إستحضارالغائب:

كان الزعيم العراقي الأسبق الراحل، المرحوم عبد الكريم قاسم، محبوبا من قبل العراقيين، وخاصة فقراءهم،لكونه كان شعبيا. عاش فقيرا مواسيا لفقراء العراقيين، وإستشهد وهولا يملك حتى دارا يسكن فيها.

لذلك ظل في وجدان وضميرالشعب العراقي بكافة أطيافه.

وبعد إستشهاده على يد زمرة البعث المجرم، وبمؤامرة دولية حثت عليها شركات النفط العالمية، والتي كان المرحوم قدحاول قطع يدهاوحرمانها من ثروات العراق.

نعم بعد إستيلاء زمرة البعث على الحكم في العراق، في إنقلابهم الدموي الأسود في عام 1963 من القرن الماضي.

حضرالمجرم أحمد حسن البكر، والذي كان من زعماء الإنقلاب على عبد الكريم قاسم، حضر إحتفالا جماهيريا، لتتصايح الجماهيرالعراقية الحاضرة.

وينك يالغايب وينك........وينك يالغايب وينك.

ففهم المجرم البعثي مقصد الجماهير، وهي تندب الشهيد عبد الكريم قاسم، والذي قتله البعث بدم بارد. فأمر بإعتقال كل من يردد ذلك الهتاف!!!

لكن أحد مرافقيه همس بإذنه منبها، إلى إن أغلب الحاضرين هم من شيعة العراق.

ويقصدون بالغائب الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وإعتقال أيا منهم سيتسبب بفتنة، والحكم الجديد في غنى عنها.

فسكت المجرم على مضض وحنق على تلك الهتافات.

وهكذا غطت عقيدة الشيعة بالإمام المهدي المنتظر(عج) على هتافات الجماهيرالعراقية التي كانت تندب زعيمهاالذي أعدمه البعث.

وهكذا يبقى ويخلد الذكرالحسن، لكل من ترك عمله وسلوكه، أثرا في نفوس معاصريه.

فإستحضارالغائب، كرامة من الله لذلك الغائب إن كان محترما، وقد يكون لعنة تلاحقه إن كان مجرما.

فرغم كون الغائب، إنتهى عهده وغاب عن زمنه وعالمه، لكن ذكره بقى خالدا في النفوس إما تمجده أوتلعنه.

وقد إنعكس هذاالشأن والتمجيد، أواللعن والتبديد للغائب، في أفراح وأتراح مادحيه ونادبيه، أولاعنيه.

وأكثرمن غاب وظل ذكره حاضرا في القلوب والنفوس، هومن إقترن إسمه بدين أوعقيدة.

فالمسيحي لايفارق لسانه ذكرالسيد المسيح(ع) أوإمه مريم العذراء.

والمسلم لايتوقف من ذكرإسم النبي الكريم، فأكثرالإسماء شيوعا في العالم العربي والإسلامي، إسم محمد.

حتى أصبحت كلمة محمد سابقة لأغلب إسماء العرب والمسلمين.

حتى جاء في ألحديث الشريف:

خيرالإسماء ماعبد وحمد.

وفي التاريخ الإسلامي لم يمجد غائب ويحتفل بذكراه، كما مجد وإحتفل بذكرى الإمام الحسين (ع).

فماأن يهل شهرمحرم الحرام، إلا ويسمع نداء :

واحسين.......واحسينا.........واحسيناه

من أقصى بلاد العالم لأقصاها.

وقد بلغ الإحتفاء والإحتفال بذكرى مصاب إبي عبد الله الحسين مبلغا، لم يجاريه حدث آخرفي تاريخ الإسلام، وحتى فيما يخص أسس العقيدة الإسلامية.

وأكاد أجزم سوف لن يمروقت طويل، حتى نرى العالم بأسره يحتفل بذكرى عاشورا.

فهذا زعيم الهند المهاتما غاندي، وبلسانه يتعلم من الإمام الحسين(ع):

كيف أكون مظلوما؟؟؟ لأنتصر!!!

وهذا الزعيم الشيوعي الصيني، ماوتسي تونغ، يوبخ سائليه من الثورجية العرب من زواره، حينما يسألوه عن كيفية إنتصاره في حروبه؟؟؟ فيوبخهم بقوله:

عندكم ثائرا مثل الإمام الحسين، وتسألوني كيف إنتصرت؟؟؟ في حروبي!!!

وأتذكرفي الزمانات عندما كنت صغيرا، حيث تصطحبني المرحومة جدتي أمينة معها، لزيارة مراقد الأئمة
(ع). كنا نشاهد موزعي ماء السبيل في مداخل الحرم الشريف، وهم ينادون:

إشرب ماء وألعن يزيد.

حيث يقدم الناس على إكرامهم بشئ من النقود، ويشربون الماء البارد من جرارهم التي يحملونها.

وإذا كان الشيعي يشرب الماء ويلعن يزيد، فالسني أيضا عندهم نفس النغمة، وإن إختلفت قليلا بقوله:

إلعن يزيد ولاتزيد.

وهكذا خلد الغائب شهيد كربلاء الإمام الحسين(ع) بالندبة بإسمه وتذكرعطشه، بلعن من تسبب بإستشهاده.

وأيضا خلد المتسبب بقتل الإمام الشهيد(ع) بلعنه صباحا مساءا، على ماأقترفته يداه من أثم عظيم.