تقرير مثير نشر الثلاثاء، حول العلاقة بين الشباب و الفتيات في السعودية، ووردت فيه وقائع قيل: إنها تحدث في برج المملكة، وتكون مقدمة لتواصل غرامي بين الذكور والإناث، بما في ذلك متزوجات يحاولن مواجهة واقعهن بإقامة علاقات خفية مع رجال .

ويركز التقرير المنشور على موقع الإذاعة الألمانية، على حالة فتاة تدعى حليمة وشاب اسمه عبدالله، موضحاً أنهما تعارفا خلسة بجوار مدخل "برج المملكة" التجاري في الرياض. واستغرق اللقاء أقل من دقيقة تبادلا خلالها أرقام الهاتف وتواعدا على الغزل عبر التواصل بالمكالمات والرسائل القصيرة والأغاني الحلوة أو حتى الصور.

ويضيف التقرير: "يبدو أن شكل عبد الله أعجب حليمة التي تنوي مراسلته، كما قالت، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك في مجتمعها الذي يمنع على المرأة الاختلاط بالرجال الغرباء، أو الخروج بمفردها من البيت.

أما عبد الله الذي يرتدي الجينز فقد حضر إلى البرج للتعرّف على فتيات عبر تقنية "البلوتوث" التي يعتبرها نعمة على الشباب في المجتمعات المحافظة والمنغلقة.

وهو يأمل بالحصول على صورة من حليمة بفضل هذه التقنية بعد أن حصلت على رقم هاتفه "أعتقد أنها جميلة مثل صوتها" يقول عبد الله عن حليمة قبل أن يغادر البرج حاملاً آماله أيضاً بلقاء معها، وربما بخلوة ".

ويشير التقرير إلى أن حليمة تعرّفت على عبد الله عن طريق تقنية "البلوتوث" في هاتفها الجوال عندما كانت تجلس مع صديقاتها في أحد مطاعم البرج. وتتردد حليمة التي لا يرى المرء منها سوى عيونها إلى الركن عدة مرات أسبوعياً برفقة صديقاتها للغزل والترويح عن النفس من وراء النقاب.

وفي المطعم الإيطالي هناك يجلسن بعباءاتهن ونقابهن إلى إحدى الطاولات وهواتفهن المحمولة إما في أيديهن أو إلى جانب أطباق الطعام.

وخلال تناوله ترد إليهن بين الفينة والأخرى رسائل غزل "بلوتوثية" من فتيان يرتدون الجينز ويجلسون إلى طاولات مجاورة أمثال عبد الله. ولا يكتفي بعض هؤلاء بحمل جواله، بل أيضاً بإحضار كومبيوتره كي تطول جلسات الغزل البلوتوثية، كما يصفونها" .

ويعرض التقرير الرسائل التي يوجهها الشباب للفتيات، ومن ذلك: "أمير تائه يبحث عن ملاكه" و "حصان جارف يبحث عمن يروّضه"، ويضيف: "هناك بعض الرسائل التي تتجاوز المألوف .

وذكرت فتاة: "أن معظم الرسائل تعبر عن نزوع لإقامة علاقات عاطفية بين الجنسين".

وحسب لمياء فإن هذه العلاقات قد تصل إلى أبعد من الخلوة، لاسيما إذا كانت المرأة متزوجة من شخص لا تحبه، كما هو حال زينب التي زوجوها من ابن عمها رغماً عنها.

وبالنسبة إلى زينب فإن زواجها مصيره الفشل، مثله مثل مصير حالات كثيرة مماثلة في السعودية. ولذا فإنها تسعى للتخفيف من عبء ذلك عن طريق إقامة علاقات مع رجال قد يحالفها حظ أفضل معهم، كما تقول.

ويقول التقرير: "تعرف الصديقات أمثال حليمة ولمياء وزينب أن "العلاقات البلوتوثية" في الأماكن العامة كبرج المملكة، قد تسبب لهن مشاكل جمة في مجتمع كالمجتمع السعودي في حال معرفة عائلاتهن بالأمر.

فالأمر لن يقتصر في حالة المعرفة هذه على منعهن من مغادرة المنزل، بل سيشمل أنواعاً أخرى من العقاب تشمل الضرب بقسوة أو تزويجهن بأقصى سرعة من أقرباء لهن رغماً عن إرادتهن.

وعلى الرغم من هذه المخاطر تريد مريم تحدي واقعها من خلال الغزل عبر الجوال وتقنية البلوتوث بهدف تذوق طعم الحب الحقيقي، كما تقول، وتضيف: "أعرف أنني سأتزوج على مزاج أهلي، لكنني لا أريد رغم ذلك تضييع فرصة التعرف على شاب يعجبني شكله وأتبادل معه الغزل ولو عن بعد".

أما صديقتها زينة فتريد من وراء ذلك حياة أكثر إثارة بدلاً من الحياة الرتيبة التي يرسمها لها والدها وإخوتها الذكور.

وإذا كانت مريم قادرة على التكيف مع قدرها المرسوم على ما يبدو، فإن سميرة لا تبدو كذلك، لأنها عاشت فترة طويلة في أوروبا، ألفت فيها مجتمعات منفتحة تتمتع فيها المرأة بحرية مثلها مثل الرجل. وعندما عادت إلى بلدها زوجها أهلها من ابن عمها الذي لا هي تحبه ولا هو يحبها.

وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى الطلاق الذي ترتفع نسبته في السعودية بشكل ملحوظ مقارنة مع دول كثيرة حسب سميرة.

غير أنها لا تريد انتظار رضا زوجها حتى يوافق على البدء بمعاملة انفصالهما عن بعضهما: "أرغب أيضاً بعلاقات في الخفاء مع رجال، لاسيما وأن زوجي يقيم علاقات مع نساء أخريات."