صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الكتاب الوثائقي الخاص بـ "ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم" الذي رصد المشاركين من الأفراد والجهات الحكومية والمؤسسات في "الملتقى"، كما رصد الفعاليات والأنشطة التي ستصاحب عقد الملتقى في رحاب طيبة الطيبة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين في الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى القادم 1432هـ.

وقد تصدَّر الكتاب الذي جاء في "520" صفحة من الحجم الكبير، افتتاحية لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المشرف العام على المجمع، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قال فيها: يسرني أن أفتتح الكتاب الوثائقي الخاص بـ "الملتقى"، بعد أن بذلت اللجان المنبثقة عنه جهوداً حثيثة في سبيل تنظيم فعالياته، والنهوض ببرامجه، وفق الأهداف التي يتطلع إلى تحقيقها، مؤكِّداً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- لهذا الملتقى تأتي وساماً نعتز به أيّما اعتزاز، فلقد سبق لهذا المجمع المبارك أن نظَّم خمس ندوات علمية، جمعت لفيفاً من علماء المشرق والمغرب؛ لتبادل الآراء والخبرات فيما يعزِّز مسيرة خدمة كتاب الله، وإني لأحسب أن المجمع قد غدا يمتلك رصيداً معرفياً من الخبرات العلمية والعملية، تعينه - بعد توفيق الله - على المضي قدماً لبلوغ ما يطمح إلى تحقيقه لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة.

وأوضح الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أنه من خلال هذا الملتقى المبارك يجتمع كتبة المصحف الشريف؛ ليتبادلوا الرأي في تجربة كل منهم؛ لتحسين أشكال الحروف التي يخطونها، وإبراز جماليات تركيبها، وتحقيق ما يسميه أهل الفن بالنسب الفاضلة، وما يرونه من محاولة التوفيق بين معاييرها، وبذلك يكون الملتقى قد حقَّق بعض أهدافه في تقديم النص القرآني على أحسن حال، وذلك من حيث حروفه مفردة ومركبة، واتساقها في سطورها حتى تغدو بهجة للناظرين، إلى جانب رعاية علمية متكاملة في قواعد المرسوم والضبط المعروفة في علوم القرآن الكريم، كما يجتمع الخطّاطون ومن لديه خبرة بصناعة الزخرفة والتذهيب، ليعرضوا أمام الجمهور نماذج من إبداعهم وأعمالهم الفنية، ومما يثلج الصدر هذا البرنامج الثقافي الحافل صاحب الملتقى، وهذا المعرض العامر بالمعروضات المتميزة، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تأمل أن يكون هذا المورد العذب، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، رافداً لمسيرة خدمة كتاب الله في جميع أنشطته التي ينهض بها سواء في إصداراته أو ندواته التي يعقدها، أو خدماته التي غدت بفضل الله معقد الآمال.

كما سجَّل الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي كلمة للكتاب الوثائقي للملتقى قال فيها: إنه إذا كانت العصور السالفة قد عرفت أعلاماً نابهين في فن كتابة المصاحف الشريفة من أمثال ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي، فإن زخم هذا العطاء في تجويد خط المصحف لم يتوقَّف عند عصر من عصور الدول الإسلامية المتعاقبة، كما أن كتابة المصاحف ما انفكت تزدهر في شتى الأصقاع والأزمان، وفي هذا العصر نلتقي ثلة من هؤلاء الكتبة وقد جاؤوا إلينا من أصقاع بعيدة؛ ليتحدثوا، أو يعقدوا ورش عمل، أو يحاضروا في ثقافة جماليات الخط العربي، ومسيرته خلال القرون السالفة، وإننا إذ نجد تنافساً حميداً بينهم؛ لبلوغ شرف كتابة الذكر الحكيم نستذكر حفظ الله عز وجل لكتابه العزيز في الصدور والسطور.

وأضاف الأمين العام للمجمع قائلاً: إن الأمانة العامة للمجمع، وهي تحتفي بهؤلاء الموهوبين في عالم الخط والزخرفة ليسعدها أن تحرص على أداء الرسالة المنوطة في رعاية كل ما يتصل بخدمة كتاب الله، ولا يخفى على أحد أهمية هذا الملتقى في الوقوف على قضايا رسمه وكتابته وتجويد خطوطه، وتحقيق جمالياتها بعد أن ازدهرت مسيرة الخط العربي، فكان من المفيد أن يجتمع أهل الفن؛ ليتدارسوا فيما بينهم خصائص خط المصحف الشريف وقواعده ومعاييره؛ لتحقيق الإبانة والوضوح لكل حرف مفرد أو مركب، مع ما يتطلَّب كل نوع من أنواع الخط من أشكال ونسب فاضلة، ومن هنا كانت كتابة المصحف الشريف علماً قائماً برأسه يتقنه من يتقنه، ويحتاج إلى تمرس معرفي يدركه أهل الصنعة، مُعبّراً عن سروره وشكره الجزيل لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، على ما قدَّمه للملتقى من توجيهات سديدة، ومتابعة حثيثة، كما شكر فضيلته الزملاء والإخوة أعضاء لجان الملتقى على ما بذلوه من جهود صادقة.

وأبان الكتاب الوثائقي أن عدد المشاركين في "الملتقى" من خطاطي العالم الذي كتبوا المصحف الشريف بلغ عددهم "192" خطاطاً وخطاطة من مختلف أنحاء العالم، وكذا رصد الكتاب الوثائقي الخاص بـ "ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم" الجهات الحكومية والمؤسسات المشاركة في الملتقى، وهي: الإدارة العامة لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك سعود، وشركة مروان عبيد "سوريا"، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون، والثقافة الإسلامية في إسطانبول- أرسيطا، ومركز سعود البابطين الخيرية للتراث والثقافة "السعودية"، ومركز القرآن، ومكتبة الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، ومكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض، ومكتب الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، والهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
ثقافة