مضيفات هستيريات وطيارون مهووسون بالجنس


ماجد الخطيب - إيلاف


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

غلاف الكتاب

يتحمل المسافرون بصبر تشدد الخطوط الجوية الرخيصة في قضايا الحقائب والحجز والتعامل وغيرها، لكن ما خفي أعظم كما تقول مضيفة الطيران الألمانية جوليا نوفمبر في كتاب جديد أصدرته في بلدها عن تجربة عملها في هذه الشركات.
تقول جوليا نوفمبر في كتابها الجريء المعنون "اشتروا، قبل أن تسقط الطائرة!!"، إنها كانت تحلم بالطيران منذ أن كانت طفلة، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس بعد عشر سنوات فقط من العمل كمضيفة طيران لصالح العديد من الخطوط الجوية الرخيصة في أوروبا.

ويبدو ما كتبته نوفمبر في كتابها أشبه ما يكون بتصفية حساب مع شركات الطيران التي سامتها العذاب لسنوات" بأجواء العمل المسمومة ووجبات الطعام السيئة والمضيفات الهستيريات والطيارين الذين يطالعون المجلات الجنسية أثناء القيادة". وتنتقد الكاتبة ضعف اعداد المضيفات واصابتهن بالهستيريا، عند حدوث مصاعب، في حين أن عملهن يتطلب العمل بمهنية عالية وتهدئة خواطر المسافرين في الأوقات الصعبة.

لم تتحدث نوفمبر في كتابها بما يشي باسماء الشركات التي عملت لها، لكن تسليطها الضوء على التفاصيل، يكشف بما لا يقبل الشك، بالنسبة للمسافرين في الأقل، عن أية شركة تتحدث. فالطيران على الخطوط الرخيصة لا يمنح المسافر أي مجال، وهناك مشاكل جمة معهم بسبب زيادة وزن الحقائب بمقدار قليل، أو الغرامات العالية بسبب عدم طبع تذكرة صعود الطائرة مسبقاً، أو بسبب الخطأ في تقدير وزن حقيبة اليد وحجمها.

ويكفي نشر الكتاب باسم سري للدلالة على خطورة ما فعلته نوفمبر، لأنها تتوقع أن تتعرض إلى الفصل بسبب كشف أسرار العمل الداخلية. مع العلم، وكما هي الحال في معظم بلدان العالم، أن عدد الطيارين الأناث محدود، وربما لن تجد الشركات المعنية صعوبة في الكشف عن الاسم الحقيقي الذي تتستر نوفمبر به.

وتقول، باعتبارها شاهدة عيان، إن طاقم الخدمة غالباً ما يسيئون إلى بعض الركاب لأسباب لا تتعلق بلياقة الخدمة. لاحظت كيف تدلق بعض المضيفات السوائل عمداً على ملابس البعض، بل وكيف يبصق بعضهم من الخلف على رأس مسافر مزعج.

أجواء عمل مسمومة

وبعد الحديث عن متاعب المسافرين على الخطوط الرخيصة، والمعاملة السيئة التي يتلقونها باسم "الأسعار الرخيصة"، تتحدث نوفمبر عن متاعب المهنة والعمل مع هذه الشركات.

لا يملك طيارو الخطوط الجوية الرخيصة، وكذلك طاقم الخدمة، خبرة في التعامل مع المسافرين في حالة حصول منغص ما.

وليس نادراً أن يستغل "الزملاء" الذكور ضيق المكان في كابينة القيادة للاحتكاك بها جسدياً، وبشكل فاضح أحياناً. والعديد من الطيارين، المتزوجين والعزاب على حد سواء، على علاقات غرامية سرية مع المضيفات، وللبعض أطفال من هذه الزيجات العابرة للقارات، في مدن ما يتكررون عليها. ولا تنكشف هذه الحالات إلا عند حصول خلاف حول الأطفال وتبعيات تربيتهم.

يضطر الطيارون، وطاقم الخدمة، العاملون على الخطوط الجوية الرخيصة لتناول نفس وجبات الطعام، وأغلبها سندويشات، التي تباع مع المرطبات على المسافرين. والمشكلة هي أن هذه السندويشات سيئة المذاق، لا تراعي شروط التغذية الصحية (مثل قلة الدسم وقلة السكر وانعدام المواد الحافظة).

تقصير في النظافة

ولا تهتم خطوط الجو الرخيصة كثيراً بنظافة الطائرة والتواليتات، وخصوصاً في الرحلات المكوكية ورحلات العودة من الأهداف البعيدة. ويجري التنظيف عادة بشكل سريع وفوقاني حينما يقع على الطائرة أن تعود مباشرة إلى هدف بعيد بعد ساعة من وصولها فقط. وتتفاقم القضية حينما تصل الطائرة متأخرة.

ولهذا تنصح نوفمبر المسافرين على هذه الخطوط باختيار أوقات طيران مبكرة، لأن الطائرة تكون قد نظفت بشكل جذري قبل إقلاعها الأول. لا يتم بعد ذلك، في الرحلات الأخرى، سوى نقل النفايات وبقايا الطعام، وتنظيف الطائرة بشكل عاجل.

شروط عمل مجحفة

دعاها مدير الشركة مرة إلى حديث خاص، مشيراً إلى أن ملاحظاتها وتعليقاتها لا تنسجم مع سياسة الشركة. كانت نوفمبر تلقي الملاحظات جزافاً عن ضعف الرواتب وقلة الحوافز وسوء شروط العمل. وقال لها المدير أن تكف عن ابداء مثل هذه الملاحظات وإلا يقع عليها البحث عن عمل في مكان آخر.

توسعت الشركة الأخيرة التي عملت بها كثيراً في السنوات الماضية، إلا انها لم تسمع كلمة استحسان ولا مديح، وبالطبع ولا زيادة في المرتب وإن بشكل مكافأة.

قد يسمع الطيار كلمة استحسان، ولكن فقط حينما يؤدي ساعات عمل إضافية دون أجر، أو أن يعوض عن اجازة أحد زملائه دون أن يطالب بيوم عمل. وتنطبق هذه الحال على المضيفات لأنهن لا يتلقين مكافأة إلا كنسبة صغيرة عمّا ينجحن في بيعه من أكل وشرب وهدايا (سوفنير) إلى المسافرين.

عموماً تتحمل المضيفات كلفة تدريبهن السريع عند رغبتهن في العمل لصالح الخطوط الجوية الرخيصة، وعليهن أن يتوقعن تقليل الأجور دائماً، لأن الشركة تريد زيادة أرباحها. اما المحظوظات منهن، اللواتي يجري تدريبهن في الشركة، فإنهن مهددات بالطرد دائماً عند شكواهن من الأجور وصعوبة شروط العمل.

والمهم أيضاً هو أن على بعضهن أن يعملن بلا ضمانة صحية، رغم مخاطر المهنة الناجمة عن الاحتكاك بالمسافرين، والتنقل بين مدن مختلفة من بلدان العالم تنتشر في بعضها الأمراض المعدية.