تأجيل الانتخابات خطوة أولى لتقسيم العراق !


أرض السواد - علاء الزيدي

alaalzeidi@hotmail.com

مهما حاولت الأحزاب السبعة عشر التي " التمست " الحكومة المؤقتة غير المنتخبة تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر في قانون إدارة الدولة المؤقت ، وهو الثلاثين من كانون الثاني ( يناير ) من العام القادم أن تسوق تبريرات لالتماسها الغريب ، فإنها أثبتت أنها لاتنظر إلى أبعد من أنفها ، وأنها غير معنية باستقرار العراق ووحدته .

فإذا كان الدكتور عدنان الباچه چی وغيره من العناصر السنية العربية ينوون توريد " مواطنين " من دول الجوار العربي لتغيير الكفة الانتخابية لصالح أية أقلية في مقابل الأغلبية الشيعية الساحقة ، على مدى الأشهر الستة المطلوب تأجيل الانتخابات خلالها . وإذا كانت قيادات الأحزاب الكردية في صدد ترتيب الأوضاع في كركوك لصالح مشروعها ولو عبر تشجيع الهجرة المعاكسة إليها من إيران وتركيا ، فإن بمقدور الأغلبية – رغم كونها أغلبية ولا تحتاج إلى المزيد من النسب – أن تفتح الأبواب على مصاريعها للشيعة العرب والعجم من أية دولة عربية أو مجاورة للهجرة إلى العراق ، وتزوير البطاقات التموينية لهم ، كما يفعل أو ينوي أن يفعل الآخرون ، تمهيدا لانتخابات يراد لها أن تكون شرط السچین وتحت الطلب وتفصال !

وإذا كان الباچه چی وغيره من اعضاء سقيفة التأجيل يراهنون على التكتل مع بعضهم على أساس قاعدة " عدو عدوي صديقي " بحيث يجتمع الأضداد ( مثل الياور والباچه چی رغم تقاتلهما على منصب الرئاسة الفخري ، والأكراد والمسيحيين رغم الادعاءات المعلنة بوجود تطهير عرقي في كردستان العراق ضد مجموعات مسيحية وغير ذلك ) فبمستطاع المتضادين من الشيعة أيضا أن يتكتلوا ويجتمعوا لقلب الطاولة على الآخرين ، وما الضير في التحالف مع القوتين الكبريين المتحكمتين بالعراق ، أعني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لرسم المستقبل العراقي بما لايتعارض والمصلحة الشيعية ولو طوح ذلك بمصالح الآخرين من الشركاء العراقيين بعيدا وألقى بها إلى الجحيم ؟

وإذا كانت قيادات الأحزاب الكردية تريد الانطلاق من موضوعة التأجيل إلى التأسيس الفعلي وعلى الأرض للكيان المستقل الذي لاغبار عليه فيما لو كان ضمن ترتيبات إقليمية شاملة تراعي حقوق القوميات الأخرى على تلك الأرض ، فما الضمانة من أن يسعى شيعة ومندائيو ومسيحيو الجنوب – وهم حضارة منفصلة بتقاليد وأكاد أقول لغة مختلفتين عن جميع الآخرين – إلى التكوين الهادىء والمتدرج للدولة المستقلة التي تمتلك كل عناصر النشوء والارتقاء ؟

وكلمة أخيرة لشيعة العراق : إن العالم الحر المتمدن لهو مع الديمقراطية والتحرر والتعددية والانتخابات ونزاهتها ، وأمامكم تجربة الحركة الديمقراطية في أوكرانيا ومقدار دعم العالم المتحضر لها ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين بالخيار الشعبي الديمقراطي الحر ، وليكن موعد الثلاثين من كانون الثاني ( يناير ) القادم من المقدسات التي لايجرؤ أحد مهما كانت قوته على المساس بها .