تاريخ الخبر : 10/09/2013

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وليد الجاسم

مفطح چفل بمناسبة أسهم «وربة»


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قبل سنوات مضت، ربما ست أو سبع سنوات، لا أذكر، زارنا في «الوطن» دبلوماسي من إحدى دول شرق آسيا للتعارف والتواصل وإبداء الملاحظات.. وسماع الملاحظات.

في ذلك اللقاء الذي تم بحضور أخوة أعزاء من الزملاء في «الوطن» أحدهم كان الأخ الأديب مبارك بن شافي الهاجري. في هذا اللقاء أبدى الدبلوماسي الذي يتحدث العربية الفصحى بطلاقة إعجابه بالعطاء الكويتي وقال.. إن معظم الدول العربية تمد يدها هكذا.. ومد يده بطريقة الشحاذ فاتحاً كف يده إلى أعلى، ثم مضى قائلا: أما بلدكم الكويت فإنه يمد يده هكذا.. ومد يده بطريقة العطاء بحيث يكون الكف للأسفل والأصابع مغلقة على شيء ستضعه في اليد السفلى الممدودة والمفتوحة طلباً للحاجة، وذلك كناية عن كرم الكويت وعطائها للدول الأخرى.

في هذه اللحظة الوطنية ثارت مشاعر الأخ الوطني بوشافي وحلف على الدبلوماسي الآسيوي أن يتعشى لديه، وافق الآسيوي وتحدد يوم العشاء الموعود الذي كان عدة (مفاطيح) صغيرة تزين الصواني المعدنية المملوءة بالأرز المطبوخ بعناية فائقة وتفوح منه الرائحة الزكية.

ولأن «المفطح» طلي «لبيني» صغير بدأت اقتطع أجزاء صغيرة من كفله اللين الناعم وأفركها وأخلطها مع العيش بديلاً عن الدقوس حيث تضفي عليه المزيد من الطراوة والدسومة المحببة، هنا لاحظت أن الأخ الدبوماسي الآسيوي يتابع طريقتي في الأكل التي تعلمتها أصلاً من الأخ بوشافي وفي عينيه أسئلة.. وهنا ملت بجسمي نحوه وهمست في أذنه قائلا.. إن كفل الخروف مفيد جداً لصحة الرجل!! التقط الآسيوي الإشارة ودخل على خط الكفل وبدأ يخلط قطعاً كبيرة منه مع العيش وانهمك في الأكل، ثم تطور الأمر وصار يخلط قطع اللحم بقطع أكبر من الكفل ويأكلها دون الرز، وصولاً إلى الأكل من الكفل مباشرة دون رز أو لحم حيث صار يشفط دهن الكفل شفطاً وكأنه يسحب النخاع من العظام!

لم أعرف كيف أتصرف ولا كيف أقنعه بالتوقف عن ذلك الفعل المؤدي للتخمة والخطر على الصحة، وقلت بيني وبين نفسي ليلة وتمر.. لا بأس!!.. المهم انه كان آخر من قاموا عن الصينية بعدما أتى على معظم الكفل إن لم يكن كله، وكنت مضطراً أنا وأخي بوشافي لمجاراته بالجلوس على الأكل بينما كان الجميع قد شبعوا وقاموا عن الطعام، فيما ينبهنا أحد الحضور قائلا.. «يا جماعة.. الضيف راح يموت».

انتهى الضيف اخيرا من الاكل.. وخرجنا الى الحديقة الخارجية على كراسي الديوانية.. وكان احد الاخوة الكرام من بني هاجر قد احضر معه بستوقا مملوءا بحليب ناقة حديثة الولادة.
سأل الدبلوماسي الآسيوي باهتمام.. «ما هذا»؟!.. فقلبت عيوني ثم ملت قليلا قرب اذنه وقلت.. انه حليب ناقة.. وهو مفيد «جدا جدا جدا» لصحة الرجل!!

وهنا، شرب الاخ الآسيوي الكأس الاولى من حليب الناقة ثم الكأس الثانية.. ثم استراح على الكرسي مرجعا رأسه الى الخلف واخذ يقلب البصر مبحلقا بالنجوم التي تزين السماء.. وتوقف عن الحديث تماما.

فجأة اهتز وقام فزعا.. وسأل: «اين الحمام»؟.. اجبناه.. «ها هو ذا».. فذهب الى الحمام لفترة غير قصيرة، ثم خرج.. وشكر الاخ بوشافي على الوليمة وانطلق مغادرا، وقد انقطعت اخباره عنّا تماما منذ ذلك اليوم، حيث لم يعاود الاتصال ولا الزيارة.

المهم، رأيت بالأمس تدافع اهل الكويت على البورصة املا في بيع اسهم بنك وربة بأفضل سعر، وتذكرت مقولة ذلك الدبلوماسي الآسيوي عن عطاء الكويت للآخرين، وتساءلت: هل قصرت الكويت في عطائها لأبنائها؟