تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !



(( ولقد كرمنا بني آدم ... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ./ سورة الإسراء / الآية 70))



التنويه التي نشره الشيخ محمد مهدي الآصفي قبل عدة أيام جاء مخيبا لآمال المخلصين وصادما لمشاعر الكثيرين في معسكر المعارضة الوطنية العراقية بجميع مشاربها الإسلامية و القومية واليسارية فبجرة قلم كفَّرَ الشيخ الآصفي آلاف المواطنين من أعضاء أعرق الأحزاب السياسية العراقية واعتبرهم كفارا وملحدين ، منتقدا بحدة بعض الأطراف الإسلامية المتنورة والصادقة في عدائها للنظام المستبد وللعدوان الغربي على العراق معا، لأنها تحالفت مع بعض الأحزاب غير الإسلامية وهو يقصد تجربة ائتلاف الوطني التي أعلن عن قيامها قبل أيام عدة .

إنه لأمر مثير للغضب والأسف أن يتصدى الشيخ الآصفي وبهذه اللغة التفتيشية والتي لا تنم عن أدنى حرص على المشروع الوطني الساعي الى التغيير والإنقاذ وزرع الأمل في قلوب العراقيين في حين يسكت سكوتا مطبقا عن أحزاب وزعماء سياسيين معارضين عراقيين أعلنوا استعدادهم لعقد معاهدة سلام مع العدو الصهيوني فور سقوط النظام وإيصالهم الى السلطة على متن الدبابات الأمريكية .

كما يسكت سماحة الشيخ المحترم ذات السكوت عن العديد من الأحداث والمظاهر التي تجيش بها الساحة العراقية والعربية فلم نسمع له تصريحا واحدا بمناسبة مجزرة صهيونية أو زيارة لأحد آيات الله العراقيين أو الإيرانيين الى السعودية أو الكويت لجمع التبرعات والتحريض على العراق وشعبه . و لم نسمع له رأيا أو فتوى في رئيس حزب المجلس الأعلى الذي صرح لجريدة القبس الكويتية تصريحا موثقا قال فيه حرفيا أن من ( الضروري استمرار الحصار ضد العراق لأن رفع الحصار يقوى النظام ويمنع إسقاطه ) .

مؤسف حقا هذا التنويه الذي أساء الى التيار الإسلامي المستنير في الساحة العراقية والذي اكتسب احتراما يليق به في العالمين العربي والإسلامي ، و التصريح ينطوي على تكفير صريح وما يستتبعه من تحريض إرهابي بالقتل ومعاقبة المرتدين وفي ذلك جائزة حقيقية للتيار الإسلامي المتعصب وضيق الأفق الذي سيجد فيه سندا وعونا على مواصلة ممارساته الدموية وحل خلافاته مع الخصوم والمختلفين بالسكاكين والجنازير والقنابل .

لقد اطلعنا على موقف الشيخ محمد مهدي الآصفي من العدوان الوشيك على العراق وشعبه المظلوم الذي أعلنه قبل أيام على بعض مواقع الإنترنيت وقدرنا إيجابيا رفضه للمشاركة في العدوان ولكننا نأمل أن تكون المواقف أكثر وضوحا وصلابة فلا تخشى في الحق لومة لائم ، وتصرح بالموقف الواجب اتخاذه من الأحزاب والشخصيات العراقية التي صفقت للعدوان سلفا وقبل بدئه وأبدت استعدادها للمشاركة فيه مع أن تقديرات المصادر العسكرية الروسية في هيئة الأركان تقول بأن العدوان الأمريكي القادم على العراق سيتسبب خلال الأسابيع الأولى بسقوط ما بين مائة ومائة وخمسين ألف قتيل عراقي ! فمبروك هذا "النضال " للمعارضين العراقيين من ضباط وشيوخ عشائر وأمراء أحزاب من تلك التي ستشارك في المذبحة القادمة .

وبالمناسبة فقد صرح أحد قادة تلك الأحزاب العراقية علنا قبل أيام من العاصمة السعودية ( أن الحرب أو العملية العسكرية الأمريكية ضد العراق إذا كانت تستهدف تطبيق القرارات الدولية وإسقاط النظام فهي مقبولة ومنطقية )تلك هي المعادلة إذن فلتقتل الأمريكان ربع مليون عراقي من أجل أن يصل أحد السياسيين الفاشلين والمصابين بداء العظمة الى كرسي الرئاسة ، فما رأي الشيخ الآصفي بهذا الشخص وتصريحه ؟ هل هذا من الإسلام في شيء ؟ هل هذا من الوطنية في شيء ؟ ثم لماذا هذا التنويه التكفيري في هذا الوقت بالذات ؟ و لماذا جاء ضد محاولة جادة كما يبدو لتوحيد عدة أطراف معارضة عراقية عرفت بأنها أنظف من غيرها سياسيا وأمنيا ؟ وأخيرا هل يرضى الشيخ الآصفي أن يشكك أحد في عراقيته التي نحترمها على اعتبار أصله الفارسي الذي ينطق به لقبه " الآصفي " ؟ فلماذا يشكك هو إذن في أيمان وانتماء آلاف الوطنيين العراقيين ويفتي بتكفيرهم ؟