كرر اتهاماته للمخابرات الإيرانية والجماعات الإرهابية بافتعال قضية المدائن

لندن: معد فياض

صرح فلاح النقيب وزير الداخلية في الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، بان الضجة الصاخبة التي زعمت اختطاف 150 شيعيا على يد مسلحين سنة تقف وراءها «عصابات ارهابية والمخابرات الايرانية». وحذر النقيب من ضم ميليشيات منظمة بدر، التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم، الى القوات الامنية العراقية، معتبرا ان هذا يشكل خطرا حقيقيا على امن العراق.

وقال النقيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس ان «هناك عمليات تضخيم سابقة اججت الوضع في بلدة المدائن من قبل جهات ارهابية وعصابات اجرامية موجودة في البلدة وخارجها، ولهذه الجهات اغراضها في تدمير الوحدة الوطنية وتأجيج الطائفية، وهناك اكثر من جهة مسؤولة عن هذا الموضوع، بما فيها المخابرات الايرانية»، مشيرا الى ان هذه الجماعات الارهابية جاءت من الفلوجة واللطيفية بعد ان هربت من هناك.

واضاف وزير الداخلية العراقية ان هذه المجموعات «ارادت ان تثير مشاكل طائفية من جهة واظهار الحكومة ووزارة الداخلية بانها مقصرة في الموضوع الأمني واتعاب العناصر الامنية، بالاضافة الى انها شكلت خطر حقيقيا على اهالي البلدة، لكننا كنا مستعدين لمثل هذه الاوضاع، حيث كنا على اتصال دائم بشيوخ عشائر المدائن واجتمعنا معهم وشكوا لنا من الضغوطات التي يواجهونها واستمعنا لهم وكنا قد وضعنا خططنا لمواجه الازمة، وهكذا صار الاتفاق مع الاهالي بان تدخل قواتنا الى البلدة»، مشيرا الى ان قصة الرهائن «مختلقة ولا صحة لها».

واوضح النقيب «لقد عثرنا على كميات من الاسلحة في البلدة وقبضنا على 68 مشتبها فيهم وسنحقق معهم لاطلاق سراح من تثبت براءته، واطلقنا سراح قسم منهم بالفعل».

وحول فكرة انضمام منظمة بدر الى القوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية المقبلة، علق النقيب قائلا: «انا ضد تعدد القوات الامنية في العراق. هناك قوات وزارة الداخلية والجيش التابع لوزارة الدفاع وهذا لا يعني غلق الابواب في وجه شبابنا الذين يريدون الدفاع عن بلدهم سواء من خلال قوات الشرطة او الجيش وان يكون ولاؤهم الاول والاخير للوطن وليس لحزب معين. والجانب الآخر للموضوع هو ان دخول مجموعات متكاملة، مثل قوات بدر في وزارة الداخلية، سيشكل خطرا على قوات الشرطة وعلى القوى الامنية». وحول اتهامه المخابرات الايرانية بالتورط في مشاكل بلدة المدائن قال النقيب «ان خبر الرهائن في المدائن الذي كان الشرارة التي فجرت الاوضاع، تسرب من عدة اشخاص كان مصدرهم واحدا، احد الاشخاص، يعمل في المخابرات الايرانية»، مشيرا الى ان ايران لم تستفد من كل الدروس، ونحن حاولنا في اجتماعاتنا مع الحكومة الايرانية اقامة افضل العلاقات معهم، لكن يبدو لي ان المخابرات وحدها تعمل في ايران.

وتعليقا على مستقبل التدخل الايراني في الشأن العراقي في ظل حكومة ذات غالبية شيعية قال النقيب «نحن كعراقيين لا نفكر بصورة طائفية، ولكن هناك محاولات من اطراف عدة لاستغلال المسألة الطائفية لاتاحة فرص اكبر امام الايرانيين للتدخل في الشأن العراقي. نحن نفكر بالنزاهة والكفاءة والولاء للوطن، هذه هي قياساتنا وليس هذا شيعيا وذاك سنيا، المهم ان يكون ولاؤنا للوطن وليس لمكان آخر»، مشيرا الى ان هناك وجودا ايرانيا كبيرا في العراق، خاصة في مدينة البصرة، وقال «ليس هناك أي شك في ذلك».

واوضح النقيب «نحن في الايام الاخيرة من حكومتنا، ونتمنى ان تفعل الحكومة القادمة جهدها لمنع التدخل الايراني في العراق».

وكشف النقيب عن القبض على مسلح تونسي في بغداد وقال «قبضنا على ارهابي تونسي خلال تفجيرات الخميس الماضي، حيث تم تفجير سيارتين ملغومتين، وكانت هناك سيارة ثالثة يستعد انتحاري لتفجيرها، وهي الاخطر، حيث كانت تحمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة لكن سائقها خاف بعد الانفجارين الاول والثاني واصابته حالة من الرعب فترجل من السيارة وجرح ثم توجه الى المستشفى وهناك تم القبض عليه وهو الان قيد التحقيق واعترف بكل شيء وسنعرض اعترافاته امام الناس»، مشيرا الى انه اعترف بأنه دخل الى العراق عبر الاراضي السورية.

وأشاد النقيب بتعاون وزارة الداخلية في السعودية لتعاونها مع الداخلية العراقية وقال «هناك تعاون مع الاخوة في الداخلية السعودية وتبادل معلومات ونأمل في ان تتعاون معنا وزارات الداخلية في دول اخرى لمحاربة الارهاب»، مشيرا الى ان وزارته لم تسلم حتى الان ارهابيين سعوديين تم القبض عليهم في العراق للسعودية ورجح اجراء محاكمتهم من قبل القضاء العراقي.