أسامة الصايغ تحدث إلى "السياسة" عن أسرار الأحجار الكريمة وخواصها وفوائدها


06/01/2010

الألماس ينفع الدماغ والزبرجد يهدئ الأعصاب ويعالج القولون والزمرد يفيد القلب والياقوت ينشط المشاعر والأحاسيس


تتفاعل الأحجار الكريمة مع جسم الإنسان ومن هنا تتحقق فوائدها
العقيق سيد الأحجار والفيروز يفيد في صد العين الحاسدة ومنع شرورها



كتبت - عذراء عيدان:

كثيراً ما نسمع عن فوائد الأحجار الكريمة في حياتنا, فهل هي حقيقة, وما علاقتها بالأبراج?

ومن أين اكتسبت تلك الطاقة التي جعلت لها تأثيراً على أجسامنا?

هذه الأسئلة يجيب عنها الدكتور المهندس أسامة الصايغ والاختصاصي بعلم الأحجار, في لقاء له مع »السياسة«:

هل لكل حجر فائدة بعينها?

هناك جانب علمي وآخر تراثي, إضافة إلى تراكم الخبرات في استعمالها والإفادة منها, وهناك خواص تأتي بسبب التركيب الكيميائي والفيزيائي فتكتسب صفات تختلف من حجر لآخر, إذ أصبح منها المشهور وهناك غير المشهور, ولابد من معرفة ان كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى أوجده لفائدة, نعرفها أو قد لا نعرفها, وأحياناً لا نستوعبها بسبب ثقافتنا أو معرفتنا المحدودة بطبائعها وخواصها. وهذا ما ينطبق على أي مخلوق أوجده الله على وجه هذه الأرض فلم يخلق شيئاً في الكون عبثاً هذه هي القاعدة التي يجب ان نعرفها.
لماذا سميت بأحجار كريمة? هل لندرتها أم لسبب آخر?
الأحجار الكريمة سمت بهذه التسمية لأسباب عدة, منها الندرة في تواجدها إضافة إلى الخواص التي تتمتع بها , وقد لا تتوافر في غيرها, ويتربع على قمة هذا الهرم الألماس إذ يتميز بإعطاء الشحنة أو الطاقة الإيجابية لكل خلايا الجسم.
ما علاقة الأحجار الكريمة بجسم الإنسان?
كل حجر يعالج جزءاً من الجسم, وقد قسمها الصينيون والهنود في ثقافاتهم القديمة, فالألماس يعالج مركز اليافوخ وما يتبعه لذا نرى ان الملوك يضعونه على التاج وهو أمر ليس اعتباطاً بل وجوده في هذه النقطة يمنح الإبداع فيكون الإنسان خلاقاً, وتكون خلاياه موجبة وهذا ينعكس على تصرفاته ووظائف جسمه فتكون إيجابية, كما يخص هذه المنطقة الايماتيست »الجشمت« ولونه بنفسجي, أما خواصه فهي طبية أكثر من كونها نفسية, وتتفاعل مع الدورة الدموية والانزيمات الموجودة في الجسم. أما الحجر الثالث فهو الزبرجد واسمه العلمي »الاكوامارين« وهو مختص للغدة الدرقية وإحدى ميزاته انه يتفاعل كيميائياً معها, وينصح به للإنسان العصبي, حتى يتحول مزاجه إلى الهادئ, وأما بالنسبة لمن لديه اكتئاب فهو جيد إذ يرفعه عنه.
