لم يحتج سماحة آية الله السيد علي السيستاني، حفظه الله، إلا إلى سويعات قليلة ليحل أعقد مسألة واجهها الاميركان والحكومة العراقية الموقتة، وذلك بعد أن تحادث مع السيد مقتدى الصدر من جهة، والحكومة العراقية من جهة أخرى لتتوقف المعارك الكلامية بين الطرفين، ولتصمت القذائف على جوار حرم أمير المؤمنين، عليه السلام.

وهذا دليل واضح على دور المرجعية الدينية الرشيدة وأسلوبها الحكيم في معالجة أمهات الصعاب التي قد تواجه العراقيين مستقبلا، وبالأخص أن النجف الأشرف هو المركز الأساسي للمرجعية التي يرجع إليها المسلمون العراقيون اذا ادلهمت الأمور.

> > >

إخلاء الصحن الحيدري الشريف كان «كلمة السر» التي لم يفهمها الآخرون، وذلك أن الصحن الحيدري لا يمكن أن يخلى بأي حال مادام هناك مؤمنون يواصلون زيارة ضريح الإمام علي، عليه السلام.

ومن الواضح أن ما حدث أخيرا كان عملا وجه الأضواء إلى هذا المكان المقدس الذي كان ملجأ للمؤمنين على مدار التاريخ الاسلامي، حيث يقوم الأحياء بزيارته، ويقومون بدفن موتاهم في مقبرة السلام بجوار حامي الحمى الإمام أبي الحسن، عليه السلام، وذلك لانه يستحب الدفن بجوار رجل صالح.

> > >

في الأزمة الأخيرة استفاد العراقيون أن الأسلوب «الصدامي.. نسبة إلى صدام» لم يعد مقبولا من أي حكومة قادمة، فلم تعد كلمات التهديد والوعيد وأسلوب القتل والسجن اسلوباً مقبولا بعد انهيار حكم الطغاة، ولعل الأسلوب الحكيم الذي قبله العراقيون بسرعة هو حكم السيد السيستاني وهو الفقيه والمرجع الأعلى للمسلمين في العراق ومن خلاله تتعلم الحكومة منهج الخطاب السياسي للأمة التي هي مصدر السلطات جميعا.

> > >

اعتمد الحل بالدرجة الاولى على حقن دماء المسلمين لحرمة التقاتل فيما بينهم، وسحب البساط من الاميركيين الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء، ولم يكن لديهم حرمة تمنعهم من قصف الحرم الحيدري وخاصة بعد اقترابهم منه بضعة أمتار وتوجيه دباباتهم إليه ليكونوا غطاء عسكريا للقوات العراقية التي كان مطلوبا منها الاقتتال مع إخوانهم العراقيين.

وهذه الحادثة تدل على جهل الاميركان بالعقلية العراقية، وأن الشعب العراقي يستطيع حل مشاكله بنفسه وبالاستعانة بالمرجعية الدينية بمن فيهم الأشخاص العلمانيون المتواجدون في الحكومة وذلك لقوة التأثير الديني في الشارع العراقي.

> > >

أتصور أن الاميركان سيوجهون قواتهم إلى جهة أخرى من العراق لأنهم لا يستطيعون ان «يقعدون راحة» حيث لابد، وقبل الانتخابات الاميركية من فرض سيطرتهم ـ كما يدعون ـ على كل الأراضي العراقية كي يظهر الرئيس بوش بمظهر البطل المنتصر الذي استطاع إرضاخ العراق وشعبه للإرادة الاميركية.

> > >

اكتشاف جاسوس اميركي في وزارة الدفاع يعمل لصالح اسرائيل ليس خبرا.. لأن الكل هناك بطريقة أو بأخرى يجب ان يعمل لصالح دولة الصهاينة بمن فيهم كل اليمين المتطرف الجديد.. ومن يرفض فلن يبقى في منصبه.. واسألوا عن ذلك الرئيس بوش الأب.

ajamal1950@hotmail.com