هاف بوست عربي

01/10/2017

قُتل أحد المقاتلين المخضرمين والذي عرف "بشيخ القناصين" في معركة استرداد مدينة الحويجة في العراق من بين أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك حسب ما أعلنته القوات العسكرية شبه الرسمية التابع لها.

وأعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي السبت "استشهاد شيخ القناصين" أبي تحسين الصالحي الذي ينتمي إلى اللواء علي الأكبر أحد فصائل الحشد الشعبي ولعب دوراً بارزاً في المعارك ضد الجهاديين.

وأكد الأسدي لوكالة فرانس برس أن الصالحي "أصيب يوم أمس (الجمعة) أثناء تقدم قطعات الحشد الشعبي في عمليات تحرير الحويجة في قاطع جبال حمرين أثناء مواجهات شرسة خاضها الأبطال مع عصابات داعش".

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

اشترك أبو تحسين الصالحي، في جميع الحروب التي اندلعت في المنطقة منذ الحرب بين الدول العربية وإسرائيل عام 1973، وقال أنه قنص ما لا يقل عن 320 عنصراً جهادياً.

قُتل الرجل عن عمر يناهز 63، والذي كان يتباهى بقنص أربعة مقاتلين يومياً، خلال تقدم للقوات العسكرية نحو مدينة الحويجة، وذلك حسب أحمد الأسدي، المتحدث الرسمي باسم ميليشيات الحشد الشعبي، إحدى الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد معاقل الجهاديين الأخيرة.

خلال تشييع جنازته يوم السبت الماضي بالقرب من مدينة البصرة جنوبي العراق، قال أحد أصدقائه المقربين والذي يُدعى أحمد علي حسين، إنه كان كان قناصاً بارعاً، عُرف بين رفاق سلاحه باسم "شيخ القناصين" أو "عين الصقر".

كان الصالحي رجلاً مُمتلئاً كثيف اللحية التي اكتست باللون الرمادي، وكان يقود دراجته النارية المجهزة للطرق الوعرة، وقد اعتاد ارتداء وشاح مُموج باللونين الأبيض والأسود، وقفاز للرسغ بلا أصابع، كان أبو تحسين لا ينفصل عن بندقيته "ستير" نمساوية الصنع.

من خلال مقطع فيديو صُور العام الماضي، بدا هذا المحارب مُنهكاً بعض الشيء بعد مسيرته الطويلة كقناص، بدايةً من عام 1973، عندما شارك في الحرب ضمن لواء عراقي حارب في مرتفعات الجولان السورية.



وكان يتحدث الرجل الذي كان يلتف حول خصره حزام به رصاصات أطول من أصابعه، عن تأثير قوة سلاحه على الأهداف التي يُصيبها، وقال إنه "يدفع الهدف إلى الوراء مسافة متر على الأقل قبل أن يسقط صريعاً".

يتحدث الصالحي بفخر عن مدى خوف العناصر المسلحة في المنطقة التي يدافع عنها ببندقيته، ويشير إلى المساحات المفتوحة الممتدة أمامه لأميال شاسعة، ويقول "هل ترى هذه المنطقة؟ أُشهد الله أن لا أحد يستطيع أن يدخل هذه المنطقة".

أثناء حديث أبي تحسين عن الحروب التي شارك فيها، كحرب يوم كيبور – حرب أكتوبر 1973 -، والحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، وحرب الخليج، سمع حديثاً على جهاز إرسال كان بحوزته.

أخذ أبو تحسين موضعه مترصداً لأحد الأهداف، وأكمل حديثه مع راصده أثناء تصويبه نحو المنطقة المفتوحة أمامه قائلاً أنه رأى قناصاً آخر وبجانبه راصده.

قال أبو تحسين للراصد متسائلاً "إنه يجلس بجانبه، أليس كذلك؟ أم أنا مُخطئ؟"، والذي وافقه الرأي في أنه يستطيع أن يرى رؤوسهما.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يصوب أبو تحسين على هدفه بدقة من خلال منظار البندقية، ومن ثم يصمت لبرهة من الزمن، ثم يضغط على الزناد، ومن ثم يحاول تثبيت البندقية الضخمة من قوة ارتداد الرصاصة المنطلقة.

يهتز القناص قوياً من شدة الطلقة، إلا أنه لم يرفع عينه عن منظار بندقيته، ويستمر في المشاهدة لبضع ثوان حتى يرى إصابة هدفه.

بعد تأكده من إصابة الهدف، قال أبو تحسين الذي يقاتل في صفوف الميليشيات الشيعية "جيد، صلوات على محمد وعلى آل محمد. جيد. دوي قوي في الوادي".

حارب أبو تحسين أيضاً في قوات الراحل صدام حسين بين عامي 1980 و1988 ضد إيران، وكان ضمن القوات التي اجتاحت الكويت، وحارب القوات الأميركية التي أطاحت بصدام عام 2003، وذلك قبل أن يوجه بندقيته نحو مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

يقول أبو تحسين في مقطع الفيديو "لقد قنصت اليوم اثنين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. إنه أمر مُزرٍ – الحد الأدنى اليومي بالنسبة لي هو 4". ويضيف أنه خلال معارك عام 2015 ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "قتل منهم 173 مقاتلاً، أما رصيده الحالي 320 مقاتلاً".