداد ــ أحمد النعيمي : كشفت منظمة محلية عراقية في بغداد اليوم الأحد عن وفاة عدد من المرضى في المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بالتزامن مع موجة الحرّ التي تضرب البلاد منذ أيام وبلوغ درجات الحرارة معدلات قياسية.

ووفقا لمصادر طبية عراقية في بغداد فإن ما لا يقل عن 10 مواطنين عراقيين غالبيتهم أطفال قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مستشفيات ببغداد وغرب وجنوب العراق نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات يومياً.

لا اوكسجين

وبحسب المصادر ذاتها فإن المولدات الاحتياطية للمستشفيات غير قادرة على العمل مدة 18 أو 20 ساعة يومياً، خصوصاً بعد انخفاض ساعات التغذية الحكومية بالكهرباء إلى أقل من 6 ساعات في اليوم.

وتابع “للأسف هناك أجهزة أوكسجين وإعطاء وريدي توقفت، وغرف عمليات انقطعت عنها الكهرباء أثناء إجراء العمليات للمرضى، ومن بين الذين قضوا اثنان من جرحى قواتنا المسلحة”، في إشارة إلى جرحى الجيش العراقي.

الكهرباء متوفرة للمسؤولين والسياسيين

وقال رئيس منظمة دجلة لحقوق الإنسان، ضياء الوكيل “إن انقطاع الكهرباء عن المستشفيات ووجودها بمنازل المسؤولين والسياسيين ورجال الدين ومنازل المنطقة الخضراء أمر مقزز للغاية، وغير آدمي”، مبينا أن “نسبة تماثل المرضى الراقدين بالمستشفيات للشفاء تراجعت إلى النصف”.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تسجيلية أظهرت انقطاع التيار الكهربائي في ردهات المرضى الراقدين في بعض مستشفيات البلاد، وسط مناشداتهم هم وذويهم للحكومة بالتدخل لإنقاذ حياة المرضى.

الانعاش بلا كهرباء

الإعلامي حسين العراقي نشر مقطعاً تسجيليا على صفحته الرسمية قال فيه:” المرضى في مستشفى الزهراء بمحافظة واسط يعانون من انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة”.

وأظهر التسجيل أحد ذوي المرضى الراقدين في المستشفى وهو يتحدث عن انقطاع التيار الكهربائي بشهادة المرضى الراقدين في ردهة الطوارئ وردهة الإنعاش. وقال صاحب التسجيل “قمنا بإخراج مريضنا من المستشفى بسب الأعطال في المستشفى وهناك مرضى مصابون بجلطات يرقدون هنا دون تكييف”.


هذه الحالة واحدة من عشرات الحالات التي لم تتمكن عدسات الناشطين من توثيقها بسبب منع السلطات المسؤولة عن حماية المستشفيات من التصوير.

منع التصوير في المستشفيات

وقال الناشط المدني مظفر الجواري: “حاولنا الدخول إلى عدد من المستشفيات لتصوير الحالة المزرية التي يمر بها المرضى الراقدون في ردهات الإنعاش والطوارئ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لكننا منعنا من التصوير”.
وأضاف “وصلتنا أنباء مؤكدة عن حالات وفاة حصلت في مختلف المستشفيات بسب انقطاع التيار الكهربائي، ولم تتخذ وزارة الصحة إجراءات سريعة لإنقاذ حياتهم”.

وشكا المرضى بدورهم من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في معظم مستشفيات العراق دون أخذ احتياطات وبدائل من قبل وزارة الصحة والحكومة العراقية.

وأوضح مضر الكريعاوي “رقدت في أحد مستشفيات بغداد بعد إجراء عملية جراحية في الأمعاء، ولكن المصيبة أن الكهرباء كانت تنقطع عدة ساعات في اليوم، فلم أستطع الصمود أكثر وهذا دفع والداي لنقلي إلى أحد مستشفيات كردستان”.

وينقل أغلب الأهالي مرضاهم إما إلى مستشفيات أهلية أو إلى مستشفيات في إقليم كردستان، نظراً لوجود مولدات عملاقة تسد النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية بحسب مختصين.

المستشفى الفرن

وأشار ميسر الزبيدي (51 عاماً) إلى أن أغلب مستشفيات العراق تتحول إلى ما يشبه الفرن بالنسبة للمرضى الراقدين فيها بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، والغريب عدم تشغيل المولدات لتعويض الطاقة بحجة نقص الوقود”.

وتابع “مرض طفلي وأخذته إلى أحد المستشفيات وبسبب الحالة المزرية للطاقة الكهربائية خشيت عليه من الموت حراً فاضطررت لنقله إلى مستشفى أهلي وشراء وقود على حسابي الشخصي تحسباً من انقطاع الكهرباء”.

وتضرب العراق موجة حر شديدة جداً سجلت فيها درجات الحرارة معدلات قياسية غير مسبوقة في عدد من مناطق البلاد فاقت 56 درجة مئوية، ودفعت المواطنين إلى البقاء في المنازل أو الخروج إلى العمل واضعين على رؤوسهم قطع قماش مبللة تفادياً لإصابات الشمس.