نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


صلاح أحمد من لندن
2011 الأربعاء 2 فبراير

في ما مضى كان العلماء قادرين على «إخفاء» بعض الأشياء في حال كانت متناهية الصغر بحيث تستلزم المجهر لرؤيتها في المقام الأول. وكان هذا نفسه يتم عبر عمليات فيزيائية معقدة يطلق عليها اسم «ورائية المادة» وعلى أضيق نطاق بسبب تكاليفها العالية.

لكن بحوثا جديدة في جامعة بيرمنغهام الانكليزية أثمرت خطوة هائلة نحو تحقيق حلم «طاقية الإخفاء» إذ استطاع العلماء إخفاء مشبك ورق. ومع أن هذا صغير الحجم بالقياس الى الأشياء العادية من حولنا، فهو أكبر بمئات آلاف أضعاف المجهريات التي خضعت للتجارب السابقة.
وتوظف هذه التكنولوجيا الجديدة بلّورات طبيعية التكوّن تسمى «الكالسيت»، لأنها تتمتع بخاصية إحناء الضوء وإجباره على الارتداد على عقبيه. وإذا وضعت هذه البلورات حول الشيء المراد إخفاؤه، مثل مشبك الورق، فهي تجبره على الارتداد وتمنعه عمليا من الوقوع على المشبك فتصبح رؤيته بالعين المجردة غير ممكنة على الإطلاق.

ونشرت نتائج هذا البحث على الجورنال العلمي «نيتشر كوميونيكيشانز». وقال فيه شوانغ زانغ، بروفيسير الفيزياء بجامعة بيرمنغهام وأحد كبار العاملين في البحوث الأخيرة: «هذه خطوة هائلة الى الأمام لأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إخفاء شيء يمكن ان تراه العين المجردة بوضوح».

ومضى قائلا: «باستخدم بلورات الكالسيت الطبيعية بدلا عن عملية « ورائية المادة» الاصطناعية، صار بوسعنا توسيع نطاق الإخفاء آلاف المرات دفعة واحدة. وهذا يبشر بخطوات أكبر على الطريق مع تقدم البحوث». وأشار الى أن حدود النطاق الذي تحدث عنه ترسمها الكمية المتوفرة من البلورات «السحرية» هذه.

ويذكر أن الكالسيت هذا يمكن ان يتكوّن طبيعيا بطول 6.4 متر، وهذا يعني - نظريا على الأقل - أن بالوسع استخدامه لإخفاء سيّارة عسكرية على سبيل المثال. ومن الجهة الأخرى، كما يقول العلماء، فإن بالوسع انتاجه اصطناعيا في المختبرات.

ويقول البروفيسير زانغ: «توقف نجاح الإخفاء في السابق على المستوى المجهري وباستخدام «النانو تكنولوجيا» (تكنولوجيا الأشياء المتناهية الدقة). وكانت هذه عملية بطيئة تحتاج معرفة فشلها أو نجاحها نفسها الى مجهر. لكن استخدام بلورات الكالسيت يفتح الباب الآن الى زيادة نطاق الإخفاء بحيث يبشّر بتطبيقات مستقبلية قد تقلب الأشياء في العالم رأسا على عقب».