أما منطقة القلب فيؤثر فيها الزمرد ولونه أخضر, ويفضل وضعه قريباً منه إذ ان القلب مركز العواطف, حتى ان القرآن يصف العقل بالقلب ولأن القلب هو مركز وظائف الجسم وبوجوده في هذا المكان يعني القوة الدافعة لكل خبايا الجسم فتكون صحيحة.
أما المنطقة التي تليها فهي منطقة المعدة والطحال وينفع حجر »التوبار« في هذه المنطقة إذ يعالج من لديه مشكلات صحية في الطحال والجهاز الهضمي, أما الياقوت فهو يعمل في منطقة أسفل السرة, كما يسمى بحجر العشاق لأنه يختص بالمشاعر والأحاسيس, لذلك نرى من يمتلكه - خصوصاً ان كان نقياً جداً - يكون محبوباً عند الناس, أما المنطقة الأخيرة التي يختص بها المرجان, وهو ذو مصدر حيواني مائي بحري.
هذه الخريطة الخاصة بعلاج جسم الإنسان تستخدم في دول شرق آسيا وأوروبا, إذ يضعون المريض بطريقة معينة ثم يرصفون عليه الأحجار بالطريقة التسلسلية التي ذكرتها.
ما فائدة الحجر علمياً وكيف يكتسب الطاقة?
جسم الإنسان يتكون من خلايا حية وهذه لخلايا تتكون من نواة وهذه النواة أساس كل شيء في الكون فكل شيء في الكون يتألف من نواة وذرات, وهي ترتصف بطريقة دقيقة ومحددة ومختلفة بعدد من الذرات والإلكترونات والبروتونات في تركيبها, وفي دورانها السريع حيث تعطي طاقة استاتيكية غير مرئية, كما في الراديو وجهاز التلفاز اللذين يستقبلان الطاقة التي تبث عبر الأقمار الصناعية وتترجم لصورة وصوت يمكن أن نراهما أو نسمعهما, فنحن كبشر نفتقد هذه الميديا أو الوسيط الذي يمكننا من رؤية الطاقة. ولكن يمكن ان نلتمسها في وظائف الجسم فتشعر بالطاقة في التصرفات والسلوكيات وردات الفعل, أما الأحجار فيمكن تصنيفها في ثلاثة أنواع, ذاتية الطاقة وتكسبه الطاقة, ومتعادلة في طاقتها وهذ الأخيرة طاقتها ضعيفة جداً ولا يمكن الإحساس بها بسهولة, أما ذاتية الطاقة فهي الأحجار الكريمة التي سبق وأشرت إليها, وأما تلك التي تكتسب الطاقة فهي الأحجار الخطيرة ومنها الجزع والدر السليماني والهبهاب, وهذه تستخدم في علوم السحر إذ تكتسب طاقتها بفعل أي طاقة خارجية فتكون إما برموز أو بكلام أو بطلاسم معينة أو عن طريق النفث عليها أو بالتلفظ بأحرف معينة, فتؤثر بحسب الطاقة المزودة لها, فنجد الهبهاب, يعمل في التقريب بين الأشخاص والجزع للتفريق وهكذا.

وبالنسبة للأحجار ذوات الطاقة الضعيفة كالجاسبر والجارنيت, فهذه الأحجار لا يمكننا الإحساس بها ولا بتأثيرها.. جدير بالذكر ان بعضها ناتج عن البراكين أو الأحجار الرسوبية أو قد تكون نارية, فلا يمكن الإحساس بها إلا بعد أمد طويل.

تقصد ان لا فائدة منها?

لا يوجد شيء في الطبيعة من دون فائدة, وهناك مدرسة صينية تسمى »الفانغ شوي« تدرس الطاقات كطاقة الألوان والمواد وطاقة الاتجاهات والمكان, وتجزم أن هذه الأمور تؤثر على سلوكنا البشري أي اللون الذي يلبس ويؤثر على ردود أفعالنا وسلوكياتنا, كما ان الاتجاهات والأبعاد لها التأثير ذاته.. والأحجار الكريمة لكونها مواد فهي تؤثر على سلوكياتنا ولابد من معرفة أمر مهم وهو اختلاف تأثيرها من شخص لآخر, والسبب يعتمد على قدرة مقتنيها وتكويناته والأبراج الفلكية واسمه وبالتالي ينتج التأثير عليه, وهذا يختلف من شخص لآخر.

لكن من خلال ممارستي وتجاربي تجاه علوم الطاقة تبين ان الإنسان لو ركز على كل الأنظمة يجدها منظمة لدرجة التعقيد وسيجد ما يريحه.. وأضرب مثالاً علمياً على قدرة الماء, فكلما اقترب الإنسان من شلال أو نافورة ماء قوية جداً وجاءه رذاذ الماء على وجهه تجده يبتسم, لأن للمادة قدرة عالية على تحريك إيجابية الإنسان أي عندما يتحرك الماء تتكون عن حركته شحنات موجبة فعندما تقترب منها تشعر بالسعادة لاستبدال شحناتك السالبة بأخرى موجبة قد اكتسبتها من حركة الماء ومن الشحنات الموجبة الصادرة منه, وهنا يفرز انزيم السعادة ويعمل بصورة سريعة, وهذا الأمر ينطبق على من يجلس بقرب الشاطئ لمدة نصف ساعة يومياً فمن المستحيل ان يصاب بالهم, وذلك بسبب وجود ملح اليود, اضافة الى الماء الذي ينتج عنه شحنات موجبة.

هل هناك فروق بين الاحجار وتأثيراتها على الانسان?

هناك تصنيفات كثيرة, اذكر منها فوائد واهمية الاحجار وتأثيراتها, العقيق يعد سيد الاحجار الكريمة لما له من فضل كبير, وهناك روايات كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تتحدث عن افضلية هذا الحجر واهميته الكبري في حياة الناس, وهناك الفيروز الذي اشتهر بأهميته في صد العين الحاسدة, كما يسمى بحجر الظفر او النصر, اما لونه فهو الذي اكسبه الخاصية والشهرة في صد العين, اذ ان لونه الازرق الملفت للنظر هو من يجذب تلك النظرة اليه فتتحول طاقة العين الحاسدة الى اللون الازرق فتكسر طاقة الحسد السالبة.

وقد تم تصنيف الاحجار حسب خواصها, فهناك الزمرد الذي يتم استعماله لتيسير الامور, وهناك الياقوت وهو حجر المشاعر والمحبة, وهناك الزبرجد لرفع الكآبة, والتوباز غالباً ما يستعمل لعلاج امراض القولون والجهاز الهضمي, ولابد من معرفة ان الاحجار تصنف كالبشر فهناك الاحجار المائية والترابية والهوائية والنارية, وهي كطبائع ابن ادم, اما المائية منها فاذكر منها المرجان واللؤلؤ واليسر, ويتم استخراجها من البحر, وهناك الاحجار الترابية وهي كثيرة اما الاحجار النارية فأشهرها العقيق والجزع والدر السليماني وشرف الشمس ومن يحمله يحمل معه حرزاً, اما الهوائية فالمشهور منها الكهرب او الكهرمان وهو عبارة عن عصارة نباتية تكونت وتبلورت عبر الزمن.

كيف يمكن معرفة اتفاق الاحجار والابراج?

المطلعون على هذه العلوم والباحثون فيها قسموها الى نوعين, فهناك من يحدد لكل شهر من اشهر السنة حجراً مناسباً له, معتمدين على طبائع كل شهر, ومقارنته بالحجر الذي يشبهه في الطبائع, اما الاكثر صحة في مناسبتها مع الانسان فهي تلك التي قسمت بحسب الابراج الفلكية, وهي مختلفة عن الابراج الميلادية بسبب تغيرات مواقع الكواكب, وما الى ذلك, وتقسم الابراج الفلكية طبقاً للاسم واسم الام وتحسب بطريقة الجمل الكبير اي بجدول »ابجد هوز« ثم يستخرج منها البرج الفلكي وليس الميلادي, وهناك من يسميه بحساب الرمل, ومن هذه الطريقة نعرف الحجر المناسب ونصفه له.

وان الحضارتين الهندية والصينية قسمتا الاحجار الى اثني عشر حجراً ابتداء من العقيق ثم الجشمت او الايماتيت ثم الزبرجد والالماس والزمرد واللؤلؤ والياقوت والفيلدوت, والزفير والاوبال والتوباز والفيروز, وهي عامة لكل الابراج والافلاك والمواليد, ومن يقتنيها يجد التأثير الذي يتوق اليه, لكن هذا التأثير يأتي مع الوقت وليس بسرعة كبيرة وكما قلت انها تعتمد على طبيعة الانسان نفسه.

كيف يكون التأثير قوياً ومفيداً?

من المؤسف ان هناك من يعتقد ان نتيجة التأثير لهذه الاحجار تكون لحظية لكنها تأخذ وقتاً باعتمادها على عوامل عدة, اهمها طاقة الشخص ان كانت اعلى او اقل من الحجر, ثانيها تأثير الحجر من شخص الى اخر, ثالثها نقاوة الحجر وحجمه وهو امر في غاية الاهمية وتؤثر في فائدة الحجر نفسه, اما الجانب الاخير فهو المدة التي يمكن ان ينتظرها صاحب الحجر, ونقيسها بتأثير الطب الشعبي اذ يأتي تأثيرها لاحقاً, فهو ليس كالطب الحديث, والجدير بالذكر ان هناك احجاراً طبيعية يأتي تأثيرها قوياً جداً مثل العقيق والفيروز والزمرد والياقوت اذ تأتي نتائجها مباشرة وسريعة.
كيف تم تقسيم تلك الاحجار وفائدتها?

غالباً وبشكل عام يتم تحليل طبائع كل برج من ثم مطابقة خواص كل حجر, لذا اراها الاصح والانسب لاختيار الحجر.

كيف ينتج تأثير الاحجار?

نصف تأثير الاحجار يتم بطريقة كيميائية واخرى فيزيائية اي مصدر الحجر وحجمه ولونه, وهذه خاصية فيزيائية اضافة الى تركيبته الكيميائية, فمثلاً الياقوت من مكوناته اكسيد الحديد, لذا فهو احمر اللون, ومنه كان تأثير اكسيد الحديد على المخ, اذ يعطي تأثيراً ايجابياً, وهذا هو المقصود به, فعالم الاحجار كبير ومليء جداً بالتغييرات, ودخول اي عنصر كيميائي عليه يغير صفاته وتأثيراته تماماً, فمثلاً الزمرد موجود في الطبيعة وبدخول عنصر عليه كالماغنيسيوم يصبح نافعاً لذا فأي عنصر كيميائي يغير خواصه بالكامل, وما هو معرف عن هذه التفاعلات قليل جداً مقارنة بما هو موجود في الطبيعة.

هل يطلب الناس اقتناءها لذاتها واهميتها, ام لثمنها وقيمتها المادية?

في الكويت تستخدم هذه الاحجار للزينة, او رغبة في اقتناء احجار ثمينة, بينما في الصين والهند واوروبا تُقتنى وتُلبس لأهمية خواصها ولميزاتها وتأثيراتها.

هل يمكن لغير المختص ان يعرف اذا كان الحجر اصلياً ام مزيفاً?

بسبب التقنية بات من الصعوبة بمكان معرفة نقاوة الحجر وان كان اصلياً ام مزيفاً, حتى الخبير اليوم لا يمكنه التعرف اليه الا من خلال الفحص المخبري الدقيق, فالاحجار الصناعية باتت اليوم تضاهي وتنافس الاحجار الطبيعية, خصوصا تلك الآتية من المانيا كالكهرب الصناعي, والعقيق.
هل هي نفس تركيبة الحجر الأصلي, وهل تختلف طاقتها?

هي من النوادر الصناعية, فمنذ عهد هتلر قام بعض علماء الكيمياء بعمل تركيبة صناعية خاصة تشبه التركيب الاصلي للحجر, وشملت العقيق الصناعي والكهرب الصناعي والفوتوران والسندلس وهذه الاحجار تحمل خواص الحجر الاصلي, وذلك بوضع تركيبة كيميائية سرية اكسبت هذه الاحجار تلك الخواص الطبيعية للحجر الاصلي.

بم تنصح المتسوق العادي لمعرفة الحجر المقلد من الاصلي?

عليه ان يعتمد على فاتورة الشراء, فمن الصعوبة ان يغير التاجر مواصفات الحجر, بخلاف المكتوب في الفاتورة, اما المعرفة والتفريق فهي صعبة على الشخص العادي الا بالفحص المخبري.